ما المكاسب الاقتصادية التي ستجنيها السعودية من مونديال 2034؟

خبراء: قطاعات السياحة والنقل والتشييد ستولِّد آلاف الوظائف لأبناء الوطن

نجوم عالميون وضعوا بصمتهم في بطولات ومباريات عالمية سابقة استضافتها السعودية (الشرق الأوسط)
نجوم عالميون وضعوا بصمتهم في بطولات ومباريات عالمية سابقة استضافتها السعودية (الشرق الأوسط)
TT

ما المكاسب الاقتصادية التي ستجنيها السعودية من مونديال 2034؟

نجوم عالميون وضعوا بصمتهم في بطولات ومباريات عالمية سابقة استضافتها السعودية (الشرق الأوسط)
نجوم عالميون وضعوا بصمتهم في بطولات ومباريات عالمية سابقة استضافتها السعودية (الشرق الأوسط)

كشف خبراء مختصون في الاقتصاد الرياضي عن أن بطولة كأس العالم التي ستستضيفها المملكة في عام 2034 سيكون لها أثر اقتصادي وسياحي هائل، بل يتخطى ذلك إلى مكاسب كبرى للبلاد خلال السنوات العشر المقبلة التي تسبق المونديال وما بعدها.

وحسب تقرير نشرته «ستراتيجك جيرز»، فقد حصد مونديال قطر عام 2022 مبلغ «17 مليار دولار»، وحقق مونديال روسيا 2018 مبلغ «14 مليار دولار»، فيما تفوق عليه مونديال البرازيل 2014 بمبلغ «15 مليار دولار»، أما مونديال جنوب أفريقيا 2010 فكانت عوائده المالية «12 مليار دولار»، وأخيراً مونديال ألمانيا 2006 الذي حصد «14 مليار دولار».

ويرصد هذا التقرير المؤشرات الإيجابية والأرقام في آخر «5» نسخ من بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وقال الدكتور أيمن فاضل، عضو مجلس الشوري وعميد كلية الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة سابقاً، إن الأثر الاقتصادي لكأس العالم على المملكة سيكون كبيراً، نظراً لمشاركة 48 منتخباً حول العالم، حيث سيحقق مكاسب في الجانب السياحي والنقل والسكن وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا الجانب، إذ سيصل المسؤولون والجماهير من جميع أنحاء المعمورة لمتابعة هذا الحدث الكروي الكبير.

قطاعات عدة ستستفيد من استضافة الحدث الكروي الكبير في السعودية (الشرق الأوسط)

وأضاف فاضل، الذي ترأس النادي الأهلي السعودي سابقاً: «كما تابعنا الأرقام الأخيرة من استضافة دولة قطر الشقيقة في عام 2022 وكيف أن الأرقام وصلت إلى 17 مليار دولار بعدد المنتخبات الأقل وفي مساحة جغرافية أصغر، فهذا يعني بكل تأكيد أن الآثار الاقتصادية الواضحة والمباشرة لاستضافة السعودية كأس العالم ستكون كبيرة وبارزة ولا تتوقف على جانب معين، بل ستكون لها مكاسب على المدى البعيد، وهي من أسس الرؤية التي وضعتها القيادة الحكيمة الهادفة أن تكون المملكة وجهة سياحية وعالمية بارزة ويسهم الجانبان الرياضي والسياحي في اقتصاد الوطن».

وبيَّن فاضل أن أهم الأهداف يكمن في خلق فرص عمل ووظائف جديدة خلال عشر سنوات في قطاع الملاعب والفنادق والنقل وغيرها، وسيستمر الازدهار، ومع الوقت سيكون أكبر، كما أن التعريف بالسياحة السعودية سيكون واسعاً بالموازاة مع مشاركة 48 منتخباً، فهذا يعني توسع رقعة الجانب السياحي وتنوعه.

