في إطار تحرك دبلوماسي قد يدفع بجهود إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تشكيل وفد رئاسي لبدء محادثات مع الولايات المتحدة، ويأتي القرار بالتزامن مع تأكيد مكتب زيلينسكي استعداد كييف للدخول في مشاورات حول الخطة الأميركية لإنهاء الحرب.
وأعلن مفاوض أوكراني، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن كييف وواشنطن ستجريان محادثات في سويسرا لبحث سبل إنهاء الحرب.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء بأن زيلينسكي عيَّن مدير مكتبه، أندريه يرماك، رئيساً للوفد المُشارك في المحادثات الأميركية بشأن إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية.
وقال مكتب زيلينسكي، اليوم (السبت)، إن مشاورات ستُجرى خلال الأيام المقبلة بشأن الخطة الأميركية لإنهاء الحرب مع روسيا. وأضاف عبر منصة «إكس»: «نتطلع إلى عمل بنّاء، ومستعدون للتقدم بأسرع ما يمكن لتحقيق سلام حقيقي. لم ترغب أوكرانيا قَطّ في هذه الحرب، وستبذل قصارى جهدها لإنهائها بسلام يحفظ الكرامة».
وأردف: «لن تكون أوكرانيا عائقاً أمام السلام، وسيدافع ممثلو الدولة الأوكرانية عن المصالح المشروعة للشعب الأوكراني وأسس الأمن الأوروبي».
وعبّر المكتب عن الامتنان لـ«شركائنا الأوروبيين على استعدادهم للمساعدة».
ومن المقرر أن يجتمع مستشارو الأمن القومي الفرنسي والألماني والبريطاني مع نظيرَيهم الأميركي والأوكراني، صباح الأحد، في جنيف لمناقشة الخطة الأميركية لأوكرانيا، وفق ما أفادت مصادر متطابقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت.
وأشار أحد المصادر إلى أن «مستشار الرئيس الفرنسي سيتوجه إلى جنيف غداً برفقة زملائه من مجموعة الدول الأوروبية الثلاث (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا)». وأوضح مصدر آخر أن «النقاش سيُجرى بين الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث والأوكرانيين».
وقال مسؤول أميركي لوكالة «رويترز»، إن روسيا لن تشارك في محادثات جنيف، لكن واشنطن تنوي عقد اجتماعات مع الروس قريباً جداً.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «الغارديان»، اليوم (السبت)، عن مصادر القول إن مسؤولين أميركيين أبلغوا سفراء بلدان بـ«حلف شمال الأطلسي» (ناتو) أنهم يتوقعون الضغط على زيلينسكي خلال الأيام المقبلة للموافقة على خطة السلام الأميركية.
وحسب المصادر، فقد حذر المسؤولون الأميركيون خلال اللقاء من أن أوكرانيا ستواجه اتفاقاً أسوأ بكثير في المستقبل إذا لم توقع على الخطة الأميركية.
ونسبت «الغارديان» لوزير الجيش الأميركي، دانيال دريسكول، القول أثناء اللقاء: «لا يوجد اتفاق مثالي، ولكن يجب إبرامه عاجلاً وليس آجلاً».
وقالت القائمة بالأعمال الأميركية في كييف، جولي ديفيس: «ليس أمام أوكرانيا خيار سوى القبول أو مواجهة ما هو أسوأ في المستقبل».
وكان زيلينسكي قد أكد، أمس (الجمعة)، أن جهود الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترمب لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية هي محل تقدير بالغ، موضحاً أن وفوداً من أوكرانيا وأميركا وأوروبا ستعمل معاً لبلورة الخطة الأميركية للسلام.
وأمهل الرئيس الأميركي أوكرانيا أمس، حتى يوم الخميس المقبل لقبول مقترح السلام الذي تدعمه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا.
وتنظر كييف بقلق بالغ إلى خطة السلام الأميركية المؤلفة من 28 نقطة؛ لأنها تتضمن عدة مطالب روسية رئيسية: تنازل أوكرانيا عن أراضٍ، وتقليص حجم جيشها، والتخلي عن فكرة الانضمام إلى «حلف شمال الأطلسي» (ناتو). لكن الخطة تقدم أيضاً لكييف ضمانات أمنية غربية لمنع أي هجمات روسية مستقبلاً.

