تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

الانقلابيون استحدثوا معسكراً لتجنيد الأطفال في الحديدة

مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)
مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)
TT

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)
مناورة عسكرية مصغرة نظمتها الجماعة الحوثية بالأطفال الذين جندتهم (أ.ب)

كشفت منظمة حقوقية عن وسائل الجماعة الحوثية لاستقطاب القاصرين والتعامل مع ذويهم بعد مقتلهم، في الوقت الذي أنشأت فيه الجماعة معسكراً تدريبياً في محافظة الحديدة التي تشهد نشاطاً عسكرياً حوثياً مكثفاً، وأجبرت الأهالي على إلحاق أبنائهم به قسراً.

وذكرت مصادر مطلعة في جنوب محافظة الحديدة (غرب اليمن) أن الجماعة الحوثية أنشأت المعسكر للأطفال المجندين في منطقة الأشاعرة التابعة لمديرية جبل رأس، وطلبت من الأهالي إلحاق أبنائهم به، متوعدة بمعاقبة مَن يتخلف عن ذلك، حيث يشهد المعسكر تدريبات مكثفة لأطفال استقدموا من المديريات المجاورة.

وأبدى أهالي المديرية استياءهم وقلقهم من هذا التطور الذي عدوه خطيراً، وينذرهم بتجنيد أطفالهم قسراً، بعد أن كانت عمليات التجنيد في السابق تتم من خلال مساعي القادة الحوثيين والأعيان الموالين لهم، وبإغراء الأهالي بحصول أبنائهم على رواتب وامتيازات، إلى جانب التهديد المحدود الذي يمكن تلافيه بدفع الأموال للجماعة.

وطبقاً للمصادر، فإن الأنشطة الميدانية لمشرفي الجماعة الحوثية في أوساط السكان، والمتزامنة مع التحركات العسكرية المتزايدة في محافظة الحديدة أخيراً، تشير إلى أنها عازمة على تجنيد أكبر عدد من الأطفال وإلحاقهم بمعسكراتها وجبهاتها.

عرض نظمته الجماعة الحوثية جنوبي الحديدة بالتزامن مع إنشاء معسكر للأطفال (إعلام حوثي)

وكانت وزارة حقوق الإنسان اليمنية أعلنت، منتصف الشهر الماضي، أن مكتبها في صنعاء رصد 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن الـ18 عاماً في مديرية الدريهمي التابعة لمحافظة الحديدة خلال عام فقط، وأخضعتهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية.

استغلال الفقر

كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (تحالف رصد)، أخيراً، عن واقعة مقتل طفل من محافظة حجة (شمال غرب)، بعد 8 أشهر من تجنيد الجماعة الحوثية له، وتنظيم مراسم تشييع مُنِعت والدته وعائلته خلالها من رؤية جثمانه، وتهديدها من عواقب التشكيك أو الاعتراض على تلك الإجراءات، وإجبارها على قبول تعويضات رمزية.

ويذكر «تحالف رصد» أن الطفل غمدان الأحوس، الذي لم يتجاوز الرابعة عشرة من العمر، والمنتمي إلى مديرية الجميمة التابعة لمحافظة حجة، قتِل في 21 من سبتمبر (أيلول) الماضي بعد 8 أشهر من استقطابه من مشرفي التجنيد في الجماعة الحوثية، وإلحاقه بمعسكرات التجنيد والزج به في خطوط قتالها الأمامية.

أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

وجرى تجنيد الأحوس في 23 فبراير (شباط) الماضي، بعد أن انقطع عن الدراسة منذ العام الدراسي 2019-2020، الذي كان خلاله في المرحلة السادسة من التعليم الابتدائي، ولم يستطع مواصلة التعليم بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي فرضها كل من الانقلاب الحوثي والحرب، إلى جانب تسببهما في تدهور التعليم.

وينتمي الأحوس إلى أسرة فقيرة توفي عائلها منذ سنوات، وتركها في حالة شديدة من العوز، وبسبب اليتم والفقر لم يتمكن من إكمال تعليمه.