الملاعب المونديالية الجديدة في المملكة ستولد آلاف الوظائف في قطاع التشييد والانشاء (الشرق الأوسط)

وشدد فاضل على أن الأرقام التي أُعلن عنها في مونديال قطر من حيث المكاسب التي وصلت إلى 17 مليار والتي زادت عمَّا قبلها في دول أخرى خلال آخر خمس نسخ على الأقل، تعطي مؤشراً تصاعدياً إيجابياً بشأن تضاعف هذا العدد في ظل قوة شرائية أفضل والأثر المستقبلي الدائم.

‫فيما أوضح الدكتور عبد الله المغلوث، عضو جمعية الاقتصاد السعودية، أن العالم سيكون على موعد مع «نسخة استثنائية وغير مسبوقة من بطولة كأس العالم لكرة القدم، من خلال تسخير نقاط قوتنا وقدرتنا لإسعاد مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم».

وقال: «الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، أكد أن تلك النسخة التي تأتي تحت شعار (ننمو معاً)، تجسد الرابط بين المملكة وشعبها وكرة القدم العالمية، عبر تنمية لعبة كرة القدم، وتوسيع فوائدها في المملكة وكل جزء من العالم».‬

المملكة اكتسبت خبرة كبيرة في مجال السياحة والفندقة خلال السنوات الأخيرة (الشرق الأوسط)

وتابع أنه من خلال تدشين وتحديث 15 ملعباً على الطراز العالمي، موزَّعة على 5 مدن هي: الرياض، والخبر، وجدة، ونيوم، وأبها، إضافةً إلى 10 مواقع أخرى، تستعدّ المملكة لاستضافة كأس العالم 2034، الذي سيكون حدثاً استثنائياً سيفد إليه المشاركون ومشجعو اللعبة إلى المملكة من خلال 16 مطاراً دولياً، وتعمل الرياض على إنشاء بعضها وتحديث أخرى، والـ15 ملعباً المقترحة في 5 مدن مضيفة تتنوع بين مزيج من 4 ملاعب قائمة، و3 قيد الإنشاء و8 ملاعب جديدة مخطط لها.

وقال: «صُمّمت المنشآت جميعها لتلبية احتياجات البنية التحتية طويلة الأجل في المملكة، وستضم المدن المضيفة الخمس موقعَين مقترحين لمهرجان مشجعي (فيفا)، فيما جرى اقتراح 10 مواقع مضيفة أخرى لدعم معسكرات الفريق الأساسية. ليس هذا فحسب، بل إن المملكة التي تعدّ الدولة الوحيدة التي تستضيف بطولة كأس العالم بمفردها بالشكل الجديد، تعمل على خطط شبكة السكك الحديدية التي تربطها مع دول الخليج؛ لتسهيل تنقل المشجعين والفرق المشاركة، وبينا ستُقام مباراتا الافتتاح والنهائي لكأس العالم 2034 في العاصمة الرياض، فإن أبعد مسافة يقطعها المشجع في المملكة تستغرق ساعتين».

ومن المتوقع أن تسهم استضافة كأس العالم في جذب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم، مما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنفاق السياحي وتعزيز القطاع السياحي في المملكة. وفقاً لملف ترشح السعودية، سيتم تطوير 230 ألف غرفة فندقية موزعة على المدن المستضيفة للحدث، وهي: الرياض، وجدة، والخبر، وأبها، ونيوم. هذا الاستثمار في البنية التحتية سيعزز من قدرة المملكة على استقبال الزوار ويوفر فرص عمل جديدة.

علاوة على ذلك، ستلعب استضافة كأس العالم دوراً محورياً في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تشمل خطط الاستضافة بناء 11 ملعباً جديداً بمواصفات عالمية وتطوير 15 ملعباً آخر.

وقال أحمد الراشد، المستثمر في الجانبين الرياضي والسياحي، إن «النقلة الكبيرة التي حدثت للمملكة لها أثر اقتصادي واضح بدأ من الآن، إذ إن هناك تنظيماً لوفود جماهيرية من دول العالم كافة لمتابعة مباريات في الدوري السعودي يشارك فيها نجوم عالميون يتقدمهم كريستيانو رونالدو أو غيره من النجوم في الأندية السعودية، إذ إن هناك وفوداً كبيرة تأتي من أجل حضور مباراة أو أكثر والإقامة في المملكة لعدة أيام والصرف المالي في فترة وجودها، وهذا أثر اقتصادي وسياحي ملموس نتابعه ونتعامل معه عن قرب بحكم تخصصنا».

