لم يجب تجنب استعمال المسكنات الأفيونية لآلام الظهر؟

لم يجب تجنب استعمال المسكنات الأفيونية لآلام الظهر؟
TT

لم يجب تجنب استعمال المسكنات الأفيونية لآلام الظهر؟

لم يجب تجنب استعمال المسكنات الأفيونية لآلام الظهر؟

المسكنات الأفيونية هي واحدة من أكثر مسكنات الآلام الموصوفة للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر والرقبة؛ ففي أستراليا، يتم وصفها لـ 40 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر والرقبة والذين يتقدمون إلى الطبيب العام، و 70 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر الذين يزورون قسم الطوارئ بالمستشفى، مثل الأوكسيكودون.

لكن الدراسة الجديدة التي نُشرت بمجلة «لانسيت» الطبية، وجدت أن المواد الأفيونية لا تخفف آلام أسفل الظهر أو الرقبة «الحادة» ويمكن أن تؤدي إلى ألم أسوأ. كما يمكن أن يؤدي استعمال المواد الأفيونية لآلام أسفل الظهر والرقبة أيضًا إلى أضرار تتراوح من الآثار الجانبية الشائعة (مثل الغثيان والإمساك والدوار) إلى سوء الاستخدام والتبعية والتسمم والموت.

ويقول باحثو الدراسة الجديدة ان «النتائج التي توصلنا إليها لا ينبغي التوصية بالمواد الأفيونية لآلام أسفل الظهر الحادة أو آلام الرقبة. هناك حاجة ماسة إلى تغيير في وصف آلام أسفل الظهر وآلام الرقبة في أستراليا والعالم لتقليل الأضرار المرتبطة بالمواد الأفيونية». وذلك وفق ما نقل موقع «ساينس إليرت» عن «The Conversation» العلمي المرموق.

جدير بالذكر، يوصى باستخدام المواد الأفيونية فقط عندما لا تعمل العلاجات الأخرى أو عندما تكون غير مناسبة. وبالمثل، فإن الإرشادات الخاصة بألم الرقبة لا تشجع على استخدام المواد الأفيونية.

وتوضح الدراسة الجديدة أن فوائد المواد الأفيونية لا تفوق الأضرار المحتملة للأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر الحادة وآلام الرقبة. وبدلاً من النصح باستخدام المواد الأفيونية لهذه الحالات في ظروف محددة، يجب تثبيط المواد الأفيونية.

ويفيد الباحثون بأن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتقييم هذه الدراسة وتقليل استعمال الأدوية الأفيونية لتجنب التسبب بعواقب غير مقصودة؛ فإذا كان الأشخاص الذين يعانون من آلام أسفل الظهر أو آلام الرقبة يستخدمون المواد الأفيونية، خاصة بجرعات عالية على مدى فترة طويلة من الزمن، فمن المهم أن يطلبوا المشورة من الطبيب أو الصيدلي قبل إيقاف هذه الأدوية لتجنب الآثار غير المرغوب فيها عند توقف الأدوية فجأة.

ويختتم باحثوا الدارسة بالقول «يقدم بحثنا أدلة دامغة على أن المواد الأفيونية لها دور محدود في إدارة آلام أسفل الظهر والرقبة الحادة».


مقالات ذات صلة

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الحروب تلحق أضراراً بالحمض النووي للأطفال

أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)
أطفال سوريون في مخيم ببلدة سعد نايل في منطقة البقاع (أ.ف.ب)

خلصت دراسة جديدة إلى أن الأطفال الذين يعيشون في بلدان تمزقها الحروب لا يعانون فقط من مشكلات في الصحة النفسية بل من المحتمل أيضاً أن يتعرضوا لتغيرات بيولوجية في الحمض النووي (دي إن إيه) يمكن أن تستمر آثارها الصحية مدى الحياة.

وأجرى الباحثون تحليلاً للحمض النووي لعينات لعاب تم جمعها من 1507 لاجئين سوريين تتراوح أعمارهم بين 6 أعوام و19 عاماً يعيشون في تجمعات سكنية عشوائية في لبنان، وراجعوا أيضاً استبيانات أُجريت للأطفال والقائمين على رعايتهم شملت أسئلة عن تعرض الطفل لأحداث مرتبطة بالحرب.

وظهرت في عينات الأطفال الذين تعرضوا لأحداث الحرب تغيرات متعددة في مثيلة الحمض النووي، وهي عملية تفاعل كيميائي تؤدي إلى تشغيل جينات أو تعطيلها.

وقال الباحثون إن بعض هذه التغيرات ارتبطت بالجينات المشاركة في وظائف حيوية مثل التواصل بين الخلايا العصبية ونقل المواد داخل الخلايا.

وقال الباحثون إن هذه التغيرات لم تُرصد لدى مَن تعرضوا لصدمات أخرى، مثل الفقر أو التنمر، ما يشير إلى أن الحرب قد تؤدي إلى رد فعل بيولوجي فريد من نوعه.

وعلى الرغم من تأثر الأطفال من الذكور والإناث على حد سواء، ظهرت في عينات الإناث تأثيرات بيولوجية أكبر، ما يشير إلى أنهن قد يكن أكثر عرضة لخطر التأثيرات طويلة الأمد للصدمة على مستوى الجزيئات.

وقال مايكل بلوس، رئيس الفريق الذي أعد الدراسة في جامعة سري في المملكة المتحدة، في بيان: «من المعروف أن للحرب تأثيراً سلبياً على الصحة النفسية للأطفال، إلا أن دراستنا خلصت إلى أدلة على الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذا التأثير».

وأشار بلوس أيضاً إلى أن التعبير الجيني، وهو عملية منظمة تسمح للخلية بالاستجابة لبيئتها المتغيرة، لدى الأطفال الذين تعرضوا للحرب لا يتماشى مع ما هو متوقع لفئاتهم العمرية، وقال: «قد يعني هذا أن الحرب قد تؤثر على نموهم».

وعلى الرغم من محاولات الباحثين لرصد تأثيرات مدى شدة التعرض للحرب، خلصوا في تقرير نُشر يوم الأربعاء في مجلة جاما للطب النفسي إلى أن «من المرجح أن هذا النهج لا يقدر تماماً تعقيدات الحرب» أو تأثير أحداث الحرب المتكررة على الأطفال.

وتشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى أن نحو 400 مليون طفل على مستوى العالم يعيشون في مناطق صراع أو فروا منها.