تأهب إسرائيلي حول غزة بعد إطلاق «الجهاد» تدريبات صواريخ

من مناورات «سرايا القدس» في غزة الثلاثاء (حساب الحركة)
من مناورات «سرايا القدس» في غزة الثلاثاء (حساب الحركة)
TT

تأهب إسرائيلي حول غزة بعد إطلاق «الجهاد» تدريبات صواريخ

من مناورات «سرايا القدس» في غزة الثلاثاء (حساب الحركة)
من مناورات «سرايا القدس» في غزة الثلاثاء (حساب الحركة)

رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب حول محيط قطاع غزة، أمس (الثلاثاء)، مع إطلاق حركة «الجهاد الإسلامي» مناورة عسكرية كبيرة، في وقت يشهد الكثير من التوترات.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن «قيادة الجبهة الداخلية قامت بتنشيط حالة التأهب للمنطقة المحيطة بغزة»، بسبب المخاطر المتزايدة بعدما بدأت «الجهاد الإسلامي» تدريبات هجومية، شملت إطلاق وابل من الصواريخ نحو البحر الأبيض المتوسط.

ونفذت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لـ«الجهاد»، مناورات هجومية بالذخيرة الحية في غزة، قالت إن قوات المدفعية والمدرعات والاستخبارات شاركت فيها، وكانت تحاكي غارات على مواقع وتحصينات عسكرية إسرائيلية بكثافة نارية عالية.

وجاءت التدريبات في الذكرى الـ36 لانطلاقة الحركة، ووسط توترات أمنية متصاعدة في المنطقة، مع اقتحامات إسرائيلية واسعة للمسجد الأقصى. وقال المتحدث الإعلامي باسم حركة «الجهاد الإسلامي»، مصعب البريم، إن رد «الجهاد» على الجرائم الإسرائيلية لن يطول.

وجاء التهديد بعد اقتحام نحو ألف يهودي متطرف للمسجد الأقصى، أمس، في رابع أيام عيد «العُرش» اليهودي.

وبدورها، حذرت مصر، إسرائيل من أن استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى، تضر بجهود التهدئة وتؤدي إلى تدهور أمني.


مقالات ذات صلة

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

المشرق العربي نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

أعلنت حركة «حماس» فرع لبنان تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وهو جسم ذو أبعاد عسكرية، ما يشير إلى تطور في حراك الحركة على الساحة اللبنانية قوبل برفض وتفحظ.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

«حزب الله»: سنردّ على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين بأشد منه

جدّد «حزب الله» التأكيد على أنه سيرد على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين في جنوب لبنان بأشد منه، في وقت أعلن عن إصابة لبنانيَين وسوري نتيجة قصف طال بلدات عدّة.

المشرق العربي مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يتوغل في جنوب قطاع غزة

توغّلت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية، الاثنين، في جنوب قطاع غزة الذي وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في اتجاهه، رغم وجود مئات آلاف المدنيين فيه.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي دخان غارة إسرائيلية على بلدة القوزح الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)

لبنان يلتزم القرار «1701» وليس مشمولاً بإعادة ترتيب المنطقة

تتوالى الضغوط الدولية على لبنان لتطبيق القرار الدولي «1701» استباقاً لما يمكن أن تؤدي إليه التسوية لوضع حد لاستمرار الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)

نتنياهو يشكر رئيس الأرجنتين المنتخب على عزمه نقل سفارة بلاده إلى القدس

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن رئيس الوزراء تحدث مع الرئيس الأرجنتيني المنتخب، خافيير ميلي، وشكره على عزمه نقل سفارة بلاده إلى القدس.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

المخابرات التركية تقتل مسؤولاً عسكرياً كردياً شمال غربي سوريا

مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)
مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)
TT

المخابرات التركية تقتل مسؤولاً عسكرياً كردياً شمال غربي سوريا

مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)
مقتل عناصر قيادية في «قسد» في سيارة استهدفتها مسيّرة تركية في تل رفعت (تويتر)

أعلنت المخابرات التركية مقتل أحد القيادات العسكرية لوحدات حماية الشعب الكردية، التي تعد أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في عملية نفذتها في شمال غربي سوريا.

وقالت مصادر أمنية تركية، الاثنين، إن المخابرات التركية حيدت (قتلت) باغر أوندش، المعروف بالاسم الحركي «عاكف آمد»، مسؤول المُسيرات المستخدمة في الهجمات بمنطقة تل رفعت بريف حلب في عملية نفذتها في المنطقة.

وأضافت المصادر أن أوندش انضم إلى حزب العمال الكردستاني، الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية ذراعه في سوريا، عام 2013، وشارك في هجمات الحزب، المصنف تنظيماً إرهابياً، على القوات التركية في العراق، ثم في سوريا، وأصبح مسؤولاً عن المُسيرات الهجومية في الوحدات الكردية في منطقة تل رفعت.

وجاء مقتل أوندش في إطار سلسلة عمليات تنفذها المخابرات التركية ضد قيادات القوات الكردية في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل العديد من العناصر القيادية في «قسد» بضربات للمسيرات التركية.

أرشيفية لعناصر موالية لتركيا خلال تدريبات على محاور التماس مع «قسد» والنظام في ريف حلب (الشرق الأوسط)

في الوقت ذاته، أصيب أحد جنود الجيش السوري بجروح، وأصيب مدنيان متأثران بشظايا، في استهداف مسيرة تركية مسلحة لموقعين عسكريين تابعين للقوات السورية في قرية بينة بريف شيراوا في عفرين، ضمن مناطق انتشار «قسد» والجيش السوري بريف حلب الشمالي.

ولفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إلى وقوع اشتباكات متقطعة بين «قسد» والقوات السورية من جانب، وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا من جانب آخر، على محور جلبل بناحية شيراوا بريف عفرين شمال حلب، خلال اليومين الماضيين، تزامنت مع قصف مدفعي للقوات التركية على محيط قرية أبين الواقعة في مناطق انتشار القوات الكردية والنظام السوري في ريف حلب الشمالي.

وتشهد مناطق التماس بين قوات «قسد» والجيش السوري، مع القوات التركية والفصائل الموالية لأنقرة، عمليات قنص وتسلل واستهدافات متبادلة بين وقت وآخر، ما يتسبب في وقوع قتلى.


«الأونروا»: أكثر من 80 % من سكان قطاع غزة نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب

نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
TT

«الأونروا»: أكثر من 80 % من سكان قطاع غزة نزحوا داخلياً منذ بدء الحرب

نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)
نازحون فلسطينيون فروا من خانيونس يقومون ببناء ملاجئ في رفح بجنوب قطاع غزة في 4 ديسمبر 2023 وسط استمرار المعارك بين إسرائيل وحركة «حماس» (أ.ف.ب)

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، اليوم (الاثنين)، نزوح نحو 1.9 مليون شخص داخل قطاع غزة منذ بدء الحرب على القطاع، بما يمثل أكثر من 80 بالمائة من سكانه.

وقالت الوكالة الأممية في بيان، إن عدد القتلى بين أطقمها جراء القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ارتفع إلى 111 قتيلاً، وفق وكالة أنباء العالم العربي.

وأوضحت الوكالة أنها تحققت من وقوع 117 حادثاً في 85 مبنى تابعاً لها منذ بداية الحرب، حيث أصيبت 30 منشأة بشكل مباشر وتعرضت 55 أخرى لأضرار جانبية.

وأضافت أن مليون فلسطيني يحتمون في 99 منشأة تابعة لها في وسط غزة وخانيونس ورفح بجنوب قطاع غزة.

