مصيدة الموت في غزة تخلّف معاناة لأجيال

تقرير منظمة «أطباء بلا حدود» يكشف حملة الدمار الشامل التي تشنها إسرائيل

فلسطينية تطعم طفلة مصابة بالضمور وسوء التغذية في مخيم للنازحين بدير البلح... الأربعاء (د.ب.أ)
فلسطينية تطعم طفلة مصابة بالضمور وسوء التغذية في مخيم للنازحين بدير البلح... الأربعاء (د.ب.أ)
TT

مصيدة الموت في غزة تخلّف معاناة لأجيال

فلسطينية تطعم طفلة مصابة بالضمور وسوء التغذية في مخيم للنازحين بدير البلح... الأربعاء (د.ب.أ)
فلسطينية تطعم طفلة مصابة بالضمور وسوء التغذية في مخيم للنازحين بدير البلح... الأربعاء (د.ب.أ)

تُدمِّر الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتكررة على المدنيين الفلسطينيين، على مدى الأشهر الـ14 الماضية، نظام الرعاية الصحية، والبنية التحتية الأساسية، إضافة إلى الحصار الخانق، والحرمان المنهجي من المساعدات الإنساني، بما يستنزف ظروفَ الحياة في غزة، وفقاً لتقرير جديد لمنظمة «أطباء بلا حدود» حمل عنوان «غزة: العيش في مصيدة للموت».

وتدعو المنظمة الإنسانية الطبية الدولية، بشكل عاجل، جميع الأطراف، مرة أخرى، إلى وقف فوري لإطلاق النار؛ لإنقاذ حياة الناس وتمكين تدفق المساعدات الإنسانية. وتطالب إسرائيل بوقف هجماتها المستهدِفة والعشوائية ضد المدنيين، كما تطالب حلفاء إسرائيل بالتصرف، من دون تأخير، لحماية حياة الفلسطينيين والالتزام بقواعد الحرب.

فلسطيني يبحث عن أشياء يمكن الاستفادة منها بين أنقاض مبنى دمره القصف الإسرائيلي في مدينة غزة... الخميس (أ.ف.ب)

وقال كريستوفر لوكيير، الأمين العام لـ«أطباء بلا حدود» الذي زار غزة في وقت سابق من هذا العام: «يكافح الناس في غزة من أجل البقاء على قيد الحياة في ظروف مروعة، ولكن لا يوجد مكان آمن، ولا أحد في مأمن، ولا يوجد مَخرَج من هذا القطاع الممزق».

أضاف لوكيير: «العملية العسكرية الأخيرة في الشمال مثال صارخ على الحرب الوحشية التي تشنُّها القوات الإسرائيلية على غزة، ونحن نرى علامات واضحة على التطهير العرقي؛ حيث يتعرَّض الفلسطينيون للتهجير القسري والحصار والقصف. ما شهدته فرقنا الطبية على الأرض طوال هذا الصراع يتوافق مع التوصيفات التي قدَّمها عدد متزايد من الخبراء القانونيين والمنظمات التي خلصت إلى أن إبادة جماعية تحدث في غزة. وبينما لا نملك المرجعية القانونية لإثبات التعمد، فإن علامات التطهير العرقي والدمار المستمر - بما في ذلك القتل الجماعي، والإصابات الجسدية والنفسية الشديدة، والتهجير القسري، والظروف المعيشية المستحيلة للفلسطينيين تحت الحصار والقصف - لا يمكن إنكارها».

قذيفة مورتر أطلقها جنود إسرائيليون على غزة... الأربعاء (رويترز)

ورداً على الهجمات المروعة التي شنَّتها «حماس» وجماعات مسلحة أخرى على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي قُتل فيها 1200 شخص وأُخذ من الرهائن 251 شخصاً، تقوم القوات الإسرائيلية بسحق سكان غزة جميعاً. وبحسب ما ورد، قتلت الحرب الإسرائيلية الشاملة على غزة أكثر من 45 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة، بمَن في ذلك 8 من طواقم «أطباء بلا حدود». من المرجح أن يكون عدد الوفيات المرتبطة بالحرب أعلى بكثير؛ بسبب تأثيرات نظام الرعاية الصحية المنهار، وتفشي الأمراض، ومحدودية الوصول إلى الغذاء والماء والمأوى.

