تصاعد القتال بين طرفي الصراع في السودان

السعودية تدين الهجمات على البعثات الدبلوماسية في الخرطوم

TT

تصاعد القتال بين طرفي الصراع في السودان

تصاعد القتال في مناطق جنوب الخرطوم، الثلاثاء (أ.ف.ب)
تصاعد القتال في مناطق جنوب الخرطوم، الثلاثاء (أ.ف.ب)

مع دخول الحرب في السودان شهرها الثاني، تصاعدت وتيرة الضربات الجوية والقصف المدفعي بشدة منذ ساعات الصباح الأولى، الثلاثاء، في وقت اتهم فيه الجيش قوات «الدعم السريع» باقتحام السفارات والممثليات الدبلوماسية، بما فيها مقر الملحقية العسكرية السعودية، وإتلاف الوثائق الرسمية، لكن قوات «الدعم السريع» كذّبت تلك الأنباء. وأعلنت نقابة أطباء السودان إحصائية جديدة للمعارك، مشيرة إلى أن عدد القتلى تخطى الـ800.

وذكر شهود في الخرطوم أنهم سمعوا دوي ضربات جوية واشتباكات وانفجارات في جنوب الخرطوم، وكان هناك قصف عنيف في مناطق بمدينتي بحري وأم درمان المجاورتين اللتين يفصلهما نهر النيل عن العاصمة. وشهدت منطقة شرق النيل اشتباكات بالأسلحة الثقيلة.

وشهدت مناطق متفرقة من الخرطوم معارك عنيفة بين الطرفين في شمال «الكدرو» بمدينة بحري، وقصف الطيران الحربي للجيش عدداً من المواقع لقوات «الدعم السريع» في جنوب الخرطوم.

ويتركز القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في العاصمة، لكنه أثار اضطرابات في أنحاء أخرى من السودان، خاصة في إقليم دارفور بغرب البلاد.

وفجّر الصراع أزمة إنسانية تنذر بزعزعة استقرار المنطقة، وأجبر آلافاً على الفرار إلى بلدان مجاورة، وأسفر عن نزوح ما يربو على 700 ألف داخل السودان.

تصاعد الدخان بعد قصف طال سوق أم درمان المركزية (رويترز)

ويكافح من بقوا في العاصمة للنجاة بحياتهم، في ظل شح الإمدادات الغذائية، وانهيار الخدمات الصحية، وانتشار الفوضى. وسجل المسؤولون 822 حالة وفاة، وأكثر من 5500 إصابة، لكن من المتوقع أن تكون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير مع ورود كثير من التقارير عن جثث تُركت في الشوارع وأشخاص يعانون لدفن الموتى.

وقال أحد السكان، ويدعى أيمن حسن (32 عاماً): «هذا وضع لا يطاق، خرجنا من منزلنا إلى منزل أحد الأقرباء في الخرطوم هرباً من الحرب، لكن الضرب يلاحقنا، أين نذهب؟!». وأضاف: «لا نعرف ما ذنب المواطن. لماذا الحرب في وسط البيوت؟!».

وبحسب سكان وشهود، هاجمت قوات «الدعم السريع» قواعد عسكرية رئيسية في شمال أم درمان وجنوب الخرطوم، الثلاثاء، في مسعى لمنع الجيش من نشر أسلحة ثقيلة وطائرات مقاتلة على ما يبدو. وقالت قوات «الدعم السريع»، في بيان، إنها أسرت مئات من قوات الجيش بهجوم مضاد في بحري، ونشرت لقطات فيديو تظهر رجالاً يرتدون الزي العسكري ويجلسون على الأرض، بينما يحتفل عناصر من القوة شبه العسكرية حولهم.

ولم يتسنَ التحقق من صحة مزاعم قوات «الدعم السريع»، التي نفاها الجيش.

ويعمل الجيش على قطع خطوط إمداد قوات «الدعم السريع» من خارج العاصمة، وتأمين مواقع استراتيجية. من بينها المطار بوسط الخرطوم، ومصفاة الجيلي الرئيسية للنفط في بحري، حيث احتدم القتال مرة أخرى الثلاثاء.