واتهم التحالف الحقوقي الجماعة الحوثية باستغلال حالات الفقر والعوز لدى العائلات الريفية، ومن خلال الرصد الميداني، وجد أن تركيزها ينصب على المناطق والعائلات الفقيرة ومحدودة التعليم.

وبين التحالف أن الطفل الأحوس تعرض لغسل دماغه عبر الجلسات اليومية مع أفراد يتبعون الجماعة الذين عملوا على تزويده بنبتة «القات» المخدرة و«الشمة» (مسحوق التبغ)، وهو ما تسبب في إدمانه عليهما، وأثناء تلك الجلسات كان يجري التأثير عليه من قبلهم وبسماع الأناشيد الحماسية التي تهتم الجماعة الحوثية بإنتاجها، والمعروفة شعبياً باسم «الزوامل».

باسم التضامن مع غزة وجنوب لبنان جنَّد الحوثيون آلاف الأطفال خلال الأشهر الأخيرة (أ.ب)

كما استمع خلال مجالسته للأفراد الحوثيين إلى محاضرات حول مزاعم الجماعة عن ضرورة قتال «اليهود والأمريكان» ليؤدي كل ذلك إلى اقتناعه بالالتحاق مع أقرانه ممن جرى تجنيدهم سابقاً.

وتزامن ذلك مع نشاط مسؤولي التعبئة العامة في المحافظة وإدارة أمن مديرية الجميمة في استقطاب عدد من الأطفال والمراهقين، ليكون الأحوس من بين من جرى دعوتهم لحضور دورة تدريبية قتالية وفكرية، في معسكر أبو طير العسكري الذي يقوده القيادي الحوثي عماد القاضي.

تكثيف أنشطة التحشيد

بعد ثلاثة أشهر من تجنيده تخرج غمدان، وتم تسمية الدفعة التي كان أحد أفرادها باسم «دفعة طوفان الأقصى»، ومُنِح إجازة لثلاثة أيام لزيارة أسرته، قبل أن يدفع به مع آخرين إلى جبهة حرض وميدي، شمال غربي اليمن، لتنقطع أخباره بعدها.

طفل ناجِ من معارك الحوثيين يشرح المهارات القتالية التي تلقاها (أرشيفية - أ.ب)

وبعد نحو خمسة أشهر اتصل المسؤول الحوثي، زيد دهشوش، والمعين مديراً لأمن المديرية، بأسرته وأخيه، لإبلاغهم عن مقتله، رافضاً الإدلاء بمعلومات تفصيلية حول ذلك.

ويؤكد مطهر البذيجي، الرئيس التنفيذي لـ«تحالف رصد»، أن الجماعة الحوثية تواصل تحشيد وتعبئة الأطفال لتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال بوتيرة عالية، خصوصاً في الفترة الأخيرة بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، استعداداً لأي مواجهات محتملة مع الأطراف اليمنية الأخرى، منوهاً إلى أن المعلومات الميدانية تفيد بعقد مسؤولي التعبئة والتحشيد الحوثيين دورات مكثفة ونزولاً إلى المدارس.

ويوضح البذيجي لـ«الشرق الأوسط» أن هؤلاء المسؤولين يطلبون من مديري المدارس إلزام جميع الطلاب بالحضور، ولفت نظر وإنذار ولي أمر كل من يتغيب عن تلك الدورات التي تستخدم فيها حرب غزة مبرراً للدعاية من أجل تعبئة الأطفال وغسل أدمغتهم وتجنيدهم.

الجماعة الحوثية تواصل حشد المزيد من المقاتلين تحت مزاعم مناصرة سكان غزة (أ.ب)

ويشير إلى أن عمليات الرصد والتوثيق لانتهاكات تجنيد الأطفال تتم عبر راصدين وباحثين ميدانيين، يعملون على إجراء مقابلات مع ذوي الضحايا والشهود، ومن خلال الرصد من المصادر المفتوحة والإنترنت وإعلام الحوثيين، وما ينشر من أخبار وفيديوهات خاصة بتجنيد الأطفال.

