أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، هو الأول من نوعه منذ الإطاحة بحليف الكرملين السابق في سوريا بشار الأسد.
وأفاد المكتب الصحافي للكرملين بأنه جرى خلال الاتصال «تبادل مفصل لوجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا».

وأكد الجانب الروسي على موقفه المبدئي الداعم لوحدة وسيادة وسلامة أراضي الدولة السورية. وزاد أنه تم التأكيد على «أهمية تنفيذ مجموعة من التدابير للتطبيع المستدام في البلاد، وتكثيف الحوار بين السوريين بمشاركة القوى السياسية الرائدة والمجموعات العرقية والدينية من السكان».
ووفقاً للكرملين، فقد أكد بوتين استعداد بلاده للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك عبر تقديم المساعدات الإنسانية. وتمنى الرئيس الروسي أيضاً للشرع «النجاح في حل المهام التي تواجه القيادة السورية الجديدة».
ووصف الكرملين المحادثات بأنها كانت «بنّاءة وموضوعية وعملية»، وقال إن الطرفين اتفقا في ختامها على مواصلة هذه الاتصالات في المستقبل.

وهذه أول خطوة على المستوى الرئاسي الروسي لتعزيز التواصل مع القيادة السورية الجديدة، وكانت موسكو قد أرسلت إلى دمشق وفداً رفيعاً قبل أسبوعين برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع والقطاع الاقتصادي في الحكومة. وأطلقت تلك الزيارة الحوار بين الطرفين حول الملفات المطروحة، وبينها مستقبل العلاقات بين البلدين، وآليات التعاون في المجالات المختلفة ومصير الوجود العسكري الروسي في قاعدتي حميميم وطرطوس.

ووجهت الإدارة السورية إشارات وُصفت بأنها إيجابية تجاه موسكو في الأيام القليلة الماضية، وقال وزير الدفاع مرهف أبو قصرة إن بلاده قد تتوصل إلى تفاهمات مع روسيا حول استمرار الوجود العسكري في حال لبّت هذه الخطوة المصالح السورية. وحملت تلك العبارة إشارة إلى مضمون المناقشات الجارية عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، خصوصاً أن مسؤولين في روسيا أعلنوا استعداد موسكو لدعم السلطات الجديدة في البلاد وتقديم إسهامات واسعة في مجال إعادة تأهيل بعض البنى التحتية بما في ذلك السدود ومحطات الكهرباء ومشروعات أخرى كان خبراء من الاتحاد السوفياتي وروسيا أشرفوا في السابق على تشييدها. كما تحدث خبراء روس عن إمكانية تقديم مساعدة مهمة لدمشق من خلال شطب الديون السورية لروسيا، ما يشكّل تخفيفاً كبيراً للعبء الاقتصادي الملقى على كاهل السلطات الجديدة.
وكان بوتين قد أعلن، في وقت سابق، أن روسيا «مستعدة لتقديم الدعم للشعب السوري، انطلاقاً من حقيقة أن السوريين أنفسهم هم الذين يجب أن يقرروا مستقبل بلادهم من خلال الحوار الشامل».
كما أشار الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن موسكو «ستواصل الحوار مع السلطات السورية الجديدة حول جميع المواضيع»، بما في ذلك الاتفاقيات التي تنظم الوجود العسكري الروسي في سوريا.