خامنئي يحمّل أميركا مسؤولية قصف غزة ويحذر إسرائيل

قال إن أحداً لن يوقف «قوى المقاومة» إذا واصلت تل أبيب هجومها

صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي من كلمة أمام مجموعة من الطلاب في طهران الثلاثاء
صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي من كلمة أمام مجموعة من الطلاب في طهران الثلاثاء
TT

خامنئي يحمّل أميركا مسؤولية قصف غزة ويحذر إسرائيل

صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي من كلمة أمام مجموعة من الطلاب في طهران الثلاثاء
صورة للمرشد الإيراني علي خامنئي من كلمة أمام مجموعة من الطلاب في طهران الثلاثاء

حمّل المرشد الإيراني علي خامنئي الولايات المتحدة مسؤولية القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال إن «الإبادة الجماعية» يجب أن تتوقف «فوراً»، وذلك بعدما لوّح وزير خارجية إيران بإجراءات استباقية في غضون ساعات، إذا ما استمرت الهجمات الإسرائيلية.

وقال خامنئي لمجموعة من الطلاب في طهران إنه «إذا ما استمرت جرائم الكيان الصهيوني، فإن المسلمين سيضيقون ذرعاً، ولن تطيق قوى المقاومة ذلك، ولن يتمكن أحد من أن يوقفهم» وأضاف: «فليعلم هذا أولئك الذين يريدون من إيران منع بعض قوى المقاومة، ويجب ألّا يتوقّعوا ذلك»، متابعاً: «لن يتمكن أحد من أن يوقفهم... هذه حقيقة قائمة»، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وموقف خامنئي، صاحب الكلمة الفصل في المؤسسة الحاكمة بطهران، هو الأحدث في سلسلة تحذيرات أطلقتها إيران خلال الأيام الماضية، أشارت فيها إلى إمكان توسع النزاع في حال لم توقف إسرائيل هجماتها على قطاع غزة المحاصر.

ومنذ عملية «حماس»، توجهت الأنظار إلى طهران التي تربطها علاقة وثيقة بالحركة ضمن ما يعرف بـ«محور المقاومة» الذي تقوده إيران، ويضم الكثير من الفصائل والتنظيمات الإقليمية التي يرعاها «الحرس الثوري» الإيراني.

وألقى خامنئي باللوم على «الدور الأميركي الملموس في اتخاذ القرار للإجراءات الصهيونية هذه الأيام»، وقال: «وفقاً لمعلوماتنا المتعددة، من يتخذ القرار وينسق سياسة إسرائيل هذه الأيام، هي الولايات المتحدة، وأميركا مسؤولة في هذه القضية، ويجب أن تعرف مسؤوليتها».

وأضاف خامنئي وسط هتافات: «الموت لإسرائيل» أن «العالم يشهد إبادة جماعية من النظام الصهيوني للفلسطينيين في غزة»، وأشار إلى أن المسؤولين الإيرانيين تلقوا احتجاجات من بعض الدول في الاتصالات التي جرت مفادها: «لماذا قَتَلَ الفلسطينيون المدنيين (الإسرائيليين)؟». وأجاب خامنئي بأن ذلك «يخالف الواقع؛ لأن سكان المستوطنات ليسوا مدنيين ويحملون السلاح، وحتى لو افترضنا أنهم مدنيون، كم قتل منهم». وبذلك قارن بين القتلى المدنيين بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.

وقال خامنئي: «يجب أن نرد... على ما يحدث في غزة»، مضيفاً أنه تجب محاكمة المسؤولين الإسرائيليين على «جرائمهم بحق الفلسطينيين في غزة».

جاءت تصريحات خامنئي غداة تحذيرات شديدة اللهجة وجّهها وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان إلى إسرائيل، ملوحاً بإجراءات «استباقية»، ومع ذلك، تحدث عن جهود إقليمية لمنع اتساع نطاق الحرب.

وقدم عبداللهيان رواية من التطورات في غزة، ومطالب إيران وحلفائها الذين تسميهم بـ«محور المقاومة» خلال مقابلة تلفزيونية مطولة مساء الاثنين، إذ كرر الإشادة بهجمات «حماس» على إسرائيل، لكنه نفى وقوف طهران خلف العمليات العسكرية، متحدثاً عن تلقيه رسالة غربية، نقلها نظيره الآيرلندي في اتصال هاتفي مساء الاثنين.

