انعدام الأمن الغذائي يهدد اليمنيين... حجة والجوف تتصدران

الصراع وتوقف تصدير النفط والظروف المناخية... فاقمت الأزمة

يسهم الجراد الصحراوي في تهديد الأمن الغذائي في اليمن (الأمم المتحدة)
يسهم الجراد الصحراوي في تهديد الأمن الغذائي في اليمن (الأمم المتحدة)
TT

انعدام الأمن الغذائي يهدد اليمنيين... حجة والجوف تتصدران

يسهم الجراد الصحراوي في تهديد الأمن الغذائي في اليمن (الأمم المتحدة)
يسهم الجراد الصحراوي في تهديد الأمن الغذائي في اليمن (الأمم المتحدة)

بينما كان مزارعو محافظة الجوف اليمنية يستعدون لإنتاج الحبوب بكميات وفيرة بعد وعود حوثية تلقوها لمساعدتهم في تخزينها وتسويقها، تضافرت الظروف الطبيعية مع النكث بتلك الوعود لتكبيدهم خسائر فادحة. وصنّفت تقارير أممية محافظتهم، ومحافظة حجة، «الأعلى تهديداً في انعدام الأمن الغذائي»، الذي يطال أكثر من ثُلث سكان اليمن.

واشتكى مزارعو محافظة الجوف الحدودية الواقعة شمال شرقي العاصمة صنعاء، خلال الموسم الماضي من هجمات الجراد الصحراوي الذي أتلف مزروعاتهم ومحاصيلهم، ورغم أن هذه الهجمات سبقت موسم زراعة الحبوب، فإنها قضت على مساحات كبيرة من الزرع المنتج له، قبل أن تتسبب الرياح والأمطار في إتلاف المحاصيل لاحقاً.

يقول برنامج الأغذية العالمي إن ثلث سكان اليمن يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي (الأمم المتحدة)

أوضح مزارعون في محافظة الجوف أن الرياح الصحراوية باغتت المزارعين قبل بدء الحصاد، وتسببت في إسقاط الحبوب عن السنابل، وجلبت معها نباتات شوكية يابسة تشكّلت على هيئة كرات ضخمة، وتدحرجت فوق الزروع، متسببة بأضرار كبيرة في مساحات واسعة، ثم لحقتها أمطار غزيرة قبل أن يتمكن المزارعون من جمع المحاصيل وتخزينها.

وانتظر المزارعون قدوم الحصادات وفتح المخازن والأسواق، كما وعدتهم الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها بمساعدتهم لتحقيق الاكتفاء الذاتي، إلا أن معظم محصولهم من الحبوب تلف في العراء، واضطر أغلبهم إلى الحصاد والتخزين يدوياً، الأمر الذي لم يمكّنهم من إنقاذ كامل محاصيلهم، بينما تمكّن قليل من استئجار حصادات وبيع منتجاتهم قبل تعرضها للتلف.

ويكشف تقرير أممي حديث تهديد ثُلث سكان اليمن بانعدام الأمن الغذائي بمستوى ما فوق الأزمة، وظهرت محافظتا الجوف وحجة في مقدمة المحافظات اليمنية التي تواجه هذا الخطر.

منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ذكرت أن معدلات انتشار الجوع، وضعف التنوع الغذائي، وعدم كفاية استهلاك الغذاء أعلى نسبياً في المحافظتين عنها في بقية المحافظات خلال الأشهر السابقة من العام الحالي، وذلك في تقرير لها جرى إعداده في أغسطس (آب) الماضي، وأطلق منذ أيام.

معاناة أعلى من الأزمة

تقرير «الفاو» يقدر أن 45.7 في المائة من سكان محافظة الجوف يعانون من انعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة، بينما ترتفع النسبة في محافظة حجة إلى 56.6 في المائة من مجموع سكان المحافظة، وهي النسبة التي تضعهم فوق مستوى الأزمة، وتأتي محافظة الحديدة على الساحل الغربي للبلاد ثالثة بنسبة 41.1 في المائة.

