لبنان يترقب إقرار موازنة 2024 لتوحيد سعر الليرة

أرقامها تمهّد لإنهاء 4 سنوات من فوضى السوق

لبنان ينتظر إقرار موازنة 2024 في البرلمان (الشرق الأوسط)
لبنان ينتظر إقرار موازنة 2024 في البرلمان (الشرق الأوسط)
TT

لبنان يترقب إقرار موازنة 2024 لتوحيد سعر الليرة

لبنان ينتظر إقرار موازنة 2024 في البرلمان (الشرق الأوسط)
لبنان ينتظر إقرار موازنة 2024 في البرلمان (الشرق الأوسط)

ينظر اللبنانيون إلى إقرار مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2024، على أنه مدخل لموازنة أكثر واقعية، وتوحيد سعر صرف الليرة مقابل الدولار، والتخلص من الأسعار الثلاثة الموجودة بالحد الأدنى لصرف الليرة، وهي: السعر الرسمي (15 ألف ليرة للدولار الواحد)، ومنصة «صيرفة» (85 ألف ليرة للدولار الواحد)، والسوق الموازية (89 ألف ليرة للدولار الواحد).

وتُعدّ مسألة توحيد أسعار الصرف من أحد الشروط المسبقة لحصول لبنان على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة ثلاثة مليارات دولار (3.09 مليار يورو). ففي نهاية جولة وفد الصندوق الأخيرة على المسؤولين في لبنان في الشهر الماضي، أكد الصندوق أن «من شأن توحيد أسعار الصرف وضع حد لفرص تحقيق الريع، وتخفيض الضغوط على احتياطات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، وتمهيد الطريق أمام سعر الصرف الذي تحدده قوى السوق»، مشدداً على أنه «ينبغي أن تقترن هذه العملية بضوابط مالية مؤقتة للمساعدة على حماية موارد النقد الأجنبي المحدودة في النظام المالي اللازمة لضمان الوصول إلى حلول منصفة للمودعين».

ميقاتي مجتمعاً مع بعثة صندوق النقد الدولي برئاسة رئيس البعثة ارنستو ريغا (إكس)

حاصباني: فشل «صيرفة»

ويرى عضو لجنة المال والموازنة النائب غسان حاصباني (القوات اللبنانية) أن «صندوق النقد يربط الإصلاحات وتحسين الوضع النقدي والمالي في لبنان بتحرير سعر الصرف واستخدام سعر موحّد في الموازنة». من هنا، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «يجب تطوير سوق الصرف بعد فشل منصّة (صيرفة) في تحقيق الاستقرار، لا بل سمحت بتحقيق الأرباح لفئات معيّنة استفادت منها». أما منصّة «بلومبيرغ» التي أعطت الحكومة اللبنانية تفويضاً لاعتمادها، «فمن المفترض أن تتحكّم بها حركة العرض والطلب»، مشيراً إلى أن «نجاحها مرتبط بما هو مخطط لها، وقد يكون تدخّل مصرف لبنان محدوداً في السوق من خلال البيع والشراء، وربما هي خطوة جيدة نحو تحرير سعر الصرف».

ويقول حاصباني: «علينا انتظار مشروع قانون موازنة 2024 الذي أعلن أنه يتضمن أرقاماً مبنية على سعر موحّد. نحن لا نعلم ما هو، ربما 85 ألفاً للدولار الواحد. وقد يكون هذا بدوره مدخلاً لموازنة أكثر واقعية، بعدما لحظت موازنة 2022 عدة أسعار للصرف؛ سعر للدولار الجمركي، وآخر للرواتب والأجور، وغيرهما».

وعن السعر الذي سيسحب عليه المودعون ودائعهم بموجب تعاميم مصرف لبنان (المركزي)، قال حاصباني إن هذه المسألة «غير واضحة، ولكنها من المفترض أن ترتبط بقانون الانتظام المالي أيضاً».