من جهة أخرى، قال مدير «الأونروا» في غزة توماس وايت على منصة «إكس»: «نشهد موجة أخرى من النزوح الداخلي، والوضع الإنساني يسوء كل ساعة».

وأضاف: «الطرق المؤدية جنوباً إلى رفح مكتظة بسيارات وبعربات تجرها دواب محمّلة بالنازحين ومتاعهم البسيط».

وفي بيان منفصل، قال المفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني، إن استئناف العملية العسكرية الإسرائيلية وتوسيع نطاقها في جنوب غزة يكرر الفظائع التي حدثت في الأسابيع الماضية.

وأضاف: «قصف القوات الإسرائيلية مستمر بعد صدور أمر إخلاء آخر لنقل سكان من خانيونس إلى رفح»، مشيراً إلى أن هذا خلق حالة من الذعر واضطر ما لا يقل عن 60 ألف شخص إضافي للانتقال إلى ملاجئ «الأونروا» المكتظة بالفعل.

وأوضح لازاريني قائلاً: «أمر الإخلاء يدفع الناس إلى التكدس فيما لا يقل عن ثلث مساحة قطاع غزة. إنهم يحتاجون إلى كل شيء: الغذاء والماء والمأوى، والأمان. والطرق المؤدية إلى الجنوب مسدودة».

ادعاءات كاذبة

من ناحية أخرى، نفى لازاريني مزاعم بأن الأمم المتحدة لديها آلاف الخيام وتخطط لفتح مخيمات جديدة للاجئين في رفح، واصفاً ذلك بأنه «ادعاءات كاذبة».

وأضاف: «قلنا ذلك مراراً وتكراراً، ونقوله مرة أخرى. لا يوجد مكان آمن في غزة، سواء في الجنوب أو الجنوب الغربي، سواء في رفح أو في أي مما يسمى منطقة آمنة».

وحذر لازاريني من أن التطورات الأخيرة تزيد من «خنق العملية الإنسانية، مع دخول إمدادات محدودة وترتيبات لوجيستية معقدة تؤدي إلى إبطاء التدفق وفي بعض الأحيان تعرقله».

كما أشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل تقييد تدفق الإمدادات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، مما أجبر الأمم المتحدة على الاعتماد فقط على نقطة العبور مع مصر التي تفتقر إلى التجهيزات الكافية.

ودعا مفوض «الأونروا» إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وقال: «لقد أدى انتهاء الهدنة الإنسانية إلى مزيد من المعاناة والخسائر والأسى للمدنيين».


شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع كل خدمات الاتصالات والإنترنت بقطاع غزة

دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)
دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)
TT

شركة الاتصالات الفلسطينية تعلن انقطاع كل خدمات الاتصالات والإنترنت بقطاع غزة

دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)
دمار هائل تسبب به القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، مساء الاثنين، عن انقطاع كل خدمات الاتصالات والإنترنت بقطاع غزة.

وأرجعت الشركة ذلك في بيان على «فيسبوك» إلى «تعرض المسارات الرئيسية التي أُعيد وصلها سابقاً للفصل مرة أخرى».

كانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق، الاثنين، انقطاع كل خدمات الاتصالات الثابتة والخلوية والإنترنت في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، وذلك «نظراً لتضرر عناصر رئيسية من الشبكة بسبب العدوان المستمر».

وانقطعت خدمات الاتصالات عن قطاع غزة مرات عدة منذ اشتعال الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ما يتسبب في عجز المواطنين عن الاتصال بأرقام الطوارئ والإسعاف، وعجز القطاع الصحي عن أداء رسالته في إنقاذ المصابين لعدم القدرة على استدعاء خدمات الطوارئ إلا بعد مرور وقت طويل.

ويسود انطباع عام بأن انقطاع الاتصالات عادة ما يترافق مع هجمات إسرائيلية واسعة، وسقوط مزيد من الضحايا، في ظل تغييب متعمد لنقل صورة الواقع إلى العالم.


قتال شرس في كل محاور القطاع... و«القسام» تضرب تل أبيب

صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)
TT

قتال شرس في كل محاور القطاع... و«القسام» تضرب تل أبيب

صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)
صورة مأخوذة من رفح جنوب قطاع غزة لقنابل مضيئة أثناء القصف الإسرائيلي الاثنين (أ.ف.ب)

احتدمت الاشتباكات في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، الاثنين، على أطراف مخيم جباليا شمالاً، وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي جنوب القطاع على أطراف خان يونس، ودير البلح في الوسط، وهي المناطق التي يحاول الجيش الإسرائيلي التوغل إلى عمقها، باعتبارها معاقل لـ«حماس»، حتى يتمكن من السيطرة أكثر على مناطق واسعة، بما يسمح له بفصل القطاع إلى 3 أجزاء.

وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، إن اشتباكات ضارية وغير مسبوقة تندلع في عدة محاور، لكن أشرسها في محيط جباليا والشجاعية وخان يونس ودير البلح.

وأكدت المصادر، أن المقاومة تمنع الجيش الإسرائيلي منذ يومين من التقدم إلى عمق هذه المناطق وتكبده خسائر، وتجبره على التراجع.

الهجوم على مناطق في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، يأتي في وقت وسّع فيه الجيش عمليته البرية إلى كل القطاع بعد استئناف القتال في أعقاب 7 أيام من هدنة إنسانية انتهت بخلافات.

ومع احتدام القتال في كل غزة، عرضت الحكومة الإسرائيلية على «حماس» وقف القتال فوراً لكن بشرطين.

دبابات إسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة (رويترز)

وقال أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي، الاثنين، إنه يمكن وقف الحرب «اليوم وحالا»، لكن بشرطين لا مساومة عليهما، الأول أن تفرج «حماس» عن جميع المحتجزين في قطاع غزة دون استثناء، والثاني أن يستسلم قادة الحركة وأن يقوموا بتفكيكها.

الاقتراح الإسرائيلي لم ترد عليه «حماس»، ولا يعتقد أنها سترد وهي تتعهد بإلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي في غزة من جهة، وتتعهد بإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية من جهة ثانية.

ومع استبعاد أي حلول دبلوماسية في هذه المرحلة، هاجم الجيش الإسرائيلي مئات الأهداف في غزة، مساء الأحد ويوم الاثنين، ودمر بنى تحتية ومستودعات للوسائل القتالية.

دخان كثيف يتصاعد من المباني بعد غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

وقال الجيش إن جنود لواء «كفير» شاركوا في المناورة البرية في عمق قطاع غزة، لأول مرة، وعثروا على أكثر من 30 فتحة نفق ودمروها. وقال قائد اللواء، الكولونيل ينيف باروت: «لواء كفير تدرب كثيراً من أجل بلوغ هذه اللحظة. وأنا واثق بأننا سنحقق كل مهمة يتم تكليفنا بإنجازها ببراعة، مثلما تم القيام به حتى الآن في الحرب. اللواء عثر على ما يزيد على 30 فتحة نفق حتى الآن ودمرها بالتعاون مع وحدات أخرى».

رشقات صاروخية للقسام

مقابل ذلك، قالت «كتائب القسام» إنها كبدت العدو خسائر في الأرواح والآليات. وأعلنت «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، كما قصفت عسقلان وبئر السبع وسديروت وتحشدات للعدو في مناطق مختلفة، وقالت إنها هاجمت جنوداً متحصنين في منازل في غزة، كما استهدفت دبابات وآليات وناقلات جند في مواقع مختلفة.

