عراقجي: تلقينا تطمينات من دول المنطقة بعدم استخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران

قال من الكويت إن احتمالات اندلاع حرب شاملة «واردة»

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ف.ب)
TT
20

عراقجي: تلقينا تطمينات من دول المنطقة بعدم استخدام مجالها الجوي لمهاجمة إيران

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ف.ب)

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، من العاصمة الكويتية، الثلاثاء، إن دول الجوار لن تسمح باستخدام مجالها الجوي في أي هجوم ضد طهران. وأشار إلى أن احتمالات اندلاع حرب شاملة في المنطقة «واردة» في ضوء التطورات الأخيرة، خصوصاً مع تصاعد المواجهات بين إيران وإسرائيل.

وأشار عراقجي إلى أن هناك احتمالاً قوياً لاتساع رقعة الحرب لتصبح شاملة على مستوى المنطقة، لكنه شدد على أن دول المنطقة تمتلك القدرة على التحرك لمنع حدوث ذلك.

وخلال مؤتمر صحافي مع وسائل إعلام كويتية عُقد صباح، الثلاثاء، في فندق «فورسيزونز»، أفاد عراقجي بأن بلاده تلقت تطمينات من دول المنطقة بعدم استخدام أراضيها وأجوائها في الهجمات ضد إيران. وقال: «كل أصدقائنا أعطونا تطمينات بعدم استخدام أراضيهم وأجوائهم في أي رد أو هجوم على إيران، ونتوقع هذا الموقف من جميع دول المنطقة، ونعد هذا الموقف تعبيراً عن صداقتهم تجاه إيران».

وأضاف: «كل دول المنطقة أبلغتنا رفضها القاطع لأي اعتداء على إيران أو على منشآتها النووية».

3 رسائل إيرانية

ولفت عراقجي إلى أنه وجَّه 3 رسائل إلى دول المنطقة، قائلاً: «رسالتنا واضحة تماماً: الكيان الصهيوني يسعى لتوسيع نطاق الحرب في المنطقة، ويجب علينا العمل على منع هذه الكارثة». وأكد أن «الوضع في غزة ولبنان حرج، ويجب إيقاف الهجمات الصهيونية». وأضاف: «سياسة حسن الجوار ستستمر بقوة في الحكومة الإيرانية الجديدة»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية الإيرانية.

وكانت الكويت المحطة الحادية عشرة في جولة وزير الخارجية الإيراني في المنطقة والشرق الأوسط، حيث تسعى طهران إلى تكثيف دبلوماسيتها للحد من التصعيد مع إسرائيل. وأكد عراقجي وجود «تفاهم مشترك لتفادي التصعيد والحرب»، مشيراً إلى أن طهران بذلت قصارى جهدها لخفض التوتر.

وأضاف عباس عراقجي: «قبل أسبوعين، عقدنا جلسات مع بعض الدول، ثم زرت مملكة البحرين؛ حيث أجرينا مباحثات جادة. تأتي هذه الزيارات في إطار المشاورات حول التطورات الحالية، وسنسعى جاهدين لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة، لا سيما الكويت التي تربطنا بها علاقات متميزة للغاية».

وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البحرين، قد عقد، مساء الاثنين، في قصر الصخير لقاءً مع وزير الخارجية الإيراني ووفده المرافق. وذكرت «وكالة أنباء البحرين» أن اللقاء تناول «أمور التعاون الثنائي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع الإقليمية، والجهود المبذولة للتهدئة، وخفض التصعيد من أجل الوصول إلى حلول سلمية».

التأهب الإيراني

تخشى طهران من استدراج تل أبيب إياها إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة التي لها وجود عسكري كبير في الخليج والمنطقة.

وأوضح عراقجي: «نراقب من كثب جميع التحركات الأميركية في المنطقة، سواء في البحر أم الجو». وأضاف: «هناك تفاهم مشترك لتفادي التصعيد والحرب، وفي هذا الإطار، بذلنا قصارى جهدنا لخفض التوتر».

أكد عراقجي أن «إيران لا ترغب في الحرب، ولا في التصعيد بالمنطقة، لكنها مستعدة لجميع السيناريوهات». وأوضح أن «علاقتنا بالكويت متميزة، ونتبع سياسة حسن الجوار مع دول الخليج».

وفيما يتعلق بالهجوم الصاروخي الإيراني على المنشآت العسكرية والأمنية لإسرائيل، قال: «هذا الهجوم هو مجرد رد دفاعي على الجرائم التي ارتُكبت. إذا كرر الكيان اعتداءاته، فإن إيران سترد بالمثل على أي اعتداءات، ونحن مستعدون لأي مواجهة».

وحذّر عراقجي قائلاً: «مهما كان الهجوم الإسرائيلي، فإن الرد الإيراني سيأتي بمثله. إذا تعرضت البنية التحتية في إيران لأي هجوم، فإن العدو الإسرائيلي نفسه يعلم جيداً ما سيكون الرد الإيراني على ذلك».

