تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم (الخميس) بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية على يد الإمام محمد بن سعود عام 1727. وهي الذكرى التي ربطت الأجيال السعودية بتاريخ دولتها الممتد لـ3 قرون والزاخر والمتنوع بموضوعاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية.
وتقدم «الشرق الأوسط» بالمناسبة ملفاً خاصاً يتضمن تحقيقات ومقالات ومقابلات تتناول الظروف والتحولات السياسية والثقافية التي استدعت ولادة دولة مركزية في الجزيرة العربية على يد الإمام المؤسس، بالإضافة إلى طرح أسئلة الهوية والتراث والمجتمع والمنجز الحضاري للدولة السعودية الأولى.
ويولي الملف أيضاً أهمية للبحث في النواحي الاجتماعية وممارسة الحياة اليومية للناس العاديين في زمن الدولة السعودية الأولى الذي يعدّ من أهم دراسات علم الاجتماع المعاصر، لأن ذلك من مقاييس المجتمع المنجز للهوية والثقافة والتراث والقيم. فالمجتمع السعودي، قبل ضمّ بلدانه للدولة السعودية وبعدها، يعيش حياته اليومية بقوة العادات والتقاليد والتعاون، ويقوم نشاطه على الزراعة والرعي والتجارة والعلم والمهن والصناعات البسيطة، وكان لذلك دور كبير في تجانس المجتمع وضبط دورة حياته. فنشأت الحاجة لدولة مركزية قوية، تفرض الأمن والاستقرار وتبني صلات مع محيطها القريب والبعيد وهو ما تم على يد الإمام المؤسس.
وهنا يأتي الملف على كيفية تكوين شخصية «القائد البطل» وتفسير خصال هذه الشخصية وتأثير الظرف الزمني أو المكاني في نشأتها، من دون إغفال سرد قصة مقولة «فاتت يا ونيان» الشائعة في الجزيرة العربية ويقصد بها التنبه إلى أمر بعد فوات الأوان. ولهذه القصة تفاصيل واقعية بأبطال حقيقيين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحصار الدرعية وخروج الإمام منها أسيراً بعد أن استسلم لينقذ ما تبقى من مدينته وأبنائها... وحتى مقتله في إسطنبول.