فلسطيني يبكي فوق جثامين أقاربه في خان يونس بجنوب غزة الاثنين (رويترز)

وبالإضافة إلى «القسام»، أعلنت «سرايا القدس» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي»، أنها تشتبك مع العدو في مناطق مختلفة وهاجمت تحشداته وآلياته وأوقعت به خسائر، وقصفت مستوطنات.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه جرى تفعيل صفارات الإنذار وسط إسرائيل ومناطق غلاف غزة، وأقر بخسائر بشرية.

وأعلن الجيش، الاثنين، مقتل 3 من جنوده في العمليات القتالية بقطاع غزة، ما يرفع العدد إلى 71 منذ بداية الحرب البرية، و401 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

2000 جندي مصاب

وأعلن في إسرائيل أيضا أنه تم تصنيف حوالي 2000 جندي ومجندة على أنهم «مصابون» جراء المعارك منذ 7 أكتوبر، وأنهم يحتاجون لرعاية طبية.

وفي اليوم 59 للحرب على غزة، لم يتضح بعد ما هي الإنجازات التي حققها الجيش في شمال القطاع، وبدا أن هناك تناقضاً في تصريحات قادة الجيش.

وفيما قال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي، هشام إبراهيم، إن قوات المدرعات والقوات البرية الأخرى تقترب من إنجاز مهمتها العسكرية شمال غزة، وإنها بدأت بتوسيع التحركات البرية لتشمل أجزاء أخرى من القطاع من أجل الإطاحة بـ«حركة حماس»، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن قواته لم تهزم «حماس» عسكرياً تماماً في الشمال، ولكنها تحرز تقدماً جيداً.

وأضاف «قلنا منذ البداية، للمدنيين الإسرائيليين ولجميع من ينصتون في العالم، إن قتال (حماس) سوف يستغرق وقتاً. إنها عملية صعبة في تضاريس قتالية صعبة، حيث نقاتل عدواً مُصرّاً جداً لا يبالي بالتضحية بالمدنيين من أجل هدفه العسكري».

ومع هذه التعقيدات على الأرض، واصلت إسرائيل قصف مناطق واسعة في قطاع غزة، وضربت منازل مأهولة في الشمال والوسط والجنوب.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، إن ما لا يقل عن 15 ألفاً و899 فلسطينياً، 70 في المائة منهم نساء وأطفال، قتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 42 ألف جريح.

ارتفاع مؤشر الخطر

ولا تخوض إسرائيل حربها في قطاع غزة فقط، أو على جبهات الضفة ولبنان، ولكنها تتوقع ارتدادات في كل العالم. ونشر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (الاثنين)، تحديثاً لخريطة التحذيرات من السفر، طالت 80 دولة؛ وفقاً لدرجة الخطورة التي تشكلها على الإسرائيلي العادي.

وتتضمن لائحة الدول، بلداناً جديدة في أوروبا الغربية وأميركا الجنوبية. وقال مسؤول رفيع في مجلس الأمن القومي: «في العام الماضي، تم إحباط عشرات الهجمات الإرهابية حول العالم، الكثير منها خلال شهرين منذ بدء الحرب الحالية».

أكثر من 450 نعشاً رمزياً أمام مقر رئيس الحكومة البريطانية بلندن تخليداً لذكرى الأطفال الذين قُتلوا في غزة (إ.ب.أ)

أما دول أوروبا الغربية، فتشمل الآن كلا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وأما في أميركا الجنوبية فتشمل اللائحة كلا من البرازيل والأرجنتين، وكذلك الحال في أستراليا وروسيا، وجميعها دول ارتفع مؤشر الخطر على الإسرائيليين فيها من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية الأشد خطرا، وتعني التيقظ المستمر، وأخذ الحيطة والحذر عند السفر إلى هذه الدول.

وفي القارة الأفريقية تشمل لائحة التحذيرات جمهورية جنوب أفريقيا وإريتريا، بدرجة أعلى من غيرهما، ناهيك عن الدول العربية الأفريقية التي تعد خطيرة جداً على المواطن الإسرائيلي في هذه الآونة.

وفي دول آسيا الوسطى، نجد في اللائحة أوزبكستان وكازاخستان وقيرغيزستان وتركمانستان، وقد تم رفع التحذير إلى الدرجة الثالثة، التي تعني «لا تسافر إلى هذه الدول إلا عند الضرورة الملحة، وإذا وجدت فيها الآن فعليك المغادرة بسرعة».

ودعا «القومي الإسرائيلي» إلى «تأجيل الرحلات إلى دول توجد بشأنها تحذيرات سفر، وبشكل خاص الدول العربية والشرق أوسطية، و(دول) شمال القوقاز، والدول المحيطة بإيران وعدة دولة إسلامية في آسيا».

كما دعا إلى «الامتناع عن إبراز الرموز الإسرائيلية واليهودية، والابتعاد عن التجمعات الكبيرة الإسرائيلية واليهودية».


«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)
TT

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)

أعلنت حركة «حماس» فرع لبنان، الاثنين، تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وهو جسم ذو أبعاد عسكرية، كما أوحى البيان الصادر عنها، ما يشير إلى تطور في حراك الحركة على الساحة اللبنانية، قابلته قوى سياسية لبنانية بتحفظ معلن ورفض لـ«إقامة حماس لاند» في جنوب لبنان، على غرار ما اصطلح على تسميته «فتح لاند» في سبعينات القرن الماضي.

ودعت الحركة في بيان، «الشباب والرّجال الأبطال»، للانضمام إلى «طلائع المقاومين». وأوضحت مصادر الحركة أن «هذا المشروع مرتبط بلبنان ولا يهدف حصراً لتجميع مزيد من المقاتلين، إنما لضم مزيد من الأفراد لـ(حماس) ينشطون في أكثر من قطاع».

وربط بيان صادر عن الحركة تأسيس هذه الطلائع بـ«تأكيد دور الشّعب الفلسطينيّ في أماكن وجوده كافة، في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة»، وبـ«استكمال ما حققته عمليّة (طوفان الأقصى)، والاستفادة من الطاقات والقدرات العلمية والفنية».

ومنذ عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وقرار حزب الله تحويل جبهة جنوب لبنان جبهة دعم لغزة، انخرط أكثر من فصيل ومجموعة لبنانية وفلسطينية في القتال. فإلى جانب مقاتلي «حزب الله»، ينفذ مقاتلون من «حماس» و«الجهاد الإسلامي» و«قوات الفجر» (التابعة للجماعة الإسلامية) عمليات ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.

صورة وزعها "حزب الله" لاجتماع أمينه العام حسن نصرالله مع رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان 22 نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

وردت مصادر «حماس» هذا المشروع الجديد إلى «الإقبال الشديد بعد (طوفان الأقصى) على الحركة ومشروعها حيثما وُجدت، وبشكل خاص في لبنان». وعدّت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الشارع الفلسطيني أيقن أن عملية المفاوضات لم تقدم له شيئاً على مدار 30 عاماً، فأتت عملية طوفان الأقصى لتعيد الالتفاف الكبير حول مشروع المقاومة». وأضافت: «حماس موجودة في المخيمات الفلسطينية الـ12 بلبنان، ورأينا التعاطف الكبير من قبل أهالي المخيمات، فكان لا بد من احتضانهم، علماً بأن هذا المشروع ليس مشروعاً عسكرياً فقط، إنما يضم الجميع حسب إمكاناتهم بالمجال الإعلامي، والسياسي، والخيري، والتوجيهي، والتربوي أو المجال العسكري. وهدفه مشاركة أكبر عدد من الشعب الفلسطيني». وشددت المصادر على أن «سلاح (حماس) لم يُستخدم يوماً إلا في إطار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي ومقارعته».

