تعكس «وثيقة الذكاء الاصطناعي» بين السعودية وأميركا التزامهما الراسخ بتعزيز الابتكار، والتقدم التقني، سعياً لشراكة أمن اقتصادي شاملة، وطويلة الأمد، لتعميق الالتزامات الأمنية المشتركة، وتعزيز الرخاء الاقتصادي عبر توظيف التقنيات المتقدمة، والمستقبلية، لما فيه المنفعة المتبادلة للبلدين.
ووقَّع وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي ماركو روبيو، وثيقة الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي بين البلدين، على هامش زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، لواشنطن. ووصف بيان مشترك، الأربعاء، هذه الخطوة بـ«التاريخية»، مشيراً إلى أنها تؤسس لمرحلة جديدة في علاقتهما الاستراتيجية.
وأوضح البيان أن هذه الشراكة تشمل توفير أشباه الموصلات المتقدمة، وبناء وتطوير البنى التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي، وتطوير التطبيقات، وتنمية القدرات الوطنية، وتوسيع الاستثمارات النوعية بين الجانبين في هذه المجالات، والتي بدورها ستسهم في تعزيز الإنتاجية، والابتكار، والنمو والازدهار، وتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية للبلدين.
وتستثمر الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي المزايا التنافسية للسعودية، المتمثلة في وفرة الأراضي، ومصادر الطاقة، والموقع الجغرافي، لبناء تجمعات للتقنيات تلبي الطلب المحلي، والإقليمي، والعالمي لخدمات الذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، كما تستفيد من المنظومة التقنية النوعية لدى الولايات المتحدة بوصف أنها محرك للنمو الاقتصادي.
ونوَّه الجانبان بأهمية هذه الشراكة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الشركات السعودية والأميركية في تقنيات المستقبل، والتي تؤسس لتطوير حلول مبتكرة، وواعدة في مختلف القطاعات الحيوية، مثل الصحة، والتعليم، والطاقة، والتعدين، والنقل.
من جهته، قال الدكتور عبد الله الغامدي، رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، إن توقيع هذه الوثيقة «خطوة مهمة في مسيرة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وتدفع بها نحو آفاق أرحب في مجال التقنيات المتقدمة بدعم من الأمير محمد بن سلمان، الذي يحرص على الارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي».
وأضاف الغامدي أن البيان اشتمل على عدة مرتكزات مهمة في الذكاء الاصطناعي ستدعم السعودية في الاستمرار بتطورها وتقدمها في المؤشرات العالمية ذات الصلة، وتعزيز الإنتاجية والابتكار في كلا البلدين، لافتاً إلى أن المملكة تسير بخطى ثابتة في هذا المجال، لجعلها مركزاً عالمياً له، عبر جهود عديدة تتمثل في دعم الابتكار، وتكامل الذكاء الاصطناعي في الخدمات الحكومية، وتدريب الكفاءات الوطنية، وتنويع الاقتصاد الوطني، مع التركيز على البحث والتطوير، وتعزيز البنية التحتية الرقمية، والمشاركة في المبادرات العالمية.

