اتهم البيت الأبيض، طهران، بمحاولة استغلال احتجاجات في الولايات المتحدة ذات صلة بقطاع غزة، ووصف هذا السلوك بأنه «غير مقبول»، وذلك عقب تحذير أكبر مسؤولة استخبارات أميركية، من أن إيران «تحاول إثارة الشقاق في المجتمع الأميركي».
وجاء في التحذير، الذي أصدرته أفريل هاينز، مديرة الاستخبارات الوطنية في وقت سابق، «إن أشخاصاً على صلة بحكومة إيران، قالوا إنهم نشطاء عبر الإنترنت، سعوا إلى الحضّ على احتجاجات تتعلّق بغزة، وقدّموا للمحتجّين دعماً مالياً».
وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض، في إفادة صحفية: «إن حرية التعبير أمر مهم للديمقراطية الأميركية، لكن من واجب الحكومة أيضاً تحذير المواطنين من عمليات التأثير الأجنبي».
وقالت: «يسعى أميركيون من جميع الأطياف السياسية، بنيات حسنة، إلى التعبير عن آرائهم المستقلة بشأن الصراع في غزة، وعندما تُمارَس حرية التعبير عن آراء مختلفة بصورة سلمية فإنها ضرورية لديمقراطيتنا... وفي الوقت نفسه، تضطلع الحكومة الأميركية بواجب تحذير الأميركيين من تأثيرات أجنبية خبيثة... سنواصل كشف محاولات تقويض ديمقراطيتنا في مجتمعنا مثلما نفعل اليوم».
وقال مسؤول في مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية: «إن التحذير بشأن إيران أظهر كيف حاولت الدول الاستفادة من القضايا المثيرة للخلاف في الفترة التي سبقت الانتخابات، لإحراج الولايات المتحدة، وتأجيج الانقسام الاجتماعي».
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن لإيران «مصلحة منذ فترة طويلة، في استغلال التوترات السياسية والاجتماعية الأميركية، بما في ذلك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال المسؤول: «على وجه الخصوص، نحن نراقب الجهات الإيرانية، التي تسعى إلى تأجيج التوترات بشأن الصراع بين إسرائيل وغزة».
وكانت رئيسة الاستخبارات الوطنية شدّدت على أنها «لا تزعم أن الأميركيين، الذين يخرجون إلى الشوارع ضد إسرائيل أو السياسة الأميركية، غير صادقين، أو ينفّذون أجندة إيرانية... لكنّ طهران تكثّف جهودها».
وجاء في بيان لهاينز: «في الأسابيع الأخيرة، سعت جهات فاعلة في الحكومة الإيرانية للاستفادة على نحو انتهازي من الاحتجاجات المستمرة ضد الحرب في غزة»، مشيرةً إلى استخدام تكتيك «استخدمته جهات أخرى على مرّ السنين».
وقالت رئيسة الاستخبارات الوطنية الأميركية: «لقد رصدنا جهات فاعلة مرتبطة بالحكومة الإيرانية، تتظاهر بأنها من النشطاء على الإنترنت، وتسعى إلى التشجيع على تنظيم احتجاجات، وتوفير حتى دعم مالي لمتظاهرين».
ولفتت هاينز إلى أن «حرية التعبير عن وجهات نظر مختلفة، عندما تكون سلمية، ضرورة لديمقراطيتنا، ولكن من الأهمية بمكان أيضاً التحذير من جهات فاعلة أجنبية تسعى إلى استغلال نقاشنا لغاياتها الخاصة».
واستغلت وسائل إعلام إيرانية حكومية، احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين شهدتها جامعات أميركية، لاتّهام الولايات المتحدة بـ«النفاق»، على خلفية حملات قمع لبعض التظاهرات.