الهجمات على المقرات الدبلوماسية

تصاعد القتال في مناطق جنوب الخرطوم، الثلاثاء (أ.ف.ب)

وتبادل طرفا النزاع السوداني الاتهامات بالاعتداء على المقرات الدبلوماسية. وفيما وجّهت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، أصابع الاتهام مباشرة لقوات «الدعم السريع» بالاعتداء على عدد من مقرات السفارات، وعلى رأسها السعودية والأردن وجنوب السودان والصومال والأردن وأوغندا، ومقر الملحقيتين العسكريتين للسعودية والكويت، وإتلاف وثائق فيهما، ردّت قوات «الدعم السريع» بتكذيب هذا البيان.

وذكر بيان الخارجية السودانية أن قوات «الدعم السريع» قامت بالعبث بالمستندات وإتلاف الأثاث وسرقة أشياء ثمينة، بما في ذلك أجهزة الحاسوب والسيارات الدبلوماسية.

وعدّت الخارجية السودانية تلك الأفعال انتهاكات للقانون الدولي والأعراف المعنية بحرمة وحماية مقرات وممتلكات البعثات الدبلوماسية.

وأدانت الخارجية ما أسمته بالسلوك الإجرامي والهمجي لقوات «الدعم السريع» «المتمردة»، داعية المجتمع الدولي لإدانة تلك الممارسات، باعتبارها تصدر من «منظمة إرهابية»، وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية أمام آليات العدالة الدولية.

وكرر الجيش السوداني مرات كثيرة توجيه الاتهامات لقوات «الدعم السريع»، التي يقودها محمد حمدان دقلو، الشهير باسم «حميدتي»، بالتمادي في التعدي على السفارات العربية والأجنبية في البلاد.

وبدورها، نفت قوات «الدعم السريع» أي صلة لأفرادها بالاعتداءات التي حدثت لمقار البعثات الدبلوماسية بالخرطوم، وقالت، في بيان، الثلاثاء، إن «قادة الجيش وكتائب الظلام الإرهابية يواصلون بث الشائعات والأكاذيب».

وكانت دول عدة أصدرت بيانات، أدانت فيها الاعتداءات التي حدثت لسفاراتها بالخرطوم.

إدانات سعودية

وأعلنت المملكة العربية السعودية عن رفضها التام لكل أشكال العنف والتخريب التي طالت أخيراً البعثات والممثليات الدبلوماسية في العاصمة الخرطوم. وقالت وزارة الخارجية السعودية إنها تابعت ببالغ الأسف ما حدث من اقتحام لسفارة الأردن، ومقر سكن رئيس المكتب العسكري في السفارة الكويتية بالعاصمة السودانية.

وطالبت السعودية الأطراف السودانية كافة «بالالتزام بالتهدئة وفق نتائج مباحثات جدة الأخيرة، والانخراط في المسارات السياسية التي تسعى للوصول إلى حل عادل وشامل للأزمة في جمهورية السودان الشقيقة».

من جانبه، أعرب جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عن إدانته واستنكاره الشديدين لتعرض مقر سكن رئيس المكتب العسكري بسفارة الكويت في مدينة الخرطوم للاقتحام والتخريب.

وشدد البديوي على ضرورة احترام الاتفاقيات الدولية والأعراف الدبلوماسية التي تضمن حرمة وسلامة مقرات البعثات الدبلوماسية، داعياً جميع الأطراف في السودان إلى اتخاذ الإجراءات الفورية واللازمة لحماية الدبلوماسيين والمقرات الدبلوماسية.

وأدانت الأمانة العامة لمنظمة «التعاون الإسلامي» تعرض مبنى السفارة الأردنية في العاصمة السودانية للاقتحام والتخريب، وشددت على ضرورة إنهاء العنف واحترام حرمة المباني الدبلوماسية، وتوفير الحماية اللازمة للدبلوماسيين والمباني الدبلوماسية، والالتزام بالاتفاقيات الدولية، وخاصة «اتفاقية فيينا» للعلاقات الدبلوماسية.