تراجع الإقبال على «صيرفة»

وفي الوقت الذي تراجع فيه الإقبال على منصَّة «صيرفة»، حافظ «المركزي» على تدخّله في سوق القطع شارياً الدولار بهدوء بعيداً عن المضاربة التي تميَّزَت بها أشهر الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة الأخيرة في الحاكميَّة.

وسيم منصوري حاكم «مصرف لبنان» بالإنابة في مؤتمر صحافي (أ.ب)

وكان حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أعلن فور تسلّمه مهامه أن «الوقت اليوم هو الأنسب لتحرير وتوحيد سعر الصرف، لمعطيات عديدة أبرزها انخفاض الكتلة النقدية من 80 تريليون ليرة إلى 60 تريليون ليرة، وارتفاع الجباية لدى الدولة إلى حدود 20 تريليون ليرة شهرياً، وجزء منها نقدي، وهذا ما يؤدي إلى سحب الليرة أيضاً من السوق»، مشيراً إلى «موسم السياحة المزدهر في الصيف والذي يرافقه ضخّ مبالغ كبيرة من الدولار الفريش في السوق». وشدد على أن «تحرير سعر الصرف وتوحيده يعني أن سعر الدولار المقوّم على الليرة اللبنانية يتم تحديده بحسب عمليات السوق دون تدخّل من المصرف المركزي».

ومع اتخاذ قرار توحيد سعر الصرف تلغى حكماً الحاجة إلى الأسعار التي حدّدتها التعاميم «151» و«157» و«158» و«161». وبرأي بعض الخبراء، فإن اعتماد السعر الجديد (الذي سيكون حكماً سعراً مصطنعاً) قد يُترجم بارتفاع بحجم الكتلة النقدية وضغوطٍ تضخّمية إضافية.

 

فحيلي: تداعيات كارثية

 

ويؤكد خبير المخاطر المصرفية الدكتور محمد فحيلي لـ«الشرق الأوسط» أن تحرير سعر الصرف «هو نتيجة تداول حرّ ومحرّر من أي قيود، ويتحدّد نتيجة العرض والطلب، وليس مركّباً على قياس المصرف المركزي وقدراته، أو وزارة المال ورغباتها». ويقول: «لا يوجد تبادل حرّ على سعر الصرف 15 ألف ليرة، أو 85500 ليرة، وهذا يعني أن هناك سعر صرف واحداً، وعلى من يحدّد ويتحكّم بالتداول على السعرين المذكورين أن يحرّر هذا النشاط الاقتصادي أو الخدمات من القيود».

 

ويرى فحيلي أن «أي محاولة لتحرير سعر الصرف في ظل غياب تام للإصلاحات سوف تؤدي إلى تداعيات كارثية، خصوصاً لأصحاب الدخل المحدود ومن يتعاطى دخله بالليرة اللبنانية»، لافتاً إلى أن «الظروف الاقتصادية والنقدية غير مناسبة للتوجّه نحو تحرير سعر الصرف، ولكن صندوق النقد متمسّك بهذا التدبير».

 

ويشير فحيلي إلى أن «صندوق النقد الدولي طلب رزمة من الإصلاحات المترابطة ويجب أن تتزامن في إقرارها وتطبيقها، وكان تحرير سعر الصرف أحدها. من المستحيل إقرار وتطبيق أي واحد من هذه الشروط على حدة وبمعزل عن الشروط الأخرى».

 

«اللغط» بين التوحيد والتحرير، يوضحه فحيلي بالقول إنه «ما من شيء اسمه توحيد، إنما المقصود هو تحرير السعر، وهذا يتطلّب سحب يد كل من السلطة المالية والنقدية من السوق؛ الأولى بإقرار موازنة متوازنة، والثانية بعدم إقدامها على شراء الدولارات لدفع الرواتب والأجور للقطاع العام أو غير ذلك»، ويترافق ذلك مع سحب القيود عن التداول بالعملات الأجنبية. ويُحصر تحديد سعر الصرف بالعرض والطلب، ما يعني تحرير سعر الصرف مع وجود سعر واحد؛ أي توحيد سعر الصرف، مشدداً على أن «أنسب كلمة هي تحرير سعر الصرف؛ لأن التوحيد مكلف ولا يحلّ المشكلة النقدية في لبنان».


