في أول اتصال هاتفي مع الشرع... بوتين يعرض مساعدة سوريا

الكرملين: حوار «بنّاء وموضوعي» واتفاق على مواصلة الاتصالات

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

في أول اتصال هاتفي مع الشرع... بوتين يعرض مساعدة سوريا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، هو الأول من نوعه منذ الإطاحة بحليف الكرملين السابق في سوريا بشار الأسد.

وأفاد المكتب الصحافي للكرملين بأنه جرى خلال الاتصال «تبادل مفصل لوجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا».

الرئيس السوري أحمد الشرع (د.ب.أ)

وأكد الجانب الروسي على موقفه المبدئي الداعم لوحدة وسيادة وسلامة أراضي الدولة السورية. وزاد أنه تم التأكيد على «أهمية تنفيذ مجموعة من التدابير للتطبيع المستدام في البلاد، وتكثيف الحوار بين السوريين بمشاركة القوى السياسية الرائدة والمجموعات العرقية والدينية من السكان».

ووفقاً للكرملين، فقد أكد بوتين استعداد بلاده للمساعدة في تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا، بما في ذلك عبر تقديم المساعدات الإنسانية. وتمنى الرئيس الروسي أيضاً للشرع «النجاح في حل المهام التي تواجه القيادة السورية الجديدة».

ووصف الكرملين المحادثات بأنها كانت «بنّاءة وموضوعية وعملية»، وقال إن الطرفين اتفقا في ختامها على مواصلة هذه الاتصالات في المستقبل.

جانب من لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في دمشق نهاية يناير الماضي (روسيا اليوم)

وهذه أول خطوة على المستوى الرئاسي الروسي لتعزيز التواصل مع القيادة السورية الجديدة، وكانت موسكو قد أرسلت إلى دمشق وفداً رفيعاً قبل أسبوعين برئاسة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والدفاع والقطاع الاقتصادي في الحكومة. وأطلقت تلك الزيارة الحوار بين الطرفين حول الملفات المطروحة، وبينها مستقبل العلاقات بين البلدين، وآليات التعاون في المجالات المختلفة ومصير الوجود العسكري الروسي في قاعدتي حميميم وطرطوس.

وزير الدفاع في الإدارة السورية مرهف أبو قصرة (رويترز)

ووجهت الإدارة السورية إشارات وُصفت بأنها إيجابية تجاه موسكو في الأيام القليلة الماضية، وقال وزير الدفاع مرهف أبو قصرة إن بلاده قد تتوصل إلى تفاهمات مع روسيا حول استمرار الوجود العسكري في حال لبّت هذه الخطوة المصالح السورية. وحملت تلك العبارة إشارة إلى مضمون المناقشات الجارية عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، خصوصاً أن مسؤولين في روسيا أعلنوا استعداد موسكو لدعم السلطات الجديدة في البلاد وتقديم إسهامات واسعة في مجال إعادة تأهيل بعض البنى التحتية بما في ذلك السدود ومحطات الكهرباء ومشروعات أخرى كان خبراء من الاتحاد السوفياتي وروسيا أشرفوا في السابق على تشييدها. كما تحدث خبراء روس عن إمكانية تقديم مساعدة مهمة لدمشق من خلال شطب الديون السورية لروسيا، ما يشكّل تخفيفاً كبيراً للعبء الاقتصادي الملقى على كاهل السلطات الجديدة.

وكان بوتين قد أعلن، في وقت سابق، أن روسيا «مستعدة لتقديم الدعم للشعب السوري، انطلاقاً من حقيقة أن السوريين أنفسهم هم الذين يجب أن يقرروا مستقبل بلادهم من خلال الحوار الشامل».

كما أشار الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إلى أن موسكو «ستواصل الحوار مع السلطات السورية الجديدة حول جميع المواضيع»، بما في ذلك الاتفاقيات التي تنظم الوجود العسكري الروسي في سوريا.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي ممثلون يحضرون مؤتمر بروكسل التاسع «الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح» بمبنى «أوروبا» في بروكسل 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يتعهد تقديم 2.5 مليار يورو لدعم سوريا في مؤتمر دولي

تعهد الاتحاد الأوروبي، الاثنين، تقديم نحو 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) من المساعدات إلى سوريا، في سياق جهوده الرامية إلى إعادة إعمار البلد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
المشرق العربي المظاهرات هي الأولى للعلويين منذ أن أطاح تحالف المعارضة بالرئيس السوري (أ.ب)

وزير خارجية فرنسا: اقترحت فرض عقوبات على الضالعين في الهجمات على العلويين بسوريا

قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الاثنين، إنه اقترح خلال اجتماع للاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على الضالعين في شن هجمات على العلويين في سوريا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
خاص وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل آلباريس في مؤتمر بروكسل (رويترز)

خاص وزير الخارجية الإسباني لـ«الشرق الأوسط»: لا بد من وضع حد نهائي لأعمال العنف بسوريا

قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل آلباريس، لـ«الشرق الأوسط» إن الاتحاد الأوروبي يريد مساعدة النظام الجديد في سوريا، وإن بلاده ستعلن عن مساعدة إضافية.

شوقي الريّس (بروكسل)
المشرق العربي جنود سوريون على متن دبابة متّجهين نحو الحدود السورية - اللبنانية بعد اشتباكات شهدتها المنطقة (رويترز)

تجدد الاشتباكات على حدود لبنان الشرقية

تجددت الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي عشائر البقاع على الحدود اللبنانية – السورية في شمال مدينة الهرمل.