الاستدامه ومراعاة البيئة عنصر أساسي ستعمل على ضوءه المملكة لاستضافة كأس العالم 2034 (الشرق الأوسط)

وأضاف الراشد، الذي تولى في سنوات مضت لجنة الاستثمار الرياضي في غرفة الشرقية فضلاً عن مناصب أخرى تتعلق بالاستثمار والرياضة والمناصب الرسمية الرياضية: «في المنطقة الشرقية مثالاً حيث ترتبط بمنافذ برّية مع عدد من دول الخليج، يحضر المشجعون من الدول الشقيقة براً ويقيمون ويتسوقون ويحضرون المباريات الكبيرة ثم يغادرون إلى بلدانهم، وهؤلاء المشجعون لهم أثر واضح في تشغيل الفنادق وكذلك التسوق والاستفادة من جوانب اقتصادية أخرى وتنشيطها، وهذا يظهر بشكل واضح حينما تأتي الفرق الجماهيرية الكبيرة للمنطقة الشرقية لوجود نجومها، فكيف إذا كان الحال يتعلق بحضور الجماهير من حول العالم لمباريات تقام في العاصمة الرياض أو مدينة جدة أو غيرها من المدن عبر الطيران أو غيره، وكم سيكون الأثر الاقتصادي الذي يمثلونه؟».

وزاد بالقول: «في دول العالم أيضاً بحكم أنني أسافر على الدوام وأستقر لفترات في بعض الدول الأوربية الكبيرة، هناك منتجات لأندية سعودية بدأت تظهر بشكل كبير هناك في الأسواق مثل قمصان اللاعبين النجوم التي تحمل شعارات أندية سعودية يلعب لها هؤلاء النجوم مثل رونالدو أو بنزيمة أو نيمار أو غيرهم من النجوم حيث توجد هذه المنتجات، خصوصا التيشيرتات، وقد جرى ارتداؤها في الأماكن العامة والأسواق، وهذا ترويج بكل تأكيد للدوري السعودي والمنافسات السعودية التي تحظى بمتابعة واسعة وتتسابق وسائل الإعلام العالمية على نقل أحداثها وأخبارها».

ورأى أنه إذا كان الأثر ظهر من الآن، فكيف سيكون الحال خلال عشر سنوات، حيث إن الجانب التسويقي سيكون أكبر وحجم المشاريع سيكون عملاقاً، إذ إن كبرى الشركات العالمية التي ستشارك في بناء الملاعب والمنشآت ستكون في المناطق التي تقام فيها المشاريع، وهذا سيعني صرفاً أكبر وحركة اقتصادية نشطة جداً من حيث شراء وإيجار المنشآت، للسكن والإقامة فيها، وكذلك الغذاء، وغيره، وكل هذا ينعكس بكل تأكيد على الاقتصاد بشكل إيجابي.

وبيَّن أن هناك شركات سياحية كبيرة بدأت تنشط نحو التعاون مع شركات سياحية في المملكة لتنظيم رحلات فردية وجماعية نحو المملكة لحضور مباريات معينة، والجميع شاهد كيف كان الحضور للشخصيات الشهيرة والكبيرة في مباراة الاتحاد والنصر الدورية الأخيرة، وهذا يسجل أيضاً للعمل الكبير الذي تقوم به هيئة الترفيه التي يقودها المستشار تركي آل الشيخ، مبيناً أن العمل بين وزارة الرياضة التي يقودها الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، ووزارة السياحة التي يقودها أحمد الخطيب، جميعها دورها تكاملي وفي مصلحة واحدة، وله أثر إيجابي كبير تظهر نتائجه بشكل مستمر وواضح.