وقال: «تحدثت إلى وزير الخارجية الآيرلندي، وكان يحمل رسالة من الغرب، لقد قلت له على الغربيين أن يكونوا منصفين في التصرف، نحن لا نصدر الأوامر لقوى المقاومة، إنهم يتخذون قرارهم مباشرة». وأكد في المحادثة الهاتفية أن «فتح جبهات جديدة أمر لا مفر منه، إذا لم توقَف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني»، وخاطب الأميركيين قائلاً: «لا يمكنكم أن تطلبوا ضبط النفس من (حزب الله) وقوى المقاومة، وبعد ذلك تسمحون لنتنياهو بارتكاب الجرائم».

عبداللهيان يتحدث أمام أعضاء كتلة «الثورة» في البرلمان الإيراني الثلاثاء (الخارجية الإيرانية)

وقال عبداللهيان: «كل الخيارات مفتوحة، ولا يمكننا أن نكون غير مبالين بجرائم الحرب ضد سكان غزة... محور المقاومة قادر على شن حرب طويلة الأمد مع العدو». وأضاف: «قادة المقاومة لن يسمحوا للنظام الصهيوني بالقيام بأي عمل في غزة... كل الخيارات مطروحة، ولا يمكن أن نكون غير مبالين بجرائم الحرب التي تُرتكب ضد شعب غزة».

في جزء من تصريحاته، أكد عبداللهيان أن «قادة المقاومة» أبلغوا بلاده استعدادهم للتفريق بين الأسرى العسكريين وغير العسكريين، إذا تغيرت الأوضاع الحالية.

ونبه عبداللهيان إلى أن «المقاومة ليس المقصود منها (حزب الله) فقط، إنما نشهد أنشطة مجاميع مختلفة في المنطقة، والطرف الآخر يعلم أن اتساع الحرب لا يأتي بمشهد جديد فحسب، بل سيؤدي إلى تغيير الخريطة الجغرافية للكيان الصهيوني. لن نسمح لهم بفعل ما يريدونه في غزة، والتفرغ لجبهات أخرى للمقاومة».

وفي معرض إشارته للقاء جمعه بالأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، تحدث عبداللهيان عن «سيناريوهات» و«خيارات» على طاولة «حزب الله»، وقال: «إن بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل تحاول الإيحاء بأن لبنان يواجه مشكلات مالية وأنه غير قادر على الدخول في حرب».

وأشار عبداللهيان إلى محادثات جرت بينه وبين قيادي خلال جولته الأخيرة، موضحاً أن الأخير كان يتلقى المعلومات عن التطورات الميدانية مكتوبة على أوراق، بينما كان حوارهم متواصلاً، وأضاف أن إحدى الأوراق كتب فيها أن «إسرائيل قصفت مستشفى خاصاً بالأطفال بقنابل فوسفورية، وقتلت جميع الأطفال».

وأكمل عبداللهيان أن «إيران إذا لم تدافع عن غزة اليوم، فعلينا أن نواجه قصف مستشفيات الأطفال بالقنابل الفسفورية في طهران»، مستشهداً بتعبير مماثل لأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، يقول فيه: «ولكن إذا لم نتخذ إجراءً وقائياً إذا لزم الأمر، فعلينا غداً أن نحارب الكيان الصهيوني في بيروت».

وتعيد هذه العبارات للأذهان العبارة التي استخدمها مسؤول العمليات الخارجية السابق في «الحرس الثوري» قاسم سليماني، خلال دفاعه بخصوص إرسال قوات إلى سوريا، وقال فيها: «إذا لم نحارب (داعش) في سوريا، فعلينا أن نحاربه في شوارع طهران».

وكان عبداللهيان يخاطب الشارع الإيراني عبر التلفزيون الرسمي، في محاولة لطمأنة المواطنين، وسط مخاوف من أن تشتعل حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل بعد التصعيد الذي شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

وسئل: هل يطمئن الإيرانيون؟ فأجاب مبتسماً: «كل جهودنا لضمان أمننا الوطني والإقليمي، وجميع الإجراءات تُتخذ في هذا الإطار».

وقبل المقابلة التلفزيونية بساعات، كان عبداللهيان قد حذّر من أنّ الوقت ينفد «لإيجاد حلول سياسية» قبل أن يصبح «اتّساع» نطاق الحرب بين إسرائيل و«حماس» «حتمياً».
كما حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من أنّ «هجوماً برياً» للجيش الإسرائيلي على غزة «سيؤدّي إلى حرب طويلة ومتعدّدة الجبهات»، وفق رسالة نشرها مستشاره السياسي محمد جمشيدي.

