خيارات حديثة للعلاجات المناعية للسرطان

لتأمين رعاية المرضى في السعودية

خيارات حديثة للعلاجات المناعية للسرطان
TT

خيارات حديثة للعلاجات المناعية للسرطان

خيارات حديثة للعلاجات المناعية للسرطان

أدى التقدم العلمي في علاج السرطان إلى كثير من خيارات العلاج الجديدة، بما في ذلك ما يسمى مثبطات بروتين موت الخلية المبرمج 1 (PD-1) ومثبطات ليجاند الموت المبرمجة 1 (PD-L1). ونتيجة لذلك، ازداد الإنفاق على رعاية مرضى السرطان. وهناك قدر كبير من عدم اليقين فيما يتعلق بقدرة الميزانيات الحالية على استيعاب هذه الأدوية المبتكرة. هناك حاجة إلى أدلة على الميزانية المحتملة والأثر الصحي لخيارات العلاج الجديدة لضمان تخصيص الصحة العامة ميزانية كافية للمستقبل.

لقد أحدث العلاج المناعي (Immunotherapy) تحولاً في رعاية مرضى السرطان، وقدم نتائج محسنة في نطاق المؤشرات، والبقاء على قيد الحياة مع تحسن نوعية الحياة. ومع ذلك، فإن التوسع السريع في خيارات العلاج في علم الأورام المناعي (immuno-oncology) واستخدامها أدى لمخاوف بشأن احتمالية وضع ميزانيات الرعاية الصحية تحت الضغط.

إحصاءات السرطان بالمملكة

- أعداد الحالات. يشير تقرير الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) لعام 2020 إلى أن عدد الحالات الجديدة لجميع أنواع السرطان في المملكة العربية السعودية في عام 2020 بلغ 27885 حالة - بزيادة قدرها 13.9 في المائة عن عام 2018. وعدد الوفيات المنسوبة للسرطان في عام 2020 بلغ 13069 - بزيادة قدرها 24.3 في المائة عن عام 2018.

- أنواع السرطان. بشكل عام، كان تشخيص السرطان لدى النساء عالياً في عام 2020، مع خطر الإصابة بالسرطان قبل سن 75 عاماً بنسبة 11.4 في المائة، مقارنة بـ9.4 في المائة في الرجال. وأكثر أنواع السرطانات التي تم تشخيصها شيوعاً عند النساء هي سرطان الثدي (29.0 في المائة) والغدة الدرقية (14.3 في المائة) وسرطان القولون والمستقيم (9.2 في المائة)؛ في حين كانت الإصابات المشخصة الأكثر شيوعاً عند الرجال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم (19.3 في المائة) وسرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكين (8.0 في المائة) وسرطان الدم (leukaemia) (6.7 في المائة) في عام 2020.

- عوامل الخطر. على الرغم من وجود مجموعة سكانية شابة، تشهد المملكة العربية السعودية زيادة في معدلات الإصابة بالسرطان عاماً بعد عام، والتي يمكن أن تُعزى إلى النمو السكاني والتوسع الحضري، فضلاً عن زيادة طول العمر بنسبة 1.7 في المائة من عام 2010 إلى عام 2020.

تؤدي السلوكيات، مثل تعاطي التبغ، والروتين الخامل، والنظام الغذائي غير الصحي، إلى زيادة معدلات الإصابة بالسرطان والوفيات. هذه السلوكيات، إلى جانب الافتقار إلى الوعي بالسرطان، ونقص الفحص، ومحدودية برامج الكشف المبكر، تمثل جميعها عوامل الخطر في المملكة العربية السعودية، وتعمل على زيادة عدد الحالات والوفيات الجديدة سنوياً.

- رعاية مرضى السرطان. توفر حكومة المملكة حالياً الوصول المجاني إلى الرعاية الصحية لجميع المواطنين والوافدين الذين يعملون في القطاع العام، من خلال وزارة الصحة بشكل أساسي، حيث احتل قطاع الرعاية الصحية ثالث أكبر حصة من نفقات الميزانية بنسبة 15.6 في المائة في عام 2019. يقدم نظام الرعاية الصحية أربعة مراكز متخصصة في علاج الأورام العام لتلبية احتياجات العدد المتزايد من السكان (33 مليوناً). ومع تزايد الطلب ونمو السكان، تستكشف حكومة المملكة طرقاً لتحسين الكفاءات وخفض التكاليف.