أما فارس المفلح المستثمر في المجال الرياضي والمختص بالشؤون الإدارية والمالية، فقد بيَّن أن الآثار ستكون كبيرة على كل نواحي الحياة لكون الاقتصاد يمثل العصب الرئيسي في كل نواحي الحياة والنهوض بالدول وتعزيز بنيتها التحتية.

وبيَّن أن المطارات ستتوسع وتتطور، والملاعب ستكون أكبر وبمواصفات عالية وبيئة اكثر جذباً ومهيأة للاستثمار فيها، كما أن الشركات الكبرى التي ستتولى إنشاء هذه المشاريع سيكون لها صرف ومشتريات تنعكس على بقية القطاعات، حيث إن الصرف الحكومي سيتضاعف ويتم جني النتائج بشكل مستمر ضمن أطر زمنية معينة تتخطى حتى بعد نهاية هذا الحدث الكبير كما هو حاصل في الدول التي استضافت كبرى المنافسات العالمية.

وأشار إلى أن قطاعات الفنادق والسكن والمطاعم وغيرها ستشهد نهضة وتطوراً وتوسعاً وستأخذ نصيبها بكل تأكيد.

كما أن شركات الطيران المحلية سترتفع إيراداتها بشكل كبير، كما حصل مع «طيران» القطرية، الناقل الرسمي لمونديال (2022) بقطر، إذ ارتفعت الأرباح لما يفوق المليار و200 مليون دولار، وكل من له علاقة بالأحداث الرياضية أو الجانب السياحي سيكون له نصيب من هذا الحدث.

وأشار إلى أن السعودية ستكون أول دولة في العالم تستضيف العدد الكبير من المنتخبات في دولة واحدة، حيث إنه بعد رفع المنتخبات هذا العدد ستكون البطولات في عدة دول بالمشاركة في النسختين القادمتين (2026) و(2030)، وهذا يمثل جانباً مهماً في تنشيط السياحة ورفع المداخيل في هذا الجانب بما يتوافق مع رؤية المملكة (2030) لتكون السياحة رافداً أساسياً من روافد الاقتصاد الوطني السعودي.

وأوضح أن الأرقام التي يعلنها «فيفا» من جانبه بشأن الأرباح التي تحققها المنظمة الدولية القائمة على كرة القدم أو الدول التي تستضيف هذه الأحداث، يؤكد أن المكاسب كبيرة جداً إلا أن المملكة تسعى لمكاسب أكبر من الجانب المادي على المديين القريب والبعيد.

وأشار إلى أن المملكة ستستضيف قبل كأس العالم بطولة كأس آسيا (2027)، وهي من البطولات التي ستكون لها مداخيل اقتصادية عالية، صحيح أنها لا تقارَن بمداخيل كأس العالم إلا أنها مهمة.

كما أوضح أن وجود النجوم العالميين في الدوري السعودي أثَّر بشكل واضح في الجانب الاستثماري والإعلانات التي بدأت تظهر بشكل أكبر في المساحات الرياضية، عدا استضافة أحداث رياضية من بينها بطولات سوبر تشارك بها فرق عالمية كبيرة من دول متقدمة كروياً، وكذلك الأحداث المتعلقة بعدة ألعاب رياضية، وكثير من الإيجابيات التي تظهر جراء الدعم الحكومي الكبير للقطاع الرياضي.


مقالات ذات صلة

بيسجروف: تعاقد القادسية مع رودغرز «خطوة استراتيجية»

رياضة سعودية رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)

بيسجروف: تعاقد القادسية مع رودغرز «خطوة استراتيجية»

وصف الاسكوتلندي جيمس بيسجروف، الرئيس التنفيذي لنادي القادسية، خطوة التعاقد مع المدرب الشمال آيرلندي بريندان رودغرز بـ«الاستراتيجية والطموحة».

سعد السبيعي (الخبر)
رياضة سعودية مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

رودغرز: «التحدي» دفعني لقبول تدريب القادسية

كشف الآيرلندي الشمالي بريندان رودغرز، المدير الفني الجديد لفريق القادسية، عن طموحه في قيادة الفريق الشرقاوي للفوز بالألقاب.