طلب أوروبي

من جهته، حض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (الاثنين) إيران على استخدام نفوذها لتجنب «التصعيد الإقليمي».

وذكر بوريل عبر حسابه على منصة «إكس» (تويتر سابقاً) أنه تحدث إلى عبداللهيان بشأن الوضع في غزة، مؤكداً أن «موقف الاتحاد الأوروبي واضح بشأن إدانة الإرهاب وحماية المدنيين في جميع الأوقات». وتابع: «من مصلحة الجميع الحيلولة دون اتساع الصراع إقليمياً. حضضت إيران على استخدام نفوذها من أجل تجنب التصعيد الإقليمي» وفق ترجمة «وكالة أنباء العالم العربي».

وأكدت الخارجية الإيرانية أن عبداللهيان تواصل هاتفياً مع بوريل بشأن أوضاع غزة. ورأى المسؤول الإيراني أن «السياسات الأميركية غير البنّاءة، وتشجيع واشنطن الكيان الصهيوني على تنفيذ المزيد من الهجمات ضد المدنيين في غزة عامل مهم في استمرار الحرب وتوسيع نطاقها»، وفق ما أوردت وكالة «إرنا» الرسمية.

 

وفي وقت لاحق، الثلاثاء، شرح عبداللهيان نتائج جولته الإقليمية الأخيرة في جلسة مغلقة لكتلة «الثورة» البرلمانية التي تضم غالبية أعضاء البرلمان المحافظين.

وشملت جولة عبداللهيان العراق وسوريا وقطر، إضافة إلى لبنان؛ حيث التقى قادة فصائل حليفة أبرزهم الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله.

وقال المتحدث باسم الكتلة، أبو الفضل عمويي في تصريحات صحافية إن عبداللهيان قال للنواب إن «تيار المقاومة في كل المنطقة وضع كل السيناريوهات الممكنة على جدول أعماله».

وأضاف النائب نقلاً عن عبداللهيان أن «داعمي إسرائيل قلقون بشدة اليوم من احتمال اتساع الحرب». وبناءً على شهادة عبداللهيان، زاد النائب أن «عملية (طوفان الأقصى) نُفِّذت بتصميم وتخطيط دقيق ومحدد مسبقاً، وحققت جميع الأهداف».


مقالات ذات صلة

شؤون إقليمية صورة من الخلف لقادة في «الحرس الثوري» خلال لقاء مع المرشد الإيراني (موقع خامنئي)

تقرير: كوري شمالي يغسل أموالاً لـ«الحرس الثوري»

كشف تقرير صحافي كوري جنوبي عن رصد معاملات مالية رقمية بين إيران وكوريا الشمالية، في مؤشر على تعاون غير معلن بين دولتين تخضعان لعقوبات دولية مشددة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية ثلاث صور مُدمجة في تعميم نشره مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي للإيراني سعيد توكلي (إكس)

واشنطن تبحث عن إيراني خطط لهجمات «عابرة للحدود»

أعلنت السلطات الأميركية تكثيف جهودها لتعقّب مسؤول بارز بـ«الحرس الثوري» الإيراني، في إطار تحقيق فيدرالي يتناول ما تصفه واشنطن بأنشطة هجومية وتجسسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي السفير الإيراني لدى العراق كاظم آل صادق (إيرنا)

إيران تتطلع إلى رئيس حكومة عراقي «يراعي» مصالح البلدين

يقول السفير الإيراني في بغداد إن الفصائل العراقية وصلت إلى مرحلة اتخاذ القرارات بنفسها، في سياق حديث عن عزمها «حصر السلاح بيد الدولة».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية ناقلة نفط احتجزتها إيران في السابق (أرشيفية - رويترز)

إيران تعلن احتجاز ناقلة أجنبية تحمل وقوداً مهرباً في الخليج

ذكرت ​وسائل إعلام رسمية اليوم الجمعة أن إيران احتجزت ناقلة نفط أجنبية قرب جزيرة قشم الإيرانية في الخليج

«الشرق الأوسط» (لندن )

ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
TT

ما الذي ستجنيه إسرائيل من الاعتراف بـ«أرض الصومال»؟

نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)
نتنياهو خلال توقيع الاعتراف... ويهاتف رئيس أرض الصومال (الحكومة الإسرائيلية)

سلطت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية الضوء على إعلان إسرائيل اعترافها، الجمعة، بإقليم «أرض الصومال»، وقالت الصحيفة إن البعض قد يرى في ذلك بداية عهد جديد من التنافس الدولي في القرن الأفريقي، لكن القضية الحقيقية تكمن في أن الأمر قد يبدو أقرب إلى رقعة شطرنج استراتيجية مما هو عليه في الواقع.