مقالات ذات صلة

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

المشرق العربي نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين بعد لقائهما مع نصر الله (رويترز)

«حماس» تحاول استثمار حرب غزة في مخيمات لبنان

أعلنت حركة «حماس» فرع لبنان تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وهو جسم ذو أبعاد عسكرية، ما يشير إلى تطور في حراك الحركة على الساحة اللبنانية قوبل برفض وتفحظ.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي دخان يتصاعد في جنوب لبنان إثر القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

«حزب الله»: سنردّ على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين بأشد منه

جدّد «حزب الله» التأكيد على أنه سيرد على أي اعتداء إسرائيلي على المدنيين في جنوب لبنان بأشد منه، في وقت أعلن عن إصابة لبنانيَين وسوري نتيجة قصف طال بلدات عدّة.

المشرق العربي العماد عون مجتمعاً مع لودريان خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت (الوكالة الوطنية)

أسبوع حاسم لقيادة الجيش اللبناني

تخوض القوى السياسية اللبنانية سباقاً مع الوقت قبل موعد إحالة قائد الجيش العماد جوزيف عون إلى التقاعد بداية العام المقبل، من دون القدرة على تمديد ولايته أو…

كارولين عاكوم (بيروت)
المشرق العربي دخان غارة إسرائيلية على بلدة القوزح الحدودية اللبنانية (أ.ف.ب)

لبنان يلتزم القرار «1701» وليس مشمولاً بإعادة ترتيب المنطقة

تتوالى الضغوط الدولية على لبنان لتطبيق القرار الدولي «1701» استباقاً لما يمكن أن تؤدي إليه التسوية لوضع حد لاستمرار الحرب بين حركة «حماس» وإسرائيل.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي قارب يحمل مهاجرين من لبنان إلى أوروبا (الجيش اللبناني)

مكافحة الجيش اللبناني لتهريب السوريين إلى أوروبا... مادة انتقاد «عونية» لقائده

أضاف مسؤولون في «التيار الوطني الحر» أن إجراءات الجيش اللبناني لمكافحة تهريب الأفراد السوريين عبر البحر إلى السواحل الأوروبية مادة جديدة لانتقاد الجيش وقائده،…

بولا أسطيح (بيروت)

معارك ضارية و«شرطان» إسرائيليان لوقفها


صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
TT

معارك ضارية و«شرطان» إسرائيليان لوقفها


صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)
صبي فلسطيني يحمل طفلاً وسط ركام منزل دمره قصف إسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

شهد قطاع غزة معارك ضارية أمس، وسط محاولات توغل إسرائيلية بالدبابات نحو عمق مناطق توصف بأنها معاقل لحركة «حماس». وتزامن ذلك مع تأكيد تل أبيب أنَّ الحرب يمكن أن تتوقف فوراً إذا تمت تلبية شرطين؛ هما تسليم المخطوفين الإسرائيليين لدى «حماس» و«تفكيك» هذا التنظيم.

وأشارت مصادر فلسطينية إلى أنَّ الاشتباكات احتدمت في الساعات الماضية بشمال ووسط وجنوب قطاع غزة، لا سيما على أطراف مخيم جباليا في الشمال، وفي حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي جنوب القطاع على أطراف خان يونس، وكذلك قرب دير البلح وسط القطاع. ويحاول الجيش الإسرائيلي التوغل في عمق هذه المناطق بعدّها معاقل لـ«حماس». وإذا نجح في ذلك، فسيتمكن جيش الاحتلال من فصل قطاع غزة إلى 3 أجزاء.

