ينتشر الاكتئاب في الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، وفقاً لتقرير جديد صادر عن مؤسسة «غالوب». يقول حوالي 18 في المائة من البالغين - أكثر من 1 من كل 6 - إنهم يعانون من الاكتئاب أو يتلقون علاجاً له، وهي قفزة تزيد عن 7 نقاط مئوية منذ عام 2015، عندما بدأت «غالوب» إحصاءاتها حول هذا الموضوع لأول مرة. تم تشخيص حوالي 3 من كل 10 بالغين بالاكتئاب سريرياً في مرحلة ما من حياتهم، وفقاً للمسح، وهو أيضاً رقم قياسي.
تسببت جائحة «كورونا» في تدهور الصحة العقلية. وأظهرت بيانات «غالوب» أن معدلات الاكتئاب السريري كانت ترتفع بشكل ثابت في الولايات المتحدة، لكنها «قفزت بشكل ملحوظ» في السنوات الأخيرة.
وقالت رئيسة الجمعية الأميركية للطب النفسي الدكتورة ريبيكا بريندل: «حقيقة أن الأميركيين أكثر اكتئاباً ويكافحون بعد هذا الوقت من التوتر والعزلة الهائلة ربما لا تكون مفاجأة. هناك آثار بادية على صحتنا، وخاصة صحتنا العقلية، من السنوات الثلاث الماضية التي عطلت كل ما نعرفه».
يشير الخبراء إلى ازدياد الوعي عن الصحة العقلية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات التشخيص - وهذا ليس بالأمر السيئ. وقالت بريندل: «نجعل من السهل التحدث عن الصحة العقلية والنظر إليها كجزء من عافيتنا العامة تماماً مثل الصحة البدنية. الناس على دراية بالاكتئاب، ويبحثون عن المساعدة لعلاجه».
وفقاً لاستطلاع «غالوب»، أبلغ الشباب عن معدلات اكتئاب أعلى من أي فئة عمرية أخرى. ما يقرب من ربع البالغين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً يقولون إنهم يعانون حالياً من الاكتئاب. معدلات الاكتئاب أعلى بشكل ملحوظ عند النساء، وذكرت أكثر من ثلث النساء أنهن تم تشخيصهن بالاكتئاب في مرحلة ما من حياتهن، مقارنة بحوالي خمس الرجال، وفقاً للمسح، ولأول مرة، كانت معدلات الاكتئاب السريري مدى الحياة بين البالغين السود واللاتينيين مطابقة أو تجاوزت المعدل بين البالغين البيض.
ولكن مع زيادة الطلب على خدمات الصحة العقلية، تواجه الولايات المتحدة نقصاً حاداً في مقدمي تلك الخدمات. تحتاج الولايات المتحدة إلى أكثر من 8 آلاف ممارس في مجال الصحة العقلية لسد الثغرات، وفقاً لبيانات من إدارة الموارد والخدمات الصحية. هناك مجموعة واسعة من خيارات العلاج، بما في ذلك الدعم من أطباء الرعاية الأولية ومزايا مكان العمل. وقالت بريندل: «الاكتئاب يمكن علاجه. كلما طلبنا المساعدة مبكراً، زادت سرعة عودتنا إلى المسار الصحيح».