إيران... «جبهة الإصلاحات» تدرس ملفات 5 مرشحين للرئاسة

أنصار أحمدي نجاد يتجمهرون أمام مقره

أحمدي نجاد يتحدث إلى مجموعة من أنصاره تجمهروا قرب مكتبه في شمال طهران (دولت بهار)
أحمدي نجاد يتحدث إلى مجموعة من أنصاره تجمهروا قرب مكتبه في شمال طهران (دولت بهار)
TT

إيران... «جبهة الإصلاحات» تدرس ملفات 5 مرشحين للرئاسة

أحمدي نجاد يتحدث إلى مجموعة من أنصاره تجمهروا قرب مكتبه في شمال طهران (دولت بهار)
أحمدي نجاد يتحدث إلى مجموعة من أنصاره تجمهروا قرب مكتبه في شمال طهران (دولت بهار)

تعمل «جبهة الإصلاحات» الهيئة التنسيقية للأحزاب الإصلاحية، على اللمسات الأخيرة لقائمة مرشحيها في الانتخابات الرئاسية، بينما زادت المؤشرات على ترشح الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، وذلك وسط تحرك لأطراف التيار المحافظ بدفع مرشحيها قبل إغلاق باب التسجيل الاثنين المقبل.

وأثارت الوفاة المفاجئة لرئيسي سباقاً بين غلاة المحافظين للتأثير على اختيار الرئيس المقبل للبلاد. وكان يعد ذات يوم خليفة محتملاً لخامنئي صانع القرار النهائي في إيران. وبعد انتهاء فترة التسجيل على مدى 5 أيام، سيدقق مجلس صيانة الدستور في المرشحين للرئاسة. واتهم ساسة معتدلون المجلس المكون من 12 عضواً باستبعاد المنافسين لغلاة المحافظين الذين من المتوقع أن يهيمنوا على السباق.

ومن المرجح أن يتأثر الإقبال على التصويت بالخيارات المحدودة من بين المرشحين وبازدياد السخط تجاه سلسلة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ووسط المزيج المعقد في نظام الحكم الثيوقراطي، تكون لخامنئي الكلمة الفصل في جميع شؤون الدولة مثل السياسات النووية والخارجية. لكن الرئيس المنتخب سيكون مسؤولاً عن تنفيذ الخطوط العريضة التي ترسمها أجهزة صنع القرار، وعلى عاتقه معالجة الصعوبات الاقتصادية المتفاقمة.

وقال الناشط المحافظ، حميد رضا ترقي، نائب أمين عام حزب «المؤتلفة الإسلامية»، الواجهة السياسية لبازار طهران، إن الحزب دعا اثنين من أعضاء لجنته المركزية للترشح في الانتخابات، مضيفاً أن هويتهما لن تعلن حتى يتخذا القرار النهائي بشأن الترشح، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وذكرت وسائل إعلام إيرانية الجمعة، أن «جبهة الإصلاحات» الهيئة التنسيقية للأحزاب الإصلاحية، بدأت مناقشة ملفات 5 مرشحين محتملين للانتخابات الرئاسية.

وتناقش الأطراف الإصلاحية ترشيح محمد أنصاري من رابطة علماء الدين المجاهدين، وإسحاق جهانغيري نائب الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، وهو مرشح حزب «كاركزاران سازندكي»، فصيل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، ومحمد رضا عارف، مرشح مؤسسة «أميد إيرانيان» الإصلاحية، والنائب الإصلاحي مسعود بزشكيان، ومحمد صدر الدبلوماسي المخضرم، اللذين جرى ترشيحهما من شخصيات وأحزاب إصلاحية، حسبما ذكرت وكالة «بُرنا» التابعة لوزارة الرياضة والشباب.

وکان المتحدث باسم «جبهة الإصلاحات» جواد إمام قد أعلن الخميس، عن المصادقة على «شروط» حضورهم في الانتخابات الرئاسية. وقالت الوثيقة: «الانتخابات الرئاسية المبكرة، إذا توفرت الظروف التنافسية، ستضع إيران في موقع يمكن أن ينهي التوجه والمسار الذي كان قد يعرض إيران لتفاقم المشكلات والقضايا الحالية لمدة 5 سنوات أخرى».

ومن المقرر أن تعلن نتائج «جبهة الإصلاحات» غداً (السبت) أو الأحد.

خاتمي يصل للمشاركة في مراسم بمقر مكتب المرشد الإيراني الأول (الخميني) الخميس (جماران)

وكان الرئيس الإصلاحي الأسبق، محمد خاتمي، قد اقترح على صدر وهو ابن شقيق موسى الصدر، الدخول إلى الانتخابات.

وترشح جهانغیري لخوض انتخابات الرئاسة في 2021، ورفض مجلس صيانة الدستور طلبه. وحينها حذر جهانغيري من تأثير رفض أهلية «ذوي الكفاءة» على المشاركة العامة والتنافس العادل.

ويعول التيار الإصلاحي على حصول أنصاري ومحمد صدر على موافقة مجلس صيانة الدستور.

وإذا وافق مجلس صيانة الدستور على طلب رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني هذه المرة، فإنه قد يكون المرشح المدعوم من التيار الإصلاحي والمعتدل. ويزيد من هذا الاحتمال غياب أي مرشح بارز للتيار الإصلاحي، الأمر الذي يزيد من فرص لاريجاني، وتكرار الطريقة التي فاز بها الرئيس المعتدل نسبياً، حسن روحاني، ضد المرشحين المحافظين في انتخابات 2013.