وكجزء من مبادرة «رؤية المملكة العربية السعودية 2030»، تم إنشاء برنامج تحويل القطاع الصحي، بهدف إعادة هيكلة القطاع لتحسين الخدمات والأحكام والجودة. تتضمن هذه الإصلاحات خصخصة المستشفيات العامة لزيادة نفقات الرعاية الصحية الخاصة من 25 في المائة إلى 35 في المائة من إجمالي نفقات الرعاية الصحية، وزيادة خصخصة المدن الطبية من خلال خطة المشاركة بين القطاعين العام والخاص (PPP) وإدخال نظام تأمين صحي إلزامي للمواطنين.

- معيار العلاج وجودته. تختلف خيارات العلاج حسب نوع السرطان وموقعه ومرحلته مثل العلاجات الكيميائية والمناعية والموجهة والإشعاعية. وعلى الرغم من أن العلاج الكيميائي يعد شائعاً في كثير من حالات الأورام، فإنه يرتبط بمستويات عالية جداً من السمّية. هناك حاجة إلى زيادة الوصول إلى العلاجات ذات السمية المنخفضة واستيعابها والتي لا تزال قادرة على إطالة فترة البقاء على قيد الحياة.

دراسة عالمية حديثة

نستعرض هنا دراسة عالمية بدأت العام الماضي 2022 وتستمر حتى 2026 وشاركت فيها المملكة العربية السعودية، عنوانها (نمذجة النتائج الصحية والأثر الاقتصادي لفئة مضادات PD-1 / PD-L1 في رعاية مرضى السرطان

Modelling the health outcomes and economic impact of the anti–PD-1/PD-L1 class in cancer care).

والهدف من هذه الدراسة تقدير التأثير المحتمل لمثبطات PD-1 / PD-L1 على الصحة والميزانية، ومدى القدرة على تحمل أعباء التكاليف المترتبة على المدى الطويل، في ميزانيات الدول ومنها المملكة العربية السعودية.

يقيّم نموذج دراسة التأثير الصحي (The Health Impact Projection 2.0 (HIP 2.0)) أبرز النتائج السريرية والاقتصادية لمثبطات PD-1 / PD-L1 في عدد من الحالات السرطانية ذات معدل الإصابة المرتفع على مدى خمس سنوات (2022-2026) مقارنةً بعلاجات الرعاية المعيارية.

- النتائج. تعد هذه النتائج أولية لعدم وجود مدخلات تكلفة وبالتالي فهي عرضة للتغيير.

بحسب النموذج (HIP 2.0)، من المتوقع علاج 6557 مريضاً بمثبطات PD-1 / PD-L1 في المملكة العربية السعودية خلال فترة 5 سنوات (2022 - 2026)، مما يمنح 3096 سنة حياة (Life Years (LY)) إضافية، أي ما يعادل 6 أشهر تقريباً حياة إضافية لكل مريض بعد سنوات الحياة المكتسبة بفضل علاجات الرعاية المعيارية. ومن المتوقع أن ينخفض معدل الأعراض الجانبية بنسبة 22 في المائة، وينخفض بمقدار 866 حالة مقارنة بالحالات التي تعتمد على علاجات الرعاية المعيارية حصراً. ترتبط هذه النتائج الصحية بمتوسط أثر اقتصادي يبلغ حوالي 442.1 مليون ريال سعودي سنوياً.

