كشف الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن قطاع الرياضات الإلكترونية في المملكة أصبح أحد أسرع القطاعات نمواً، ليس فقط من حيث حجم الاستثمارات والمشاريع، بل أيضاً من حيث ما يخلقه من فرص عمل للشابات والشباب السعوديين.
وأوضح أن الصورة تغيّرت كثيراً خلال سنوات قليلة، قائلاً: «في عام 2018 لم يكن لدينا سوى شركة واحدة فقط متخصصة في صناعة الألعاب، أما اليوم فقد وصل العدد إلى 35 شركة، واللافت أن كثيراً منها حين تدخل السوق تبدأ بطلب موظفين سعوديين. هذا بحد ذاته يثبت أننا نجحنا في تمهيد الطريق لشبابنا ليكونوا جزءاً أساسياً من هذه الصناعة العالمية».
️| الأمير فيصل بن بندر رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»:-⁃ قطاع الرياضات الإلكترونية خلق فرص عمل للشباب السعوديين، في 2018 كان يوجد شركة صناعة ألعاب واحدة والآن أصبحت 35 وكثير منها حين تدخل السوق تطلب موظفين سعوديين pic.twitter.com/8KersallHJ
— الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) August 24, 2025
وأضاف الأمير فيصل أن النجاحات التي تحققت في السنوات الماضية لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة عمل منهجي واستراتيجية واضحة، مشيراً إلى أن انعقاد مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة في نسخته الأخيرة لم يكن مجرد حدث، بل منصة لإنتاج مشاريع ومبادرات ذات أثر ملموس. وقال: «لو كنا أنتجنا مشروعاً واحداً فقط من هذا المؤتمر لاعتبرناه نجاحاً، لكننا تجاوزنا ذلك، وأنتجنا أكثر من مشروع استراتيجي. كل خطوة نتخذها اليوم تُرسّخ مكانة السعودية في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، ونحن نعمل على أن تكون المملكة المركز والأساس لهذه الصناعة المتنامية».
وتحدث عن الفروقات بين النسخة السابقة والنسخة الحالية من البطولة العالمية، لافتاً إلى أن الدعم اللامحدود الذي يحظى به القطاع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى مشاركة الوزراء كافة، بمن فيهم الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، والأمير فهد بن جلوي، شكّل عاملاً حاسماً في القفزة النوعية التي شهدتها الفعاليات.
وأوضح بالأرقام حجم هذا النمو، قائلاً: «في العام الماضي استضفنا 1500 لاعب من 80 دولة، وحضر البطولة 2.6 مليون شخص. أما هذا العام فقد ارتفع العدد إلى 2000 لاعب من دول أكثر من النسخة السابقة، بينما سجلت المشاهدة العالمية في الموسم الماضي نحو 500 مليون شخص حول العام، وهذا العام تجاوزنا الرقم، وهو رقم ضخم بكل المقاييس. أضف إلى ذلك أننا بثثنا أكثر من 250 ساعة من المنافسات عبر الإنترنت».
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن البطولة لم تتوقف عند هذا الحد، بل واصلت التوسع على مستوى الألعاب واللاعبين المحترفين، مبيناً: «في النسخة الماضية شاركنا بـ22 لعبة، أما هذا الموسم فقد وصل العدد إلى 25 لعبة. كما زاد عدد اللاعبين المحترفين المشاركين، وهو ما يعكس النمو الطبيعي للمنافسات». وأكد أن الطموح للمستقبل أكبر من ذلك بكثير، مضيفاً: «نحن نسعى إلى أن يكون الموسم المقبل أفضل وأوسع من حيث حجم المشاركة والنمو، وسنواصل البناء على ما تحقق من أجل الوصول إلى مستويات أعلى».
️| الأمير فيصل بن بندر رئيس الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»:-- إذا أنتجنا مشروع فقط في مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة سنعتبره نجاح لكننا أنتجنا أكثر من مشروع وفي كل خطوة نتخذها نؤسس مكانة السعودية في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية... pic.twitter.com/FYXX9uGza0
— الشرق الأوسط - رياضة (@aawsat_spt) August 24, 2025
وتوقف الأمير فيصل عند البعد الاستراتيجي لـ«رؤية المملكة» في هذا المجال، فقال: «استراتيجيتنا في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية تقوم على أن تكون السعودية هي المركز العالمي لهذا القطاع. هناك دول عديدة تراقب ما نقوم به وتسعى لمعرفة تفاصيل التجربة السعودية؛ لأنها ترى فينا نموذجاً يحتذى به. نحن نسير بخطى واثقة نحو أن تكون السعودية عاصمة الألعاب والرياضات الإلكترونية على مستوى العالم».
بهذا التصريح، عكس الأمير فيصل بن بندر بن سلطان، ليس فقط الإنجازات التي تحققت حتى الآن، بل أيضاً ملامح المستقبل الذي تتطلع إليه المملكة، حيث يتحول الحلم إلى مشروع استراتيجي، والمشروع إلى صناعة رائدة، ترسّخ مكانة السعودية في قلب الخريطة العالمية للرياضات الإلكترونية.


