المشهداني يحمّل الأحزاب العراقية تعطيل عمل البرلمان

بوادر خلاف بشأن الصلاحيات بين الرئيس ونائبه الأول

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)
TT

المشهداني يحمّل الأحزاب العراقية تعطيل عمل البرلمان

رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)
رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني (موقع المجلس)

حمّل رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني الكتل السياسية مسؤولية تعطيل الجلسات وإقرار القوانين، وحذر من تداعيات ذلك على استقرار البلاد واحتياجات العراقيين.

وعلى جدول أعمال البرلمان حزمة قوانين إشكالية تنتظر إقرارها، منها العفو العام والعقارات والنفط والمجلس الاتحادي.

وفشل البرلمان يوم 15 يناير (كانون الثاني) في عقد جلسة اعتيادية بسبب عدم اكتمال النصاب.

وقال المشهداني في بيان صحافي إن «عدم حضور النواب، وهو ليس الأول، يعكس تحدياً حقيقياً أمام المجلس في أداء واجباته الدستورية والتشريعية».

وأوضح رئيس البرلمان أن «عدم اكتمال النصاب لا يؤثر فقط على سير العمل التشريعي، بل ينعكس سلباً على مصالح الشعب العراقي الذي يتطلع إلى تشريعات حاسمة تعزز استقرار البلاد وتلبي احتياجاته الملحّة».

وتابع المشهداني قائلاً: «أُحمّل بأمانة الكتل السياسية مسؤولية هذا التعطيل، وأدعوها إلى تحمل واجباتها الوطنية بعيداً عن الحسابات الضيقة والخلافات السياسية».

وعدّ المشهداني أن «المرحلة التي يمر بها العراق تتطلب منا جميعاً تجاوز المصالح الشخصية وتغليب المصلحة العليا للوطن».

ودعا رئيس البرلمان النواب إلى الالتزام بحضور الجلسات والمشاركة الفاعلة في إقرار القوانين، «لا سيما تلك المتعلقة بتحسين الخدمات الأساسية، ودعم الاقتصاد، وتعزيز الأمن والاستقرار».

وكان النائب جواد اليساري قد رجح استمرار فشل البرلمان نتيجة مقاطعة الكتل السياسية المعترضة على عدم إدراج قانون العفو العام على جدول الأعمال.

وأعلن حزب «تقدم» بزعامة محمد الحلبوسي مقاطعة جلسات البرلمان التي ستُعقد خلال هذا الفصل التشريعي لحين التصويت على قانون العفو.

كما شدد «ائتلاف القيادة السنّية الموحدة» الذي يضم المشهداني، على ضرورة «المضي بإنجاز ورقة الاتفاق السياسي، والتي نصّت على حقوق المدن والمحافظات المحررة، لا سيما المتعلقة بتشريع العفو».

من اجتماع لـ«ائتلاف القيادة السنية الموحدة» في بغداد (إكس)

خلاف الرئيس ونائبه الأول

ويثير موقف المشهداني الذي تولى منصبه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نقاشاً سياسياً حول خلاف محتمل مع نائبه الأول محسن المندلاوي المنتمي إلى «الإطار التنسيقي»، وكان قد تولى منصب الرئيس بالوكالة منذ 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى انتخاب المشهداني.

ويتداول سياسيون انطباعات بأن السبب الحقيقي وراء موقف المشهداني هو خلافه مع المندلاوي حول إدارة البرلمان.

وطبقاً لتصريح متلفز للنائب محمد الصيهود، فإن «الخلاف بين المشهداني والمندلاوي بات يلقي بظلاله على عمل البرلمان بما في ذلك إقرار القوانين المختلف عليها أو القوانين الجدلية»، مشيراً إلى أن «المندلاوي لا يزال يرى نفسه رئيساً أيضاً»، مع عودة الجدال حول صلاحيات النائب الأول لرئيس البرلمان في إطار إما «هيئة رئاسة»، أو «رئيس ونائبين».

وتميل القوى الشيعية إلى صيغة «هيئة الرئاسة» بهدف تقييد الرئيس، على عكس القوى السنية والكردية التي تؤيد صيغة الرئيس ونائبيه.