ولفتت إلى أن إقليم «أرض الصومال» يقع في القرن الأفريقي، ويجاور دولاً مثل إثيوبيا وجيبوتي، ويثير هذا الاعتراف تساؤلات أكثر بشأن ما يحيط به عبر خليج عدن والبحر الأحمر، حيث يفصل بينهما مضيق باب المندب، الذي يُعدّ نقطة عبور اقتصادية حيوية للملاحة المتجهة من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى المحيط الهندي، وبالتالي يُنظر إليه بوصفه منطقةً تجاريةً بالغة الأهمية عالمياً، بالإضافة إلى وجود قوات بحرية متعددة.

ومع ذلك، تعاني العديد من دول هذه المنطقة من الضعف أو الصراعات الداخلية، فالسودان غارق في حرب أهلية منذ سنوات، أما دولة الصومال فقد تفككت إلى حد كبير في أوائل التسعينات، مما استدعى تدخلاً دولياً بلغ ذروته في معركة قُتل فيها جنود أميركيون، وتعاني إريتريا منذ زمن طويل من الفقر والصراعات الداخلية، كما شهدت إثيوبيا صراعات داخلية.

شاب يحمل علم «أرض الصومال» أمام النصب التذكاري لـ«حرب هرجيسا» (أ.ف.ب)

وذكرت الصحيفة أن منطقة القرن الأفريقي أشبه برقعة شطرنج استراتيجية، وصحيح أن وجود قوات بحرية أو أصول عسكرية في هذه المنطقة يبدو مهماً، إلا أن هجمات الحوثيين على السفن أظهرت أنه يمكن تهديد الملاحة البحرية باستخدام طائرات مسيَّرة وصواريخ بسيطة ورخيصة نسبياً، وكذلك اعتاد القراصنة الصوماليون على اختطاف القوارب باستخدام زوارق صغيرة وبنادق كلاشينكوف.

وأضافت أن منطقة القرن الأفريقي تفتقر إلى الموارد الطبيعية، ولذلك فإن العديد من دولها ضعيفة، لذا، قد يكون الاعتراف الإسرائيلي بإقليم «أرض الصومال» أقل من مجموع مصالح دول المنطقة على مستوى الاستراتيجية الكبرى، وصحيح أن للعديد من الدول مصالح فيها، إلا أن هذه المصالح لم تُترجم حتى الآن إلا إلى مشاركة محدودة، وهناك أولويات أخرى أهم، ومعظم الدول تدرك ذلك.


تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
TT

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)
مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)

فيما انتقد قيادي في حزب «العمال الكردستاني» خطوات الحكومة والبرلمان والأحزاب في تركيا بشأن «عملية السلام» وحل المشكلة الكردية، خرجت مسيرة حاشدة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، رفضاً للمفاوضات مع زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان.

وتجمّع الآلاف من ممثلي الأحزاب والأكاديميين والصحافيين والعمال والشباب وممثلي الجمعيات العمالية ومختلف شرائح المجتمع التركي أمام ضريح أتاتورك (أنيتكابر)؛ للتعبير عن رفضهم للعملية التي تطلق عليها الحكومة «عملية تركيا خالية من الإرهاب» ويسميها الجانب الكردي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

رفض الحوار مع أوجلان

أكد المشاركون في المسيرة رفضهم المفاوضات مع أوجلان؛ كونه زعيم «منظمة إرهابية»، في إشارة إلى حزب «العمال الكردستاني»، ولـ«تورط البرلمان، الذي أسسه أتاتورك، في هذه العملية وإرسال وفد للقاء أوجلان في سجن إيمرالي».

وردّد المشاركون في المسيرة، التي انطلقت من ميدان «تان دوغان» إلى ضريح أتاتورك، هتافات من مقولاته، مثل: «كم أنا سعيد لكوني تركياً»، و«الاستقلال أو الموت».

بالتوازي، تقدمت مجموعة من المحامين بطلب إلى ولاية ديار بكر، كبرى المدن ذات الغالبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، ووزارة الداخلية، ورئاسة الجمهورية، لحظر مسيرة تعتزم منصة «المجتمع الديمقراطي» تنظيمها في المدينة في 4 يناير (كانون الثاني) المقبل، للمطالبة بإطلاق سراح أوجلان، الذي أمضى 26 عاماً في السجن من محكوميته بالسجن المؤبد المشدد.