لكن مصادر بالفصائل الفلسطينية في غزة قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ اشتباكات غير مسبوقة تدور على محاور عدة؛ أشرسها في محيط جباليا والشجاعية وخان يونس ودير البلح، وأكدت أنَّ «المقاومة تمنع الجيش الإسرائيلي منذ يومين من التقدم إلى عمق هذه المناطق وتكبده خسائر وتجبره على التراجع».

ومع احتدام القتال في كل غزة، عرضت إسرائيل على «حماس» وقف القتال فوراً، ولكن بشرطين. وقال أوفير جندلمان، الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي الاثنين، إنه يمكن وقف الحرب اليوم، وحالاً لكن بشرطين لا مساومة عليهما؛ الأول أن تفرج «حماس» عن جميع المحتجزين في قطاع غزة من دون استثناء، والثاني أن يستسلم قادة الحركة ويفككوها.

ولم ترد «حماس» فوراً على المقترح الإسرائيلي، لكنَّها دأبت على القول إنَّها ستلحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي في غزة من جهة، ولن تفرج عن المحتجزين لديها سوى في إطار صفقة أكبر تتضمَّن إفراغ السجون الإسرائيلية من السجناء الفلسطينيين.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه وزارة الصحة بقطاع غزة، إنَّ عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى نحو 16 ألفاً (70 في المائة منهم نساء وأطفال)، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 42 ألفاً.

على صعيد آخر، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن أجواء تفكك في الائتلاف الحكومي الذي يرأسه بنيامين نتنياهو، خصوصاً داخل حزبه الليكود، حيث يدير عدد من النواب والوزراء محادثات جدية للانضمام إلى حزب بيني غانتس (المعسكر الرسمي)، أو إلى حزب جديد يسعى إلى تشكيله يوسي كوهن، الرئيس السابق للموساد (المخابرات الخارجية)، ويتبنَّى سياسة ليبرالية يمينية.

وأشارت تلك المصادر إلى شخصين مركزيين في «الليكود» مرشحين للانفصال؛ هما وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الاقتصاد نير بركات.


«بوليتيكو»: خطة أميركا لما بعد الحرب تقضي بسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
TT

«بوليتيكو»: خطة أميركا لما بعد الحرب تقضي بسيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة

جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)
جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة (رويترز)

ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد بدؤوا بالفعل في وضع تصوّر لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة تقوم بالأساس على سيطرة السلطة الفلسطينية عليه في نهاية المطاف.

ووفقاً للمجلة، فإن التصور الأميركي لوضع غزة بعد الحرب الذي استغرق وضعه أسابيع ربما يضع إدارة بايدن على مسار تصادمي مع الحكومة الإسرائيلية، التي أعلن رئيسها بنيامين نتنياهو مراراً رفضه عودة السلطة الفلسطينية للقطاع الذي أخرجته منه حركة «حماس» بالقوة قبل 16 عاماً.

وأشارت المجلة نقلاً عن مسؤول في الخارجية الأميركية إلى أن ما وصفته بأنه «تفضيل سياسي قوي للسلطة الفلسطينية لحكم غزة»، يواجه تحديات كبيرة على صعيد الشرعية والقدرات، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت مجلة «بوليتيكو» أن التصوّر الذي انبثق عن مشاورات بين الوكالات الأميركية قوامه «بدء عملية إعادة إعمار متعددة المراحل في غزة فور انتهاء الحرب بين إسرائيل وحماس».

وتابعت أن هناك حاجة إلى قوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة بعد انتهاء القتال تليها سلطة فلسطينية متجددة تتولى الحكم على المدى البعيد.

واعتبرت الصحيفة هذا التصور لغزة بعد الحرب «حلا غير مثالي»، لكنها قالت إن مسؤولين أميركيين يعتبرونه أفضل الحلول السيئة للقطاع الذي عصفت الحرب بين «حماس» وإسرائيل ببنيته التحتية.


