صور عفوية لبشار الأسد في سوريا تكشف عن وجه آخرhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5091971-%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%81%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B9%D9%86-%D9%88%D8%AC%D9%87-%D8%A2%D8%AE%D8%B1
شخص يحمل ألبوم صور للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عُثر عليه في أحد المقرات السكنية في دمشق (أ.ب)
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
دمشق:«الشرق الأوسط»
TT
صور عفوية لبشار الأسد في سوريا تكشف عن وجه آخر
شخص يحمل ألبوم صور للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد عُثر عليه في أحد المقرات السكنية في دمشق (أ.ب)
أثار ظهور صور شخصية للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد عُثر عليها في مقاره، سخرية بين السوريين وانتقدوا صورة الأسد العامة التي صممت بعناية.
قدمت الصور العفوية، التي يُقال إنها عثر عليها في قصور الأسد في تلال دمشق وحلب، تبايناً صارخاً مع الصورة اللامعة التي قدمها بشار الأسد ووالده حافظ خلال قيادتهما لسوريا على مدى نصف قرن.
بالنسبة للعديد من السوريين الذين عانوا من السجن والنزوح والاضطهاد تحت حكم الأسد، تعدُّ الصور بمثابة عرض وفرصة للتنفيس، وحتى للضحك، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».
صورة متداولة لبشار الأسد عثر عليها في أحد مقرات إقامته
تظهر إحدى الصور والد بشار الأسد، حافظ، وهو يرتدي ملابسه الداخلية، متخذاً وضعية تشبه لاعبي كمال الأجسام. وتظهر صور أخرى بشار الأسد وهو يستعرض عضلاته أو جالساً على دراجة نارية بملابسه الداخلية، وينظر بلا مبالاة في مطبخ وهو يرتدي الملابس الداخلية وقميصاً بلا أكمام.
صورة متداولة للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وهو يتخذ وضعية تشبه لاعبي كمال الأجسام عثر عليها في أحد مقرات إقامته
في الصور، يمكن للسوريين رؤية طبيب العيون بشار وليس الرئيس. في واحدة من الصور، يضع بشار الشاب خاتماً في إصبع زوجته. وفي ثالثة، يبدو أنه يلتقط سيلفي.
بعد مرور سنة على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تتزايد الأسئلة حول مصير أبرز أركان حكمه المتهمين بارتكاب انتهاكات بحق ملايين السوريين خلال 14 عاماً من الحرب.
ذكرى سقوط الأسد تعيد التوتر إلى لبنانhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5217703-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%B3%D9%82%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
ذكرى سقوط الأسد تعيد التوتر إلى لبنان
عناصر من الجيش اللبناني يواجهون معتصمين يرفعون أعلام «حزب الله» على طريق المطار حيث نفذوا في فبراير الماضي تحركات رفضاً لقرار لبنان عدم استقبال طائرة إيرانية (الشرق الأوسط)
تُظهر تطورات الأيام الأخيرة أنّ الساحة اللبنانية لا تزال تتأثر مباشرة بالتحولات العميقة التي أحدثها سقوط نظام بشار الأسد وتولي الرئيس السوري أحمد الشرع الحكم قبل عام.
فعلى الرغم من انشغال بيروت بملفات داخلية متراكمة، فإن الارتدادات السورية لا تزال تجد طريقها إلى الشارع اللبناني وتتحول أحياناً إلى احتكاك أو توتر في مناطق شديدة الحساسية. وقد برز ذلك بوضوح مع تحركات احتفالية شهدتها مدينة صيدا، عاصمة الجنوب، ومحيط منطقة قصقص في بيروت ليل الاثنين - الثلاثاء، حيث نجح الجيش اللبناني في تطويق التوتر، لكنّ أصداءه السياسية بقيت حاضرة.
إشكال كبير في #صيدا عند دوار القناية بين مسيرة مؤيدة للنظام السوري الجديد و بين عدد من سكان حارة صيدا و الجيش يتدخل (فيديو) pic.twitter.com/o78DXPSYKJ
وأحيت مدينة طرابلس ومناطق في شمال لبنان ذكرى عام على سقوط نظام الأسد برفع العلم السوري وصور الشرع.