وقدَّرت الأمم المتحدة، في وقت سابق من هذا العام، أن أكثر من 10 آلاف جثة لا تزال مدفونةً تحت الأنقاض. ومنعت القوات الإسرائيلية في مرات كثيرة المواد الأساسية مثل الغذاء والماء والإمدادات الطبية من دخول القطاع، وكذلك منعت المساعدات الإنسانية وأخَّرتها، كما هو موثَّقٌ في التقرير. وقد نزح نحو 1.9 مليون شخص (90 في المائة من مجموع سكان القطاع) قسراً، وأُجبر كثير منهم على النزوح مرات عدة.

طفلة فلسطينية تحمل حاوية مياه في خان يونس... الخميس (رويترز)

يعمل أقل من نصف مستشفيات غزة، البالغ عددها 36 مستشفى، بشكل جزئي، كما أن نظام الرعاية الصحية في حالة دمار. وخلال فترة السنة التي يغطيها التقرير (من أكتوبر 2023 إلى أكتوبر 2024) تعرَّض موظفو «أطباء بلا حدود» وحدهم لـ41 هجوماً وحادث عنف، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف والتوغلات العنيفة في المرافق الصحية، وإطلاق النار المباشر على مراكز إيواء المنظمة وقوافلها، والاحتجاز التعسفي لأفراد من طواقمها من قبل القوات الإسرائيلية. واضطر الطاقم الطبي والمرضى، على حد سواء، إلى إخلاء المرافق الصحية بشكل عاجل في 17 حادثة منفصلة، وغالباً ما كانوا يركضون فعلياً للنجاة بحياتهم. وقامت الأطراف المتحاربة بأعمال قتالية بالقرب من المرافق الطبية، مما عرّض المرضى ومقدمي الرعاية والموظفين الطبيين للخطر.

طفلة فلسطينية أُصيبت بقصف إسرائيلي في بيت لاهيا الثلاثاء الماضي (رويترز)

وفي الوقت نفسه، فإن إصابات الصحة البدنية والنفسية للفلسطينيين هائلة، وتستمر الاحتياجات في الازدياد. وقد أجرت المرافق التي تدعمها منظمة «أطباء بلا حدود» ما لا يقل عن 27.5 ألف استشارة مرتبطة بالعنف و7500 تدخل جراحي. ويعاني الناس من جروح الحرب بالإضافة إلى الأمراض المزمنة التي تزداد سوءاً، إذ لا يستطيعون الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية والأدوية.

وقد دفع التهجير القسري الذي تقوم به إسرائيل الناس إلى ظروف معيشية لا تطاق وغير صحية؛ حيث يمكن للأمراض أن تنتشر بسرعة. ونتيجة لذلك، تعالج فرق «أطباء بلا حدود» أعداداً كبيرة من الأشخاص من أمراض مثل الأمراض الجلدية، والتهابات الجهاز التنفسي، والإسهال، وكلها من المتوقع أن تزداد مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء. ويفتقر الأطفال إلى التطعيمات الضرورية، ما يجعلهم عرضةً لأمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال. وقد لاحظت منظمة «أطباء بلا حدود» زيادة في عدد حالات سوء التغذية، ومع ذلك فمن المستحيل إجراء فحص كامل لسوء التغذية في غزة؛ بسبب انعدام الأمن على نطاق واسع، وعدم وجود تدابير مناسبة لتخفيف حدة النزاع.

دخان القصف الإسرائيلي فوق قطاع غزة... الأربعاء (أ.ب)

مع تضاؤل خيارات الرعاية الطبية في غزة، زادت إسرائيل من صعوبة إجلاء الناس طبياً. وبين إغلاق معبر رفح في أوائل مايو (أيار) 2024 وسبتمبر (أيلول) 2024، سمحت السلطات الإسرائيلية فقط بإجلاء 229 مريضاً، أي ما يعادل 1.6 في المائة من أولئك الذين كانوا بحاجة إليه في ذلك الوقت. وهذه قطرة في محيط الاحتياجات.

