حلا الترك لـ«الشرق الأوسط»: عنوان الأغنية لا دخل له باسمي

أحدث أعمالها «أحلا» مجسدة فيها شخصية مصممة أزياء

تعد محبيها بمفاجآت فنية في المستقبل القريب (حلا الترك)
تعد محبيها بمفاجآت فنية في المستقبل القريب (حلا الترك)
TT

حلا الترك لـ«الشرق الأوسط»: عنوان الأغنية لا دخل له باسمي

تعد محبيها بمفاجآت فنية في المستقبل القريب (حلا الترك)
تعد محبيها بمفاجآت فنية في المستقبل القريب (حلا الترك)

تاريخها الفني يعود إلى طفولتها عندما كانت في السابعة من عمرها. يومها شاركت حلا الترك في برنامج هواة الغناء «ستار صغار» على قناة «أبوظبي». بعدها شقت طريقها في عالم الفن في محطة أثرت في مشوارها. لفتت المشاهد العربي بصوتها عبر برنامج «أراب غوت تالنت»، وحققت واحدة من أغانيها بعدها «بنتي الحبوبة» 467 مليون مشاهدة. كما لمع نجمها في التقديم التلفزيوني وفي التمثيل. شاركت بشار الشطي تقديم برنامج «هو وهاي وهي». ولعبت شخصية «سكّر» في فيلم سينمائي غنائي يحمل الاسم نفسه، فحصدت نجاحاً كبيراً طال العالم العربي.

أغنيتها الجديدة {أحلا} تحكي عن شغفها بعالم تصميم الأزياء (حلا الترك)

وأخيراً أصدرت حلا الترك أغنيتها الجديدة «أحلا» من إنتاج «بلاتينيوم ريكوردز». وهي من ألحان عبد العزيز لويس وكلمات مشاري إبراهيم. أما الكليب الغنائي فوقّعه علي أصبعي. وتجسد فيه شخصية مصممة أزياء شابة تملك «أتيليه» خاصاً بها. ويمكن ربط الشخصية مباشرة بشغفها بهذه المهنة على أرض الواقع. فيحمل عنوان تخصصها الجامعي الذي تحب. وتدور قصة الكليب حول مصممة أزياء شابة تشارك في عرض خاص لمصممين صاعدين. وتفوز بالنهاية بعد أن تستحوذ تصاميمها على إعجاب صاحب الدار. وتسألها «الشرق الأوسط» عن المهنة التي تفضلها على غيرها الغناء أم تصميم الأزياء؟ وترد: «الغناء هو بمثابة هواية عندي، أما تصميم الأزياء فهو شغفي. ولذلك لا أستطيع الفصل بين المهنتين».

اجتازت حلا الترك بسرعة أشواطاً تحسب لها في عالم الفن. فبرزت بصفتها واحدة من أصغر الفنانات العربيات الشهيرات. وبرأيها أنها بذلت الجهد المطلوب كي تصل إلى ما هي عليه اليوم. «لا شك أن الحظ يتوفر لصاحبه، وعليه اقتناصه مستفيداً منه. ولكنني ترعرعت وكبرت في عالم الفن فتزودت بالخبرات. وإضافة إلى ذلك اجتهدت ولحقت بشغفي إلى آخر حد، ولذلك أنا هنا اليوم».

هوايتها التمثيل أما شغفها فهو تصميم الأزياء (حلا الترك)

وعن أغنيتها الجديدة «أحلا» فتصفها بالعمل الذي وضعت فيه من روحها وشغفها الشخصي، فتجسيدها دور مصممة أزياء يأتي من واقع تعيشه. وناقشت الفكرة مع المخرج ومدير أعمالها شارل مرهج. فهي تعدّ تخصصها الجامعي مصدر إلهام لها. «إنه بالفعل كذلك وأستوحي منه الكثير، إنْ في مجال التمثيل أو الغناء. والأغنية تتميز بإيقاعها العصري القريب من لوني الغنائي الرومانسي الشبابي. قصدت أن أصورها في مكان هو بمثابة ورشة عملي ويحمل اسمي. وهو ما أعده ترجمة مستقبلية لما أحلم به في عالم التصميم. بالنسبة لاسمها فلا يرتبط باسمي أبداً. فلكل أغنية قصتها، وعنوانها يلخص في كثير من الأحيان موضوعها العام».