وفي مدينة صيدا الجنوبية، تحولت مسيرة سيارات مؤيدة للشرع إلى توتر عند أحد مداخل المدينة القريبة من أحياء تُعد تاريخياً حاضنة سياسية لـ«حزب الله» و«حركة أمل». وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام بوقوع إشكال عند مدخل حارة صيدا، بين عدد من الشبان من المنطقة وآخرين كانوا يمرّون في مسيرة سيارات. وقد تطوّر إلى تلاسن وتضارب بالعصي، ما أدّى إلى تكسير عدد من السيارات في المكان».
والمشهد نفسه تقريباً تكرر في محيط منطقة قصقص في بيروت وعند مدخل الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد تجمعات مرتبطة بالمناسبة، وسط انتشار أمني من دون تسجيل اشتباكات في منطقة لطالما شهدت سابقاً احتكاكات على خلفيات مشابهة.
وانتشرت مقاطع فيديو لشباب على دراجات نارية يرفعون أعلام «حزب الله» ويطلقون هتافات داعمة للرئيس السوري المخلوع، على غرار «نحنا رجالك يا بشار». كذلك انتشر فيديو يظهر اعتراض سيارة على طريق المطار وفي داخلها أطفال.
في هذا السياق، رأى عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم أنّ التحركات التي ظهرت في ذكرى سقوط الأسد،«تعبّر عن محاولة من (حزب الله) لإظهار حضور سياسي مضاد».
وقال كرم لـ«الشرق الأوسط» إنّ ما جرى هو «من أدوات الحزب في صناعة الفتن كلّما شعر بأن نفوذه يتراجع في لبنان أو سوريا».
وأضاف أنّ الحزب ««لا يؤمن أصلاً بمفهوم السيادة اللبنانية» وأنه «ينطلق في كلّ سلوكياته من مشروعه الأوسع المرتبط بالثورة الإيرانية وبتمدّدها الإقليمي»، مشيراً إلى أنّ حدود نفوذه «كانت تمتد حين كان النظام السوري حليفاً مباشراً له، أما اليوم، ومع تغيّر موازين القوى في دمشق وصعود نظام جديد أقل التصاقاً به، فقد انكفأ وبدأ يتصرّف وفق حدود نفوذ متقلّصة».
سعي للفتنة
ورأى كرم أنّ «أناشيد التمجيد لبشار الأسد تعبّر عن نوستالجيا لدى الحزب للعودة إلى زمن البعث السوري». وأكد أنّ الحزب «منزعج تماماً من الواقع السوري الجديد ويسعى إلى إشعال الفتن سواء داخل لبنان أو داخل سوريا أو حتى بين اللبنانيين والسوريين معاً»، مضيفاً أنّ الرسالة الواضحة من التحركات هي «رفض أي مسار لبناء دولة حقيقية في لبنان أو في سوريا، والتمسك بنموذج النفوذ الأمني القديم الذي انهار في دمشق ويحاول الحزب تعويضه داخل لبنان».
وتأتي هذه المؤشرات في لحظة تشهد تحولاً في موقع «حزب الله» داخل المعادلة السورية بعد صعود الشرع، خصوصاً بعدما أعلنت القيادة الجديدة في دمشق رفضها استخدام الأراضي السورية لمرور السلاح أو لتأمين نفوذ خارجي يتجاوز سلطة الدولة.
ملفات الذاكرة
من جهته، عدّ الناشط السياسي مالك مروة أنّ التحركات المضادة التي حاول أنصار «حزب الله» تنظيمها ضد المحتفلين بذكرى سقوط نظام بشار الأسد في عدد من المناطق اللبنانية «تعكس محاولة واضحة لفرض حضور استفزازي داخل بيئات لا تنتمي إلى نفوذ الحزب التاريخي»، مشيراً إلى أنّ «الحادثة ليست معزولة بل امتداد لسلوكيات مشابهة مورست طوال السنوات الماضية في أكثر من منطقة لبنانية».
وقال مروة لـ«الشرق الأوسط»: إنّ «القوى المحسوبة على ثنائي (حزب الله وحركة أمل)، دأبت طوال نحو عشرين عاماً على تنظيم استعراضات مماثلة في المناطق السنية تحديداً، سواء عبر مواكب مؤيدة أو عبر إظهار سطوة مسلّحة أو حزبية في أماكن لا تمثّل بيئتهم السياسية».