الوضع في شمال غزة خطير بشكل خاص في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، التي تتبع سياسة «الأرض المحروقة»، وأدت إلى إخلاء مناطق واسعة من السكان، وقتل نحو 2000 شخص. ومنذ 6 أكتوبر 2024 حاصرت القوات الإسرائيلية الجزء الشمالي من القطاع، خصوصاً مخيم جباليا، مرة أخرى. وخفَّضت السلطات الإسرائيلية بشكل كبير كمية المساعدات الأساسية المُصرَّح لها بدخول الشمال. وفي أكتوبر 2024، وصلت كمية الإمدادات، التي تصل إلى قطاع غزة بأكمله، إلى أدنى مستوى لها منذ تصاعد الحرب في أكتوبر 2023: دخل متوسط يومي قدره 37 شاحنة إنسانية في أكتوبر 2024، أي أقل بكثير من العدد الذي كان يبلغ 500 شاحنة إنسانية كانت تدخل قبل 7 أكتوبر 2023.

وقال لوكيير: «لأكثر من عام، شهد طاقمنا الطبي في غزة حملةً لا هوادة فيها من قبل القوات الإسرائيلية، تميزت بالدمار الشامل والتخريب والتجريد من الإنسانية. وتعرّض الفلسطينيون للقتل في منازلهم وفي أسرَّة المستشفيات. وتم تهجيرهم قسراً مراراً وتكراراً إلى مناطق غير آمنة أو غير صحية. ولا يستطيع الناس إيجاد حتى أبسط الضروريات مثل الطعام والمياه النظيفة والأدوية». ودعت «أطباء بلا حدود» الدول، لا سيما أقرب حلفاء إسرائيل، إلى إنهاء دعمها غير المشروط لإسرائيل، والوفاء بالتزامها بمنع الإبادة الجماعية في غزة. وقبل نحو عام، في 26 يناير (كانون الثاني)، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بتنفيذ «تدابير فورية وفعالة لتمكين توفير الخدمات الأساسية المطلوبة بشكل عاجل والمساعدات الإنسانية لمعالجة الظروف المعيشية المتردية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة». ولم تتخذ إسرائيل أي إجراء ذي مغزى للامتثال لأمر المحكمة. وبدلاً من ذلك، تواصل السلطات الإسرائيلية منع منظمة «أطباء بلا حدود» وغيرها من المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدة المنقذة للحياة للأشخاص المحاصَرين تحت الحصار والقصف.

ورأت «أطباء بلا حدود» أن على الدول تسخير نفوذها للتخفيف من معاناة السكان، وتمكين توسيع نطاق المساعدات الإنسانية في أنحاء قطاع غزة. وبوصفها السلطة القائمة بالاحتلال، فإن السلطات الإسرائيلية مسؤولة عن ضمان التسليم السريع والآمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية على المستوى الكافي لتلبية احتياجات الناس. وبدلاً من ذلك، جعل الحصار الإسرائيلي والعرقلة المستمرة للمساعدات من المستحيل على الناس في غزة الوصول إلى السلع الأساسية، بما في ذلك الوقود والغذاء والماء والأدوية. وفي الوقت نفسه، قررت إسرائيل فرض حظر فعال على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وهي أكبر مزود للمساعدات والرعاية الصحية وغير ذلك من الخدمات الحيوية للفلسطينيين.

طفلان جريحان في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا الثلاثاء الماضي (رويترز)

وكررت المنظمة دعوتها إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وأن يتوقف التدمير الكامل للحياة الفلسطينية في غزة. كما تدعو منظمة «أطباء بلا حدود» إلى «الوصول الفوري والآمن إلى شمال غزة؛ للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية إلى المستشفيات».

وبينما تواصل «أطباء بلا حدود» تقديم الرعاية المنقذة للحياة في وسط وجنوب غزة، فإنها دعت إسرائيل إلى إنهاء حصارها على الأرض، وفتح الحدود البرية الحيوية، بما في ذلك معبر رفح، لتمكين تعزيز نطاق المساعدات الإنسانية والطبية بشكل كبير.

ويشير تقرير «أطباء بلا حدود» إلى أنه «حتى لو انتهت العملية العسكرية الإسرائيلية على غزة اليوم، فإن آثارها طويلة الأجل ستكون غير مسبوقة، بالنظر إلى حجم الدمار والتحديات الاستثنائية، المتمثلة في توفير الرعاية الصحية في جميع أنحاء القطاع. يتعرَّض عدد هائل من جرحى الحرب لخطر العدوى والبتر والإعاقة الدائمة، وسيحتاج كثير منهم إلى سنوات من الرعاية التأهيلية. إن الخسائر الجسدية المتراكمة والصدمات النفسية الناجمة عن العنف الشديد، وفقدان أفراد الأسرة والمنازل، والنزوح القسري المتكرر، والظروف المعيشية اللاإنسانية سيبقى أثرها على مدى أجيال».