وفقاً للنموذج الخاص بالمملكة، باختصار، يمكن لمثبطات PD-1 / PD-L1 أن تعزز من مقاومة مرضى السرطان إلى حدٍ كبير. كما يمكن أن تؤدي زيادة توافر مثبطات PD-1 / PD-L1 إلى تحقيق فوائد أكبر للمرضى. ونظراً لارتفاع تكاليف العلاجات المضادة لـ PD-1 / PD-L1 مقارنةً بعلاجات الرعاية المعيارية، فإن تغيير أعداد المرضى الداخليين الذين عولجوا بمضادات PD-1 / PD-L1 سيزيد من التكاليف، مع زيادة جودة حياة المرضى أيضاً من خلال الزيادة الشاملة والتقدم والبقاء على قيد الحياة. وسيتطلب كذلك تزايد عدد دواعي الاستخدام الجديدة لمثبطات PD-1 / PD-L1 التخطيط الإضافي لضمان الوصول إلى مثل هذه العلاجات المبتكرة على الدوام.

لقد تم استخدام هذا النموذج في النمسا وسلوفينيا وبلجيكا وغيرها، وقد مكّنت ميزات النموذج صانعي السياسات من تقييم مدى كفاية ميزانيتهم للسنوات الخمس التالية واستكشاف الآثار المترتبة على قرارات السياسة المختلفة مثل تغيير ميزانية علم الأورام لتوفير استثمارات إضافية ومعرفة تأثير فئة مثبطات PD-1 / PD-L1 على تكاليف الرعاية الصحية ونتائج المرضى ويمكن أن يدعم صانعي السياسات.

- التوصيات. وتشمل ما يلي:

- يمكن أن توفر مثبطات PD-1 / PD-L1 فوائد البقاء على قيد الحياة في مرضى السرطان، مع أقل آثار جانبية.

- يمكن تحمل تأثير ميزانية مثبطات PD-1 / PD-L1 ولكن استعمال هذه العلاجات بشكل متزايد سوف يتطلب التخطيط لأموال إضافية في المستقبل.

علاجات مناعية

ما هي مجموعة مثبطات PD-1 / PD-L1؟

تغيرت رعاية مرضى السرطان بشكل كبير خلال السنوات الخمس الماضية، مع إدخال كثير من خيارات العلاج الجديدة في مؤشرات السرطان المختلفة. ففي السنوات القليلة الماضية على وجه الخصوص، أدت التطورات المهمة في علم الأورام إلى الموافقة على كثير من العلاجات المناعية في عدد من مجالات أمراض الأورام. البعض منها يعالج أنواعاً متعددة من الأورام. تم إطلاق 30 مادة فعالة جديدة للأورام على مستوى العالم في عام 2021.

أظهرت الدراسات الحديثة أن العلاج بمثبطات بروتين موت الخلية المبرمج 1 (programmed cell death protein 1 (PD-1)) / فئة مثبطات ليجاند الموت المبرمجة 1 (programmed death-ligand 1 (PD-L1)) يمكن أن يحسن بشكل كبير نتائج البقاء على قيد الحياة في كثير من مؤشرات الأورام.

على وجه الخصوص، أظهرت فئة مثبطات PD-1 وPD-L1 من العلاجات المناعية فاعلية إكلينيكية كبيرة في مجموعة واسعة من الأورام الخبيثة. من أمثلة مضادات PD-1 / PD-L1 ما يلي:

أتيزوليزوماب Atezolizumab - أفيلوماب Avelumab - سيميبليماب Cemiplimab - دورفالوماب Durvalumab - نيفولوماب Nivolumab - بيمبروليزوماب Pembrolizumab.

من المتوقع أن تؤدي التوليفات الإضافية من المنتجات المضادة لـ PD-1 / PD-L1 والعوامل الأخرى إلى تغيير المشهد المستقبلي لعلم الأورام المناعي. حصلت المنتجات المختلفة المضادة لـ PD-1 / PD-L1 مؤخراً على موافقة الجهات التنظيمية في بلدان مختلفة. ويوفر علم الأورام المناعي، ولا سيما فئة مثبطات PD-1 / PD-L1، فرصاً جديدة لعلاج السرطان بشكل فعال، وإطالة فترة البقاء على قيد الحياة وتحويل السرطان إلى مرض مزمن.