رفض لبناني

وأتى الرد الأول على إعلان «حماس» من رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، الحليف المسيحي لـ«حزب الله»، إذ أعلن في بيان رفضه «المطلق» للإعلان، عادّاً أن «أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية اعتداء على السيادة الوطنية». وذكر «بما اتفق عليه اللبنانيون منذ 1990 في الطائف بوجوب سحب السلاح من الفلسطينيين في المخيمات وخارجها، وبما أجمعوا عليه من إلغاء اتفاقية القاهرة التي شرّعت منذ 1969 العمل المسلح للفلسطينيين انطلاقاً من لبنان».

وقال: «لبنان صاحب حق يقوى (بمقاومته الوطنية) لإسرائيل دفاعاً عن نفسه، ويضعف بإقامة (حماس لاند) في الجنوب من جديد للهجوم على إسرائيل من أراضيه. يجب أن يكون التاريخ قد علّمنا كيف لا نتحوّل لورقة مساومة في زمن الحروب عندما نستطيع أن نفرض شروطنا على الطاولة في زمن المفاوضات».

غطاء "حزب الله"

وقابلت قوى المعارضة اللبنانية بدورها مشروع «حماس» الجديد بالإدانة. وعدّت عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب غادة أيوب أن «حزب الله هو الذي يغطي هذا الكيان الجديد». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أنه لا توجد أي إمكانية لولادة منظمات مسلحة جديدة بمعزل عن قرار من حزب الله الذي لم يسمح على مدى 40 سنة مضت لأي سلاح غير سلاحه، لأنه منذ نشأته دخل في مواجهات عسكرية دموية قبل انتهاء الحرب اللبنانية مع تلك التنظيمات المسلحة التي حملت السلاح قبله بوجه إسرائيل لكي يسيطر على قرارها. لذلك لا صحة لمسألة تأسيس (حماس) لـ(طلائع طوفان الأقصى) في لبنان دون قرار صريح لحزب الله، فالأكيد أن الحزب لديه هدف معين لطرح هذا الموضوع والإعلان عنه بهذه الطريقة».

ورأت أيوب أنه «لا يمكن اليوم الكلام عن فصائل جديدة يتم تأسيسها أو إعادة إنعاشها إلى جانب وجود حزب الله، كأنه أمر طبيعي»، لافتة إلى أن «الوضعية القائمة تشكل إطاراً تنظيمياً خارج الشرعية وخارج الدولة تسبب بها حزب الله، لذلك لا حل إلا بتطبيق القرارات الدولية والعربية واتفاق الطائف بدءاً بتنفيذ قرار 1701 بشكل جدي وتام».

أما الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، فرأى أن «إطلاق (طلائع طوفان الأقصى) من قبل حركة (حماس) تأكيد لقيام الحركة بتأسيس مجموعات عسكرية خارج فلسطين المحتلة، وهو خطوة جديدة، لأن الحركة كانت تركز دوماً عملها داخل فلسطين، وهذا مرتبط بالحملة الإسرائيلية من أجل إنهاء (حماس)، وللتأكيد على حضور (حماس) داخل وخارج فلسطين». ولفت قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الطلائع ستقوم بدعم النضال الفلسطيني في الداخل بكل الوسائل المتوفرة، وهذا يعود لقرار قيادة الحركة، وهي مكملة لكتائب القسام وتشبه إلى حد ما السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال، وهي مفتوحة لكل الشباب الفلسطيني وليس للملتزمين بأفكار الحركة». وأضاف: «طبعاً تأسيس هذه الطلائع سيزيد من المخاطر الأمنية في الجنوب، والحل الوحيد هو وقف الحرب على غزة وفلسطين».


«حزب الله»: سنردّ على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين بأشد منه

دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله»: سنردّ على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين بأشد منه

دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

جدّد «حزب الله» التأكيد على أنه سيرد على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين في جنوب لبنان بأشد منه، في وقت أعلن عن إصابة لبنانيَين وسوري نتيجة قصف طال بلدات عدّة في جنوب لبنان، حيث تشتد المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله» الذي نفذ الاثنين عدداً من العمليات ضد تجمعات للقوات الإسرائيلية وأدت إلى سقوط جرحى في صفوفها، إضافة إلى مراكز عسكرية.

وقال عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق: «أي اعتداء على المدنيين في الجنوب سنرد عليه بأشد منه، ولن نمرر أي اعتداء على أي مدني في لبنان دون رد قاس وشديد»، مشيراً إلى أن «الضغوط استمرت على (حزب الله) خلال أيام الهدنة، من أجل عدم فتح المعركة من جديد، فهم يريدون من إسرائيل أن تشن حرباً على غزة دون دعم من الجنوب».

أتى ذلك في وقت أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الاثنين، عن إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين في موقع عسكري حدودي بجروح طفيفة إثر هجوم بقذائف الهاون انطلق من الأراضي اللبنانية. وقال أدرعي عبر منصة «إكس» إن قوات الجيش ردت على القصف باستهداف مصادر النيران، مشيراً إلى أن الموقع الإسرائيلي المستهدف «يقع في منطقة بلدة يفتاح».

وفي وقت لاحق، ذكر الجيش الإسرائيلي أن قذائف أُطلقت من لبنان على بلدة هاردوف بشمال إسرائيل وسقطت في مناطق مفتوحة، فيما استهدفت قذيفة بلدة مسغاف عام قرب الحدود مع لبنان، مشيراً إلى أن قواته ردت باستهداف مصادر إطلاق القذائف.

ومع القصف المتواصل الذي يطول جنوب لبنان، تركّزت عمليات «حزب الله»، الاثنين، على تجمعات للقوات الإسرائيلية، حيث وصل عددها، حتى بعد الظهر إلى خمس عمليات، إضافة إلى تلك التي استهدفت مواقع عسكرية.

وفي بيانات متفرقة أعلن «حزب الله» عن استهدافه بعد الظهر موقع بركة ريشا وموقع جل العلام وموقع ‏الراهب، وأكد وقوع إصابات مباشرة في صفوف الجيش عبر استهدافه قوة مشاة إسرائيلية في حرج حانيتا وقوة أخرى في كرم التفاح شرق ثكنة برانيت‏ وقوة ثالثة في حرج شتولا.

وصباحاً كان قد أعلن عن استهداف موقع البغدادي وتجمع لجنود إسرائيليين شرق مسكاف عام ‏بالصواريخ الموجّهة، وتمّ إصابته إصابة مباشرة، قبل أن يعلن أيضاً عن استهدافه تجمعاً آخر لجنود إسرائيليين «في حرج شتولا وموقع الراهب بالأسلحة المناسبة وتم تحقيق إصابات مباشرة».

ولم تهدّأ جبهة الجنوب، حيث القصف طال عدداً من البلدات وأدى إلى سقوط جريحين، إصابتهما خفيفة، وفق ما ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام».

وذكرت الوكالة أن الطيران الإسرائيلي استهدف بغارة جوية منزلاً خالياً من السكان في بلدة أم التوت في القطاع الغربي، بعدما كانت طائرة مسيرة قد نفذت غارة جوية مستهدفة منزلاً خالياً بصاروخين في الطرف الشمالي لمدينة بنت جبيل، مشيرة إلى إصابة مواطنة وابنها بجروح طفيفة جراء تناثر الحجارة، وتزامن ذلك مع قصف معاد مركز بالمدفعية طاول منزلاً قرب حديقة مارون الراس، كان استهدف سابقاً أيضاً.