«حماس» تفتح باب التطوع لفلسطينيي لبنان


نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين في بيروت يوم 22 نوفمبر (رويترز)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين في بيروت يوم 22 نوفمبر (رويترز)
TT

«حماس» تفتح باب التطوع لفلسطينيي لبنان


نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين في بيروت يوم 22 نوفمبر (رويترز)
نائب رئيس «حماس» في غزة خليل الحية وممثلها في لبنان أسامة حمدان يتحدثان إلى الصحافيين في بيروت يوم 22 نوفمبر (رويترز)

أثار إعلان حركة «حماس» في لبنان تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، وهو جسم ذو أبعاد عسكرية، كما أوحى البيان الصادر عنها، قلقاً في الأوساط اللبنانية، في ظل اشتداد التوتر عند الحدود الجنوبية ومخاوف من توسع عمل التنظيمات الفلسطينية عسكرياً لأول مرة منذ انسحاب منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982.

وقابلت قوى لبنانية حراك «حماس» على الساحة اللبنانية، بتحفظٍ معلنٍ ورفضٍ لـ«إقامة (حماس لاند) في جنوب لبنان» على غرار ما اصطلح على تسميته «فتح لاند» في سبعينات القرن الماضي.

ودعت الحركة في بيان «الشباب والرّجال الأبطال»، للانضمام إلى «طلائع المقاومين». وأوضحت مصادر الحركة لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «هذا المشروع مرتبط بلبنان ولا يهدف حصراً لتجميع مزيد من المقاتلين إنَّما لضم مزيد من الأفراد لـ(حماس) ينشطون في أكثر من قطاع».

وردَّت مصادر «حماس» هذا المشروع الجديد لـ«الإقبال الشديد بعد (طوفان الأقصى) على الحركة ومشروعها حيث وُجدت، خصوصاً في لبنان»، وقالت إنَّ هذا المشروع ليس مشروعاً عسكرياً فقط إنما يضم الجميع حسب إمكاناتهم.

وأتى الرد الأول على إعلان «حماس» من النائب جبران باسيل، حليف «حزب الله» مسيحياً، إذ عبر في بيان عن «رفض بالمطلق» للإعلان، عاداً أنَّ «أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية».

وعدّت النائبة في تكتل «الجمهورية القوية»، غادة أيوب، أنَّ «حزب الله» هو الذي يغطي هذا الكبين الجديد. وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع يعلم أنه لا توجد أي إمكانية لولادة منظمات مسلحة جديدة بمعزل عن قرار من (حزب الله)».


«النجباء» العراقية تشيع قتلاها... وتتوعد أميركا


صورة وزعها إعلام حركة «النجباء» أمس لتشييع المسلحين الذين قُتلوا في هجوم كركوك
صورة وزعها إعلام حركة «النجباء» أمس لتشييع المسلحين الذين قُتلوا في هجوم كركوك
TT

«النجباء» العراقية تشيع قتلاها... وتتوعد أميركا


صورة وزعها إعلام حركة «النجباء» أمس لتشييع المسلحين الذين قُتلوا في هجوم كركوك
صورة وزعها إعلام حركة «النجباء» أمس لتشييع المسلحين الذين قُتلوا في هجوم كركوك

فيما شيَّعت حركة «النجباء» المسلحة في العراق، أمس، جثامين خمسة من عناصرها قُتلوا بضربة أميركية في كركوك، توعَّدت الحركة بـ«الثأر» من الولايات المتحدة.

وقتل الخمسة في موقع لإطلاق المُسيَّرات شمال بغداد. وكان مسؤول في حركة «النجباء»، أعلن في بيان، الأحد، أنَّ مسلحين تابعين للفصيل لقوا مصرعهم في ضربة جوية نفذتها طائرات أميركية. وأكد مسؤول عسكري عراقي بارز لـ«الشرق الأوسط» أنَّ المسلحين كانوا يجهزون مجموعة صواريخ لإطلاقها باتجاه قاعدة «حرير» العسكرية في مدينة أربيل.