يبدو أن ملف التحمل للعلاجات الأحادية المضادة لـ PD-1 / PD-L1 أكثر ملاءمة من علاجات الرعاية المعيارية مثل العلاج الكيميائي، منها انخفاض كبير في خطر الإصابة بالتعب الشديد، والاعتلال العصبي الحسي، والإسهال، والسميات الدموية، وفقدان الشهية لجميع الدرجات، والغثيان، والإمساك. بالإضافة إلى ذلك أظهر التوقف عن العلاج أيضاً مخاطر أقل.

نظراً لكثير من خيارات العلاج الجديدة لأنواع السرطان المختلفة، والمستويات اللاحقة من الامتصاص وعدد وحجم المؤشرات المتأثرة، مثل الورم الميلانيني، فقد أثيرت أسئلة حول القدرة على تحمل تكلفة هذه الفئة الجديدة من المنتجات. لذلك، فإن المعلومات حول التأثير الصحي والاقتصادي المحتمل لخيارات العلاج الجديدة هذه مطلوبة.

تحديات وحلول

إن من أهم التحديات التي يواجهها نظام الرعاية الصحية للدول، ومنها المملكة العربية السعودية هو النقص العالمي في الأدوية الحيوية المضادة للسرطان. وبالتالي، قد يؤدي ذلك إلى تأخير بدء العلاج أو استخدام أدوية بديلة أقل فاعلية أو إلغاء خطط العلاج، مما يؤثر على سلامة المريض. أطلقت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية (SFDA) خططاً استراتيجية من 2018 - 2022 لمواجهة هذه التحديات، حيث تهدف إلى تحسين أنظمة تسجيل الأدوية والتسعير والسياسات لضمان توافر الأدوية وتحسين الكفاءة عند التعامل مع عدم توفرها.

كما تم إنشاء المعهد الوطني للسرطان في المملكة العربية السعودية (SANCI) في عام 2016 لمواجهة هذه التحديات ولتطوير استراتيجيات وطنية للسيطرة على السرطان ومكافحته بالتنسيق مع الوكالات الأخرى. وهناك تدابير من خلال تنفيذ برامج الكشف المبكر، وتحسين التثقيف الصحي والتوعية، والإقلاع عن التدخين، وتقليل حدوث السمنة، كل ذلك كجزء من مبادرة «رؤية 2030».

*استشاري طب المجتمع


مقالات ذات صلة

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شركة «فايزر» قالت إنها حققت نتائج إيجابية لمرضى سرطان الرئة بعد مضي خمس سنوات على العلاج (الشرق الأوسط)

دراسة: التدخين لا يزال عامل الخطر الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة

أظهرت دراسة حديثة أن التدخين يشكّل أحد المخاطر الرئيسية للإصابة بسرطان الرئة؛ إذ يُعد مسؤولاً وحده عن 90 في المائة من حالات الوفاة المرتبطة باستخدام التبغ.

«الشرق الأوسط» (دبي)
علوم الذهاب إلى الفضاء يغيرك (ناسا)

في زمن السياحة الفضائية... مخاطر صحية خارج عالمنا حتى للزيارات القصيرة

يقال إن الذهاب إلى الفضاء يغيرك، والفكرة هي أن الناس يحصلون على منظور جديد عن رؤية عالمنا من الأعلى يطلق عليه تأثير النظرة العامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الملك البريطاني تشارلز يظهر إلى جانب كيت ميدلتون (أ.ب)

«تمنيات بالشفاء»... الملك تشارلز وكيت تلقيا 27 ألف بطاقة بعد إصابتهما بالسرطان

كشف القصر الملكي عن أن الملك البريطاني تشارلز وكيت ميدلتون زوجة ابنه ويليام، تلقيا عدداً كبيراً من بطاقات الدعم بعد تشخيص إصابتهما بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

سرطان العظام والأنسجة الرخوة... مرض نادر ومميت

في كل عام، يصاب الآلاف من الأفراد والأسر بـ«الساركوما» (سرطان العظام والأنسجة الرخوة) وهو شكل نادر ومميت

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

صورة لوجبة صحية من بيكسباي
صورة لوجبة صحية من بيكسباي
TT

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

صورة لوجبة صحية من بيكسباي
صورة لوجبة صحية من بيكسباي

جهازك الهضمي ليس مجرد جهاز هضمي، بل هو العقل الثاني للجسم. يمتد الجهاز الهضمي من الفم إلى الشرج، ويعد مسؤولاً عن استقبال الطعام، وتفكيكه إلى عناصره المغذية بعملية تدعى الهضم، وامتصاص تلك العناصر المغذية ونقلها إلى المجرى الدموي، والتخلص من الفضلات، ويتألف السبيل الهضمي من الفم، والحلق، والمريء، والمعدة، والأمعاء الدقيقة، والأمعاء الغليظة، والمستقيم، والشرج.