سعد السبيعي (الدمام)
رياضة سعودية رونالدو وفيليكس سجلا هدفي النصر (موقع النادي)

النصر يتعادل «ودياً» مع الفتح

تعادل النصر مع الفتح (2 - 2)، في اللقاء الودي الذي أُقيم ضمن برنامج الإعداد خلال فترة توقف منافسات الدوري السعودي.

أحمد الجدي (الرياض )
رياضة سعودية من المواجهة الودية التي جمعت الهلال ونيوم (نادي الهلال)

الهلال يخسر ودية نيوم قبل مواجهة الشارقة «آسيوياً»

خسر الهلال ثاني لقاءاته الودية خلال فترة التوقف وذلك أمام فريق نيوم بنتيجة 1-2، في ختام تحضيرات أزرق العاصمة لاستكمال منافسات الموسم الكروي.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية السنغالي إدوارد ميندي باقٍ مع الأهلي حتى 2028 (الدوري السعودي)

الأهلي يعلن تجديد عقد حارسه السنغالي ميندي

أعلن النادي الأهلي تجديد عقد حارس مرمى فريق كرة القدم الأول السنغالي إدوارد ميندي ليستمر حتى عام 2028 مع النادي.

«الشرق الأوسط» (جدة)

السعودية: نابولي وميلان يدشنان الصراع على لقب «السوبر الإيطالي»

مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)
مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية: نابولي وميلان يدشنان الصراع على لقب «السوبر الإيطالي»

مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)
مودريتش قائد الميلان لدى وصوله مطار الرياض (الشرق الأوسط)

تشهد العاصمة السعودية الرياض، الخميس، انطلاق منافسات بطولة «كأس السوبر الإيطالي» العريقة، في سادس نسخة تستضيفها المملكة بعد واحدة في جدة وأربع في الرياض.

وستشهد النسخة الـ38 مشاركة أربعة من أبرز أندية الكرة الإيطالية، هي نابولي، وإيه سي ميلان، وبولونيا، وإنتر ميلان، في مواجهات حاسمة تجمع نخبة فرق «الكالتشيو». وسيحتضن ملعب «الأول بارك» البطولة الإيطالية في سادس نسخة على أرض المملكة.

وتُفتتح البطولة بمواجهة مرتقبة تجمع نابولي، بطل الدوري الإيطالي للموسم الماضي، بغريمه إيه سي ميلان، حيث يسعى نابولي لتأكيد تفوقه المحلي، فيما يدخل ميلان المواجهة بصفته حامل لقب النسخة الماضية، التي توّج بها في الرياض مطلع العام، ما ينذر بنصف نهائي قوي.

ويستكمل الدور نصف النهائي الجمعة عندما يلتقي بولونيا بطل كأس إيطاليا في أول مشاركة له في البطولة بنظامها الجديد، مع إنتر ميلان وصيف الدوري الإيطالي، في صراع لحجز بطاقة التأهل إلى النهائي المقرر إقامته يوم 22 ديسمبر (كانون الأول)، لتحديد بطل النسخة الحالية.

وجاءت الاستضافة السعودية الأولى لكأس السوبر الإيطالي في عام 2018، بمدينة جدة، وتحديداً ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية (الجوهرة المشعة)، الذي احتضن المباراة النهائية بين فريقي يوفنتوس وإيه سي ميلان، وكسب فيها «البيانكونيري» اللقب بنتيجة 1-0 بهدف سجله النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي كان يلعب ليوفنتوس آنذاك.ولعبت ثاني نسخ كأس السوبر الإيطالي في السعودية عام 2019، حينما استضافت العاصمة الرياض المباراة النهائية بين لاتسيو ويوفنتوس، على أرض ملعب جامعة الملك سعود (الأول بارك حالياً)، والتي تمكن فيها لاتسيو من الفوز باللقب بعد فوزه على يوفنتوس بنتيجة 3-1.

أما ثالث كأس سوبر إيطالية في السعودية، فكانت عام 2022 وجمعت قطبي مدينة ميلانو إيه سي ميلان وغريمه التقليدي إنتر ميلان، وتمكن الأخير من الانتصار بثلاثة أهداف دون مقابل، متوجاً نفسه بالكأس على أرض ملعب مدينة الملك فهد الرياضية في الرياض.