ومن العاصمة المصرية، أدان رئيس البرلمان العربي عادل العسومي بشدة تعرض مبنى سفارة الأردن في الخرطوم للاقتحام والتخريب، وقال في بيان: «إن هذا العمل الإجرامي يتنافى مع قواعد القانون الدولي والاتفاقيات الدولية التي تفرض حماية البعثات الدبلوماسية، وتوفير الأمن لها، واحترام حرمتها»، معرباً عن تقدير البرلمان العربي للدور الذي تقوم به البعثات الدبلوماسية في السودان في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها، ومجدداً دعوته إلى جميع الأطراف للاستجابة لدعوات التهدئة كافة، واللجوء إلى الحوار السلمي، والالتزام بما نص عليه إعلان جدة من أجل توفير الحماية للمدنيين، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وخلال عمليات إجلاء الرعايا الأجانب في الأيام الأولى للحرب، منتصف أبريل (نيسان) الماضي، تبادل الجيش و«الدعم السريع» اتهام بعضهما لبعض بالتعرض لعملية إجلاء البعثة الدبلوماسية الفرنسية، ما أدى إلى إصابة أحد الفرنسيين بطلق ناري.

كما تعرض أيضاً السفير التركي في الخرطوم لإطلاق نار على سيارته في منطقة بوسط العاصمة (الخرطوم).

رجل يسير بينما يتصاعد الدخان فوق المباني بعد قصف جوي في شمال الخرطوم، 1 مايو 2023 (رويترز)

ويدعي كل من الجيش وقوات «الدعم السريع» التعاون والتنسيق مع كثير من الدول في تأمين وحماية عمليات الإجلاء الواسعة للسفراء والمواطنين الأجانب من البلاد.

وخرق الطرفان كثيراً من «الهدن» في وقت سابق، من أجل فتح ممرات آمنة للمدنيين في مناطق الصراع، واستكمال عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من البلاد.

وتم إجلاء كثير من البعثات الدبلوماسية والموظفين الدوليين من العاصمة (الخرطوم) عن طريق البر إلى ميناء «بورتسودان»، شرق البلاد، ومنها عبر الطيران والبواخر إلى بلدانهم، بسبب تصاعد الاشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في مطار الخرطوم الدولي.


مقالات ذات صلة

الأمن السوداني يفرق بالذخيرة الحية احتجاجات في كسلا

شمال افريقيا متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)

الأمن السوداني يفرق بالذخيرة الحية احتجاجات في كسلا

يقول مراقبون إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اتُّهم في حقبة البشير على مدى 3 عقود، بارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضد المعارضين لحكم الإسلاميين.

شمال افريقيا الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

«حميدتي» يُصدر أوامر مشدّدة لقواته بحماية السودانيين

أصدر قائد «قوات الدعم السريع» في السودان، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ(حميدتي)، السبت، أوامر مشدّدة لقواته بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
العالم العربي صورة نشرها الموفد الأميركي على «فيسبوك» لجلسة من المفاوضات حول السودان في جنيف

«متحالفون» تدعو الأطراف السودانية لضمان مرور المساعدات

جدّدت مجموعة «متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح والسلام بالسودان» دعوتها الأطراف السودانية إلى ضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية المنقذة لحياة ملايين المحتاجين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)

حرب السودان الكارثية... مشكلة كبرى أمام العالم الصامت

يلقى النزاع في السودان جزءاً ضئيلاً من الاهتمام الذي حظيت به الحرب في غزة وأوكرانيا، ومع ذلك فهو يهدد بأن يكون أكثر فتكاً من أي صراع آخر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو خلال مؤتمر صحافي في جنيف 12 أغسطس (إ.ب.أ)

المبعوث الأميركي يحذر من تمديد الحرب في السودان إقليمياً

حذر المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو من احتمالات اتساع رقعة الحرب في السودان لتهدد دول الإقليم، وحمّل استمرار الحرب لـ«قوى سياسية سلبية» في السودان.