كما يتضمن الجهاز الهضمي أيضاً أعضاءً خارج السبيل الهضمي، وهي: البنكرياس، والكبد، والمرارة، والغدد اللعابية.

تقوم أعضاء الجهاز الهضمي بإنتاج عوامل التخثر الدموي والهرمونات المتعلقة بالهضم، وتساعد على التخلص من المواد السامة من الدم. وعلى الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات، فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية، مشابهة للدماغ. كما أنها تعمل بشكل أكثر استقلالية عن الدماغ مقارنة بأعضائنا الأخرى. تتواصل الأمعاء مع الدماغ عبر العصب المبهم (الطريق السريع للتواصل بين الأمعاء والدماغ)، وميكروبيوم الأمعاء (مجتمع من البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى)، وعبر الجهاز المناعي والهرمونات والناقلات العصبية. كل هذا يعني أن أمعاءنا ودماغنا مرتبطان بشكل معقد، بطرق ما زلنا نفهمها جزئياً فقط. ولكن، هناك عادات بسيطة يمكن أن تحول صحة أمعائنا وتعزز قدرتنا العقلية حسب ما نشرته دراسة في «دو تلغراف».

1- تناول المزيد من الألياف لتعزيز وظيفة الدماغ

الألياف تحافظ على انتظام حركة الأمعاء، ولكنها في الحقيقة تشبه كلارك كينت (سوبرمان). الألياف هي المكون غير القابل للهضم في الطعام الذي تتغذى عليه بكتيريا الأمعاء، مما يجعلها مركزية لصحة الأمعاء كما أنها ضرورية لدماغنا. وجدت إحدى الدراسات أن كل زيادة بمقدار 5 غرامات في الألياف كانت مرتبطة بانخفاض بنسبة 5 في المائة من خطر الإصابة بالاكتئاب. وأظهرت أبحاث أخرى من قسم الأبحاث الخاص في كلية «كينغز» بلندن أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً والذين تناولوا مكملات الألياف البروبيوتية اليومية (نوع من الألياف التي تغذي «البكتيريا الجيدة» في الأمعاء) أدوا بشكل أفضل في اختبارات الذاكرة التي تُستخدم لاكتشاف العلامات المبكرة لمرض الزهايمر.

كما وجدت مراجعة لـ14 دراسة أن مكملات الألياف البروبيوتية يمكن أن تحسن مزاجك وتوفر فوائد سريعة ودائمة لذاكرتك، خاصة قدرتك على تذكر الكلمات والأحداث. تعد 30 غراماً من الألياف يومياً هي النقطة الموصى بها صحياً، بينما يُعتقد أن تناول كمية أكبر قد يكون أفضل، إلا أن معظم الناس يتناولون فقط 18 إلى 20 غراماً يومياً. لزيادة الكمية في نظامك الغذائي، ركز على تناول مصادر الألياف وتشمل البقوليات، الفاصوليا (8 غرامات من الألياف لكل نصف علبة) والحمص (8.3 غرام لكل نصف علبة).

صورة لوجبة غذاء من بيكسباي

الناس يعشقون الخبز، لذا جرب استبدال الخبز العادي بخبز الجاودار المصنوع بنسب مختلفة من الدقيق من حبوب الشيلم (6 غرامات لكل شريحة). إضافة المكسرات والبذور إلى وجبة الإفطار في الصباح مع ملعقة كبيرة من بذور الشيا ( تحتوي على 5.1 غرام). الخس يحتوي على 1.5 غرام من الألياف لكل 100 غرام (يحتوي على العديد من الفيتونوترينتات المفيدة لصحتنا). إذا تمكنا من زيادة كمية الألياف في نظامنا الغذائي، فسوف يجعلنا ذلك نشعر بتحسن. تناول الطعام بطريقة ممتعة، غير متعبة ولا تأخذ الكثير من الوقت أو الطاقة.