لاعبو نابولي يتلقون الضيافة السعودية (الشرق الأوسط)

وفي رابع نسخ كأس السوبر الإيطالي في السعودية، التي استضافتها الرياض عام 2023، تغير نظام البطولة وبات يشارك فيها 4 فرق لأول مرة، تلعب فيها مباراتا نصف نهائي يتأهل الفائز منهما إلى المباراة النهائية، حيث شاركت فيها أندية فيورنتينا ونابولي وإنتر ميلان ولاتسيو. وتقابل أولاً نابولي وفيورنتينا في نصف النهائي الأول وفاز بالمباراة نابولي بنتيجة 3-0، أما في نصف النهائي الثاني فانتصر كذلك إنتر ميلان بنفس النتيجة على لاتسيو، ليتقابل نابولي وإنتر ميلان في المباراة النهائية التي كسبها «النيراتزوري» بنتيجة 1-0 على ملعب «الأول بارك»، محققاً لقبه الثاني على التوالي في الأراضي السعودية.

وجاءت آخر نسخة في العام الماضي 2024، بمشاركة 4 فرق هي إنتر ميلان، وإيه سي ميلان، ويوفنتوس، وأتالانتا، حيث تقابل في نصف النهائي الأول فريقا إنتر ميلان وأتلانتا، وتمكن الإنتر من الفوز بنتيجة 2-0، أما في نصف النهائي الثاني، فقد تمكن فريق ميلان من إقصاء يوفنتوس بعد أن فاز عليه بنتيجة 2-1، ليتأهل «الروسونيري» للمباراة النهائية، مواجهاً غريمه التقليدي إنتر ميلان، الذي تمكن من الفوز عليه هو الآخر بنتيجة 3-2 متوجاً نفسه بلقب آخر كؤوس السوبر الإيطالية التي لعبت في السعودية، على ملعب «الأول بارك» في الرياض.


بيسجروف: تعاقد القادسية مع رودغرز «خطوة استراتيجية»

رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

بيسجروف: تعاقد القادسية مع رودغرز «خطوة استراتيجية»

رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)
رودغرز خلال زيارته الأولى لمقر نادي القادسية (تصوير: عيسى الدبيسي)

وصف الاسكوتلندي جيمس بيسجروف، الرئيس التنفيذي لنادي القادسية، خطوة التعاقد مع المدرب الشمال آيرلندي بريندان رودغرز بـ«الاستراتيجية والطموحة»، مؤكداً أن الاختيار جاء بعد عملية مفاضلة دقيقة.

وقال بيسجروف، في المؤتمر الصحافي الخاص بتقدم رودجرز مدرباً للقادسية: «نؤمن تماماً بأنها مناسبة مميزة للغاية ومحطة مهمة جداً في مسيرة نادي القادسية. نرحب ببريندان رودغرز مديراً فنياً جديداً للفريق الأول لكرة القدم، بدعم من مساعديه جون كينيدي وجاك ليونز».

وأضاف: «نرى أن التعاقد مع رودغرز يحمل طابعاً استراتيجياً واضحاً، كما نعدّه تعييناً طموحاً للغاية. لقد تحدثنا سابقاً بوصفنا نادياً عن طموحاتنا بأن نكون من الأندية الرائدة في المملكة وعلى مستوى قارة آسيا، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهو ما يعني بطبيعة الحال السعي مع مرور الوقت إلى تحقيق البطولات، والتأهل للمنافسات الآسيوية، ولكن الأمر يتجاوز ذلك أيضاً ليشمل التركيز على تطوير المواهب الشابة، وتنمية قاعدة جماهيرنا، وتعزيز ارتباطنا بالمجتمع».

وأكد: «بالنسبة لطريقة اللعب التي طُرحت علينا من جانب رودغرز، وجدنا أن هذا الأسلوب مناسب للمجموعة الموجودة لدينا، ويتماشى مع الإمكانيات المتوفرة في الفريق».

