ممثل لخامنئي يطالب موسكو بـ«إصلاح عاجل» لموقفها من الجزر الإماراتية

خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران يوليو العام الماضي (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران يوليو العام الماضي (موقع المرشد الإيراني)
TT

ممثل لخامنئي يطالب موسكو بـ«إصلاح عاجل» لموقفها من الجزر الإماراتية

خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران يوليو العام الماضي (موقع المرشد الإيراني)
خامنئي يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في طهران يوليو العام الماضي (موقع المرشد الإيراني)

طالب محمد حسن أبو ترابي فرد، خطيب صلاة الجمعة في طهران، وممثل المرشد الإيراني، موسكو بـ«إصلاح عاجل» لموقفها الأخير يدعم مبادرة إماراتية ومساعيها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث المحتلة؛ طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، من خلال المفاوضات الثنائية أو «محكمة العدل الدولية».

وتصاعدت الانتقادات لموسكو من قِبل الأوساط السياسية التي تُشكك بجدوى التقارب الإيراني الروسي، خصوصاً التيار الإصلاحي والمعتدل، الذي يعارض سياسة «التطلع نحو الشرق»، التي يطالب بتطبيقها المرشد الإيراني علي خامنئي، للتقارب بين موسكو وبكين؛ في محاولة لتقليل أثر العقوبات الأميركية حاضراً ومستقبلاً.

وحاولت الحكومة الإيرانية، بدورها، سحب البساط من تحت أقدام منتقديها، باستدعاء السفير الروسي لدى طهران، وكذلك توجيه انتقادات ضمنية إلى الموقف الروسي، دون الإشارة الصريحة إلى اسم روسيا.

لكن سياسة النأي بالنفس عن توجيه الانتقادات المباشرة لموسكو زادت من حِدة الانتقادات، قبل أن يدخل مسؤولون مقربون من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي على خط السجال الدائر، ويوجهون انتقادات مباشرة إلى موسكو.

وصعّدت المواقع المنتقدة لروسيا حملتها، الجمعة، عندما أعادت نشر تغريدة على حساب «الخارجية» الروسية مقتبَسة من ترحيب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظرائه في «مجلس التعاون لدول الخليج العربية».

وكتب موقع «راديو فردا»، الناطق باللغة الفارسية، والذي تُموّله «الخارجية» الأميركية، أن «الخارجية» الروسية استخدمت «تسمية مزيفة»؛ في إشارة إلى مسمى الخليج العربي.

ونقلت وكالة «أرنا» الرسمية، عن أبو ترابي فرد قوله «نظراً للعلاقات الاستراتيجية بين طهران وموسكو، وميثاق منظمة شانغهاي حول احترام سيادة الدول الأعضاء وسلامة أراضيها، الشعب الإيراني والشعوب الإسلامية في المنطقة يتوقعون من موسكو تصحيحاً وتعديلاً عاجلاً لموقفها الأخير بشأن الجزر الإيرانية الثلاث».

ومن المعروف أن خطباء الجمعة في إيران، خصوصاً في العاصمة طهران، يعبرون عن مواقف المرشد الإيراني علي خامنئي، إزاء مستجدّات الساحة السياسية.

وكان أبو ترابي ثاني مسؤول محسوب على مكتب خامنئي يُعلق على موقف موسكو، بعدما اتهم علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، موسكو بـ«السذاجة». وقال: «هذا العمل نوع من السذاجة التي نراها من الروس أحياناً، بعض أصدقائنا مثل روسيا وقعوا في الحفرة التي وقع فيها الصينيون».

من جانب آخر، نقلت مواقع رسمية عن قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي قوله، أمام مؤتمر لقادة عمليات الجيش الإيراني: «نحن حساسون بشأن كل ذرة من ترابنا، وكل ما يثار من حين لآخر حول ممتلكات الجمهورية الإسلامية».

وانضمّ حسن خميني، حفيد المرشد الإيراني الأول، إلى حلفائه الإصلاحيين والمعتدلين، موجهاً انتقادات إلى موسكو. ونقل موقع «جماران»، الناطق باسم مؤسسة الخميني، قوله إن «الشعب الإيراني لا يقبل أن تصدر من دولةٍ ما تصريحات مشبوهة حول أرضنا بسبب مصالحها الاقتصادية مع دول الخليج (...)».

وطالب حفيد الخميني مسؤولي الجهاز الدبلوماسي الإيراني بإعادة النظر في تعاملهم مع هذه الدول.


مقالات ذات صلة

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

شؤون إقليمية رجل شرطة روسي يقف حارساً عند قبر الجندي المجهول في حديقة ألكسندر خارج الكرملين بموسكو (إ.ب.أ)

طهران تحتج بعد توقيف «عنيف» لطالبَين إيرانيَين في روسيا

احتجت إيران، الحليف الوثيق لموسكو، لدى السلطات الروسية بعد عملية توقيف «عنيفة» لطالبَين إيرانيين في مدينة قازان الروسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا play-circle 01:24

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

تقدم أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع بحق زعماء إسرائيل و«حماس»، بسبب الجرائم التي تتهمهم بارتكابها في غزة، رؤى مهمة حول مدى اختصاص المحكمة وحدود سلطتها.