ولفت المحامون، في بيان مشترك، السبت، إلى أنه على الرغم من وجود أوجلان في السجن، فإن «نفوذه على المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني) لا يزال قائماً»، وأن «أي اجتماع يُعقد تحت قيادته يُعدّ (دعاية لمنظمة إرهابية) و(تمجيداً للجريمة والمجرمين)»، وأن التجمع المزمع يُشكّل «خطراً واضحاً ومباشراً على النظام العام والأمن». وذكروا أنهم إلى جانب طلب الحظر، قدّموا شكوى جنائية لدى مكتب المدعي العام في ديار بكر ضد منظمي التجمع.

انتقادات كردية

في غضون ذلك، انتقد القيادي في «العمال الكردستاني» عضو المجلس التنفيذي لاتحاد مجتمعات كردستان، مصطفى كاراصو، الحكومة التركية والبرلمان والأحزاب السياسية، قائلاً إن الخطوات التي اتخذوها حتى الآن بشأن عملية السلام ودعوة «القائد آبو» (أوجلان) لحل الحزب ونزع أسلحته وتحقيق السلام والمجتمع الديمقراطي، «لا يمكن وصفها بالإيجابية».

وقال كاراصو، في تصريحات لوسائل إعلام كردية نقلت في تركيا، السبت، إنه «إذا كانت هذه العملية بهذه الأهمية، وإذا كان عمر الجمهورية التركية هو 100 عام، وإذا كان من المقرر حلّ مسألةٍ تتعلق بـ50 عاماً، أي نصف تاريخها، وإذا كان الهدف هو ضمان الأخوة التركية - الكردية، فإن الاعتراف بـ(الزعيم آبو) بوصفه شريكاً في المفاوضات أمر ضروري».

وأضاف: «يجب تهيئة الظروف التي تُمكنه من لعب دور فعّال في هذه العملية، حيث يستطيع العيش والعمل بحرية، هذه مسألة قانونية، منصوص عليها في دستورهم، تتعلق بـ(الحق في الأمل)». وعدّ كاراصو أن السياسة والأحزاب التركية تواجه «اختباراً تاريخياً»، وأن عدم معالجة مشاكل تركيا الجوهرية لا يعني سوى خداع هذه الأحزاب والسياسيين للمجتمع التركي.

وانتقد كاراصو عدم إعداد اللوائح القانونية التي تضمن الإفراج عن السجناء الذين أمضوا 30 سنة في السجن، حتى الآن، رغم إعلان حزب «العمال الكردستاني» حل نفسه وإلقاء أسلحته.

أحد اجتماعات لجنة البرلمان التركي لوضع الأساس القانوني لحل «العمال الكردستاني» (البرلمان التركي - إكس)

وأشار إلى أن البرلمان شكّل لجنة لوضع الأساس القانوني للعملية، عقدت الكثير من الاجتماعات، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن، مضيفاً: «لقد أصبح البرلمان، إلى حدٍّ ما، مجرد إجراء شكلي، تُترك القضايا الجوهرية لغيره؛ كالاقتصاد والتعليم، وحتى هذه القضايا لها حدودها».


الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
TT

الرئيس الإيراني: نحن في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا

الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (رويترز)

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم (السبت)، إن بلاده في حالة «حرب شاملة» مع أميركا وإسرائيل وأوروبا، مشيراً إلى أن هذه البلدان لا تريد لإيران النهوض.

ونقل التلفزيون «الرسمي» الإيراني عن بزشكيان أن إسرائيل اعتقدت أن عدوانها على إيران سيؤدي إلى انهيار النظام، لكن ذلك لم يحدث، مؤكداً قدرة بلاده على تجاوز الضغوط والعقوبات.

وأفاد الرئيس الإيراني أن الجيش أكثر قوة الآن عما كان عليه قبل الحرب مع إسرائيل، وتعهد بتلقين إسرائيل والولايات المتحدة درساً «أشد قسوة» إذا تكررت الاعتداءات الإسرائيلية والأميركية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قال، يوم الاثنين الماضي، إن أي تحرك من جانب إيران سيُقابل برد عنيف، مؤكداً أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، مشيراً إلى أن إسرائيل تتابع مناورات إيرانية.

وشنّت إسرائيل هجوماً على إيران في يونيو (حزيران) الماضي، وقتلت عدداً من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين في الساعات الأولى من الحرب التي استمرت 12 يوماً، وتدخلت الولايات المتحدة في نهايتها عندما قصفت أهم المنشآت النووية الإيرانية بقنابل خارقة للتحصينات.