ورأى أنّ «هذه التصرفات راكمت غضباً واسعاً لدى أغلبية اللبنانيين غير المناصرين لـ(حزب الله)، لكونها مثّلت في الوعي العام شكلاً من أشكال الفرض القسري للوجود السياسي والحزبي»، لافتاً إلى أنّ «اللبنانيين لم ينسوا حوادث الاقتحام السابقة لبيروت ولا الاغتيالات ولا التدخل العسكري في سوريا، وهي ملفات لا يمكن شطبها من الذاكرة بسهولة».
رسالة داخلية من «حزب الله»
ورأى مروة أنّ الرسالة التي حاول الحزب إيصالها «تبدو داخلية أكثر منها خارجية»، موضحاً أنّ «استعراض القوة في وجه مناسبة تحتفل بسقوط نظام الأسد، يحمل محاولة لردع أي مظهر سياسي لا ينسجم مع خيارات الحزب التاريخية، إلا أنّ ردود الفعل المقابلة أظهرت تغيراً في المزاج العام وتراجعاً في التسليم بما كان مفروضاً بالقوة».
وأكّد أنّ «الأيام تتغيّر وما كان يُفرض طوال ربع قرن لم يعد حقيقة ثابتة اليوم»، داعياً إلى «عودة الجميع إلى الدولة والتخلّي عن عقلية الاستقواء على الداخل»، لأنّ «أي تطور باتجاه التصعيد سيكون خطأً استراتيجياً جديداً لن يفيد (حزب الله) ولا لبنان».
هل يدفع مسار التفاوض إسرائيل إلى تبريد جبهة لبنان؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5217699-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D8%AC%D8%A8%D9%87%D8%A9-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D8%9F
هل يدفع مسار التفاوض إسرائيل إلى تبريد جبهة لبنان؟
جنود من الجيش اللبناني في بلدة علما الشعب الحدودية نوفمبر الماضي (رويترز)
منذ أن كلّف الرئيس اللبناني، جوزيف عون، سفير لبنان السابق لدى واشنطن، سيمون كرم، ترؤس الوفد اللبناني في لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية ما بين إسرائيل و«حزب الله» (الميكانيزم)، شهد جنوب لبنان تبدّلاً لافتاً، تمثّل بتوقّف إسرائيل للاغتيالات التي تستهدف قادة وكوادر في «حزب الله»، فيما استمرت الانتهاكات الإسرائيلية التي تتراجع حيناً وتشتد حيناً آخر، على غرار ما حصل ليل الثلاثاء باستهداف غارات مناطق واسعة في جنوب لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مجمع تدريب ومواقع أخرى تابعة لـ«حزب الله».
ويؤكد مصدر رسمي لبناني مواكب للمفاوضات بين لبنان وإسرائيل عدم وجود «ضمانات بأن إسرائيل ستتراجع عن فكرة التصعيد»، مشيراً إلى أن تراجع الاستهدافات الإسرائيلية والاغتيالات قد يكون مرتبطاً ببنك الأهداف العسكري، وليس لاعتبارات أخرى.
ناقلة جنود مدرعة تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) تقوم بدورية على طول طريق الخردلي جنوب لبنان 17 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ ليل الثلاثاء سلسلة غارات استهدفت إقليم التفاح»، وتحديداً على وادٍ ممتد بين بلدات عزة ورومين وأطراف بلدة جباع، وهي مناطق جبلية تقع على بعد أكثر من 40 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل وشمال نهر الليطاني، مشيرة كذلك إلى «تضرر عدد من المنازل» في جباع.
وتسبب القصف على بلدة جباع، بحسب «الوطنية»، في حال من الهلع والتوتر لدى الأهالي، فضلاً عن أضرار مادية كبيرة لحقت بمبنى معهد جباع الفني الرسمي وثانوية جباع الرسمية التي علقت الدروس فيهما لمدة أسبوع لحين إصلاح الأضرار.