وفي مرجعيون، أفادت «الوطنية» بإصابة مواطن سوري بجروح نتيجة القصف الإسرائيلي لأطراف بلدة الوزاني، وقد تم نقله إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة، كما استهدف القصف أطراف بلدة بليدا وجبل وردة بين بلدتي مركبا ورب ثلاثين وبلدة الوزاني، وأخمدت عناصر الدفاع المدني حريقاً هائلاً في «بورة» لتجميع السيارات في بلدة الصوانة.

واستهدف الطيران الإسرائيلي منطقة سهم عربة قرب طوفا جنوب بلدة ‫ميس الجبل والأطراف الغربية لبلدتي محيبيب وميس الجبل.

وطال القصف أيضاً منطقة حامول أطراف الناقورة، ومحيط بلدة طير حرفا والجبين، فيما سجل تحليق للطيران الإسرائيلي في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح وعلى علو مرتفع، وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطيران التجسسي في أجواء بلدات منطقة النبطية، حسب الوكالة.

كذلك سجل منذ الصباح الباكر تحليق كثيف وعلى علو منخفض لطائرة استطلاع معادية فوق منطقة راشيا والسفوح الغربية لجبل الشيخ، وصولاً إلى دير العشاير على الحدود اللبنانية - السورية، حسب «الوطنية».

وكان قد استمر القصف طوال الليل، بحيث استهدف سهل مرجعيون وتلة حمامص وتلة عويضة بين كفر كلا وعديسة، مما تسبب باندلاع حريق في العويضة، كما حلقت الطائرات الاستطلاعية فوق القرى المتاخمة للخط الأزرق في القطاعين الغربي والأوسط، وصولاً حتى نهر الليطاني، وسمعت رشاقات نارية من أسلحة رشاشة قرب الموقع الإسرائيلي في جبل اللبونة الذي تعرض ليلاً لقنابل حارقة. وصباحاً قصف الطيران الإسرائيلي أطراف بلدة عيتا الشعب بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة، بعدما كانت قرى القطاعين الغربي والأوسط قد عاشت أجواء الحرب العنيفة حتى حوالي الساعة العاشرة ليلاً، حيث أغار الطيران الحربي على أطراف بلدات مروحين والضهيرة والقوزح وبيت ليف، كما تعرضت قرى الناقورة والجبين واللبونة ومحيط بلدة عيتا الشعب وعلما الشعب لقصف مدفعي عنيف لم يسفر عن وقوع إصابات بالأرواح.


«كتائب القسام» تعلن تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية بقطاع غزة خلال 24 ساعة

3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)
3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)
TT

«كتائب القسام» تعلن تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية بقطاع غزة خلال 24 ساعة

3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)
3 جنود إسرائيليين يقفون وسط الأنقاض بمدينة غزة (رويترز)

أعلن الناطق باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، مساء الاثنين، أن مقاتلي الحركة تمكنوا من تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية كلياً أو جزئياً في كل محاور القتال في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

وأضاف أبو عبيدة، الناطق باسم «الكتائب»، في بيان على «تلغرام» أن المقاتلين استهدفوا أيضاً القوات الإسرائيلية المتوغلة في أماكن التمركز بالقذائف المضادة للتحصينات والعبوات المضادة للأفراد، واشتبكوا معها من مسافة صفر، وأوقعوا فيها قتلى «بشكل محقق».

كما هاجمت «الكتائب» تجمعات عسكرية بقذائف «الهاون» من العيار الثقيل، ووجّهت رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة وبأمداء مختلفة إلى داخل إسرائيل، وفق البيان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الاثنين، مقتل 3 آخرين من جنوده في معارك غزة، دون تحديد موقع مقتلهم.


الجيش الإسرائيلي يتوغل في جنوب قطاع غزة

مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)
مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يتوغل في جنوب قطاع غزة

مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)
مجموعة من الدبابات الإسرائيلية تقوم بمناورات بالقرب من حدود إسرائيل مع غزة وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في 4 ديسمبر 2023 (رويترز)

توغّلت عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية، الاثنين، في جنوب قطاع غزة الذي وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية في اتجاهه، رغم وجود مئات آلاف المدنيين فيه، كثير منهم سبق أن نزحوا من مناطق أخرى في القطاع المحاصر.

ويشنّ الجيش الإسرائيلي عمليات برية في شمال القطاع منذ 27 أكتوبر (تشرين الأول)، أي بعد 20 يوماً على اندلاع الحرب مع «حماس». وتركزت العمليات البرية في شمال القطاع الذي طلب الجيش من سكانه إخلاءه والتوجه نحو مناطق الجنوب، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

ومنذ استئناف القتال، الجمعة، بعد انتهاء هدنة استمرت أسبوعاً مع حركة «حماس»، ركّز الجيش الإسرائيلي بشكل أساسي على الضربات الجوية، مع قصف مكثّف على مناطق في الجنوب.

وقالت رئيسة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» ميريانا سبولياريتش التي وصلت، الاثنين، إلى غزة إن معاناة السكان في القطاع الفلسطيني المحاصر «لا تطاق».

وأكدت سبولياريتش عبر منصة «إكس»: «من غير المقبول ألا يكون لدى المدنيين مكان آمن للذهاب إليه في غزة، ومع وجود حصار عسكري، لا توجد استجابة إنسانية كافية ممكنة حالياً».

وأصرت أيضاً على أنه «يجب إطلاق سراح الرهائن والسماح للجنة الدولية لـ(الصليب الأحمر) بزيارتهم بأمان».

وقال الجيش الإسرائيلي، الاثنين، إنه «يتصرف بقوة ضد (حماس) والمنظمات الإرهابية» في قطاع غزة، خصوصاً في مدينة خان يونس الجنوبية.

وذكر شهود لوكالة الصحافة الفرنسية أن عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية توغلت في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس.

وقال أمين أبو هولي (59 عاماً)، وهو من سكان منطقة القرارة، إن «عشرات الدبابات وناقلات الجند والجرافات العسكرية توغلت نحو 2000 متر في بلدة القرارة»، موضحاً أن الدبابات دخلت «من بوابة كيسوفيم العسكرية الإسرائيلية... وهي تتمركز في منطقة أبو هولي غرب طريق صلاح الدين» التي تصل بين شمال القطاع وجنوبه.

وقال معاذ محمد (34 عاماً)، وهو صاحب محل أحذية يسكن البلدة: «هربنا عصر الأحد أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة وأبي وأمي. الدبابات الآن توجد على جانبي طريق صلاح الدين وتغلقها بالكامل على مفترق المطاحن بين دير البلح وخان يونس، وتطلق القذائف والرصاص باتجاه أي سيارة أو أي مواطن يتحرك بالمنطقة».

وتصاعد الدخان في السماء بعد قصف على شمال غزة وفوق رفح في الجنوب، وفق صور التقطتها وكالة الصحافة الفرنسية.

قرابة 16 ألف قتيل

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، الاثنين، ارتفاع حصيلة القتلى إلى 15899 قتيلاً، 70 في المائة منهم نساء وأطفال، جراء القصف الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.

وأدى هجوم «حماس» إلى مقتل 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون قضوا بغالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين، مقتل 3 جنود، الأحد، في شمال قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى من الجنود إلى 75 جندياً منذ بدء العملية البرية، وإلى 401 جندي منذ بدء الحرب، بينهم الجنود الذين قضوا في هجوم «حماس» وجنود احتياط وعناصر أمن.