وعقد لاريجاني قبل يومين من ترشحه اجتماعاً مع مبعوثين من الرئيس السابق حسن روحاني، مدير مكتبه محمود واعظي، ومساعده محمد رضا نوبخت.

وحينها أطلق الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي، والرئيس الأسبق الراحل علي أكبر هاشمي رفسنجاني، دعوات لدعم روحاني وقطع الطريق على المحافظين. وأطلقت حينها تسمية «انتخاب السيئ على الأسوأ».

وكان هاشمي رفسنجاني أبرز من رفض مجلس صيانة الدستور طلباتهم حينذاك. وقالت صحف مقربة من هاشمي رفسنجاني حينها، إن ترشحه للانتخابات كان يهدف إلى توفير الغطاء لحسن روحاني للعبور من مرحلة البت بأهلية المرشحين في مجلس صيانة الدستور. وهي الظاهرة التي أطلق عليها مرشح «الظل» أو «الغطاء».

ومن شأن ترشح عدة مرشحين من تيار وحزب واحد، أن يعيد ظاهرة «المرشح الغطاء» التي شهدتها الانتخابات الإيرانية. وواجه المرشحون المحافظون في الانتخابات الرئاسية السابقة تهماً بأنهم وفروا غطاء للرئيس الراحل، إبراهيم رئيسي، في المناظرات التلفزيونية.

وفي هذا السياق، خاطب رجل الدين الإصلاحي، رحمت الله بيغدلي، المرشح سعيد جليلي قائلاً: «بأي إذن شرعي وقانوني، وجهت رسالة تحمل شعار المجلس الأعلى للأمن القومي، للانسحاب من الانتخابات الرئاسية لصالح المرحوم رئيسي، هذا العمل تصرف غير مشروع في بيت المال ومثال على استغلال المنصب».

أحمدي نجاد يتحدث إلى مجموعة من أنصاره تجمهروا قرب مكتبه في شمال طهران (دولت بهار)

إلى ذلك، أرسل الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، إشارات قوية بشأن احتمال ترشحه للانتخابات.

وفشلت محاولتان لأحمدي نجاد، منذ ترك منصبه في 2013، للعودة إلى الرئاسة، إذ رفض مجلس صيانة الدستور طلبين له على التوالي في 2017 و2021.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية فيديوهات من تجمع أنصار الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد أمام مقره، في ساحة نارمك شمال طهران، لمطالبته بدخول الانتخابات الرئاسية.

ونشر موقع «دولت بهار» التابع لمكتب أحمدي نجاد مجموعة من الصور والفيديوهات، مما وصفها بوفود تمثل أنصار أحمدي نجاد من مختلف المحافظات الإيرانية الـ31.

ونقل الموقع عن أحمدي نجاد قوله لمجموعة من أنصاره: «سنرى قريباً عدم بقثاء أي من المشكلات الحالية». وقال: «من الضروري أن أدرس كل الجوانب الخارجية والداخلية، المشكلات والقضايا الموجودة، والجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، قبل اتخاذ القرار».


مقالات ذات صلة

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

المشرق العربي السوداني مع الرئيس الإيراني خلال زيارة في سبتمبر الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية الأحد عن فقدان منظومة الكهرباء لـ5500 ميغاواط بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» لعلي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني

علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل

قال علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم (الأحد)، إن طهران تجهز لـ«الرد» على إسرائيل.

شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)

خامنئي: يجب إصدار أحكام إعدام بحق قادة إسرائيل... وليس أوامر اعتقال

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
TT

خامنئي: يجب إصدار أحكام إعدام بحق قادة إسرائيل... وليس أوامر اعتقال

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة ألقاها، الاثنين، إنه ينبغي إصدار أحكام إعدام على قادة إسرائيل، وليس أوامر اعتقال.

جاء ذلك بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إلى جانب محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، القيادي بحركة «حماس»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وجاء أمر المحكمة ليشمل كلاً من نتنياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف. وقالت المحكمة إنها وجدت أسباباً وجيهة لاتهامهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب».

وقال خامنئي في إشارة إلى قادة إسرائيل «لقد أصدروا مذكرة اعتقال، وهذا ليس كافياً... يجب إصدار حكم إعدام لهؤلاء القادة المجرمين».

وبعدما أعلن نتنياهو رفضه القرار، اتهم «الجنائية الدولية» بـ«معاداة السامية»، على حد زعمه. أما المدّعي العام للمحكمة، كريم خان، فقد طالب الدول الأعضاء في المحكمة، والبالغ عددها 124 دولة، بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف.

وأعرب متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن رفض واشنطن، بشكل قاطع، القرار بحق المسؤولين الإسرائيليين.

لكن دولاً أوروبية أكدت التزامها بالقانون الدولي بشكل عام، مع تحفظ البعض عن تأكيد أو نفي تنفيذ أمر الاعتقال. وشدد مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن «جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة».

ورحّبت السلطة الوطنية الفلسطينية بالقرار، ورأت أنه «يُعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته»، وكذلك أيدته حركة «حماس»، وعدّته «سابقة تاريخيّة مهمة»، دون الإشارة إلى المذكرة بحق الضيف.