وتحدث مسؤول عسكري أميركي إلى وكالة الصحافة الفرنسية، مؤكداً أنَّ الضربة نُفِّذت بالفعل في موقع لإطلاق الطائرات المُسيَّرة في مدينة كركوك، مشيراً إلى أنَّ الضربة كانت «دفاعاً عن النفس» وضد «خطر وشيك».

وتداولت مواقع محلية صوراً ومقاطع فيديو لجثث المسلحين في موقع الهجوم، ونشرت منصات إعلامية تابعة للحركة بيانات عناصرها مع عبارات غاضبة تدعو إلى «الانتقام». فيما تم تشييع المسلحين في شارع فلسطين غرب العاصمة، وسط إجراءات مشددة.

واستأنفت مجموعات مسلحة موالية لإيران هجماتها ضد قواعد تابعة للتحالف الدولي في العراق وسوريا. بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.


عشرات القتلى والجرحى في قصف ليلي إسرائيلي على غزة

قنابل إسرائيلية تسقط على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قنابل إسرائيلية تسقط على قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

عشرات القتلى والجرحى في قصف ليلي إسرائيلي على غزة

قنابل إسرائيلية تسقط على قطاع غزة (أ.ف.ب)
قنابل إسرائيلية تسقط على قطاع غزة (أ.ف.ب)

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بسقوط عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال في قصف إسرائيلي ليلي وصفته بالعنيف على مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأشارت الوكالة إلى مقتل وإصابة العشرات في استهداف مبنى سكني جنوب حي الشيخ رضوان في مدينة غزة، وقالت أيضاً إن قصفاً لمنزل في مخيم خان يونس أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.

وأضافت وكالة الأنباء الفلسطينية أن هناك تجمعات كبيرة للنازحين في مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة بالتزامن مع تصعيد الاحتلال قصف المنطقة.

ووفقاً للوكالة، قُتل خمسون شخصاً على الأقل، وأصيب المئات، مساء الاثنين، في عدة غارات نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدرستين تأويان نازحين في حي الدرج من مدينة غزة.

وذكرت الوكالة أن أطباء ومرضى بمستشفى دار السلام في خان يونس قد أطلقوا مناشدات لإنقاذهم بعد قصف إسرائيلي كثيف في محيط المستشفى.


«حزب الله» يعلن تنفيذ 12 عملية عسكرية ضد إسرائيل

القصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
القصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

«حزب الله» يعلن تنفيذ 12 عملية عسكرية ضد إسرائيل

القصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
القصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» بشكل شبه يومي منذ السابع من أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

قال «حزب الله» اللبناني إن عناصره نفذوا 12 عملية عسكرية استهدفت، يوم (الاثنين)، قواعد ومواقع انتشار للجيش الإسرائيلي في القطاعين الشرقي والغربي عند الحدود.

وأضاف الحزب عبر «تلغرام» أن الأهداف الإسرائيلية شملت موقع البغدادي، وموقع رويسات العلم في تلال كفر شوبا ومزارع شبعا، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وفي وقت سابق (الاثنين)، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين في موقع عسكري حدودي بجروح طفيفة إثر هجوم بقذائف الهاون انطلق من الأراضي اللبنانية، في حين أكد «حزب الله» استهداف عدة مواقع إسرائيلية وتحقيق «إصابات مباشرة» فيها.

وقال أدرعي عبر منصة «إكس» إن قوات الجيش ردت على القصف باستهداف مصادر النيران، مشيراً إلى أن الموقع الإسرائيلي المستهدف يقع في منطقة بلدة يفتاح.

وذكر الجيش الإسرائيلي أيضاً أن قذائف أُطلقت من لبنان على بلدة هاردوف بشمال إسرائيل وسقطت في مناطق مفتوحة، كما استهدفت قذيفة بلدة مسغاف قرب الحدود مع لبنان. وأضاف في بيان أن قواته ردت باستهداف مصادر إطلاق القذائف.