مقالات ذات صلة

مقتل العشرات بهجمات في قطاع غزة

المشرق العربي فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)

مقتل العشرات بهجمات في قطاع غزة

تستغل إسرائيل المماطلة بإبرام اتفاق لوقف النار في قطاع غزة لشن هجمات تُودي بحياة العشرات كل يوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون بالقرب من معبر كرم أبو سالم في الخميس 19 ديسمبر 2024 (أ.ب)

جنود إسرائيليون يكشفون عن عمليات قتل عشوائية في ممر نتساريم بغزة

يقول جنود إسرائيليون خدموا في قطاع غزة، لصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إنه «من بين 200 جثة (لأشخاص أطلقوا النار عليهم)، تم التأكد من أن 10 فقط من أعضاء (حماس)».

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية نازحون فلسطينيون يلهون بجوار الحدود مع مصر، في رفح (أرشيفية - أ.ب)

كاتس: سنسيطر على قطاع غزة مثل الضفة الغربية

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس: «بمجرد أن نهزم القوة العسكرية لحماس والقوة الحاكمة في غزة، فإن إسرائيل ستسيطر على الأمن في غزة».

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي شابان يحملان جثتي طفلين قتلا بقصف إسرائيلي بمدينة غزة الثلاثاء (د.ب.أ)

​إسرائيل تستبق هدنة محتملة بتكثيف هجماتها بغزة

لوحظ أن الاستهدافات الإسرائيلية تركز بشكل أساسي على مراكز الإيواء خصوصاً المدارس التي تم استهداف ما لا يقل عن 9 منها خلال 5 أيام.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطيني يجلس إلى جانب جثمان قريب له قُتل في غارة إسرائيلية على مستشفى المعمدان 15 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

منظمة الصحة العالمية: الظروف في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة «مروعة»

أعلنت منظمة الصحة العالمية، الاثنين، أن فريقاً إنسانياً زار خلال نهاية الأسبوع مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة ووجد ظروفاً «مروعة».

«الشرق الأوسط» (غزة)

مقتل العشرات بهجمات في قطاع غزة

فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)
فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)
TT

مقتل العشرات بهجمات في قطاع غزة

فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)
فلسطينيان ينقلان بسيارة إسعاف جثث قتلى سقطوا بضربة إسرائيلية في جباليا الخميس (أ.ف.ب)

تُواصل إسرائيل تكثيف هجماتها على قطاع غزة، مستبِقة اتفاقاً محتملاً لوقف النار، مُوقِعة عشرات القتلى، الخميس.

قال مُسعفون، لوكالة «رويترز»، إن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين، وإصابة عدة أشخاص آخرين في ملجأين يؤويان عائلات نازحة شرق مدينة غزة.

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مُسعفين قولهم إن 13 فلسطينياً، على الأقل، قُتلوا، خلال الليل، في غارات جوية إسرائيلية متفرقة، بما شمل ضرباتٍ استهدفت منزلين في مدينة غزة، ومخيماً بوسط القطاع.

فلسطينيون يحملون جثتيْ طفلين قُتلا بضربة إسرائيلية في مدينة غزة الخميس (أ.ف.ب)

وفي وقت لاحق، قال مُسعفون إن غارة جوية إسرائيلية قتلت تسعة أشخاص بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة، بينما قتلت غارة أخرى أربعة في مشروع الشيخ زايد الإسكاني بالقرب من بيت لاهيا في الشمال، مما رفع حصيلة القتلى، اليوم الخميس، إلى 26. ولم يصدر أي تعليق من الجيش الإسرائيلي.

وقال سكان في جباليا، شمال قطاع غزة، إن قوات إسرائيلية فجّرت مجموعة من المنازل هناك، خلال الليل. ويُنفذ الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في تلك المنطقة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال عادل (60 عاماً)، وهو من سكان جباليا ونزح إلى مدينة غزة: «كل ما طولت المفاوضات، زاد الدمار والموت في هاي الأماكن، بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا بيتم إبادتهم، بالضبط زي ما بيصير في رفح».

وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، الإجهاز على ضابط وثلاثة جنود إسرائيليين طعناً في شمال قطاع غزة.