ويقول التحالف الحقوقي إنه رصد تجنيد الجماعة الحوثية 7171 قاصراً خلال الفترة ما بين سبتمبر (أيلول) 2015 وحتى سبتمبر (أيلول) 2024، قتل منهم 5552 أثناء الأعمال القتالية والعسكرية، وأصيب 48، إلى جانب مصير مجهول لـ 907 آخرين، في حين عاد منهم 161 إلى عائلاتهم، مع استمرار 503 في القتال في صفوف الجماعة.

وتشير إحصاءات متفرقة إلى تجنيد الجماعة الحوثية منذ سيطرتها على صنعاء عشرات الآلاف من الأطفال، وتقدر بعضها عددهم بأكثر من 30 ألف طفل.


مقالات ذات صلة

شحنة الأسلحة الإيرانية المضبوطة تكشف مزاعم التصنيع الحوثية

العالم العربي جانب من شحنة الأسلحة التي ضُبطت في البحر الأحمر مؤخراً (إعلام حكومي)

شحنة الأسلحة الإيرانية المضبوطة تكشف مزاعم التصنيع الحوثية

فنّد ضبط شحنة الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى الجماعة الحوثية المزاعم بشأن تسليح نفسها ذاتياً وعزّز من قناعة المتابعين والمراقبين باستمرار التسليح الإيراني لها.

محمد ناصر (تعز)
خاص مصطفى نعمان يتوسط وفد البعثة الأوروبية الذي زار العاصمة المؤقتة عدن أخيراً (سبأ)

خاص «الخارجية» اليمنية: التسليح الإيراني للحوثيين يعرقل السلام ويطيل الصراع

انتقد مسؤول يمني رفيع السياسات الإيرانية العدائية ضد الشعب اليمني، والإصرار على تسليح الحوثيين، مما يطيل أمد النزاع في البلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي قوات إسرائيلية تتفقد موقع سقوط صاروخ حوثي قرب مطار بن غوريون في مايو الماضي (أ.ب)

4 هجمات حوثية على إسرائيل وقرار بإغلاق ميناء إيلات

أعلنت الجماعة الحوثية تنفيذ عملية عسكرية متعددة الهجمات ضد إسرائيل، بالتزامن مع قرار إسرائيلي بإغلاق ميناء إيلات الذي تعرض لخسائر كبيرة بسبب التصعيد العسكري.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي الجماعة الحوثية فرضت على الطالبات ارتداء أزياء دخيلة على المجتمع اليمني (إعلام حوثي)

الحوثيون يلزمون طالبات صنعاء بارتداء «الشادور الإيراني»

فرضت الجماعة الحوثية على الطالبات في مدارس العاصمة المختطفة صنعاء ارتداء الزي الإيراني وهددت بمعاقبة مسؤولات المدارس وحرمان الطالبات من الامتحانات حال الرفض.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
خاص كمية من الصواريخ المصادرة ضمن الشحنة الإيرانية التي كانت في طريقها للحوثيين (السفارة الأميركية في اليمن)

خاص ماذا يعني ضبط أكبر شحنة أسلحة إيرانية في طريقها للحوثيين؟

ما دلالات نجاح قوات خفر السواحل اليمنية التابعة للمقاومة الوطنية في ضبط نحو 750 طناً من الأسلحة الإيرانية المتطورة كانت في طريقها إلى جماعة الحوثيين الإرهابية؟

عبد الهادي حبتور (الرياض)

شحنة الأسلحة الإيرانية المضبوطة تكشف مزاعم التصنيع الحوثية

صواريخ «قادر - نور» يعيد الحوثيون تسميتها بـ«المندب 1» (القوات الحكومية)
صواريخ «قادر - نور» يعيد الحوثيون تسميتها بـ«المندب 1» (القوات الحكومية)
TT

شحنة الأسلحة الإيرانية المضبوطة تكشف مزاعم التصنيع الحوثية

صواريخ «قادر - نور» يعيد الحوثيون تسميتها بـ«المندب 1» (القوات الحكومية)
صواريخ «قادر - نور» يعيد الحوثيون تسميتها بـ«المندب 1» (القوات الحكومية)

