أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت يعودون إليها بعد تراجع مخاطر الحرب

كثير منهم غادروا إلى الجنوب والبقاع… والمقتدرون استأجروا في جبل لبنان

مواطنون يستمعون إلى أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله في مقهى في ضاحية بيروت الجنوبية مساء الأحد بعد ساعات على الهجوم الذي نفذّه الحزب على شمال إسرائيل رداً على اغتيال القيادي فؤاد شكر (إ.ب.أ)
مواطنون يستمعون إلى أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله في مقهى في ضاحية بيروت الجنوبية مساء الأحد بعد ساعات على الهجوم الذي نفذّه الحزب على شمال إسرائيل رداً على اغتيال القيادي فؤاد شكر (إ.ب.أ)
TT

أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت يعودون إليها بعد تراجع مخاطر الحرب

مواطنون يستمعون إلى أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله في مقهى في ضاحية بيروت الجنوبية مساء الأحد بعد ساعات على الهجوم الذي نفذّه الحزب على شمال إسرائيل رداً على اغتيال القيادي فؤاد شكر (إ.ب.أ)
مواطنون يستمعون إلى أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله في مقهى في ضاحية بيروت الجنوبية مساء الأحد بعد ساعات على الهجوم الذي نفذّه الحزب على شمال إسرائيل رداً على اغتيال القيادي فؤاد شكر (إ.ب.أ)

لم ينتظر قسم كبير من أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت طويلا، بعد دعوة أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله إياهم مساء الأحد الماضي للعودة إلى منازلهم، كي يتوجهوا مجددا إليها. فبعد عملية اغتيال القيادي البارز في الحزب فؤاد شكر في الثلاثين من يوليو (تموز) الماضي والتي نفذتها إسرائيل وتوعّد «حزب الله» بالرد عليها، غادر كل من يستطيع المغادرة منزله خشية توسع الحرب لتشمل الضاحية، المعقل الأساسي لـ«حزب الله».

مشيّعون يتجمعون خلال جنازة القائد العسكري بـ«حزب الله» فؤاد شكر الذي قُتل في غارة إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

وتوجه عدد كبير من السكان إلى مناطق البقاع والجنوب حيث يمتلكون منازل أو للمكوث لدى الأقارب، فيما عمد عدد قليل إلى استئجار شقق في مناطق في جبل لبنان. أما المغتربون الذين كانوا يزورون أهاليهم في الضاحية فغادروا البلد فورا بعد اغتيال شكر.

عودة آمنة

ويقول هيثم م، (50 عاما) وهو أحد سكان الضاحية إنه غادر وعائلته المنزل في الليلة نفسها التي تم فيها اغتيال شكر، لافتا إلى أنه أيقن بلحظتها أن الوضع لم يعد مطمئنا وأن «حزب الله» لن يسكت على العملية ما سيستدعي ردات فعل إسرائيلية قد تطول الضاحية من جديد. ويشير الرجل الخمسيني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه من المحظوظين الذين يمتلكون منزلا آخر في إحدى قرى الجنوب التي تُعتبر آمنة، باعتبارها تقع شمال خط الليطاني، لذلك لم يتأخر بالتوجه إليها فورا، حيث قضى فيها نحو 25 يوما قبل قرار العودة الاثنين صباحا الى بيروت.

وفي خطاب مطوّل أطل فيه نصرالله مساء الأحد، فنّد عملية الرد على اغتيال شكر التي نفذها الحزب الأحد صباحا، وقال إنه تم إطلاق مئات الصواريخ والمسيرات التي استهدفت أكثر من 11 قاعدة عسكرية كما قاعدة مركزية للاستخبارات الإسرائيلية والتي يوجد فيها الوحدة 8200 للتجسس. ودعا نصرالله الناس للعودة إلى منازلهم، وقال: «بات بإمكان البلد أن يرتاح».