غارات على بنى تحتية
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه شنّ غارات على «بنى تحتية تابعة لمنظمة (حزب الله) الإرهابية في مناطق عدة في جنوب لبنان». وأوضح أن العملية استهدفت «مجمع تدريب تستخدمه قوة الرضوان التابعة لـ(حزب الله)»، بالإضافة إلى «منشآت عسكرية وموقع إطلاق تابع لـ(حزب الله)». وأضاف أن «الأهداف التي هوجمت، والتدريب العسكري الذي كان يجرى استعداداً لتنفيذ هجمات ضد دولة إسرائيل، يشكلان خرقاً للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان وتهديداً لدولة إسرائيل».
تبريد للجبهة
وانطلاقاً من هذا الواقع الميداني، تبدو الصورة مجرّد تبريد للجبهة بانتظار ما يطرأ على المسار التفاوضي، إلّا إذ حصلت تطورات إقليمية ودولية بدّلت الخيارات لدى تلّ أبيب، بحيث يرى متابعون للوضع في الجنوب أنّه «مجرد قبول الطرفين بإعادة تفعيل قنوات التواصل عبر لجنة (الميكانيزم)، ما يعكس قناعة متبادلة بأنّ الحرب الشاملة ليست خياراً مرغوباً في اللحظة الراهنة».
غير أن المعلومات التي ترد إلى بيروت، سواء عبر الموفدين الدوليين أو عبر الاتصالات، لا توحي بالتفاؤل. ورأت مصادر وزارة الخارجية اللبنانية أن «تراجع العمليات الإسرائيلية في لبنان غير مرتبط على الإطلاق بتكليف السفير سيمون كرم إدارة التفاوض عن الجانب اللبناني، ضمن لجنة (الميكانيزم)، بل بحسابات إسرائيلية وأخرى إقليمية ودولية».
نتنياهو - ترمب
وأكّدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب التهديدات الإسرائيلية وتدني نسبة الغارات الجوية متصلان بنتائج زيارة بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كما بانتهاء المهلة المعطاة للبنان لنزع السلاح غير الشرعي قبل نهاية العام الحالي، أي بعد 3 أسابيع».
وقالت: «هناك ترقّب أميركي وإسرائيلي وإقليمي لانتهاء المرحلة الأولى التي حددها الجيش اللبناني لنزع السلاح في جنوب الليطاني، والخطة التي سيقدمها للمرحلة الثانية، خصوصاً أن لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية «ستتحقق حول ما إذا كان الجيش أنجز بالفعل مهمته جنوب الليطاني بشكل تام، أم أن (حزب الله) لا يزال يحتفظ بمواقع عسكرية ومخازن أسلحة في تلك المنطقة».
وفيما يبدو، ربط التصعيد الإسرائيلي بهذه الاستحقاقات أشبه بجرعة وقت معطاة للبنان، ذكّرت مصادر الخارجية اللبنانية أن «الرسائل الدولية واضحة، وهناك فصل تام ما بين المسار التفاوضي، وما بين نزع سلاح (حزب الله) وكلّ سلاح غير شرعي، ولا يمكن الربط بينهما».
استثمار التهدئة
ويسعى لبنان إلى استثمار أي تهدئة لتجنيب البلاد كارثة جديدة، لكن الواقع على الأرض يقول إنّ الجنوب يعيش، مع غيره من المناطق التي دائماً ما تشكل مسرحاً للاستهدافات الإسرائيلية، هدنة مؤقتة، بانتظار جهود دبلوماسية وسياسية لإنقاذ الوضع وسحب فتيل الانفجار الكبير.
ويؤكد مصدر رسمي لبناني مواكب للاتصالات الدولية أن لبنان «ماضٍ في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة، وتنفيذ ما ورد في خطاب القسم لرئيس الجمهورية جوزيف عون والبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام».
ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الدولة اللبنانية «فتحت مسار التفاوض الجديّ عبر لجنة (الميكانيزم) برعاية الأميركيين ومشاركة الفرنسيين، لكن ذلك لا يمنح لبنان ضمانات بأن إسرائيل ستتراجع عن فكرة التصعيد»، مشيراً إلى أن تراجع الاستهدافات الإسرائيلية والاغتيالات قد يكون مرتبطاً ببنك الأهداف العسكري، وليس لاعتبارات أخرى، حيث أثبتت التجربة أن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بكل ما تعهد به أمام الأميركيين، سواء في غزّة أو لبنان.
