دعت وزارة الآثار في غزة، اليوم (الجمعة)، منظمة «اليونيسكو» للحفاظ على الكنوز الأثرية المتبقية في قطاع غزة، بعدما أدى القصف الإسرائيلي في الحرب مع حركة «حماس»، إلى تدمير أو إلحاق الضرر بمعالم مثل أقدم كنيسة وآخر الحمامات الأثرية ومساجد تاريخية.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم (الجمعة)، المسجد العمري الكبير، وهو الأكبر والأقدم في شمال غزة، وقد لحقت به أضرار بالغة، باستثناء مئذنته التي بدت سليمة إلى حد ما، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ونددت الوزارة في بيان، بـ«تدمير مواقع تاريخية وأثرية» من قبل الجيش الذي يقصف القطاع منذ أسابيع. واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم غير مسبوق شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، أسفر عن سقوط 1200 قتيل وقضى معظمهم في اليوم الأول، بحسب السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على القطاع، وبدأت في 27 أكتوبر بشنّ عمليات برية. وأوقع القصف أكثر من 17 ألف قتيل معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 6 آلاف طفل، وفق حكومة «حماس». كما تسبّب بدمار واسع في القطاع.
وعدّت وزارة السياحة والآثار في غزة أن «جريمة استهداف وتدمير المواقع الأثرية ينبغي أن تدفع العالم واليونيسكو للتحرك لإنقاذ هذا الموروث التاريخي الحضاري الأثري العظيم».
وأكدت أن «الاحتلال يتعمّد ارتكاب مجزرة بحق الأماكن التاريخية والأثرية في البلدة القديمة وسط غزة ليغتال التاريخ وآثار الحضارات التي مرت على قطاع غزة منذ آلاف السنين».
وأضافت: «دمّر القصف الجوي الخميس وليل الجمعة، أماكن أثرية كلياً كمسجد عثمان قُشْقَار التاريخي وجزئياً مثل المسجد العمري الكبير الذي يعود تاريخ موقعه إلى 2500 عام».
وأوضحت أن المسجد أقيم فوق معبد وثني قديم لمارناس ثم حوّل إلى كنيسة بيزنطية، ثم إلى مسجد في بدايات الفتوحات الإسلامية. وبحسب الوزارة، احتفظ مخطط المسجد الحالي بأجزاء من الكنيسة التي يعود تاريخها للقرن الثاني عشر الميلادي، وكانت مقامة على الطراز القوطي. وأعيد بناء المسجد العمري وتوسعته في فترات لاحقة منها المملوكية والعثمانية، وبنيت المئذنة التي تعد من أبرز معالمه في الفترة المملوكية.
ودانت الوزارة في بيانها تدمير حمام السمرا التاريخي الذي أسس قبل 1300 سنة، ودار القرآن الكريم التي تضم منزل ومحراب الإمام الشافعي. وأشارت إلى تدمير 3 كنائس أبرزها كنيسة القديس بورفيريوس، وهي أقدم كنيسة في القطاع كانت لا تزال أبوابها مفتوحة، وتقع بجانب مسجد في البلدة القديمة بغزة، ويعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي.
وكانت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس استنكرت قصف الكنيسة في بيان أصدرته في 19 أكتوبر.