وتابع: «نحن على قناعة تامة بأن تعيين بريندان يتماشى بشكل كبير مع هذه الرؤية التي تتبناها إدارة النادي ومجلس الإدارة في نادي القادسية. لقد جاء هذا التعيين بعد عملية اختيار دقيقة ومدروسة بعناية، قادها المدير الرياضي للنادي كارلوس أنتون، إلى جانبي، وبالتعاون مع مجلس الإدارة».

وأردف: «أعتقد أننا محظوظون للغاية بالتعاقد مع مدرب يملك هذا القدر من الخبرة، والإنجازات، والسجل الحافل في كرة القدم الأوروبية. لقد أشرف، حسب ما نعلم، على أكثر من 800 مباراة في كرة القدم البريطانية، من بينها نحو 300 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، مع أندية مثل ليفربول، وليستر سيتي، وسوانزي، وسيلتيك، وحقق خلالها ألقاباً عديدة، مع تركيز واضح على تطوير الفرق، والعمل مع اللاعبين منذ المراحل السنية المبكرة وحتى أعلى المستويات».

وبسؤاله عن إقالة الإسباني ميشيل غونزاليس، علق قائلاً: «ما حققه مع القادسية يُعد أمراً استثنائياً، وسيظل دائماً محل تقدير، ولن ينساه الناس. ما قدمه كان عاملاً كبيراً، وكلنا نعرف أن لديه قدرة واضحة على التطوير، وكان بإمكانه أن يقدم الكثير للنادي، وهذا ما تحقق بالفعل، لكن بعد فترة رأينا أن الوقت قد حان للانتقال إلى مرحلة أعلى واتخاذ خطوة إلى الأمام».

وأتم: «جاء ذلك بعد تشاور مع كارلوس، ومع المسؤولين داخل النادي، حيث كان لهذا التشاور دور كبير في الوصول إلى القرار النهائي، ولذلك قررنا التوقيع مع المدرب رودغرز».


رودغرز: «التحدي» دفعني لقبول تدريب القادسية

مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
TT

رودغرز: «التحدي» دفعني لقبول تدريب القادسية

مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)
مدرب القادسية الجديد خلال المؤتمر الصحافي (تصوير: عيسى الدبيسي)

كشف الآيرلندي الشمالي بريندان رودغرز، المدير الفني الجديد لفريق القادسية، عن طموحه في قيادة الفريق الشرقاوي للفوز بالألقاب، مؤكداً أن حماسه الشخصي والرياضي هو ما دفعه لقبول تحدي القدوم إلى الدوري السعودي للمحترفين.

وقال رودغرز، في المؤتمر الصحافي لتقديمه مدرباً للقادسية خلفا للإسباني المُقال ميشيل غونزاليس: «إنه لشرف كبير أن أوجد هنا اليوم، فبعد رحيلي عن نادي سيلتيك، كانت فكرتي أن أرتاح لفترة، ولكن عندما تحدثت مع إدارة القادسية ورأيت الاستراتيجية والخطة الموضوعة، شعرت بالحماس على الصعيد الشخصي والرياضي لخوض هذا التحدي والقدوم إلى السعودية».

وأضاف مدرب ليفربول وليستر سيتي السابق: «لقد رأيت في النادي تنظيماً عظيماً ومسؤولين رائعين يملكون الطموح، وهذا يمنح النادي أفضلية لتحقيق أشياء مهمة».

وتابع: «ما أعد به هو الجودة في العمل. لدي خبرة 30 عاماً في مهنة التدريب، وهو ما سأحاول تطبيقه في الدوري السعودي. لدي طموح عالٍ مع القادسية لتحقيق الألقاب من خلال نهج اللعب الهجومي».

وأتم: «منهجي وفكرتي عن كرة القدم يمثلان مزيجاً من الكرة الإنجليزية والأوروبية. وإذا تابعتم الفرق التي دربتها خلال مسيرتي، فستلاحظون أفكاري الكروية وما يقدمه لاعبو فرقي من أداء على أعلى مستوى».