2- تناول السمك الدهني أسبوعياً لدماغ أكثر صحة

أحماض أوميغا-3 الدهنية مهمة جداً للحفاظ على صحة خلايا دماغنا. نظراً لأن أجسامنا لا يمكنها تصنيعها، نحتاج إلى الحصول عليها من نظامنا الغذائي، والسمك الدهني هو أحد أفضل المصادر. تناول المزيد من السمك الدهني هو أحد أقوى العوامل الوقائية الغذائية للحفاظ على صحة دماغنا في مراحل الحياة المتقدمة. وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا المزيد من السمك كان لديهم أوعية دموية أكثر صحة، مما قد يقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والخرف الوعائي. أظهرت دراسة أخرى أن مستويات أعلى من أحماض أوميغا-3 في الدم كانت مرتبطة بمهارات تفكير أفضل وهياكل دماغية أكثر صحة، مقارنة بالأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة. بالإضافة إلى ذلك، أحماض أوميغا-3 تغذي بكتيريا الأمعاء وتزيد من تنوع البكتيريا الصحية في الأمعاء.

صورة لوجبة سلمون من بيكسباي

وتسجل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية أدنى مستويات أحماض أوميغا-3 في الدم في العالم. يحبذ تناول السمك مرتين في الأسبوع واحدة منها من السمك الدهني على غرار السلمون والأنشوجة والسلمون والماكريل.

3- تناول حلوى بين الحين والآخر لتجنب التوتر

تناول برغر، كوكيز، أو شريحة من الكعك لن يؤثر سلباً على صحتك. ولكن من الأفضل لصحة أمعائك ودماغك أن تسمح لنفسك بالحصول على حلوى بين الحين والآخر بدلاً من التوتر بشأن ذلك. التوتر المزمن يمكن أن يؤثر على صحة أمعائك ويجعل من الصعب على «البكتيريا الجيدة» في الأمعاء أن تزدهر. إذا كانت لديك حمية مثالية ولكنك دائماً ما تكون مضغوطاً، فهذا ليس أفضل نهج تتبعه.

صورة لكوكيز من بيكسباي

الاستمتاع بالحلوى أو الشوكولاتة دون الشعور بالذنب أو التوتر هو المفتاح. لذا، إذا سمحت لنفسك بالحصول على القليل من الحلويات خلال اليوم، سيكون من الأسهل الحفاظ على نظام غذائي متوازن ولن يؤثر سلباً على أمعائك (على الرغم من أن النظام الغذائي الغني بالسكر بشكل كبير قد يكون ضاراً).

4- خمسة ألوان يومياً لتحسين الصحة العقلية

يقول بعض العلماء وخبراء التغذية إننا يجب أن نتناول 30 نوعاً مختلفاً من النباتات أسبوعياً، ولكن الأدلة على ذلك ضعيفة. بدلاً من ذلك، ركز على تناول 5 ألوان مختلفة يومياً. فكر في الطماطم الحمراء، الباذنجان الأرجواني، والفلفل الأصفر والأخضر والأحمر.

صورة للخضار من بيكسباي

تناول مجموعة متنوعة من الخضروات يضمن الحصول على كمية وفيرة من الألياف ومجموعة متنوعة من البوليفينولات، وهي مجموعة من مضادات الأكسدة. تشجع البوليفينولات على نمو «البكتيريا الجيدة» في أمعائنا. وقد ارتبطت بمخاطر أقل للإصابة بالاكتئاب، وبطء معدل التدهور الإدراكي، وقلّة مشاكل التعب العقلي، وتحسين أداء الدماغ. لمساعدتك على تناول خمسة ألوان يومياً، اختر الأكياس المختلطة من الخضروات المقلية، اختر الفواكه المجمدة بدلاً من التوت المجمد، وبدل أوراق السلطة التي تتناولها.

5- نحو 3 فناجين قهوة يومياً لتعزيز الإدراك

القهوة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بميكروبيوم الأمعاء الصحي والمتنوع. يُعتقد أن هذا يعود إلى محتواها العالي من البوليفينولات (التي تشكل معظم 800 إلى 1,600 ملغ التي يستهلكها الناس يومياً). كما أن القهوة مفيدة أيضاً لأدمغتنا. إنها المعزز الأصلي للإدراك، وقد ثبت أن تناول نحو 3 فناجين يومياً يحمي من التدهور الإدراكي.

صورة لفنجان قهوة من بيكسباي

ومع ذلك، يمكن أن تؤدي القهوة إلى تفاقم مشاكل الجهاز الهضمي، كالتسبب في متلازمة القولون العصبي وأمراض الأمعاء الالتهابية، لدى بعض الأشخاص. في هذه الحالة، اختر القهوة منزوعة الكافيين أو الشاي. من المهم أيضاً التوقف عن شرب القهوة التي تحتوي على الكافيين في وقت الظهيرة. حيث يظل الكافيين في مجرى الدم لفترة طويلة بعد زوال تأثيره، مما قد يؤدي إلى تقليل جودة النوم، حتى بالنسبة لأولئك الذين لا يواجهون مشاكل في النوم بعد تناول إسبريسو المساء.

6- اثنان من الأطعمة المخمرة يومياً لتحسين الذاكرة

أصبحت الأطعمة المخمرة مثل الكومبوتشا (مشروب الشاي الأسود)، الكيمتشي (الملفوف) والكفير (مشروب الألبان) متاحة بشكل متزايد بسبب الاهتمام بفوائدها الصحية. ويعود السبب في ذلك إلى الدليل الجيد. فقد ربطت إحدى الدراسات بين استهلاك الكفير وتحسين الذاكرة العلائقية (القدرة على تذكر الوجوه وأماكن ترك المفاتيح). قد يكون هذا بسبب مساعدة المشروب للأمعاء في إنتاج المستقلبات، التي لها تأثير مضاد للالتهابات على الدماغ وتحمي الصحة الإدراكية.

صورة مخللات من بيكسباي

وجدت دراسة أخرى أن تناول الكفير يومياً مرتبط بتحسن المرونة العاطفية. قد يكون هذا نتيجة لتكوين الميكروبات في الأمعاء التي تساعد في إنتاج ناقل عصبي مهدئ يُدعى GABA. وتشمل الأطعمة المخمرة أيضاً بعض أنواع الجبن، الزبادي، الزيتون الطازج، خبز العجين المخمر، والمخللات.

7- تناول العشاء مبكراً لتحسين المزاج

لقد حظي تناول الطعام في أوقات محددة بقدر كبير من الاهتمام في السنوات الأخيرة. تحب بكتيريا الأمعاء أن يكون لديها نافذة تغذية تتراوح بين 8 إلى 10 ساعات. قد يكون هذا مثل تناول الإفطار في الساعة 9 صباحاً والعشاء في الساعة 7 مساء.

صورة لوجبة غذاء من بيكسباي

أظهرت دراسة من جامعة كينغز بلندن أن معظم الناس يوزعون تناول الطعام على مدار 12 ساعة يومياً. بعد التحول إلى نافذة مدتها 10 ساعات لمدة أربعة أشهر، أبلغوا عن زيادة بنسبة 11 في المائة في المزاج، وارتفاع بنسبة 22 في المائة في الطاقة، وانخفاض بنسبة 11 في المائة في الانتفاخ.

صورة لوجبة عشاء من بيكسباي

تأكد من عدم تناول العشاء بالقرب من وقت النوم، حيث يعني ذلك أن الجسم يحاول هضم الطعام في ذات وقت النوم، مما يؤدي حتماً إلى جودة نوم أسوأ. ترتبط نافذة تناول الطعام القصيرة أيضاً بزيادة تنوع بكتيريا الأمعاء، وتحسين الهضم، وتقليل مستويات الجوع.