وبالتزامن مع الخلافات داخل البرلمان، يواجه النواب موجة نقد شعبية على خلفية تصويتهم أخيراً على منحهم وعائلاتهم جواز سفر مدى الحياة، وخصوصاً أن الدورة التشريعية ستنتهي في غضون أشهر معدودة.


مقالات ذات صلة

مقاتلات «إف - 16» العراقية تقصف مخبأ لـ«داعش» في كركوك

المشرق العربي طائرة «إف - 16» (فيسبوك)

مقاتلات «إف - 16» العراقية تقصف مخبأ لـ«داعش» في كركوك

قال الجيش العراقي، يوم الأحد، إن طائراته قصفت مبنى يتحصن به عناصر من تنظيم «داعش» في كركوك.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي صورة نشرتها شبكة «رووداو» من تقديم إسعافات طبية لمعملين مضربين عن الطعام في السليمانية

أزمة الرواتب في كردستان: احتجاجات مستمرة للمعلمين رغم البرد

يبدو أن البيانات الرسمية لا تنعكس غالباً على شكل حلول نهائية تصب لصالح الموظفين في القطاع العام وتسفر عن وصول المرتبات إليه.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يجري مشاورات مع عمار الحكيم الأسبوع الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

إقالات وتبادل اتهامات تعصف بمجالس المحافظات العراقية

منذ إعادة العمل بمؤسسات مجالس المحافظات في العراق بعد توقف دام نحو 10 سنوات، وإجراء الانتخابات الخاصة بها في 2023، لم تشهد التشكيلات الجديدة استقراراً ملحوظاً.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي ممثلو ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم خلال أحد الاجتماعات في بغداد (أرشيفية - إعلام حكومي)

حراك عراقي لتسوية «خلاف نادر» داخل القضاء

منح ائتلاف «إدارة الدولة» الحاكم في العراق المحكمة «الاتحادية» فرصة لفك «الاشتباك» مع مجلس القضاء الأعلى بشأن الخلاف على تمرير «قانون العفو العام»

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السلطات العراقية تحرق أطناناً من المخدرات في موقع جنوب بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

الأمن العراقي يتوعد تجار المخدرات

توعدت وزارة الداخلية العراقية، الجمعة، المتورطين بتجارة المخدرات بأن يكون العام الحالي هو «الأقسى عليهم»، مع استمرار حملة لمكافحة نشاطهم في عموم البلاد.

«الشرق الأوسط» (بغداد)

هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو


غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
TT

هبّة عربية وإسلامية ضد تطرف نتنياهو


غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)
غزيون في طريقهم إلى منازلهم في شمال القطاع بعد انسحاب إسرائيل من معبر نتساريم أمس (د.ب.أ)

أظهرت مواقف رسمية عربية وإسلامية متتابعة، أمس، هبّة كبيرة ضد المواقف المتطرفة التي عبر عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وشددت السعودية، أمس على «رفضها القاطع» لتصريحات نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مثمّنةً ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام حيالها.

وأكدت «الخارجية» السعودية أن «هذه العقلية المتطرفة المحتلة لا تستوعب ما تعنيه الأرض الفلسطينية لشعب فلسطين الشقيق، وارتباطه الوجداني والتاريخي والقانوني بهذه الأرض». وتعددت بيانات من دول ومنظمات عربية وإسلامية عدة بشأن تصريحات نتنياهو، مؤكدة التوافق على رفض مساعي تهجير الفلسطينيين.

بدورها، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، أمس، استضافةَ القاهرة قمةً عربيةً طارئةً في 27 فبراير (شباط) الحالي، تهدف إلى بحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أنه «تم التنسيق بشأنها مع مملكة البحرين (الرئيس الحالي للقمة العربية) والأمانة العامة لجامعة الدول العربية».

كما لفتت «الخارجية» المصرية إلى أنه «تم التشاور والتنسيق من جانب القاهرة، وعلى أعلى المستويات، مع الدول العربية الشقيقة خلال الأيام الأخيرة بشأن القمة».

ميدانياً، وفي حين انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من محور نتساريم في غزة، فإنها وسعت من توغلها وعملياتها العسكرية في الضفة الغربية، لتمتد إلى مخيم نور شمس.