حقنة في الدماغ تُعطي أملاً جديداً لمدمني الكحول

التغيير في إنتاج الدوبامين مسؤول عن الكثير من إدمان الكحول والسلوك الإشكالي (إ.ب.أ)
التغيير في إنتاج الدوبامين مسؤول عن الكثير من إدمان الكحول والسلوك الإشكالي (إ.ب.أ)
TT

حقنة في الدماغ تُعطي أملاً جديداً لمدمني الكحول

التغيير في إنتاج الدوبامين مسؤول عن الكثير من إدمان الكحول والسلوك الإشكالي (إ.ب.أ)
التغيير في إنتاج الدوبامين مسؤول عن الكثير من إدمان الكحول والسلوك الإشكالي (إ.ب.أ)

توصلت دراسة أجريت على القرود إلى أن حقنة في الدماغ يمكن أن تقلل من كمية الكحول التي يشربها المدمنون بنسبة 90 في المائة، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

والحقنة الجديدة عبارة عن علاج موجود مسبقاً يُستخدم لعلاج مرض باركنسون، ويتم إدخال الجين الذي يعمل على إصلاح العيوب في توصيلات الدماغ للأفراد الذين يعانون من إدمان الكحول.

هذا الجين يجعل الجسم يطلق بروتيناً يسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الدبقية، أو GDNF، والذي يعالج مستويات الدوبامين.

تم إجراء هذه العملية على قرود المكاك التي تعاني من مشكلات تتعلق بالإدمان على الكحول، ولاحظ العلماء انخفاضاً بنسبة 90 في المائة في تناول الكحول الطوعي لعدة أشهر.

قال البروفيسور كريستوف بانكيفيتش، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ الجراحة العصبية في جامعة ولاية أوهايو الأميركية: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن هذا العلاج يمكن أن يمنع الانتكاس دون الحاجة إلى التزام المرضى به على المدى الطويل».

يجب توصيل العلاج مباشرة إلى الدماغ لأن البروتين أكبر من أن يصل إلى العقل إذا تم إعطاؤه عن طريق الفم أو عن طريق حقنة عادية.

يعتقد العلماء أن العلاج قد يكون إعادة توصيل الخلايا العصبية في الدماغ التي أصبحت معتمدة على الكحول لإنتاج الدوبامين، وهو هرمون رئيسي يساهم في السعادة.

اختيار شرب الماء بدلاً من ذلك

قالت البروفيسور كاثلين غرانت، المؤلفة المشاركة والأستاذة في المركز القومي لأبحاث الرئيسيات التابع لجامعة أوريغون للصحة والعلوم، بعد ملاحظة آثار العلاج على قرود المكاك، «انخفضت نسبة شرب الكحول إلى الصفر تقريباً».

وتابعت «لأشهر متتالية، كانت هذه الحيوانات تختار شرب الماء وتتجنب شرب الكحول تماماً. لقد قللوا من تناول الكحول لدرجة أننا لم نسجل أي مستوى للكحول في الدم».

وأضافت البروفيسور غرانت أن التغيير في إنتاج الدوبامين مسؤول عن الكثير من إدمان الكحول والسلوك الإشكالي. وقالت: «الدوبامين له دور في تعزيز السلوك، وفي إيجاد بعض الأشياء الممتعة... يمكن أن يؤدي استخدام الكحول الحاد إلى زيادة الدوبامين. ومع ذلك، من خلال شربه بشكل مزمن، يتكيف الدماغ بطريقة تقلل من إفراز الدوبامين».

وأوضحت «لذلك عندما يكون الناس مدمنين على الكحول، فإنهم لا يشعرون بمزيد من المتعة في الشرب. يبدو أنهم يشربون أكثر لأنهم يشعرون بالحاجة إلى الحفاظ على حالة من السكر».


مقالات ذات صلة

دراسة: «أوزمبيك» قد يساعد في علاج إدمان المخدرات والتبغ والكحول

صحتك صناديق من عقارَي «أوزمبيك» و«مونغارو» لعلاج السكري من النوع الثاني ومعالجة السمنة في 29 مارس 2023 (رويترز)

دراسة: «أوزمبيك» قد يساعد في علاج إدمان المخدرات والتبغ والكحول

ذكرت دراسة في المجلة العلمية «آديكشن»، أن أدوية علاج السكري وفقدان الوزن، والمعروفة بـ«GLP-1»، يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول والمخدرات.

صحتك عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم يؤثر سلباً على صحتهم في المستقبل (رويترز)

قلة نوم الأطفال قد تدفعهم لتعاطي المخدرات في المستقبل

ربطت دراسة جديدة بين عدم حصول الأطفال على قسط كافٍ من النوم ليلاً وميلهم لشرب الكحول وتعاطي المواد المخدرة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شرب الكحول مرة أو مرتين في اليوم يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (أ. ف. ب)

دراسة جديدة تحذر… شرب الكحول مضر بالصحة

تُشير دراسة جديدة إلى أن الفكرة السائدة بأن الفرنسيين يتمتعون بمعدلات منخفضة نسبياً لأمراض القلب لأنهم يشربون النبيذ الأحمر هي فكرة خاطئة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا علب بيرة خالية من الكحول بمتجر في سيوداد خواريز بالمكسيك يوم 24 يوليو 2024 (رويترز)