«الكتائب»
وفي هذا الإطار، رحّب حزب «الكتائب اللبنانية» بتعيين السفير سيمون كرم رئيساً للفريق اللبناني المفاوض، معتبراً أنّ هذه الخطوة تعكس رغبة الدولة في استعادة زمام المبادرة عبر مؤسساتها الشرعية، وجدد دعوته «بضرورة مواكبة هذا الإجراء، عبر تسريع بسط سيادة الدولة بحصر السلاح في يد القوات المسلّحة الشرعيّة».
وإذ رفض «الكتائب» في اجتماع لمكتبه السياسي «ما جاء في خطاب الأمين العام لـ(حزب الله) نعيم قاسم، لجهة حصر الحلّ بجنوب الليطاني بما يناقض اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701»، اعتبر أن «قبول (حزب الله) بحصر السلاح وتفكيك البنية العسكرية والأمنية من منطقة الحدود مع إسرائيل حصراً، يقطع الشك باليقين أن هدف السلاح والبنية العسكرية هو الداخل اللبناني ومنع قيام الدولة».
إسرائيل تتحدث عن ضبط صواريخ في طولكرم لتبرير هجمات الضفةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5217685-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%B6%D8%A8%D8%B7-%D8%B5%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D9%88%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%85-%D9%84%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%81%D8%A9
إسرائيل تتحدث عن ضبط صواريخ في طولكرم لتبرير هجمات الضفة
صواريخ بدائية تقول أجهزة الأمن الإسرائيلية إنها ضبطتها في طولكرم بالضفة الغربة المحتلة (صورة للجيش الإسرائيلي)
أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في بيان مشترك، الثلاثاء، أن اعتقال خلية مسلحة في طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، قاد إلى صواريخ وأسلحة مخصصة لضرب أهداف في وسط إسرائيل.
وفي ما بدا محاولة لتبرير التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الضفة الغربية، سعت مصادر أمنية إسرائيلية لربطه بقضية الصواريخ المكتشفة الشهر الماضي.
ووفق البيان، فإنهم اعتقلوا خلية في طولكرم، الشهر الماضي، «كانت مسؤولة عن عدة هجمات ضد الجيش بما في ذلك تفجير عبوات ناسفة في مركبات عسكرية في طولكرم، وقاد التحقيق مع أفرادها إلى ثلاثة صواريخ في مراحل مختلفة من التحضير، كان أحدها يحتوي أيضاً على رأس حربي ومتفجرات، وإلى جانب ذلك، عُثر على عبوات ناسفة، وأنظمة تشغيل، وقطع غيار لأجهزة تصنيع، ومواد لصنع المتفجرات».
جندي إسرائيلي يوجّه سلاحه لتفريق المطالبين بالعودة إلى منازلهم في مخيم نور شمس للاجئين بمدينة طولكرم بالضفة الغربية نوفمبر الماضي (أ.ب)
وقال البيان إن «نتائج التحقيق تُظهر مستوى التهديد في المنطقة والمحاولات المتكررة لشن هجمات ضد قوات الجيش وأهداف أخرى، كما يبرز الحاجة إلى النشاط الاستباقي المكثف في عمق مخيمات اللاجئين. ولا يزال التحقيق جارياً، وستواصل قوات الأمن العمل بشكل استباقي لإحباط الإرهاب في جميع أنحاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية)».
اعتقالات ومداهمات مستمرة
وجاء الإعلان، في ذروة العمليات العسكرية المستمرة في شمال الضفة الغربية، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أنهى رسمياً عملية «الحجارة الخمسة» التي كان أطلقها في شمال الضفة قبل أكثر من أسبوعين.
وواصل الجيش الإسرائيلي عملياته الواسعة في الضفة، واقتحم رام الله وبيت لحم والخليل ونابلس وجنين وسلفيت وقلقيلية، واعتقل أكثر من 40 فلسطينياً في مداهمات واسعة.
وقالت مصادر أمنية لهيئة البث الإسرائيلية «كان» إن اكتشاف الصواريخ في طولكرم كان من أكثر المظاهر خطورة في الضفة الغربية منذ سنوات، وأكد أن التنظيمات المسلحة في شمال الضفة الغربية وصلت إلى مرحلة متقدمة في تطوير قدرات إطلاق نيران عالية، بما يمثل تهديداً مباشراً لتجمعات سكانية داخل إسرائيل.