خفض التوترات

تَحَدَّثَ عراقجي عن الحرب في غزة ولبنان، قائلاً: «نسعى لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، ونحن على تواصل مستمر مع جميع الدول المعنية».

وأشار إلى أن زيارته لدولة الكويت تأتي في إطار المشاورات المستمرة مع دول المنطقة، مضيفاً أن المنطقة «تشهد مزيداً من التوتر والتصعيد في ضوء الأعمال العدوانية والقصف المستمر الذي يشنّه الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان».

ولفت إلى أن هناك أكثر من مليونين ونصف المليون نازح في غزة، ومليوناً ونصف المليون في لبنان، مشيراً إلى أن هؤلاء النازحين يعيشون أوضاعاً مأساوية، وأوضح أن طهران تسعى إلى «وقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء المنطقة، سواء في غزة أم لبنان»، وأكد: «سنتابع جميع هذه المسارات، وسنكون على تواصل مستمر مع الدول المعنية بالتطورات. هناك مندوب خاص بي موجود حالياً في بيروت، يجري اتصالات يومية مع جميع الأطراف والمسؤولين». وأضاف: «لكن يجب أن نلاحظ أن قرار وقف إطلاق النار يجب أن يتخذه الفلسطينيون واللبنانيون أنفسهم».

حسن الجوار

من ناحية أخرى، أكد عراقجي أن إيران جادة في اتباع سياسة حسن الجوار مع جيرانها، مشيراً إلى أن العلاقات مع دول الجوار، خصوصاً دول الخليج تشهد ازدياداً وتحسناً مستمرين.

وأشار إلى أنه قبل أسبوعين، عُقدت أولى الجلسات على مستوى وزراء خارجية دول مجلس التعاون وإيران، لافتاً إلى زيارته للبحرين وما تخللها من حوارات سياسية مثمرة.

وأوضح عراقجي أن «إيران ستبذل مزيداً من الجهود لتعزيز العلاقات مع جميع دول المنطقة، وأخص بالذكر دولة الكويت التي تربطنا بها علاقات متميزة للغاية».

وأضاف أن الحكومة الجديدة في إيران «ستمضي قدماً في انتهاج سياسة حسن الجوار، وهذه هي الرسائل التي أبلغتها لجميع زعماء المنطقة».


مقالات ذات صلة

إيران تحصن مواقع نووية وسط المحادثات مع أميركا

شؤون إقليمية صورة الأقمار الاصطناعية «بلانت لبس» من منشأة «نطنز» لتخصيب اليورانيوم على مسافة 120 كيلومتراً شمال أصفهان... أبريل العام الماضي (أ.ب)

إيران تحصن مواقع نووية وسط المحادثات مع أميركا

في ظل تصاعد التهديدات الأميركية والإسرائيلية، عزَّزت إيران إجراءاتها الأمنية حول مجمّعين أنفاقيين مرتبطين بمنشأتها النووية في «نطنز».

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
المشرق العربي منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400» (موقع الصناعات الدفاعية التركي)

تحذير أميركي من نشر تركيا صواريخ «إس 400» في سوريا

حذر نائبان أميركيان من إقدام تركيا على نشر منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية «إس 400» في قاعدة جوية تسعى لإقامتها في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني يتحدث خلال مؤتمر صحافي يناير الماضي (إيسنا)

«الحرس الثوري»: سنردّ بشكل حازم ومُوجِع على أي اعتداء

أعلن «الحرس الثوري» الإيراني جاهزيته للرد «على أي عدوان»، وذلك بعد تقارير عن استعداد إسرائيلي لاستهداف البرنامج النووي، وسط تهديدات أميركية باستخدام القوة.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
تحليل إخباري نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت في غرفة عمليات تحت الأرض يتابعان ضربة موجهة لإيران في أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)

تحليل إخباري انقسام في إسرائيل حول خيار الضربة العسكرية لإيران

منذ انطلاق المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، تعيش إسرائيل عاصفة من النقاشات، سواء في العلن أو خلف الأبواب المغلقة، حول توجيه ضربة استباقية لطهران.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض 7 أبريل (رويترز) play-circle

قلق إسرائيلي من نتائج المحادثات الأميركية - الإيرانية

أعربت إسرائيل عن قلقها من المحادثات الأميركية الإيرانية، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية احتمال انهيار المفاوضات بمجرد عرض الشروط الأميركية الكاملة.