الصحة العالمية: الأوروبيون الأعلى استهلاكاً للكحول في العالم

يُعَدّ الأوروبيون أكثر من يتناول الكحول بين سكان العالم، مع متوسط استهلاك سنوي يبلغ 9.2 لتر من الكحول الخام للفرد، وفق منظمة الصحة العالمية.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
العالم يقضي الكحول على 2.6 مليون شخص سنوياً وفق تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية الثلاثاء عدّت فيه هذا الرقم «مرتفعاً بشكل غير مقبول»

«الصحة العالمية»: الكحول يقضي على 2.6 مليون شخص سنوياً

يقضي الكحول على 2.6 مليون شخص سنوياً، وفق تقرير أصدرته «منظمة الصحة العالمية»، الثلاثاء، عدّت فيه هذا الرقم «مرتفعاً بشكل غير مقبول».

«الشرق الأوسط» (جنيف)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)
صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)
TT

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)
صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة من مستشفى هيوستن ميثوديست، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة «Suprachoroidal space (SCS) injections»، للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين. وتدعم المبادئ التوجيهية، التي أعدتها مجموعة من الخبراء ونشرتها مجلة رتينا (Retina) التي تروِّج لتوحيد المعايير، التي تعد النهج المبتكر لتوصيل الأدوية المستهدفة لشبكية العين. وعلى الرغم من دراسة هذا النهج لسنوات عدة، إلا أنه لا يزال جديداً نسبياً في الممارسة السريرية. ويمثل الحيز فوق المشيميّة موقعاً بديلاً لتوصيل الأدوية بالحقن داخل الجسم الزجاجي التقليدي للعين.

يقول الدكتور شارلز وايكوف، أستاذ طب العيون السريري في مستشفى هيوستن ميثوديست والمؤلف الأول للدراسة: «أردنا أن نقدم لأطباء العيون خريطة طريق مفصلة لتوصيل الأدوية بأمان وفاعلية إلى الحيز فوق المشيمية في العين، وعلى الرغم من أنها مجموعة مهارات جديدة لكثير من الأطباء، فإنها تتمتع بإمكانات كبيرة للتوسع في المستقبل».

وتعد هذه التقنية طفيفة التوغل، جذابةً لأنها قادرة على توصيل الدواء بدقة وتقليل مخاطر الآثار الجانبية، ويمكن إجراؤها في عيادة خارجية. ويشير الدكتور وايكوف إلى أن الحيز فوق المشيمية، الذي يقع بين المشيمية (choroid) والصلبة (sclera) في جدار العين، موقع رئيسي لتدفق العنبة (uveoscleral outflow).

ويضيف د. وايكوف: « تتوسع هذه المساحة المحتملة المجاورة للمشيمية مع دخول السائل، وتعمل كمسار تصريف من مقدمة العين إلى مؤخرتها، مما يسهم في الحفاظ على الضغط داخل العين بشكل طبيعي». وعلى الرغم من أن الإجراء يتشابه مع الحقن داخل الجسم الزجاجي الأكثر استخداماً، حيث يتم توصيل الدواء مباشرةً إلى تجويف الجسم الزجاجي للعين، فإنه لا يسبب أي أعراض بصرية، كعوّامات أو اضطرابات بصرية أخرى.

وانعكست الدراسات السريرية المسبقة حول التوزيع والمتانة بشكل إيجابي على تقنيات حقن الحيز فوق المشيميّة. وأظهرت الاختبارات التي أجراها الباحثون على أعين الأرانب، أن حقن الحيز فوق المشيميّة بإمكانها دعم إمكانية التوافر البيولوجي للدواء في العين لفترات طويلة.

ويوضح د. وايكوف أن حيز المشيميّة ليس بالضرورة مساحة أكثر فاعلية لإجراء الحقن، إلا أنه مجرد مساحة مختلفة، مع آثار جانبية قد تكون أكثر ملاءمة لبعض العلاجات في بعض الظروف. ولإعداد الإرشادات التوجيهية الجديدة، استعرضت اللجنة العلمية الأدلة المنشورة الحالية والخبرات السريرية، لتحديد نقاط الإجماع بما في ذلك أفضل الممارسات في إعداد المريض، وإدارة ما قبل الحقن وما حوله، وتقنيات الحقن الخاصة بحيز فوق المشيميّة، وإدارة ما بعد الحقن ومتابعة المريض.

وخلصت المبادئ التوجيهية إلى أن الأدلة السريرية الحالية وخبرة الأطباء تدعم حقن الحيز فوق المشيميّة، بوصفها طريقة آمنة وفعالة لتقديم العلاجات الشبكية والمشيمية. كما يجري حالياً إجراء تجارب سريرية لمجموعة واسعة من العلاجات باستخدام حقن الحيز فوق المشيمية، بما في ذلك العلاجات الجينية والأدوية البطيئة الإطلاق لحالات شبكية العين الأخرى.

ويختم د. وايكوف قائلاً: «قد لا يزال حقن الحيز فوق المشيميّة منتجاً متخصصاً نسبياً في الوقت الحالي، ولكنه يتمتع بالقدرة على الاستخدام في علاج مزيد من أمراض الشبكية، ويفتح المجال لتقديم علاجات جديدة».