وبحسب مصادر أمنية، فقد عكس العثور على هذا المخزون جهوداً مكثفة تبذلها تنظيمات مسلحة لإعادة بناء البنية القتالية في شمال الضفة الغربية وتجنيد ناشطين جدد للعمل على منظومات تصنيع السلاح، وفي ضوء خطورة التطور، أطلق الجيش وجهاز الشاباك عملية «الأحجار الخمسة» في مدينة طوباس، وبلدة عقابا، وبلدة طمون ومخيم الفارعة جنوبا، وقرية تياسير.
وقتل الجيش الإسرائيلي في العملية فلسطينيين، واعتقل العشرات وضبط وسائل قتالية وعبوات بحسب ناطق عسكري.
وهذه ليست أول مرة تعلن فيها إسرائيل عن اكتشاف صواريخ بدائية في الضفة، ففي بداية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أعلن الجيش أنه عثر على 15 صاورخاً و18 عبوة ناسفة، ومتفجرات، وأسلحة أخرى في رام الله، بعد أسبوعين من إعلان مماثل، ورصد محاولة فاشلة لإطلاق صواريخ بدائية من قرية كفر نعمة في رام الله. وفي سنوات سابقة سجلت محاولات من جنين شمال الضفة لإطلاق صواريخ.
الدخان يتصاعد من منزل فلسطيني اعتقلته إسرائيل وفجرت منزله في نابلس بالضفة الغربية ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
وعلى الرغم من أن الصواريخ التي أطلقت حتى الآن أو تم العثور عليها، لم تشكل أي تهديد حقيقي، ولا ترقى إلى مستوى تهديد، لكن إسرائيل تقول إن نسخ نموذج قطاع غزة الذي بدأ بمثل هذه الصواريخ، مثير للقلق، خصوصاً أن المسافات بين مدن الضفة والمدن الإسرائيلية، والمستوطنات قريبة للغاية، ومتداخلة.
هجمات المستوطنين
وسُجلت أعنف المواجهات في مخيم الأمعري في رام الله، حيث أصيب فلسطينيون بينهم طفل. وأفادت جمعية الهلال الأحمر، في بيان مقتضب، بأن طواقمها تعاملت مع إصابتين إحداهما لطفل يبلغ من العمر (13 عاماً)، وأخرى لشاب برصاص الاحتلال الحي، خلال عملية اقتحام المخيم، وجرى نقلهما إلى المستشفى.
كما سجلت مواجهات أثناء اقتحام القوات الإسرائيلية حرم جامعة القدس في بلدة أبو ديس جنوب شرقي القدس. وقالت محافظة القدس، في بيان صحافي إن قوات الاحتلال انتشرت بمحيط كليتي الآداب والشريعة وكليات أخرى.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن هذا الاقتحام هو الثاني لجامعة يوم الثلاثاء، حيث اقتحم الاحتلال مبنى جامعة بيرزيت في رام الله.
كما صعد المستوطنون وهاجموا الفلسطينيين في مناطق مختلفة، وقال الناشط في مسافر يطا، أسامة مخامرة، للوكالة الرسمية إن «عصابات المستوطنين من مستوطنة «سوسيا» ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه مساكن المواطنين، ما أدى إلى اشتعال النيران في مركبة وجرار زراعي».
مستوطنون إسرائيليون يرعون قطيعهم بالقرب من بؤرة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة يونيو الماضي (أ.ف.ب)
وأضاف أن «المستوطنين حاولوا كذلك إحراق مركبة أخرى، في محاولة جديدة لترويع السكان وإجبارهم على الرحيل، ضمن سياسة التهجير القسري التي تتعرض لها التجمعات الفلسطينية في مسافر يطا».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن طبيعة الهجمات والشعارات التي وجدت في المكان تشير إلى عصابات «فتيان التلال» و «تدفيع الثمن»، وإن الشرطة وجهاز الأمن العام الشاباك أقاما تحقيقاً مشتركاً لتحديد هوية المنفذين ومسار تحركهم.