«الشرق الأوسط» (لندن - تل أبيب)

بعد انفجار الميناء... «الحداد» يغذي مشاعر الغضب في إيران

إيران تكافح لإخماد نيران ميناء رجائي
0 seconds of 38 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
00:38
00:38
 
TT
20

بعد انفجار الميناء... «الحداد» يغذي مشاعر الغضب في إيران

رجال الإنقاذ في موقع انفجار ميناء رجائي في إيران (رويترز)
رجال الإنقاذ في موقع انفجار ميناء رجائي في إيران (رويترز)

تحوّلت مشاعر الحزن والحداد في إيران إلى غضب بعد انفجار هائل في أكبر موانيها التجارية، أسفر عن مقتل 40 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 1200 آخرين. ووقع الانفجار، صباح السبت، في ميناء رجائي. وهرع العديد من الأشخاص إلى المستشفيات في جميع أنحاء البلاد للتبرع بالدم.

وبعد يوم واحد، لا تزال الحرائق مشتعلة، وتخيم سحابة سوداء كثيفة من المواد الكيميائية السامة على المنطقة المحيطة. وطلبت وزارة الصحة من سكان البلدات والمدن المجاورة البقاء في منازلهم «حتى إشعار آخر» وارتداء ملابس واقية أكثر، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفي مدينة بندر عباس الجنوبية القريبة، التي تضم القاعدة الرئيسية للبحرية الإيرانية، أُمرت جميع المدارس والمكاتب بإغلاق أبوابها، الأحد، للسماح للسلطات بالتركيز على جهود الطوارئ، وفقاً للتلفزيون الرسمي. وتحول مهرجان محلي على مقربة من ميناء رجائي، كان من المفترض أن يكون احتفالاً، تلقائياً إلى مناسبة مهيبة لإحياء ذكرى القتلى والدعاء للجرحى.

وأعلنت السلطات يوم حداد وطني، يوم الاثنين، بالإضافة إلى يومين آخرين في محافظة هرمزجان، حيث وقعت الحادثة. ووفق «بي بي سي»، يُذكّر هذا الحادث بأنه في حين اهتزت إيران بشدة جراء الانفجار - حيث أفاد سكان على بُعد 50 كيلومتراً بآثاره - فإن البلاد تهتز الآن أيضاً تحت وطأة حالة «تبادل إلقاء اللوم المتزايدة».

وقود الصواريخ الباليستية

وقالت شركة «أمبري إنتليجنس»، وهي شركة استشارية خاصة في مجال المخاطر البحرية، إنها تعتقد أن الحرائق الشديدة التي شوهدت تنتشر بين الحاويات قبل الانفجار كانت نتيجة «سوء التعامل مع شحنة من الوقود مخصصة للاستخدام في الصواريخ الإيرانية».

وأضافت الشركة أنها تعتقد أن الحاويات المتضررة كانت تحتوي على وقود صلب مخصص للصواريخ الباليستية، وأنها على علم بأن سفينة ترفع العلم الإيراني «أفرغت شحنة من وقود الصواريخ (بيركلورات الصوديوم) في الميناء في مارس (آذار) 2025».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن شخص على صلة بـ«الحرس الثوري» الإيراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن ما انفجر كان «بيركلورات الصوديوم»، وهو مكون رئيسي في الوقود الصلب للصواريخ.

ورغم نفي وزارة الدفاع الإيرانية لوجود أي شحنات عسكرية في الميناء، يتساءل بعض الإيرانيين عما إذا كان ينبغي عليهم تصديق التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تفيد بأن الجيش الإيراني و«الحرس الثوري» يخزنان وقود الصواريخ الذي استورداه مؤخراً من الصين في الميناء.

سؤال للنظام الإيراني

ويلقي الكثيرون في إيران باللوم على السلطات بسبب عدم كفاءتها و«ما هو أسوأ من ذلك»، ويتساءلون: كيف يمكن ترك مثل هذه الكمية الكبيرة من المواد القابلة للاشتعال في الميناء دون العناية الواجبة؟

هذا سؤالٌ على النظام الإيراني أن يُجيب عليه. وزار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان موقع الانفجار، الأحد، قائلاً: «جئنا لنرى بأنفسنا ما إذا كان هناك أي شيء أو أي مشكلة يُمكن للحكومة متابعتها». وكان بزشكيان قد أمر سابقاً بإجراء تحقيق في سبب الانفجار، وأرسل وزير الداخلية إلى المنطقة لقيادة التحقيق.

وأفادت جمارك الميناء في بيانٍ نقله التلفزيون الرسمي بأن الانفجار نتج على الأرجح عن حريق اندلع في مستودع تخزين المواد الخطرة والكيميائية.

التأثير على الاقتصاد الإيراني

هناك أيضاً تساؤل حول ما إذا كان الاقتصاد الإيراني سيتأثر، نظراً لأن الميناء المتضرر يستقبل ما يقرب من 80 في المائة من واردات البلاد.

ويوم السبت، حذرت السلطات من احتمال حدوث نقص في الغذاء على المدى القريب مع توقف الميناء عن العمل لبعض الوقت. وفي اليوم التالي، قللت من أهمية ذلك، قائلةً إن الانفجار أثر فقط على جزء من الميناء، والباقي يعمل بشكل طبيعي.