وفي وقت لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف ما وصفها بمنشأة لتخزين الأسلحة تابعة لـ«حزب الله» في لبنان رداً على إطلاق قذائف هاون باتجاه موقع تابع للجيش في منطقة عرب العرامشة.

وتفجّر قصف متبادل شبه يومي عبر الحدود بين الجيش الإسرائيلي من ناحية و«حزب الله» وفصائل فلسطينية مسلحة في لبنان من ناحية أخرى في أعقاب اندلاع الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


صحيفة أميركية: إسرائيل تدرس خطة لإغراق أنفاق غزة بمياه البحر

جنود ودبابات إسرائيلية بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)
جنود ودبابات إسرائيلية بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)
TT

صحيفة أميركية: إسرائيل تدرس خطة لإغراق أنفاق غزة بمياه البحر

جنود ودبابات إسرائيلية بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)
جنود ودبابات إسرائيلية بالقرب من حدود إسرائيل مع قطاع غزة (رويترز)

قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل تدرس خطة لإغراق الأنفاق في قطاع غزة بمياه البحر المتوسط، في محاولة لدفع مقاتلي حركة «حماس» للخروج منها.

وبينما ذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي انتهى في منتصف الشهر الماضي من تركيب مضخات كبيرة لمياه البحر شمال مخيم الشاطئ في غزة، فإنها أشارت إلى مخاوف أميركية نقلها مسؤول أميركي لم تسمّه بشأن إمدادات المياه في غزة.

وقالت الصحيفة أيضاً إن المضخات الإسرائيلية قادرة على ضخ آلاف الأمتار المكعبة من المياه في أنفاق غزة كل ساعة، وإنها قادرة على إغراق الأنفاق بالمياه في غضون أسابيع، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

ووفقاً للصحيفة، فإن مسؤولين أميركيين يؤكدون أن إسرائيل أبلغت أميركا بالخطة مطلع الشهر الماضي ودارت مناقشات حول الجدوى العسكرية للخطة وتأثيرها على البيئة، لكن المسؤولين يقولون أيضاً إنهم لا يعرفون مدى قرب الحكومة الإسرائيلية من تنفيذ الخطة.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل «لم تحسم قرارها بشأن الخطة». وذكرت أن بعض المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم بشأن الخطة الإسرائيلية، بينما يدعمها آخرون ويقولون إنه لا توجد بالضرورة أي معارضة أميركية للخطة.

وتابعت الصحيفة نقلاً عن مصدر مطلع على الخطة الإسرائيلية أن عملية غمر الأنفاق ستجبر مقاتلي «حماس» على الخروج ومعهم الأسرى الإسرائيليين، لكن ليس من الواضح حتى الآن إن كانت إسرائيل ستفكر في استخدام المضخات قبل إطلاق سراح جميع الأسرى.


إطلاق 15 صاروخاً من العراق على قاعدة أميركية في سوريا

قوات أميركية في سوريا (أرشيفية - رويترز)
قوات أميركية في سوريا (أرشيفية - رويترز)
TT

إطلاق 15 صاروخاً من العراق على قاعدة أميركية في سوريا

قوات أميركية في سوريا (أرشيفية - رويترز)
قوات أميركية في سوريا (أرشيفية - رويترز)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، يوم الاثنين، أن نحو 15 صاروخاً أُطلق من العراق على قاعدة «رميلان» الأميركية في سوريا، الأحد، دون وقوع إصابات أو أضرار مادية.

وأضافت في بيان أن قوة المهام المشتركة التابعة لـ«عملية العزم الصلب» حددت موقع إطلاق الصواريخ باستخدام طائرات مسيرة وأبلغت قوات الأمن العراقية بالمكان، حيث انتقلت إلى الموقع وقامت بالتحقيق.

وذكرت أنه تم العثور في الموقع على شاحنة وقود معدلة لإطلاق ما يصل إلى 20 صاروخاً، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وتقود الولايات المتحدة تحالفاً دولياً في مواجهة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا تحت اسم «عملية العزم الصلب».