مثّل ضبط شحنة الأسلحة الإيرانية المتوجهة إلى الحوثيين قبل أيام تفنيداً لمزاعم الجماعة بشأن قدرتها على تسليح نفسها محلياً، والاكتفاء الذاتي من الصواريخ الباليستية، والأسلحة الفرط صوتية، وحتى البنادق الآلية، وكشفت محتويات الشحنة التي ضبطتها المقاومة الوطنية، الأربعاء الماضي، أن دور الحوثيين يقتصر على إعادة تسمية المنتجات العسكرية الإيرانية.

ومنذ عام 2017، كانت الدول الكبرى تقطع بأن الجماعة الحوثية تحصل على شحنات مهربة من الأسلحة الجوية الإيرانية، ورغم تأكيدات تقارير لجنة خبراء الأمم المتحدة سنوياً، والحكومة اليمنية، باستمرار إيران في إرسال الأسلحة، فإن طهران واصلت الإنكار، في حين تمسكت الجماعة بادعائها امتلاك تقنية صناعة الصواريخ والقوارب والطائرات المسيّرة.

وكانت الأدلة التي قدمتها الحكومة اليمنية ودول التحالف الداعم لها، والتي شملت بقايا القذائف والصواريخ التي أطلقها الحوثيون، تؤكد أن مصدر التسليح الحوثي إيراني الصنع، إلى جانب اعترافات عدد من البحارة الذين أُلقي القبض عليهم متورطين في تهريبها، والتي عززت من تلك التأكيدات، إلا أن الجانبين، الإيراني والحوثي، واصلا الإنكار والنفي.

وقدمت محتويات السفينة التي ضبطتها قوات المقاومة الوطنية التابعة للحكومة اليمنية، أدلة قطعية جديدة على أن كل ما كان يقوله الحوثيون وينكره داعموهم غير صحيح، وما هو إلا محاولة للترويج لقدرات عسكرية غير حقيقية يملكها الحوثيون، وإبعاد أصابع الاتهام عن الحكومة الإيرانية.

جانب من شحنة الأسلحة التي ضُبطت في البحر الأحمر مؤخراً (إعلام حكومي)

ويؤكد العميد وضاح الدبيش، المتحدث الرسمي باسم القوات الحكومية في الساحل الغربي، أن الشحنة المضبوطة هي أكبر وأخطر شحنة مهربة كانت في طريقها إلى الحوثيين عبر البحر الأحمر، وأن محتواها يفضح مجدداً «كذبة» الاكتفاء والتصنيع العسكري التي تتغنى بها الجماعة الحوثية.

وذكر المسؤول اليمني أن ما تم ضبطه لم يكن سوى «ترسانة إيرانية كاملة من الأسلحة المتطورة»، وأن الحديث عن القدرة التصنيعية للحوثيين ليس سوى واجهة دعائية لتغطية عمليات التهريب المنظمة بإشراف «الحرس الثوري» الإيراني، عبر شبكات تهريب بحرية معقدة تمر عبر المياه الإقليمية والدولية.

دعم إيراني سخي

لم يتوقف الدعم الإيراني للحوثيين خلال سنوات الحرب، وتكشف عمليات متعددة لضبط الأسلحة اعتماد الجماعة على شبكات تهريب معقدة تنشط عبر البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، وتستفيد من ثغرات أمنية على طول هذه المسارات.

صاروخ «قائم 118» الإيراني يعيد الحوثيون تسميته بـ«صقر 4» (إعلام حكومي)

يؤيد عدنان الجبرني، الباحث المتخصص بشؤون الجماعة الحوثية، ما ذهب إليه القائد العسكري اليمني الدبيش، ويجزم بأن هذه هي أهم وأخطر عملية ضبط لشحنة تهريب أسلحة إيرانية للحوثيين، سواء من حيث الكمية أو النوع؛ إذ إن أكبر شحنة ضبطتها القوات اليمنية كانت على متن سفينة «جيهان» في عام 2013، وكانت حمولتها 48 طناً فقط، كما أنها شحنة أسلحة عادية باستثناء صواريخ «سام».