ووفق الجيش، ما زال 137 رهينة محتجزين في قطاع غزة بعد إطلاق سراح 105 رهائن، بينهم 80 أُطْلِق سراحهم لقاء الإفراج عن 240 أسيراً فلسطينياً من السجون الإسرائيلية خلال الهدنة.

وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين، أن «حماس» تحتجز ضمن الرهائن، جثث 15 شخصاً هم 11 مدنياً و4 عسكريين بينهم ضابط كبير.

وتقول «حماس» إن القصف الإسرائيلي تسبب بمقتل عدد من الرهائن في القطاع.

واندلعت اشتباكات، الاثنين، في مدينة غزة التي استُهدفت بعمليات قصف جوي. وذكر شهود أن دبابات إسرائيلية أطلقت النار، ودخلت للمرة الأولى سوق البلدة القديمة؛ حيث دمرت عشرات الأكشاك.

وكانت غارة على مدخل مستشفى كمال عدوان في شمال مدينة غزة، الاثنين، قد أسفرت عن سقوط عدد من القتلى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

واتهمت حكومة «حماس» في بيان الجيش الإسرائيلي بارتكاب «انتهاك خطير» للقانون الإنساني الدولي.

ورداً على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، لم يؤكد الجيش الإسرائيلي على الفور إن كان قد قصف محيط المستشفى. ومنذ اندلاع الحرب، تتهم إسرائيل «حماس» بإقامة مراكز في المستشفيات أو تحتها، واستخدام المدنيين دروعاً بشرية، وهو ما تنفيه الحركة بشدّة، متّهمة بدورها الدولة العبرية بشنّ «حرب مستشفيات».

فوضى في المستشفيات

وطال القصف وفق مصورين ومراسلين لوكالة الصحافة الفرنسية، خان يونس ورفح في الجنوب، ودير البلح في الوسط، وغيرها من المناطق، ما أدى لسقوط كثير من القتلى والجرحى.

ويحذّر الجيش الإسرائيلي يومياً السكان عبر منشورات يلقيها جواً من «هجوم رهيب وشيك» في خان يونس ومحيطها، داعياً إياهم إلى المغادرة.

ومنذ بداية الحرب، نزح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى جنوب القطاع؛ أملاً في الفرار من القتال، أو استجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي الذي يسيطر الآن على مناطق عدة في الشمال.

ويعيش هؤلاء في ظروف صعبة وتحت وطأة القصف في الجنوب، ويحتمون بأعداد كبيرة في ملاجئ مؤقتة ومدارس وخيم، وينامون في العراء أو في سياراتهم.

وفي حين أصبحت معظم مستشفيات شمال القطاع خارج الخدمة، تعاني مستشفيات الجنوب فوضى عارمة في ظل تدفق أعداد كبيرة من الجرحى تفوق قدرتها الاستيعابية، بينما نفدت مخزونات الوقود فيها لتشغيل مولدات الكهرباء.

وفي منطقة مدمرة في مدينة رفح، كان هناك ناجون يبحثون بين الأنقاض، الاثنين.

وقال أبو جاهر الحاج، وهو من سكان رفح: «كنا جالسين في البيت وسمعنا صوتاً هائلاً ومرعباً، وبدأت قطع الإسمنت تقع علينا، كأن زلزالاً وقع. لم نشهد مثل هذا الأمر من قبل. اهتزت الأرض بقوة».

وإلى الشمال في دير البلح، ينتظر جرحى على الأرض الحصول على مكان في مستشفى «الأقصى».

وقالت الفلسطينية ولاء أبو لبدة: «ابنتي البالغة 4 سنوات تحت الأنقاض، لا أعرف إن كانت حية أم ميتة. أوقفوا الحرب، لقد سئمنا من الحرب».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه نفّذ نحو «10 آلاف غارة جوية» على غزة منذ بداية الحرب، دمّرت أو ألحقت أضراراً بأكثر من نصف الوحدات السكنية، وفقاً للأمم المتحدة.

وباتت الحاجات هائلة في القطاع الخاضع لحصار إسرائيلي مطبق، حيث نزح وفق الأمم المتحدة 1.8 مليون شخص بسبب الحرب، من أصل إجمالي سكان القطاع البالغ 2.4 مليون نسمة.

وباستثناء أيام الهدنة السبعة التي دخلت خلالها مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية عبر مصر، فإن معبر رفح الحدودي لا يُفتح إلا جزئياً للسماح بمرور عدد قليل من الشاحنات، أو إجلاء أجانب بأعداد محدودة جداً.

قتلى في الضفة

بالتوازي، تثير بؤر توتر عدة في الشرق الأوسط قلق المجتمع الدولي، بعد أحداث، الأحد، في البحر الأحمر وفي العراق، في حين تزداد أعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، وعلى الحدود بين إسرائيل ولبنان.

وشنّ الجيش الإسرائيلي، فجر الاثنين، عمليات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية خصوصاً في جنين، حيث انتشرت نحو 30 آلية عسكرية، وفق وكالة «وفا» الفلسطينية.

وقُتل 3 فلسطينيين برصاص إسرائيلي خلال عمليات عسكرية للجيش في مناطق متفرقة في الضفة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية والجيش الذي قال إنه كان يردّ على إطلاق نار استهدفه.

وأكدت الوزارة «استشهاد شابين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، واحتجاز جثمانيهما خلال عدوان على قلقيلية»، في شمال الضفة، من دون تفاصيل إضافية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: «أحبط مقاتلو وحدة جدعون ومقاتلو الاحتياط والقوات الخاصة في الجيش وبتوجيه من (الشاباك) مجموعة إرهابية أطلقت النار مرات عدة على قواتنا في قلقيلية». وأضاف: «قامت القوات بملاحقة المطلوبين، ووقع تبادل إطلاق النار قُتل خلاله إرهابيان اثنان وأصيب آخرون».

وفي مخيم قلنديا للاجئين الفلسطينيين شمال القدس، أعلنت وزارة الصحة «استشهاد الشاب علي إبراهيم علقم (32 عاماً) برصاصة في القلب أطلقها عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي».

وتشهد الضفة تصاعداً في التوترات منذ اندلاع الحرب في غزة. ومنذ السابع من أكتوبر، قُتل أكثر من 250 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين في مناطق مختلفة من الضفة، على ما تفيد به وزارة الصحة الفلسطينية.

وعلى صعيد آخر، استؤنفت، الاثنين، في القدس محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهم تتعلق بالفساد بعد تعليقها نحو شهرين بسبب الحرب. ويُتهم نتنياهو، زعيم حزب «الليكود» اليميني، بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وهو ينفي هذه الاتهامات.


أسبوع حاسم لقيادة الجيش اللبناني

العماد عون مجتمعاً مع لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت (الوكالة الوطنية)
العماد عون مجتمعاً مع لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت (الوكالة الوطنية)
TT

أسبوع حاسم لقيادة الجيش اللبناني

العماد عون مجتمعاً مع لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت (الوكالة الوطنية)
العماد عون مجتمعاً مع لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت (الوكالة الوطنية)

تخوض القوى السياسية اللبنانية سباقاً مع الوقت قبل موعد إحالة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى التقاعد بداية العام المقبل، من دون القدرة على تمديد ولايته أو تعيين بديل له، في ظل الشلل السياسي الذي يصيب البلاد في غياب رئيس الجمهورية وعدم التوافق على مهام حكومة تصريف الأعمال.

