انشغل الشارع السوري في الساعات الماضية بنبأ اغتيال وسيط سابق بين فصائل المعارضة (السابقة) وقوات الرئيس المخلوع بشار الأسد وحلفائه الإيرانيين خلال سنوات الحرب في سوريا. ووقعت عملية اغتيال الوسيط، هشام خزامي، في حي الفرقان بمدينة حلب، شمال سوريا، يوم الجمعة، من دون أن تتضح هوية منفذي عملية إطلاق النار عليه. كما لم تعلن أي جهة فوراً مسؤوليتها عن قتله الذي أثار اهتماماً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت مواقع إخبارية سورية أن خزامي الذي ينحدر من معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، لعب خلال سنوات الحرب دور الوسيط نيابة عن الحكم السوري السابق والحرس الثوري الإيراني، وكان يشرف على عمليات تبادل سجناء وأسرى وجثث مع قوات المعارضة السابقة. وراجعت «الشرق الأوسط» حساباً باسمه على منصة «فيسبوك» دأب على نشر الوساطات التي يقوم بها منذ سنوات طويلة، ناشراً صور الأسرى الذين كان ينجح في تأمين الإفراج عنهم. ويتضمن الحساب معلومات عن وساطات تعود إلى سنوات طويلة، واتصالات من أشخاص يسعون إلى التواصل معه من أجل التوسط للإفراج عن أحبائهم. وتشمل صور الذين نجح في الإفراج عنهم جنوداً من قوات النظام السابق ومقاتلين في صفوف الفصائل المسلحة (السابقة)، ما يوحي بأنه كان وسيطاً مقبولاً من الطرفين.

وأظهر بحث على شبكة الإنترنت أن اسمه ظهر مراراً في عمليات تبادل للأسرى. فقد أفاد تقرير نشرته وكالة «ستيب» السورية، بتاريخ 2 مارس (آذار) 2018، بأن «عملية تبادل أسرى بين فصائل المعارضة وقوّات النظام (جرت في ذلك اليوم)، برعاية الهلال الأحمر السوري، في منطقة أبو الزندين بالقرب من مدينة الباب شرق حلب».
ونقلت الوكالة عن الشيخ أسامة العكاري، القيادي في «لواء المنتصر بالله» ومسؤول ملف التفاوض باللواء، أنّ «عملية التبادل تضمّنت 10 نساء وشاباً معتقلين في سجون الأسد، مقابل 9 عناصر من النظام مأسورين عندنا قبل نحو عام».
وأوضح أنّ «أهالي أسرى النظام حاولوا خلال عام الوصول للإفراج عن أبنائهم ومنهم من استغلّهم مادياً، حتّى وصلوا إلى وزير المصالحة (...) الذي طلب بدوره منهم مبلغ 10 ملايين ليرة سورية حتّى يفتح ملف التفاوض (في إشارة إلى أنّ النظام يبتز حتّى مناصريه بالمال). كما تواصل الأهالي معنا، وأخبرناهم: نحن لا نريد سوى معتقلينا كمقابل، وتم الأمر عن طريق المفاوض (هشام خزامي) المكلّف من النظام والحرس الثوري الإيراني الذي تسلم الملف منذ 4 أشهر».
وورد اسم خزامي أيضاً في تقرير آخر نشره موقع «السورية. نت» المعارض (سابقاً)، بتاريخ 30 يناير (كانون الثاني) 2022. ذكر التقرير أن فصيل «جيش العزة»، أجرى في ذلك اليوم عملية «تبادل» مع قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على معبر الترنبة قرب سراقب شرقي إدلب.
وقال العقيد في «جيش العزة»، مصطفى بكور، للموقع الإخباري، إن المفاوضات جرت مع الطرف الإيراني، وتم الاتفاق على «تبادل ثلاثة من مقاتلي جيش العزة وهم قوام إحدى المجموعات العاملة خلف خطوط العدو، مع جثة ضابط إيراني كبير وبضعة عناصر من قوات الأسد». ولفت الموقع إلى أن المسؤول عن عملية التفاوض من جانب النظام وإيران، كان هشام خزامي، لافتاً إلى أنه أشار عبر صفحته على «فيسبوك» إلى «تحرير 5 جنود وضابط إيراني».

وتابع الموقع في تقريره الذي يعود إلى عام 2022: «يُعتبر خزامي مهندس صفقات التبادل بين فصائل المعارضة من جهة، وقوات الأسد وإيران من جهة أخرى»، مشيراً إلى أنه يُعرّف نفسه بـ«المندوب العام للدولة السورية والحرس الثوري الإيراني».
وفي عام 2016، نجح خزامي أيضاً في تأمين الإفراج عن قائد «حركة تحرير الشام» حسن صوفان مقابل عسكريين سوريين بينهم ضابط ينحدر من القرداحة، مسقط رأس الأسد على الساحل السوري.