ووفقاً للاستطلاع، فإن 33.5 في المائة من العائلات اليمنية عانت من انعدام الأمن الغذائي، بما يعادل مستوى الأزمة وما فوقها، بينما واجه 29 في المائة منها جوعاً متوسطاً أو شديداً؛ وأفصحت 36 منها عن تنوع غذائي معتدل أو ضعيف، وحصل نحو 43 في المائة على طعام غير كافٍ أو الحد الأدنى من الغذاء خلال أغسطس الماضي.

يواجه المزارعون في اليمن ظروفاً قاسية ويفتقرون إلى المساعدات (رويترز)

من جانبه، توقّع «برنامج الأغذية العالمي» أن يشهد اليمن ارتفاعاً حرجاً في مستوى انعدام الأمن الغذائي خلال الربع الأخير من العام الحالي، محذراً من أن عدم كفاية استهلاك الغذاء لدى العائلات اليمنية ارتفع بمتوسط نقطتين مئويتين في أغسطس الماضي، ليصل إلى 51.5 في المائة، بعد أن بلغ قبل ذلك بشهر 49.5 في المائة.

ووفقاً لاستطلاع نفذه البرنامج الأممي، فإن 58 في المائة من العائلات اليمنية في المناطق المحررة، لم تتمكن من الحصول على كفايتها من الغذاء خلال أغسطس نفسه، ما مثّل زيادة بمقدار 6 نقاط مئوية على الشهر السابق له، الذي أبلغت 52 في المائة من العائلات عجزها خلاله عن توفير نظام غذائي مناسب.

وعزا التقرير ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي في المناطق المحررة إلى تراجع قدرة الحكومة على إدارة الاقتصاد؛ بسبب وقف تصدير النفط، وضعف الإيرادات المحلية، وانهيار العملة المحلية، وارتفاع أسعار الوقود والسلع الأساسية، ما مثل عائقاً رئيسياً أمام العائلات اليمنية لاتباع نظام غذائي مناسب.

مساعدات عبثية

يذهب المستشار في الحكومة اليمنية لشؤون الإغاثة، جمال بلفقيه، إلى أن ما يصدر عن «برنامج الغذاء العالمي» وغيره من المنظمات الأممية من تحذيرات، ليس مستغرباً، ولا يمثل جديداً، حيث تتحدث هذه الجهات عن تمويلات لا تصل إليهم، وكل المبالغ، التي تقدّر بالمليارات، التي وصلت إليهم، لم تحقق تغييراً في المستوى المعيشي لليمنيين سواء للنازحين أو المستضيفين.

ونوه في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه، ومع استمرار حالة الحرب، فإن المستقبل قد يحمل مخاطر كبيرة جداً إن لم يُعالج الوضع القائم، وإيجاد تمويلات كافية مترافقة مع تنظيم وتنسيق عمليات إغاثية إنسانية محكمة، فهناك أكثر من 27 مليار دولار خُصّصت للأعمال الإغاثية والإنسانية في اليمن، ولم يستفد منها اليمنيون.

وانتقد بلفقيه، وهو أيضاً المنسق العام للجنة العليا للإغاثة، آلية عمل المنظمات الإغاثية الدولية التي تقدم مساعداتها بالتنسيق مع الجماعة الحوثية وكياناتها التي أنشأتها للاستيلاء على المساعدات الإغاثية، وإدخال 85 في المائة من المساعدات الإنسانية عبر ميناء الحديدة الذي تديره الجماعة، في حين تعتمد الحكومة والجهات المعنية في المناطق المحررة على المساعدات المقدمة من «تحالف دعم الشرعية» ورجال الأعمال.