كانت فصائل عراقية مسلحة قد أعلنت، الأحد، استهداف قاعدة للقوات الأميركية في سوريا، وقالت إن القصف جاء رداً على استئناف الحرب على قطاع غزة.

وقالت الفصائل في بيان حصلت «وكالة أنباء العالم العربي» على نسخة منه إنها استهدفت قاعدة «خراب الجير» بشمال شرق سوريا برشقة صاروخية كبيرة «وأصابت أهدافها بشكل مباشر».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه يوجد بالقاعدة مدرج لطائرات الشحن العسكرية الأميركية ومهبط للطائرات الهليكوبتر.


قوات إسرائيلية تقتحم جنين بأكثر من 50 مركبة عسكرية

آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)
آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)
TT

قوات إسرائيلية تقتحم جنين بأكثر من 50 مركبة عسكرية

آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)
آليات عسكرية للجيش الإسرائيلي خلال مداهمة سابقة لمخيم جنين (أ.ب)

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات إسرائيلية عاودت اقتحام مدينة جنين في الضفة الغربية، مشيرة إلى مشاركة أكثر من 50 مركبة عسكرية إسرائيلية في الاقتحام، في ساعة متأخرة يوم (الاثنين).

وأضافت الوكالة أن أربع جرافات رافقت المركبات العسكرية في الاقتحام من شارع جنين– الناصرة، وسط إطلاق النار، ما أدى إلى اندلاع مواجهات.

وتابعت أن الاقتحام تزامن مع تحليق لطائرة استطلاع في أجواء المدينة، فيما انتشر قناصة الجيش الإسرائيلي على أسطح عدد من المنازل والبنايات، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وذكرت الوكالة أن التيار الكهربائي انقطع عن عدد من أحياء مدينة جنين ومخيمها، فيما انتشرت القوات الإسرائيلية أيضاً في محيط مستشفى جنين وحي الزهراء ودوار الداخلية وأطراف المخيم.

بدورها، قالت وكالة «شهاب» الفلسطينية للأنباء، اليوم الثلاثاء، إن طائرات استطلاع تحلّق في أجواء مدينة نابلس بالضفة الغربية. ولم تذكر الوكالة أي تفاصيل إضافية.


الصحة العالمية: الجيش الإسرائيلي أبلغنا بضرورة نقل الإمدادات من مستودعين بجنوب غزة خلال 24 ساعة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)
TT

الصحة العالمية: الجيش الإسرائيلي أبلغنا بضرورة نقل الإمدادات من مستودعين بجنوب غزة خلال 24 ساعة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - رويترز)

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ المنظمة، اليوم الاثنين، بضرورة نقل إمداداتها من مستودعين طبيين تابعين لها في جنوب غزة خلال 24 ساعة، لأن العمليات العسكرية ستحول دون القدرة على استخدامهما.

وناشد غيبريسوس إسرائيل سحب الأمر واتخاذ «كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الإنسانية».

وتجددت الهجمات الإسرائيلية المكثفة على غزة يوم الجمعة الماضي، في أعقاب هُدن إنسانية استمرت أسبوعاً، وسمحت بإدخال مساعدات للقطاع وتبادل بعض المحتجزين لدى كل من إسرائيل وحركة «حماس»، ووسعت إسرائيل العمليات لتشمل جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك الجنوب.

وطالب الجيش الإسرائيلي سكان خمس مناطق تقع شرق خان يونس في جنوب القطاع يوم الجمعة بالرحيل نحو الغرب بزعم الحرص على سلامتهم في أثناء تنفيذ عملية عسكرية يقول المسؤولون الإسرائيليون إنها تستهدف قادة «حماس»، إضافة للبحث عن عشرات الإسرائيليين الذين يقبعون في بقاع غير معلومة من قطاع غزة بعد أن أسرهم مقاتلو «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، وفصائل فلسطينية أخرى.