بعد نهار طويل من الاتصالات المكثفة، نجحت جهود الوسطاء في تمديد إضافي ليومين لهدنة غزة، بعدما كاد يمضي النهار الأخير من الهدنة الإنسانية التي دامت 4 أيام من دون اتفاق على تمديدها، وسط تهديدات إسرائيلية باستئناف الحرب.
وسارع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى الترحيب بتمديد الهدنة، واصفاً ذلك بأنه يشكل «بصيص أمل وإنسانية وسط ظلام الحرب». كما رحّب البيت الأبيض بـ«تمديد أطول للهدنة»، لكنه ربط ذلك «بإفراج حماس عن رهائن إضافيين».
وجاءت هذه المواقف بعدما أعلنت قطر و«حماس» التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة يومين إضافيين، فيما أكدت «حماس» أنها اتفقت مع قطر ومصر على تمديد «بنفس شروط الهدنة السابقة»، التي كان يفترض أن تنتهي في السابعة من صباح اليوم (الثلاثاء). ويُتوقع بموجب التمديد الجديد أن تفرج «حماس» عن 20 رهينة من النساء والأطفال خلال يومين، في مقابل 60 سجيناً فلسطينياً في إسرائيل.
وقبل الإعلان عن التمديد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إن ثمة ترتيبات «للإفراج عن 10 رهائن آخرين كل يوم، وهذه نعمة. لكني أخبرت الرئيس أيضاً بأننا سنعود بعد الاتفاق إلى هدفنا: القضاء على (حماس) والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد كما كان عليه» في السابق.
واستمر أمس، دخول المساعدات إلى قطاع غزة من الحدود المصرية، وأعلن الهلال الأحمر أنه تمكن من توصيل نحو 150 شاحنة مساعدات إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية منذ بداية الهدنة.
وفي الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية على أكثر من جبهة لوقف الكارثة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، استضافت مدينة برشلونة، أمس (الاثنين)، الاجتماع الدوري لـ«منتدى الاتحاد من أجل المتوسط»، الذي يضمّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي والدول المطلّة على البحر المتوسط، وعلى جدول أعماله بند رئيسي واحد هو رسم خريطة طريق لمستقبل القطاع وفلسطين بكاملها بعد أن تضع الحرب بين إسرائيل و«حماس» أوزارها.
وفيما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى تمديد الهدنة بين إسرائيل و«حماس» من أجل العمل على «حل سياسي» للنزاع، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على أهمية أن يعطي المجتمع الدولي الأولوية للإنهاء الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة، وضمان المرور الكافي والآمن للمساعدات الإنسانية، والإفراج عن جميع الرهائن المدنيين. وأكد بن فرحان أهمية التحرك نحو خطة جدية وذات مصداقية لإحياء عملية السلام، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة يتحقق فيها الكرامة والازدهار للشعب الفلسطيني الشقيق.