يمنيون في صنعاء في انتظار حصصهم من المساعدات الإغاثية أمام مركز توزيع مواد غذائية (رويترز)

وبدأت منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، الاثنين، تنفيذ برنامج للبحث عن حلول مناسبة لمواجهة تحديات الأمن الغذائي في اليمن، الذي يعاني من أزمة إنسانية متفاقمة منذ 8 أعوام بفعل الحرب والانقلاب الحوثي، التي ضاعفتها الظروف الطبيعية والتغيرات المناخية.

وتنظم المنظمة الأممية ورشة عمل تحليلية للتصنيف المرحلي المتكامل لانعدام الأمن الغذائي الحاد للوقوف على أهم ما يعترض حصر البيانات اللازمة ضمن خطة الاستجابة الإنسانية للعام المقبل، وعلى مدى 11 يوماً سيتم تقديم معارف ومعلومات حول تنمية مهارات 100 من موظفي وزارتي الزراعة، والصناعة والتجارة، والجهاز المركزي للإحصاء ومديري مكاتب التخطيط في المحافظات المحررة.

ويتعرف المشاركون في الورشة على آلية إعداد التقارير، وتوفير المعلومات الدقيقة للمانحين والمنظمات الدولية؛ من أجل حشد الدعم وتقديمه لمشروعات الأمن الغذائي.


مقالات ذات صلة

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

العالم العربي قوات تُدير نقطة تفتيش أمنية في مدينة عدن خلال مسيرة تُطالب باستقلال جنوب اليمن (إ.ب.أ)

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

توالت مواقف عربية وإسلامية مرحِّبة بالمسار السعودي لخفض التصعيد في اليمن، مؤكدة دعم وحدة اليمن ورفض الإجراءات الأحادية في حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج علم الإمارات (وام)

الإمارات ترحّب بجهود السعودية لدعم أمن واستقرار اليمن

رحّبت الإمارات بالجهود التي تبذلها السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
العالم العربي مخاوف يمنية من إفراغ الحوثيين اتفاق تبادل المحتجزين من مضامينه (إعلام حكومي)

«اتفاق مسقط» للمحتجزين يفتح نافذة إنسانية وسط تفاؤل يمني حذر

اتفاق مسقط لتبادل نحو 2900 محتجز ينعش آمال اليمنيين بإنهاء معاناة الأسرى وسط تفاؤل حذر ومطالب بضمانات أممية لتنفيذ «الكل مقابل الكل»

«الشرق الأوسط» (الرياض - صنعاء)
العالم العربي لوحة في عدن تعرض صورة عيدروس الزبيدي رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي للانفصال (رويترز)

الرياض ترسم مسار التهدئة شرق اليمن... «خروج سلس وعاجل» لـ«الانتقالي»

يرسم البيان السعودي مسار التهدئة شرق اليمن، داعياً لانسحاب قوات «الانتقالي» من حضرموت والمهرة، وسط ترحيب رئاسي وحكومي وإجماع حزبي ضد التصعيد.

«الشرق الأوسط» (جدة)
وفد سعودي زار حضرموت ضمن مساعي التهدئة وخفض التوتر (سبأ)

حضرموت تتمسك بالشرعية وتحذر من تكلفة «التحركات الأحادية»

جددت سلطة حضرموت دعمها الكامل للشرعية، محذّرة من التحركات العسكرية الأحادية، ومؤكدة أن أمن المحافظة، والحوار السياسي هما السبيل للاستقرار، والتنمية

«الشرق الأوسط» (جدة)

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
TT

مواقف خليجية وعربية وإسلامية تدعم المسار السعودي للتهدئة شرق اليمن

حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)
حشد في مدينة عدن من أتباع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال عن شمال اليمن (أ.ب)

توالت المواقف العربية والخليجية والإسلامية المرحِّبة بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بشأن التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، في تأكيد سياسي ودبلوماسي واسع على أولوية خفض التصعيد، ورفض الإجراءات الأحادية، والدعوة إلى العودة للمسار السياسي والحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته، ويصون السلم المجتمعي في واحدة من أكثر المراحل حساسية في مسار الأزمة اليمنية.