طفلة فلسطينية أصيبت بضربة إسرائيلية في دير البلح الخميس (أ.ب)

وقالت «كتائب القسام»، في منشور أورده المركز الفلسطيني للإعلام على منصة «إكس»: «تمكّن أحد مجاهدينا، صباح اليوم، من طعن ضابط صهيوني وثلاثة جنود من نقطة الصفر، والإجهاز عليهم، واغتنام أسلحتهم الشخصية في مخيم جباليا شمال قطاع غزة».

وأشارت إلى «استهداف موقع ماجين العسكري الإسرائيلي بطائرة الزواري الانتحارية».

ويتهم الفلسطينيون إسرائيل بارتكاب «تطهير عِرقي» في تلك المناطق، عبر إجلاء السكان لإنشاء مناطق عازلة. وتنفي إسرائيل الاتهامات وتقول إن حملتها تهدف إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية «حماس» ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها.

وتتهم إسرائيل «حماس» باتخاذ البنية التحتية المدنية والسكان دروعاً بشرية. وتنفي «حماس» ذلك وتتهم إسرائيل بمحاولة تبرير القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة، بعد أن هاجم مقاتلون تقودهم «حماس» بلدات إسرائيلية عبر الحدود. وتقول إحصاءات إسرائيلية إن هجوم «حماس» أسفر عن مقتل 1200، واحتجاز أكثر من 250 رهينة، والعودة بهم إلى القطاع.

فلسطينيون يبحثون بين أنقاض مبنى دمّره القصف الإسرائيلي في مدينة غزة الخميس (أ.ف.ب)

وتقول إسرائيل إن نحو 100 رهينة ما زالوا محتجَزين، لكن من غير الواضح عدد الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وأدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 45 ألف فلسطيني، ونزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتحويل جزء كبير من القطاع الساحلي إلى أنقاض.

الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الخميس، مقتل ستة فلسطينيين؛ بينهم سيدة مُسنّة، في عملية عسكرية وقصف إسرائيلي لمركبة في مخيمين للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلّة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في اتصال مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، إنه يحقق في الحادثتين.

وقالت وزارة الصحة، في بيان: «4 شهداء و3 إصابات بجروح خطيرة، جراء قصف الاحتلال مركبة في مخيم طولكرم».

فلسطينيون يشيّعون قتيلين سقطا بضربة إسرائيلية استهدفت مخيم بلاطة في مدينة نابلس بالضفة الغربية (د.ب.أ)

واطلعت «وكالة الصحافة الفرنسية» على لقطات، نُشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر مركبة تحترق في أحد شوارع المخيم، بينما تتصاعد أعمدة النيران منها. كما أظهرت اللقطات تجمُّع عدد من الأشخاص حول بقعة من الدم.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت، في بيان سابق، الخميس، «استشهاد المُسنة حليمة صالح أبو ليل (80 عاماً) برصاص الاحتلال في الصدر والساق بمخيم بلاطة».

لاحقاً، قالت الوزارة، في بيان ثان: «شهيد ثان برصاص الاحتلال وصل إلى مستشفى رفيديا الحكومي من مخيم بلاطة».

وكانت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلنت «إصابة شاب يبلغ من العمر 25 عاماً برصاص حي في الرأس».

ووفق الجمعية، سُجلت ثلاث إصابات بالرصاص الحي، وجرى نقلهم إلى المستشفى، في حين قامت طواقمها بتقديم العلاج ميدانياً لشاب أصيب بشظايا الرصاص.

واتهم الهلال الأحمر القوات الإسرائيلية «بمنع مركبات الإسعاف (التابعة لها) من دخول مخيم بلاطة في شمال الضفة الغربية، كما جرى إطلاق النار باتجاه المركبات، مما يعوق تقديم الخدمات الإنسانية والطبية داخل المخيم».

ويُنفذ الجيش الإسرائيلي هجمات متكررة على شمال الضفة الغربية بدعوى ملاحقة مطلوبين أو خلايا مسلَّحة يتهمها بالتخطيط لتنفيذ هجمات على أهداف إسرائيلية.

وقُتل ما لا يقل عن 803 فلسطينيين في الضفة الغربية على أثر هجمات للجيش الإسرائيلي أو برصاص مستوطنين، منذ اندلاع الحرب بين «حماس» وإسرائيل في غزة، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وفقاً لوزارة الصحة في رام الله.

كما أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين، عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصاً، في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقاً لأرقام رسمية إسرائيلية.