وقدم تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت؛ ورئيس الجناح العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، الذي قد يكون ما زال على قيد الحياة.

لماذا تدعي المحكمة الاختصاص في هذه القضية؟

لقد انضمت أكثر من 120 دولة إلى معاهدة دولية، وهي نظام روما الأساسي، وهي أعضاء في المحكمة. تأسست المحكمة، التي يقع مقرها في لاهاي في هولندا، منذ أكثر من عقدين من الزمان لمقاضاة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وجريمة العدوان.

واتهمت المحكمة نتنياهو وغالانت باستخدام التجويع كسلاح حرب، من بين تهم أخرى، في الصراع مع «حماس» في غزة.

واتهمت المحكمة محمد الضيف، أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتعذيب والعنف الجنسي واحتجاز الرهائن.

لا تعترف الدول القوية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين، بسلطة المحكمة. ولم تصادق على نظام روما الأساسي، ولا تحترم المذكرات الدولية الصادرة عن المحكمة ولن تسلم مواطنيها للمحاكمة.

لا إسرائيل ولا فلسطين عضوان في المحكمة. ولكن في حين لا تعترف العديد من الدول بدولة فلسطين، فقد فعلت المحكمة ذلك منذ عام 2015، عندما وقع قادة السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على جزء كبير من الضفة الغربية.

وعلى الرغم من سيطرة «حماس» على غزة منذ عام 2007 ولا تعترف الجماعة المسلحة بخضوعها لدولة فلسطينية، فقد قضت المحكمة بأن لها ولاية قضائية على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وقال ديفيد شيفر، السفير الأميركي السابق والمفاوض الرئيسي في النظام الأساسي الذي أنشأ المحكمة: «أود أن أزعم أن هذا يجعل تصرفات (حماس) أكثر عرضة للمحكمة الجنائية الدولية. إن السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية لا تقتصر على (حماس) فقط، بل إن (حماس) أثبتت دورها كسلطة حاكمة لذلك الجزء من دولة فلسطين، وبالتالي فإن هذه السلطة تحمل المسؤولية، بما في ذلك ارتكاب جرائم فظيعة».

ومن الأهمية بمكان بالنسبة لسلطة المحكمة أن اختصاصها يمكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء. ويمنح نظام روما الأساسي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، سلطة إحالة جرائم الفظائع المرتكبة في أي دولة -عضو في المحكمة الدولية أم لا- إلى الهيئة القانونية للتحقيق.

وقد أحال مجلس الأمن السودان إلى المحكمة في عام 2005 بشأن الوضع الإنساني في دارفور، وأحال ليبيا في عام 2011 رغم أن كلتا الدولتين ليست عضواً في المحكمة.

وقال الخبراء إنه نظراً للتوترات الحالية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة)، فمن غير المرجح أن يحيل المجلس بالإجماع فرداً إلى المحكمة للمحاكمة في أي وقت قريب.

وأشار شفير إلى أنه «نظراً للطبيعة غير الوظيفية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، فمن غير المرجح أن تنجو أي إحالة مقترحة لأي حالة معينة في العالم من الفيتو».

هل سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء؟

بالفعل، سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء، فروسيا ليست عضواً في المحكمة، ولكن في عام 2023 أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن غزو موسكو الكامل لأوكرانيا، التي لم تصبح عضواً بعد ولكنها منحت المحكمة الاختصاص ودعتها للتحقيق.

كما أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق عمر حسن البشير، الرئيس السابق للسودان، والعقيد معمر القذافي، الزعيم السابق لليبيا. ولا تتمتع أي من الدولتين بعضوية المحكمة.

في عام 2017، بدأ المدعي العام للمحكمة التحقيق في مزاعم جرائم الحرب في أفغانستان، بما في ذلك أي جرائم ربما ارتكبها الأميركيون. ورداً على ذلك، فرضت واشنطن عقوبات على فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة في ذلك الوقت، وألغت تأشيرة دخولها. وأسقطت المحكمة تحقيقاتها في وقت لاحق.

هل يمكن للمحكمة إنفاذ أوامر الاعتقال؟

في حين أن نطاق المحكمة قد يكون عالمياً تقريباً من الناحية النظرية، فإن قوتها في نهاية المطاف في أيدي أعضائها.

لا يمكن للمحكمة محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم غيابياً وليس لديها آلية لمحاكمة المتهمين. إنها تعتمد على الدول الأعضاء للعمل كجهات منفذة واحتجاز المشتبه بهم قبل أن يتمكنوا من المثول للمحاكمة في لاهاي. ومع ذلك، لا تلتزم جميع الدول الأعضاء بالاتفاق.

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، إنه دعا نتنياهو لزيارة بلاده، وهي عضو في المحكمة، وأنه سيتجاهل التزامه الرسمي بالتصرف بناءً على مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة.

في سبتمبر (أيلول)، زار بوتين منغوليا، وهي عضو آخر، من دون أن يتم القبض عليه.

وزار البشير جنوب أفريقيا، وهي أيضاً عضو، لحضور قمة الاتحاد الأفريقي لعام 2015.