ترعرعت وكبرت في عالم الفن فاجتهدت ولحقت بشغفي إلى آخر حد ولذلك أنا هنا اليوم

حلا الترك

وتدخل «الشرق الأوسط» بعض تفاصيل حياة حلا الترك أثناء ممارستها لعملها مصممة أزياء. فهل تغني وهي تصمم رسوماتها؟ ولمن تدندن أثناء عملها هذا؟ ترد: «عادة لا أدندن أو أغني خلال قيامي بتصاميم أزياء. ولكن ترافقني في تلك اللحظات موسيقى أحبها، فتحثني على الابتكار وأغوص عندها في عالم التصميم الذي أحب».

إلى جانب تجاربها التمثيلية السينمائية تملك أخرى مسرحية. فأي منها تفضلها على غيرها؟ «أعد التمثيل السينمائي رحلة واقعية ومختلفة في الوقت نفسه. وأنا بأول خطواتي مثلت فيلم (سُكر)، لكن المسرح ترعرعت فيه وله سحره الخاص علي. أحس بطاقة الجمهور الإيجابية واندماجهم مع أدائي وشخصيتي. فلكل قطاع ميزته وموقعه الخاص عندي».

للمسرح سحره الخاص وأحس بطاقة الجمهور الإيجابية واندماجهم مع أدائي وشخصيتي

حلا الترك

النجاح الذي حققته في فيلم «سكّر» كانت تتوقعه كما تذكر لـ«الشرق الأوسط». فمشاركة نجوم كبار فيه أمثال ماجدة زكي ومحمد ثروت وغيرهما يستقطب بحد ذاته جمهوراً عربياً واسعاً. كما أن المخرج تامر مهدي والكاتبة هبة مشاري حمادة لعبا دوراً أساسياً في نجاح العمل. وتعلق: «برأي أن الأفلام السينمائية الغنائية بحد ذاتها لها جمهورها. يحب الناس متابعتها لقصصها الجميلة المتناغمة مع عروض غنائية. وفي (سكر) حمل الموضوع رسالة اجتماعية أحبّها المشاهد».

وعن الشخصية التي تتمنى أن تجسدها على الشاشة تقول: «أتمنى تجسيد شخصية المرأة العربية يوماً ما. فأبرز قوتها وصبرها على مشاكل ومتاعب تواجهها. وتتغلب بالتالي على تحديات الحياة وتحقق طموحاتها. إنها قصة تلهم الناس وتظهر قوة الإرادة والإصرار عند النساء. فعندما أفكر بموضوع ما، أبحث عن رسالة إيجابية تلونه وتلمس قلوب الناس». وتختم حلا الترك لـ«الشرق الأوسط» بإعلانها عن مجموعة مشاريع مستقبلية تحضّر لها وبينها ما يحمل المفاجآت.


مقالات ذات صلة

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
يوميات الشرق إد شيران يُغنّي... ويُفاجئ (فيسبوك)

إد شيران يُفاجئ 200 تلميذ... رائعة أيتها الموسيقى

ظهر المغنّي وكاتب الأغنيات البريطاني إد شيران، بشكل مفاجئ، في فعالية مهنية عن صناعة الموسيقى مُوجَّهة للتلاميذ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)
خاص فيروز وسط عاصي الرحباني (يمين) وحليم الرومي (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز في التسعين... يوم ميلاد لا تذكر تاريخه

عشية عيدها الـ90 تلقي «الشرق الأوسط» بعض الأضواء غير المعروفة على تلك الصبية الخجولة والمجهولة التي كانت تدعى نهاد وديع حداد قبل أن يعرفها الناس باسم فيروز.

محمود الزيباوي (بيروت)

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».