وبات الفرقاء اللبنانيون في سباق مع الوقت لحسم الموقف وتفادي الفراغ في قيادة المؤسسة العسكرية، بحيث سيكون هذا الأسبوع حاسماً لجهة تعيين خلف له من قبل الحكومة أو التمديد له، إما عبر الحكومة أو عبر مجلس النواب، وإن كان الخيار الثاني لا يزال يتفوق على الأول.

وجدد (الاثنين) رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي يدفع باتجاه التمديد للعماد عون مع أفرقاء آخرين أبرزهم الحزب «التقدمي الاشتراكي» وحركة «أمل»، مطالبته رئيس البرلمان نبيه بري بالدعوة إلى جلسة تشريعية وإقرار التمديد. وكتب عبر حسابه على منصة «إكس»: «نحن اليوم في 4 ديسمبر (كانون الأول). وما زلنا في انتظار الرئيس نبيه بري ليدعوَ إلى جلسة لمجلس النواب كما وعد بغية تجنيب المؤسسة العسكرية أي هزة أو فراغ أو فوضى لا سمح الله».

وما أعلنه بري سابقاً، لجهة انتظار ما ستقوم به الحكومة قبل أن يتخذ هو الخطوات اللازمة عبر مجلس النواب، لا يزال ساري المفعول، وفق ما تؤكد مصادر نيابية في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «خلال الساعات المقبلة لا بد أن يظهر الخيط الأبيض من الأسود، إما أن يُحسم الموضوع في الحكومة أو سيدعو بري إلى جلسة نهاية هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل»، مشيرة إلى أن «محاولات أخيرة لا تزال تُبذل على هذا الخط، ولم يُفقد الأمل في أن ينجز الموضوع على طاولة مجلس الوزراء». مع العلم، أن اعتراض رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، ومن خلفه الوزراء المحسوبون عليه، وعلى رأسهم وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، يحول دون قدرة الحكومة على السير بالتمديد حتى الآن.

وكان قد ظهر خلاف بين وزير الدفاع والبطريرك الماروني بشارة الراعي، الأسبوع الماضي، حيال هذا الأمر، وذلك على خلفية دعم الراعي خيار التمديد الذي يرفضه سليم بشكل قاطع ويصر على تعيين قائد جديد. وقال: «التمديد لقائد الجيش لا يسمح به قانون الدفاع، والأمر يحتاج إلى تعديل القانون، وهذا غير متوفر حالياً».

وخلاف مماثل سُجّل خلال لقاء باسيل مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان الذي طرح أيضاً التمديد للعماد عون، وهو ما عارضه رئيس «التيار»، رافضاً التدخل في الشؤون اللبنانية، وفق ما نُقل عنه.

 

وفي هذا الإطار، تتحدث مصادر «القوات» عن ساعات وأيام حاسمة في موضوع التمديد لقائد الجيش إما عبر الحكومة أو عبر البرلمان، مسقطة بذلك خيار التعيين، وتنطلق في ذلك من التأييد الداخلي الواسع لهذا الخيار باستثناء باسيل الذي يعارضه لاعتبارات شخصية ورئاسية؛ لأن التمديد للعماد عون يمدد حظوظه لرئاسة الجمهورية، وفق تعبيرها. وتشير إلى أنه أضيف لهذا التأييد تأييد خارجي يتمثل عبر موقف دول اللجنة الخماسية، مذكّرة بأن داعمي التمديد ينطلقون من موقفهم من اعتبارات باتت معروفة، أهمها الفراغ في رئاسة الجمهورية الذي تعود له صلاحية تعيين قائد الجيش والوضع الاستثنائي في لبنان الذي يعيش «حالة حرب».

 

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه إذا تم الاتفاق وأُقر التمديد في الحكومة فسيكون هو الخيار الأفضل، أما إذا تعذّر يكون عبر البرلمان، وتؤكد أن «الاتصالات تتكثف على مختلف الخطوط، ومن الآن حتى نهاية الأسبوع كحد أقصى يجب أن يتضح مسار الأمور، إما أن يتم التوافق لحسمها حكومياً، خاصة مع بدء العد العكسي لموعد إحالة العماد عون للتقاعد وقبل بدء مرحلة الأعياد... أو يتم الحسم برلمانياً».

 

وفي الأيام الأخيرة يخوض «القوات» و«التيار» سجالاً على خلفية هذه القضية، ولا سيما أن باسيل الذي طرح خيار تعيين قائد جديد للجيش عبر مجلس الوزراء بدل التمديد للعماد عون، كان قد شن حملات ضد حكومة تصريف الأعمال رافضاً اجتماعاتها وقراراتها التي يعدها غير دستورية في غياب رئيس للجمهورية، إضافة إلى رفضه إجراء تعيينات في ظل الفراغ، وهو ما ينتقده «القوات»، عادّاً أنه بدّل موقفه. في المقابل، يعد «التيار» أن «القوات» تراجع أيضاً عن موقفه السابق الرافض للتشريع في البرلمان انطلاقاً من أن مجلس النواب يتحول إلى هيئة ناخبة في حالة الفراغ، وهو اليوم يبدي مرونة في هذا الإطار إذا تمت الدعوة إلى جلسة لإقرار التمديد.

وفي هذا الإطار، كان اتهام «التيار» لـ«القوات» بالانقلاب على موقفه، وقال عبر حسابه على منصة «إكس»: «‏لا داعي لتوتر (القوات) أو تبرير سعيها للتمديد... يكفي أنّها انقلبت على موقفها من وجوب عدم حضور أي جلسة تشريعية إلى قيامها بتقديم اقتراح قانون التمديد والإعلان عن حضورها جلسة من عشرات البنود غير الضرورية، ليتيقن الرأي العام إلى أي مدى هي (غب الطلب) للقوى الخارجية وتستجيب لطلباتها، سواء كانت سفيراً أميركياً أو موفداً فرنسياً... لا فرق»، وأضاف: «المهم أن احترام السيادة الوطنية واستقلالية القرار لديها مجرد شعار ووجهة نظر!».


لبنان يلتزم القرار «1701» وليس مشمولاً بإعادة ترتيب المنطقة

دخان غارة إسرائيلية على بلدة القوزح الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)
دخان غارة إسرائيلية على بلدة القوزح الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

لبنان يلتزم القرار «1701» وليس مشمولاً بإعادة ترتيب المنطقة

دخان غارة إسرائيلية على بلدة القوزح الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)
دخان غارة إسرائيلية على بلدة القوزح الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)

تتوالى الضغوط الدولية على لبنان لتطبيق القرار الدولي «1701» استباقاً لما يمكن أن تؤدي إليه التسوية لوضع حد لاستمرار الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل. وعلى الرغم من أن الغموض لا يزال يكتنف هذه التسوية في غياب التدخلات الخارجية لوقف الحرب، تبقى الجبهة الشمالية في جنوب لبنان تحت السيطرة، وتقتصر على تبادل القصف بين «حزب الله» وإسرائيل من دون أن يؤدي حتى الساعة إلى تفلُّت الوضع العسكري.

وتتزعّم الضغوط كلٌّ من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية المشاركة في «يونيفيل» العاملة في جنوب لبنان لمؤازرة الجيش اللبناني في بسط سيادته على منطقة العمليات الواقعة في جنوب الليطاني من دون أن تلمّح إلى تعديله، مكتفيةً بإعادة تفعيله لأن الظروف التي أمْلت إصداره عن مجلس الأمن الدولي لوقف حرب يوليو (تموز) 2006 لم تعد قائمة.