وجاءت هذه المواقف بعد أن حددت السعودية بوضوح مسار التهدئة في المحافظات الشرقية، مؤكدة دعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية، ووصفت التحركات العسكرية التي شهدتها حضرموت والمهرة بأنها تمت بشكل أحادي ودون تنسيق مع القيادة السياسية الشرعية أو قيادة التحالف، ما أدى إلى تصعيد غير مبرر أضر بمصالح اليمنيين وبجهود السلام.

وأكد البيان السعودي أن معالجة القضية الجنوبية لا يمكن أن تتم عبر فرض الأمر الواقع بالقوة، بل من خلال الحل السياسي الشامل، والحوار الجامع، مع كشفه عن إرسال فريق عسكري سعودي–إماراتي مشترك لوضع ترتيبات تضمن عودة القوات إلى مواقعها السابقة، وتسليم المعسكرات لقوات «درع الوطن» والسلطات المحلية، تحت إشراف قوات التحالف.

دعم خليجي وإسلامي

أعربت مملكة البحرين عن دعمها الكامل للجهود التي تقودها السعودية والإمارات لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، داعية جميع القوى والمكونات اليمنية إلى التهدئة وعدم التصعيد، واللجوء إلى الحوار والحلول السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار.

كما أكدت رابطة العالم الإسلامي تضامنها التام مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضائه والحكومة اليمنية، مثمنة الجهود الجليلة التي بذلتها السعودية والتحالف العربي لمساندة الشعب اليمني، واحتواء التحركات العسكرية التي وصفتها بالخطرة على وحدة الصف الوطني، والخارجة عن إطار القيادة السياسية الشرعية.

ورحبت الرابطة بالبيان السعودي، معتبرة مضامينه دعوة صادقة لتجنيب اليمنيين تداعيات التصعيد، ودعت المجلس الانتقالي الجنوبي إلى سرعة الاستجابة لنداء الحكمة والوحدة، وتغليب لغة الحوار في معالجة مختلف القضايا، بما في ذلك القضية الجنوبية العادلة، حفاظاً على السلم والأمن المجتمعي.

من جانبها، شددت دولة الكويت على أهمية تضافر الجهود الدولية والإقليمية لخفض التصعيد، وتهيئة بيئة سياسية بناءة تقوم على الحوار، بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته ويلبي تطلعات شعبه نحو مستقبل آمن ومستقر، مؤكدة دعمها للجهود التي تقودها السعودية والإمارات لدفع العملية السياسية نحو حل شامل ومستدام.

إجماع عربي ودولي

على المستوى العربي، جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التأكيد على الموقف العربي الموحد الداعم لوحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، محذراً من أن التطورات في حضرموت والمهرة من شأنها تعقيد الأزمة اليمنية والإضرار بوحدة التراب الوطني.

ودعا أبو الغيط، الأطراف اليمنية، ولا سيما المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى خفض التصعيد وتغليب المصلحة العليا للشعب اليمني، مشدداً على أن القضية الجنوبية ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، ويتعين معالجتها ضمن حوار سياسي شامل يفضي إلى تسوية مستدامة تعالج جذور الأزمة.

كما أكدت قطر دعمها الكامل للجهود التي تعزز السلم والأمن المجتمعي في اليمن، مشددة على ضرورة التعاون بين جميع الأطراف اليمنية لتجنب التصعيد، وحل القضايا العالقة عبر الحوار والوسائل السلمية، بما يحفظ وحدة اليمن وسلامة أراضيه، ومثمّنة في الوقت نفسه الجهود التي تقودها السعودية والإمارات لدفع مسار التهدئة.

بدورها، جددت مصر موقفها الثابت الداعم للشرعية اليمنية، وحرصها على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه، مؤكدة أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية وصون مقدرات الشعب اليمني، بما يسهم في استعادة الاستقرار، ويضمن أمن الملاحة في البحر الأحمر وأمن المنطقة ككل.