وفي يناير (كانون الثاني) من عام 2013، تم القبض على سفينة إيرانية تسمى «جيهان»، وهي محملة بالأسلحة في طريقها إلى ميناء ميدي، شمال غربي البلاد، الذي يسيطر عليه الحوثيون.

ومن بين الأسلحة التي كانت تحملها السفينة «جيهان»، صواريخ «سام 2» و«سام 3» المضادة للطائرات، وتقدمت الحكومة اليمنية حينها بطلب لمجلس أمن الأمم المتحدة للتحقيق في القضية، في حين نفت الحكومة الإيرانية علاقتها بالأمر.

ويشير الجبرني إلى أحد محتويات الشحنة الجديدة، وهو صاروخ «قائم 118» الإيراني للدفاع الجوي، ويقول إن الجيش الإيراني كشف عنه في فبراير (شباط) من هذا العام، منبهاً إلى تزويد الحوثيين بهذا النوع من الصواريخ منذ العام الماضي؛ أي قبل الإعلان الرسمي عنه، ويسمى لدى الحوثيين «صقر 4» (تقريباً)، وفاعليته جيدة ضد المسيّرات.

الاكتفاء بإعادة التسمية

ينوه الجبرني بأن الشحنة شملت مكونات لمعظم ما يظهر في العروض العسكرية للجماعة الحوثية وعلى قنواتها الفضائية؛ إذ تشمل الشحنة صواريخ «كروز بحرية» يعيد الحوثيون تسميتها بـ«المندب 1 - سجيل»، ونحو خمس منظومات دفاع جوي شبه متكاملة، وعدداً كبيراً من الرؤوس الحربية لصواريخ باليستية حديثة، وحساسات.

جنديان يحملان بعضاً من شحنة أسلحة إيرانية صودرت في خليج عمان (البحرية البريطانية)

كما تحتوي الشحنة على أجهزة توجيه وتتبع للصواريخ التي يسمونها «فرط صوتية»، من نوعية الصواريخ التي أعلنوا عنها في عام 2020، وأجهزة استشعار حرارية، ومناظير متقدمة، وأجزاء حساسة لمنصات إطلاق الصواريخ الباليستية، وقطع خاصة بمنصات الإطلاق، ومحركات للطائرات من دون طيار.

ورأى في ذلك تعبيراً عن «اهتمام إيراني واضح» ببناء قدرات الجماعة، في إشارة إلى أجزاء منظومات دفاع جوي حديثة كانت من بين محتويات الشحنة.

وقال إن المفارقة تكمن في أن إيران نفسها فشلت في استخدام هذه المنظومات أثناء الضربات الإسرائيلية عليها، خصوصاً في الأيام الأولى. وعدّ ذلك انعكاساً لحرص الإيرانيين على أن يشمل دعمهم للحوثيين كل شيء، حتى أدوات حفر الأنفاق والملاجئ في الجبال.

جزء من مكونات شحنة أسلحة للحوثيين أوقفتها قوات يمنية حكومية (إعلام حكومي)

وينشر الباحث الجبرني صورة لصواريخ «كروز بحرية» من عائلة «قادر - نور» الإيرانية، ويقول إنها عندما تصل إلى الحوثيين يقومون بإعادة تسميتها بـ«المندب 1» وكتابة «صنع محلي يمني» عليها.

ويبين أن هذا النوع من الصواريخ أعلنت عنه إيران في عام 2014، وبدأ تهريبه إلى الحوثيين في عام 2017 ضمن شحنات صغيرة، مثل التي أعلنت المقاومة الوطنية ضبطها.

ووفقاً للجبرني، فإن ميزة هذا الصاروخ تكمن في إمكانية إطلاقه من فوق متن سيارة دفع رباعي معدّلة، عبر تثبيت قاعدته الصغيرة نسبياً.