سوريا: مباحثات أستانا اختبار حقيقي لنوايا تركيا

جانب من اجتماع سابق للدول العشرين حول مستقبل سوريا في أستانا (رويترز)
جانب من اجتماع سابق للدول العشرين حول مستقبل سوريا في أستانا (رويترز)
TT

سوريا: مباحثات أستانا اختبار حقيقي لنوايا تركيا

جانب من اجتماع سابق للدول العشرين حول مستقبل سوريا في أستانا (رويترز)
جانب من اجتماع سابق للدول العشرين حول مستقبل سوريا في أستانا (رويترز)

قال مستشار رئاسة مجلس الوزراء السوري، عبد القادر عزوز، اليوم (الأربعاء)، إن مباحثات أستانا تشكل اختبارا جديا لرغبة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في البحث عن تسوية وتفاهم يفضي إلى انسحاب القوات التركية وإيجاد حلول للكثير من الملفات العالقة بين البلدين.

وأكد عزوز في مقابلة مع وكالة «أنباء العالم العربي» حرص سوريا على «علاقات طبيعية مع تركيا، كونها تتمتع بثقل سياسي استراتيجي وجغرافي». وقال: «نطمح لعودة العلاقات وحل الخلافات بالطرق السلمية؛ وما نطالب به ينسجم مع مبادئ الأمم المتحدة في عدم استخدام القوة أو التهديد بها لحل الخلافات».

وأكد عزوز رفض بلاده تواجد أي قوات أجنبية على أراضيها دون تنسيق مشترك، قائلا: «لذلك، نطالب بسحب القوات التركية وإزالة أي آثار مترتبة على ذلك».

وكان رئيس الوفد السوري في أستانا أيمن سوسان قال في وقت سابق اليوم إن الجانب التركي لا يزال بعيدا عن الوفاء بمتطلبات العلاقات مع دمشق، وأشار في تصريحات لقناة «الإخبارية» السورية الرسمية إلى أن الانسحاب التركي من بلاده يجب أن يبدأ على الفور

مصالح مشتركة

وقال مستشار رئاسة مجلس الوزراء السوري: «دمشق حريصة على محاربة الإرهاب، وأيضا على الأمن القومي التركي؛ لكن يجب ألا يكون ذلك على حساب على الأمن الوطني السوري؛ فما تراه أنقرة إرهابا، قد لا يتوافق مع ما تراه دمشق؛ لذلك، فإن محاربة الإرهاب تكون عبر التنسيق الأمني والسياسي وعدم توفير أي ملاذات آمنة للإرهابيين».

وأكد البيان الختامي للاجتماع الدولي العشرين حول سوريا بموجب صيغة أستانا، اليوم، على التزام الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.

وذكرت وكالة الأنباء السورية أن البيان الختامي للاجتماع أدان ما سمّاها «الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة» على الأراضي السورية، واعتبرها انتهاكا للقانون الدولي ولسيادة البلاد.

وقال عزوز إن هناك العديد من النقاط المشتركة بين سوريا وتركيا «كالحرص على ضرورة تحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب ورفض التدخلات الخارجية... ذلك كله يمكن أن يمهد لخارطة طريق تتم من خلالها جدولة انسحاب القوات التركية الموجودة على الأراضي السورية، وبما لا يسمح أيضا بتواجد مجموعات أو تنظيمات تقوّض الأمن القومي التركي والسوري».

وحول التعزيزات العسكرية التي أرسلها الجيش السوري إلى مناطق التماس في شمال سوريا، اعتبر عزوز هذا يأتي «في إطار بسط سيطرته (الجيش السوري) وسيادته على جميع المناطق، بما لا يسمح للتنظيمات الإرهابية والانفصالية باستغلال الفراغ الأمني والعسكري في بعض المناطق السورية».

وانتهت اليوم أعمال الاجتماع الدولي العشرين حول مستقبل سوريا بمشاركة نواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا؛ وشارك في أعماله بصفة مراقبين ممثلو الأمم المتحدة ولبنان والعراق والأردن.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

بعد أقل من يومين على تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد من اتجاه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط نحو التصعيد، شنَّت قوات التحالف…

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية جانب من هجوم مسيّرات الجيش السوري على النقطة العسكرية التركية في النيرب شرق إدلب (إكس)

تصعيد بين القوات السورية والتركية على وقع «التطبيع»

شهدت محاور حلب وإدلب الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا توتراً شديداً واستهدافات متبادلة بين الجيش السوري والقوات التركية والفصائل الموالية لها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل الرئيس بشار الأسد بالكرملين الأربعاء في زيارة غير معلنة سابقاً (أ.ف.ب)

بوتين يُحذر الأسد من اتجاه التوتر في الشرق الأوسط نحو التوسع

قالت وسائل إعلام رسمية في دمشق، صباح الخميس، إن الرئيس الأسد قام بـ«زيارة عمل» إلى روسيا، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث معه «مجمل جوانب العلاقات».

«الشرق الأوسط» (دمشق)

«حزب الله» يتوقع هجوماً إسرائيلياً «قاسياً»

خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)
خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)
TT

«حزب الله» يتوقع هجوماً إسرائيلياً «قاسياً»

خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)
خدمات الطوارئ الإسرائيلية في موقع سقوط الصاروخ على ملعب كرة القدم في الجولان (رويترز)

ينتظر «حزب الله» اللبناني، المدعوم من إيران، هجوماً مضاداً محتملاً «قاسياً» من إسرائيل، وذلك في أعقاب الهجوم الصاروخي القاتل الذي استهدف مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.

وقالت مصادر في «حزب الله» لوكالة الأنباء الألمانية: «إننا في حالة تأهب منذ عدة أشهر ونراقب أي هجوم من العدو». وأضافت المصادر «هذا ليس جديداً، نحن في حالة جهوزية دائمة». وأشارت المصادر إلى أن «حزب الله» يتوقع الآن هجوماً «قاسياً» محتملاً.

وقُتل 12 طفلاً وشاباً عندما أصاب صاروخ، زعمت إسرائيل أن «حزب الله» أطلقه، ملعباً لكرة القدم في قرية مجدل شمس في مرتفعات الجولان المُحتلة، يوم السبت.

موقع سقوط الصاروخ على ملعب لكرة القدم في قرية مجدل شمس (أ.ب)

لكن «حزب الله» نفى في بيان له أي علاقة له بالحادث.

وأفادت وسائل الإعلام اللبنانية بأن الحزب قد أخلى حوالي 100 من مواقعه في الضواحي الجنوبية لبيروت، معقل الحركة.

من جانبه، حث منسق الأمم المتحدة الخاص إلى لبنان وقائد قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بعد أن تسبب الهجوم في زيادة حدة التوتر.

وقال المسؤولان في بيان مشترك «نستنكر مقتل المدنيين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس. يجب حماية المدنيين في جميع الأوقات».

وطالب المسؤولان بالأمم المتحدة بوضع حد للتبادل المكثف والمستمر لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله». وقالا إن تبادل القصف قد يشعل صراعاً أوسع نطاقاً من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصورها.