أطلقت «الشرق الوثائقية»: «خلف صيدنايا»، وهو أول فيلم يوثق قصص سجناء صيدنايا بعد سقوط نظام الأسد، ويعيد فتح تلك الأبواب السرية والقاسية.
وعلى امتداد 60 دقيقة، يتناول الوثائقي شهادات سجناء تعرّضوا لشتّى أنواع التعذيب، كما يعرض معاناة أهالي المفقودين في بحثهم المحموم عن أبنائهم أو حتى عن جثامينهم. ويوثق الفيلم التاريخ المؤلم لسجن صيدنايا العسكري، من ثمانينات القرن الماضي وحتى التحرير التاريخي في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، والإفراج اللاحق عن المعتقلين، كاشفةً عن القصص غير المروية التي ظلَّت مخفية داخل جدران السجن لعقود.
![يوثق الفيلم التاريخ المؤلم لسجن صيدنايا العسكري، من ثمانينيات القرن الماضي وحتى التحرير التاريخي (الشرق الأوسط)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/934367.jpeg)
وقال المحامي السوري، أنور البني، الذي عاش تجربة السجن أكثر من مرة: «الأهوال التي عاشها المعتقلون في سجن صيدنايا تلخّص فلسفة النظام السوري السابق القائمة على تجريد السوريين من إنسانيتهم».
تسلّلت كاميرا «الشرق الوثائقية»، إلى الزنازين وغرف الإعدامات والمكابس البشرية، لترصد المعاناة اليومية لعشرات آلاف المعتقلين، وهناك التقت بمحمد خليل، أحد السجناء الناجين من «صيدنايا»، ليحكي عن فترة اعتقاله. «كانوا يطلبون منا أن نصمت عن جثة أحد زملائنا في الزنزانة. يشترطون وجود جثتين أو 3 جثث حتى نتمكن من المطالبة بإخراجها من المهجع، كثيراً ما كنت أنام هنا بجوار جثة هامدة»، هكذا استذكر محمد التجربة المهولة التي عاشها هناك.
![تتلخّص فلسفة النظام السوري السابق القائمة على تجريد السوريين من إنسانيتهم (الشرق الأوسط)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/934368.jpeg)
ويتتبع فيلم «خلف صيدنايا»، مصير جثث المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب أو إعداماً، ليصل إلى بعض المقابر الجماعية؛ حيث دفن النظام الجثث فيها على طبقات، فوق بعضها.
كما رصد الفيلم القصة الكاملة للسجين السوري الشهير مازن الحمادة، الذي لاحقه النظام إلى هولندا بعد لجوئه إليها هرباً من مرارة السجن وتجربة التعذيب المضنية، واستدرجه مجدداً إلى دمشق، ليعتقله مرة أخرى في صيدنايا. يروي شقيقه فوزي الحمادة معاناة أسرته وتجربة التعرّف إلى جثة مازن التي كانت مرمية في مستشفى حرستا عقب سقوط الأسد.
وعن وثائقي «خلف صيدنايا»، قال محمد اليوسي، مدير عام قناة «الشرق الوثائقية»: «عبر هذا الفيلم، نفتح نافذة نادرة لاستعراض ما كان يدور في أحد أكثر الأماكن قسوة في العالم»، مشيراً إلى أن هذا الإنتاج الحصري ليس مجرد فيلم وثائقي، بل شهادات إنسانية تسلط الضوء على المعاناة والظلم اللذين عانى منهما ملايين السوريين».
![يتتبع فيلم «خلف صيدنايا»، مصير جثث المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب أو إعداماً (الشرق الأوسط)](https://static.srpcdigital.com/2025-01/934370.jpeg)
يُذكر أن «الشرق الوثائقية» قناة متعددة المنصات تقدّم أفلاماً وثائقية عالية الجودة باللغة العربية مجاناً. وتوفر القناة للمشاهدين في المنطقة وصولاً غير مسبوق لآلاف الساعات من المحتوى المتميِّز والواقعي باللغة العربية، تقدم من خلالها نظرة عميقة لمواضيع عدة تتنوّع بين السياسة والاقتصاد والأعمال والتاريخ والقضايا الراهنة لتكون بمثابة مصدر شامل للمعرفة المتعمقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.