قوات تُدير نقطة تفتيش أمنية في مدينة عدن خلال مسيرة تُطالب باستقلال جنوب اليمن (إ.ب.أ)

وفي السياق ذاته، أعربت عُمان عن متابعتها باهتمام للتطورات في حضرموت والمهرة، مثمنة الجهود التي تبذلها السعودية للتوصل إلى حلول سلمية، وداعية إلى تجنب التصعيد والعودة إلى المسار السياسي، وحوار شامل يضم مختلف أطياف الشعب اليمني.

كما رحبت الإمارات بالجهود الأخوية التي تقودها السعودية لدعم الأمن والاستقرار في اليمن، مؤكدة التزامها بدعم كل ما يسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية، بما ينعكس إيجاباً على أمن المنطقة وازدهارها.


رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف رشوان في تصريحات لقناة تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أن نتنياهو يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد.

وتابع أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، ويحاول جذب انتباه ترمب إلى قضايا أخرى، بعيداً عن القطاع، لكنه أشار إلى أن الشواهد كلها تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وحذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية من أن نتنياهو يريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار في غزة أدواراً لا تتعلق بها.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال اجتماعهما المرتقب قبل نهاية العام الحالي.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.


الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)

أدلى الناخبون في الصومال، الخميس، بأصواتهم في انتخابات محلية مثيرة للجدل، تُعدّ الأولى التي تُجرى بنظام الصوت الواحد منذ عام 1969. ويقول محللون إن هذه الانتخابات تُمثل خروجاً عن نظام مفاوضات تقاسم السلطة القائم على أساس قبلي.

وقد نظمت الحكومة الاتحادية في البلاد التصويت لاختيار أعضاء المجالس المحلية، في أنحاء المناطق الـ16 في مقديشو، ولكنه قوبل برفض من جانب أحزاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بالمعيبة والمنحازة.

يذكر أن الصومال انتخب لعقود أعضاء المجالس المحلية والبرلمانيين من خلال المفاوضات القائمة على أساس قبلي، وبعد ذلك يختار المنتخبون الرئيس.

يُشار إلى أنه منذ عام 2016 تعهّدت الإدارات المتعاقبة بإعادة تطبيق نظام الصوت الواحد، غير أن انعدام الأمن والخلافات الداخلية بين الحكومة والمعارضة حالا دون تنفيذ هذا النظام.

أعضاء «العدالة والتضامن» في شوارع مقديشو قبيل الانتخابات المحلية وسط انتشار أمني واسع (إ.ب.أ)

وجدير بالذكر أنه لن يتم انتخاب عمدة مقديشو، الذي يشغل أيضاً منصب حاكم إقليم بانادير المركزي، إذ لا يزال شاغل هذا المنصب يُعيَّن، في ظل عدم التوصل إلى حل للوضع الدستوري للعاصمة، وهو أمر يتطلب توافقاً وطنياً. غير أن هذا الاحتمال يبدو بعيداً في ظل تفاقم الخلافات السياسية بين الرئيس حسن شيخ محمود وقادة ولايتي جوبالاند وبونتلاند بشأن الإصلاحات الدستورية.

ووفق مفوضية الانتخابات، هناك في المنطقة الوسطى أكثر من 900 ناخب مسجل في 523 مركز اقتراع.

ويواجه الصومال تحديات أمنية، حيث كثيراً ما تنفذ جماعة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجمات دموية في العاصمة، وجرى تشديد إجراءات الأمن قبيل الانتخابات المحلية.

وذكر محللون أن تصويت مقديشو يمثل أقوى محاولة ملموسة حتى الآن لتغيير نظام مشاركة السلطة المعتمد على القبائل والقائم منذ أمد طويل في الصومال.

وقال محمد حسين جاس، المدير المؤسس لمعهد «راد» لأبحاث السلام: «لقد أظهرت مقديشو أن الانتخابات المحلية ممكنة من الناحية التقنية».