فالقوى الدولية ومعها الأمم المتحدة تكتفي بمطالبتها لبنان وإسرائيل بضرورة إحياء القرار «1701» وتفعيله لضمان تطبيقه بالكامل لجهة التوصل إلى قرار مستدام لوقف إطلاق النار استكمالاً لوقف الأعمال العسكرية التي بقيت تحت السيطرة إلى أن تعرضت إلى خروقات عسكرية متبادلة امتداداً للحرب الدائرة في غزة.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر وزارية بارزة أنْ لا نية دولية لإدخال تعديلات على القرار «1701» بوضع تطبيقه كأمر واقع تحت البند السابع بخلاف البند السادس من القرار الذي ينص على حصر دور «يونيفيل» في جنوب الليطاني لمؤازرة الجيش اللبناني في بسط سلطة الدولة على أراضيها كافة في هذه المنطقة.

ولفتت المصادر الوزارية إلى أن المجتمع الدولي لا يطالب بتحويل «يونيفيل» من قوة لمؤازرة الجيش اللبناني إلى قوة رادعة، وقالت إن توسيع مهامها في حاجة إلى قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي بإدخال تعديل في هذا الخصوص على القرار «1701» يَلقى اعتراضاً من العضوين الدائمين في مجلس الأمن الدولي، وتحديداً من روسيا والصين، اللذين يحق لهما استخدام الفيتو لقطع الطريق على تعديله.

اتصالات ميقاتي وبو حبيب

وكشفت عن أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومعه وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، يتوليان الاتصالات الدولية والإقليمية على قاعدة التزام لبنان تطبيق القرار «1701» بعد أن مضى على إصداره 17 عاماً، وأن إسرائيل تتحمل مسؤولية حيال الصعوبات التي حالت دون تطبيقه بسبب إصرارها على خرق الأجواء اللبنانية براً وبحراً وجواً وصولاً إلى تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي فوق سمائه واستخدامه للقيام بغارات ضد سوريا.

وأكدت المصادر نفسها أن إسرائيل لم تكتفِ بخرق الأجواء اللبنانية التي كانت وراء تقديم لبنان مئات الشكاوى ضدها أمام مجلس الأمن الدولي، وإنما تصر على اقتطاعها مساحات من الأراضي اللبنانية على امتداد الجبهة الشمالية من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، رغم أن لبنان يصر على تحريرها بعد أن تحفّظ على الخط الأزرق ولا يتعامل معه على أنه خط الانسحاب الشامل المعترف به دولياً.

وشدّدت على ضرورة انسحاب إسرائيل من عدد من النقاط الحدودية التي سبق للبنان، بعد تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي في مايو (أيار) عام 2000، أن تَحفّظ عليها. ورأت أن تهيئة الظروف لإعادة إحياء القرار «1701» تستدعي انسحابها الفوري منها، إضافةً إلى الامتناع عن خرقها الأجواء اللبنانية، لأنه من غير الجائز تطبيقه من جانب واحد من دون أن يتلازم مع تقيُّد إسرائيل به.

لكنَّ تطبيق القرار «1701» يبقى عالقاً، كما تقول مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط»، في ضوء تمدد المواجهة من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية في جنوب لبنان، بعد أن دخل «حزب الله» على الخط بذريعة أنه مضطر لإسناد حركة «حماس» للتخفيف من الضغط العسكري الإسرائيلي على غزة.

مواصلة التحريض

وتسجّل المصادر الأوروبية على «حزب الله» أنه لم يحسن التعامل كما يجب مع «يونيفيل»، وتأخذ عليه مواصلة التحريض عليها لشل قدرتها على التحرك، وتدعوه ليعيد النظر في تعامله معها بإقلاعه عن «ثقافة» التعبئة التي يرعاها والتي تسببت بالإشكالات التي تحصل من حين لآخر بين القوات الدولية والجنوبيين.

وتؤكد أن المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، كانت قد تواصلت فور عودتها من نيويورك، بعد أن قدّمت تقريرها إلى مجلس الأمن حول الأسباب الكامنة وراء تعثُّر تطبيق «1701»، مع رئيسي البرلمان نبيه بري، والحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، بُغية الاستعداد لتطبيقه بتعزيز حضور الجيش في منطقة جنوب الليطاني التي يُفترض أن تبقى خالية من المسلحين باستثناء المعدّات والأسلحة التابعة للجيش وقوات الأمم المتحدة.

وتقول المصادر نفسها إنها لمست كل استعداد لبناني لتطبيق «1701»، وأن المشكلة، كما قيل لها، تكمن في مواصلة إسرائيل اعتداءاتها على لبنان، رغم أنهم يتواصلون مع «حزب الله» لقطع الطريق على انزلاقه وصولاً لتوسعة الحرب بحيث تشمل الجبهة الشمالية.

ضغط مكثف

لذلك، فإن الضغط الدولي سيزداد على لبنان لتطبيقه مع أنه سيبقى عالقاً إلى أن يتحقق فك الارتباط بين الجبهة الشمالية وغزة، خصوصاً أن إسرائيل تتريث في دعوتها المستوطنين إلى العودة إلى المستوطنات الواقعة على خط التماس مع الحدود اللبنانية وتربط عودتهم بإخلاء جنوب الليطاني من المسلحين.

وفي المقابل، يتمسك «حزب الله» بموقفه من أن أي حماية للمستوطنات يجب أن تقترن بحماية المناطق اللبنانية على الحدود الآهلة بالسكان، ورفضه الاستجابة لطلب تل أبيب بسحب «قوة الرضوان» من جنوب الليطاني، مما يعني أن تبادلهما الخروق يؤخِّر تطبيق «1701»، وإن كانت إسرائيل، كما يقول مصدر نيابي بارز لـ«الشرق الأوسط»، هي البادئة بوضع الشروط التي تعرقل تنفيذه.

ويسأل المصدر النيابي: كيف تطلب من لبنانيين أن يتركوا قراهم، فيما إسرائيل تُمعن في استباحتها الأجواء اللبنانية وترفض الانسحاب من الأراضي التي تحتلها بما فيها تلك النقاط الواقعة على خط الانسحاب الشامل المعترف به دولياً؟

وعليه سيبقى تطبيق «1701» في ثلاجة الانتظار من دون وجود نية لتعديله، وهذا ما تؤكده سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا، في لقاءاتها مع كبار المسؤولين اللبنانيين، وربما إلى حين جلاء الموقف على جبهة غزة والتسوية المطروحة لإنهاء الحرب، وما إذا كانت «حماس» ستُدعى للمشاركة فيها إذا ما استطاعت الصمود لأمد طويل تضطر الدول الكبرى ومعها الدول المعنية بالملف الفلسطيني إلى التدخل لوضع حد لاستمرارها.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر دبلوماسية أوروبية لـ«الشرق الأوسط» أن انتهاء الحرب في غزة سيضع المنطقة أمام ترتيب يمكن أن يؤدي إلى إعادة رسم خريطة جديدة يُستثنى منها لبنان، لأنه لن يكون مشمولاً لا بترتيب أوضاعها ولا المس بحدوده المعترف بها دولياً، وإن كان المطلوب منه الإسراع بإعادة تكوين السلطة بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية بدلاً من إطالة أمد الشغور الذي يَحول دون أن يحجز مقعده في التسوية، وإن كانت لن تمس حدوده، بمقدار ما أن وجوده يعيد الاعتبار للقرار «1701» وصولاً لتطبيقه بعد أن مضى على صدوره 17 عاماً.