جانب من الدمار جراء غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت استهدفت القيادي بالحزب فؤاد شكر في 30 يوليو الماضي (إ.ب.أ)

ركود رهيب

وبدا واضحا أن الضاحية الجنوبية وأهلها تنفسوا الصعداء بعد ذلك. وتقول هدى ع (33 عاما) وهي صاحبة محل بيع ألبسة في منطقة بئر العبد في الضاحية إن المنطقة عادت تتحرك تجاريا في الساعات القليلة الماضية بعد «حالة رهيبة من الركود» شهدتها في الأسابيع الماضية. وتشير الشابة الثلاثينية إلى أنها اعتادت أن تبيع يوميا «ما قيمته ما بين 1000 و2000 دولار أميركي، حتى إن المبيعات في الأعياد كانت تبلغ أحيانا 10 آلاف دولار»، لافتة إلى أنه «ومنذ اغتيال شكر توقف البيع نهائيا»، وهي في أفضل الأحوال باعت ما قيمته 30 دولارا في اليوم.

وشهدت الضاحية منذ قرار «حزب الله» اتخاذ جبهة جنوب لبنان جبهة دعم وإسناد لغزة في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عمليتي اغتيال. الأولى أدت لمقتل نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري واثنين من مرافقيه في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي، كما تم اغتيال شكر في الثلاثين من شهر يوليو الماضي.

الضاحية آمنة؟

ويوضح الكاتب والباحث السياسي الدكتور قاسم قصير المطلع من كثب على شؤون الحزب أن «الوضع الآن عاد إلى طبيعته في الضاحية بعد جو من القلق ساد في الأيام الماضية»، معتبرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «بالإجمال منطقة الضاحية آمنة، وقد حصل عدوان إسرائيلي عليها مرتين، لكن لا توجد فيها أجواء حرب باستثناء خرق جدار الصوت أحيانا».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف منصات صواريخ لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

المشرق العربي تصاعد دخان بعد قصف إسرائيلي في جنوب لبنان يوم 11 أكتوبر 2023 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن قصف منصات صواريخ لـ«حزب الله» في جنوب لبنان

أكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته المقاتلة نفّذت غارة جوية في جنوب لبنان قبل قليل، وقال إنها استهدفت منصات إطلاق صواريخ متوسطة المدى في موقع لجماعة «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة متداولة في «إكس» لرفعت الأسد مع حفيدته شمس

القضاء اللبناني يفرج عن حفيدة رفعت الأسد وأمها

أطلق القضاء اللبناني سراح شمس دريد الأسد، حفيدة رفعت الأسد ووالدتها رشا خزيم، بعد توقيفهما قبل أسبوع على أثر استخدامهما جوازي سفر مزورين.

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (أ.ف.ب)

تفاؤل لبناني بإنجاز الاستحقاق الرئاسي الأسبوع المقبل

قبل أسبوع من موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية المحددة في 9 يناير، ما زال التكتم يسود مواقف الأفرقاء اللبنانيين لجهة أسماء مرشحيهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبلاً رئيس لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون (رئاسة البرلمان)

الخروقات الإسرائيلية تتواصل جنوب لبنان... وترقب للانسحاب من الناقورة

تتواصل الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع توغل الجيش الإسرائيلي إلى بلدات إضافية في جنوب لبنان لم ينجح بالدخول إليها خلال الحرب.

لينا صالح (بيروت)
المشرق العربي عبد الرحمن القرضاوي (وسائل التواصل الاجتماعي)

لبنان يتسلّم ملفَّي استرداد نجل القرضاوي من مصر والإمارات

تسلّم القضاء اللبناني من السلطات المصرية ملف استرداد المعارض المصري عبد الرحمن القرضاوي، حيث تضمّن نصّ الحكم الصادر بحقّه ويقضي بسجنه خمس سنوات.

يوسف دياب (بيروت)

نتنياهو يجيز للمفاوضين استكمال محادثات وقف إطلاق النار في غزة

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يجيز للمفاوضين استكمال محادثات وقف إطلاق النار في غزة

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

أجاز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الخميس، للمفاوضين مواصلة المباحثات في الدوحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم «حماس» منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال مكتب رئيس الوزراء، في بيان، إن نتنياهو «أجاز لوفد من الموساد (جهاز الاستخبارات الخارجية) والشين بيت (جهاز الاستخبارات الداخلية) والجيش، مواصلة المفاوضات في الدوحة»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويأتي ذلك عقب تبادل إسرائيل والحركة الفلسطينية الاتهامات بشأن عرقلة مساعي التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرّة منذ أكثر من عام في القطاع المدمّر.

وتقول الإحصاءات الإسرائيلية إن الهجوم الذي شنه مسلحون بقيادة حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251 رهينة والعودة بهم إلى قطاع غزة.