أحمد يونس (كمبالا)

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)
TT

مصر تدين سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية

بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)

أدانت مصر «استمرار الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، التي أدت لاستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين على مدار الأيام الماضية». كما أدانت مصر سياسة «الأرض المحروقة» في الضفة الغربية. وشددت على ضرورة احتواء التصعيد العسكري.

واستنكرت مصر في بيان لوزارة الخارجية والهجرة، الأحد، السعي الإسرائيلي المستمر لتوسيع رقعة المواجهات داخل الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية، والإمعان في استخدام القوة العسكرية المفرطة وعمليات القتل غير القانونية وتجريف الطرق وتدمير البنية التحتية المدنية والمنازل، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال وما يصاحبها من تعذيب.

وشددت القاهرة على أن تلك الانتهاكات لا ينبغي أن تمر دون حساب، وأنه على إسرائيل التقيد بالتزاماتها القانونية كقوة احتلال، وحماية أمن السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، بدلاً من سعيها المستمر للتصعيد وتأجيج الصراع في الأراضي المحتلة.

كما جددت مصر تحذيرها من مخاطر «سياسة الأرض المحروقة»، التي تستهدف تقويض كل مقومات الدولة الفلسطينية المستقبلية والقضاء على ما يتبقى من أمل للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على حدود يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وطالبت الأطراف المؤثرة في المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، بموقف حازم يوقف تلك الممارسات غير الشرعية، ويوفر الحماية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

دبابة إسرائيلية تعمل بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز)

وفي إفادة أخرى، شددت مصر على «ضرورة احتواء التصعيد العسكري في الضفة الغربية، واضطلاع إسرائيل بمسؤولياتها في توفير الأمن للسكان الفلسطينيين بوصفها قوة احتلال، بدلاً من ترويعهم وانتهاك حقوقهم الإنسانية كافة، من خلال عمليات القتل والاغتيال والاعتقال والتعذيب».

جاء التشديد المصري خلال لقاء وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، الأحد، في القاهرة، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، سيغريد كاغ.

ورحّب الوزير عبد العاطي بالتعاون بين الآلية الأممية و«الهلال الأحمر المصري» فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية المقدمة إلى قطاع غزة عن طريق مصر، مشدداً على أهمية تسهيل عملية إدخال المساعدات الإنسانية والسماح بالانتهاء من الإجراءات ذات الصلة في أسرع وقت ممكن بعيداً عن العراقيل التي تفرضها إسرائيل، مؤكداً «ضرورة مواصلة إطلاع مجلس الأمن بشفافية وبوضوح على التطورات الخاصة بعمل الآلية ومدى تعاون الدول معها في تنفيذ الولاية التي أوكلها إليها مجلس الأمن، سواء فيما يتعلق بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية أو بإنشاء الآلية الأممية».

بدر عبد العاطي خلال لقاء سيغريد كاغ في القاهرة (الخارجية المصرية)

وحسب المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية والهجرة المصرية، أحمد أبو زيد، الأحد، فقد رحّب وزير الخارجية والهجرة المصري بالمسؤولة الأممية في القاهرة، مؤكداً «مواصلة مصر تقديم الدعم اللازم لها لتمكينها من تنفيذ مهام ولايتها التي نص عليها قرار مجلس الأمن المنشئ لها رقم 2720، والتأكيد على الرغبة المصرية في استمرارها في تنفيذ مهام ولايتها لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني».

وأعرب عبد العاطي عن انزعاج مصر الشديد من محاولات تكرار ما يحدث بغزة في الضفة الغربية.

من جانبها، حرصت المسؤولة الأممية على استعراض أبرز الجهود التي بذلتها خلال الفترة الماضية في سبيل تسهيل إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، بما في ذلك المشاركة في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي بدأت، الأحد. وأشارت إلى الصعوبات التي تواجهها الآلية الأممية في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الوضع الأمني في القطاع، مشددة على حرصها على التعاون مع مصر خلال الفترة المقبلة لحشد المزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية من مجتمع المانحين الدوليين، واتخاذ الترتيبات اللازمة لدخولها القطاع فور سماح الظروف بذلك.