يوسف دياب (بيروت)

إسرائيل تشن سلسلة غارات على شرق لبنان وجنوبه

تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على لبنان كما شوهد من حدود إسرائيل مع لبنان في 5 مايو 2024 (رويترز - أرشيفية)
تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على لبنان كما شوهد من حدود إسرائيل مع لبنان في 5 مايو 2024 (رويترز - أرشيفية)
TT

إسرائيل تشن سلسلة غارات على شرق لبنان وجنوبه

تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على لبنان كما شوهد من حدود إسرائيل مع لبنان في 5 مايو 2024 (رويترز - أرشيفية)
تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على لبنان كما شوهد من حدود إسرائيل مع لبنان في 5 مايو 2024 (رويترز - أرشيفية)

أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، الاثنين، بأن سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت حمى لبايا في البقاع الغربي (شرق لبنان)، وتوزعت على 4 غارات من مسيرات حربية، وخامسة نفذتها طائرة حربية معادية من نوع «إف-16» من دون الإبلاغ عن إصابات.

ثم ذكرت الوكالة أن غارة معادية استهدفت مجرى نهر الليطاني - خراج دير ميماس في قضاء مرجعيون بجنوب لبنان.

وأفادت كذلك بتنفيذ الطيران الحربي الإسرائيلي قرابة الساعة السابعة والربع من مساء اليوم غارة معادية استهدفت محيط قلعة الشقيف لجهة يحمر الشقيف في قضاء النبطية بجنوب لبنان.

ونقلت الوكالة أن غارات معادية استهدفت وادي زلايا وتلال الجبور في البقاع الغربي.

يأتي ذلك بعد ساعات من استهداف مسيّرة إسرائيلية دراجة نارية كان على متنها شخصان في بلدة يحمر في جنوب لبنان، ما أدى إلى اندلاع النيران في حافلة صودف مرورها في المكان، إضافة إلى متجر مجاور، بحسب الوكالة.

وأعن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة اللبنانية في بيان، أن «حصيلة غارة العدو الإسرائيلي على بلدة يحمر ارتفعت إلى شهيدين بعد استشهاد جريح متأثراً بإصاباته البالغة، كما جُرح مواطنان آخران.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد نشر بياناً على موقع «إكس» قال فيه إن الجيش الإسرائيلي هاجم «إرهابيَيْن من (حزب الله) الإرهابي عملا عُنْصُرَيْ استطلاع، ووجّها عمليات إرهابية، في منطقة يحمر بجنوب لبنان».

وكثفت إسرائيل ضرباتها على جنوب لبنان في الأيام الأخيرة. وقُتل 4 أشخاص، الأحد، في غارات إسرائيلية على بلدات ميس الجبل وياطر وعيناثا، بحسب مصادر لبنانية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قضى، الأحد، على عنصرين من «حزب الله» ذكر أنهما «كانا يهمّان في أعمال استطلاع وتوجيه عمليات إرهابية في منطقتي ياطر وميس الجبل».

وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الجيش استهدف عيناثا بعدما أصابت «رصاصة طائشة من جنازة أحد عناصر (حزب الله)» الزجاج الأمامي لمركبة في بلدة أفيفيم شمال إسرائيل.

وأضاف كاتس: «لن نسمح بإطلاق النار من الأراضي اللبنانية باتجاه البلدات الشمالية، وسنرد بقوة على أي خرق لوقف إطلاق النار».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أن طلقاً نارياً «أصاب مركبة متوقفة في منطقة أفيفيم» الحدودية مع لبنان قال إن مصدره الأراضي اللبنانية.

ورغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بوساطة أميركية، عقب مواجهة استمرت أكثر من عام، فإن إسرائيل لا تزال تشن غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه.

وتقول الدولة العبرية إنها تستهدف عناصر ومنشآت للحزب، وإنها لن تسمح له بإعادة بناء قدراته بعد الحرب. ورغم انتهاء مهلة لسحب إسرائيل قواتها من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في 18 فبراير (شباط)، فإنها أبقت على وجودها في 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان على امتداد الحدود؛ ما يتيح لها الإشراف على بلدات حدودية لبنانية والمناطق المقابلة في الجانب الإسرائيلي للتأكد «من عدم وجود تهديد فوري».

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) أثناء قيامها بدورية على طول طريق في قرية كفركلا جنوب لبنان بالقرب من الحدود مع إسرائيل في 17 مارس 2025 (أ.ف.ب)

وأعلنت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، الأسبوع الماضي، عن العمل دبلوماسياً مع لبنان وإسرائيل من خلال 3 مجموعات عمل لحل الملفات العالقة بين البلدين، بينها الانسحاب من النقاط الخمس.

ولا يزال أكثر من 92 ألفاً و800 شخص نازحين في لبنان، وفق الأمم المتحدة، لا سيما في ظلّ الدمار الكبير الذي ألحقته الحرب بأجزاء واسعة من مناطق في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.

وقدّر البنك الدولي، الأسبوع الماضي، تكلفة إعادة الإعمار والتعافي بنحو 11 مليار دولار. وقال إن «التكلفة الاقتصادية للصراع في لبنان تقدَّر بنحو 14 مليار دولار أميركي».