الصين تطلق حملة لمكافحة تهريب المعادن الأساسية

«المركزي» يشجع الدعم المالي للاستهلاك والتجارة

سيارات في أحد المحاور الرئيسة المزدحمة بالعاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
سيارات في أحد المحاور الرئيسة المزدحمة بالعاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
TT

الصين تطلق حملة لمكافحة تهريب المعادن الأساسية

سيارات في أحد المحاور الرئيسة المزدحمة بالعاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)
سيارات في أحد المحاور الرئيسة المزدحمة بالعاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

أطلقت الصين حملة خاصة لمكافحة تهريب المعادن الاستراتيجية، في إطار سعيها لتطبيق قيود التصدير التي فرضتها على مختلف المعادن المستخدمة في صناعات متنوعة، من الدفاع إلى الطاقة النظيفة.

وفي بيان صادر عن وزارة التجارة، الجمعة، أكدت بكين أنه «منذ أن فرضت الصين ضوابط على معادن مثل الغاليوم، والجرمانيوم، والأنتيمون والتنغستن، وبعض المعادن الأرضية النادرة، تواطأت بعض الكيانات الأجنبية مع مخالفي القانون المحليين للتهرب من قيود التصدير».

وأضاف البيان أن الحملة، التي أُعلن عنها في مؤتمر عُقد في مدينة شنتشن الجنوبية، تحث الإدارات الحكومية على استهداف أساليب التهرب الشائعة، مثل الإبلاغ الكاذب والإخفاء والتهريب وإعادة الشحن عبر دول ثالثة.

وعبر الحدود في هونغ كونغ، صادرت السلطات في مارس (آذار) الماضي شحنة من سبائك الأنتيمون بموجب مرسوم يُطبق على تصدير المواد الخاضعة للرقابة دون ترخيص. ولم يُقدّم أي تفسير لعملية الضبط.

وتم تصدير نحو 3.9 مليون كيلوغرام من الأنتيمون، بشقيه المشكل وغير المشكل، من الصين العام الماضي، إلا أن الشحنات توقفت تقريباً منذ سبتمبر (أيلول) الماضي عند تطبيق ضوابط التصدير.

وحتى أوائل أبريل (نيسان)، كانت الشحنة الوحيدة المصدرة هي شحنة وزنها 20 ألف كيلوغرام إلى اليابان في يناير (كانون الثاني) الماضي، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية.

في سياق منفصل، ذكر البنك المركزي الصيني في تقريره عن تنفيذ السياسة النقدية للربع الأول، الصادر الجمعة، أنه سيوجّه المؤسسات المالية لتوسيع دعمها للاستهلاك والتجارة الخارجية.

وأفاد التقرير بأن بنك الشعب الصيني سيحافظ على سيولة كافية، ويمنع مخاطر تجاوز سعر الصرف، ويواصل تعزيز اتجاه الاستقرار في سوق العقارات، ويدرس إطلاق توجيهات بشأن الدعم المالي للاستهلاك.

في غضون ذلك، واجهت أسهم الصين وهونغ كونغ صعوبة في استعادة زخمها، الجمعة، مقلصةً مكاسبها الأسبوعية، مع ترقب المستثمرين لمحادثات التجارة المرتقبة بين أكبر اقتصادين في العالم.

وانخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.3 في المائة، وتراجع مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 0.2 في المائة، بعد أن تحرك كلاهما في نطاقات ضيقة طوال التداولات. بينما أغلق مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ على ارتفاع بنسبة 0.3 في المائة بعد تذبذبه بين المكاسب والخسائر، ليقترب من أعلى مستوى له في خمسة أسابيع.

وساد الحذر بين المستثمرين قبيل محادثات التجارة الصينية - الأميركية التي تُعقد السبت في سويسرا، حيث من المتوقع أن يتخذ كبار المسؤولين الاقتصاديين والتجاريين من البلدين خطوات نحو تهدئة حرب الرسوم الجمركية التي أضرت بالاقتصاد العالمي.

وصرّح محللون في «مورغان ستانلي»، بمن فيهم لورا وانغ، بأن «خفض الرسوم الجمركية، في حال تحققه، سيكون بمثابة عامل إيجابي كبير للأسهم الصينية. ومع ذلك، نعتقد أن عملية التفاوض قد تكون طويلة، مع تقلبات صعودية وهبوطية... ننصح بمحفظة استثمارية متوازنة تضم أسماء شركات إنترنت خارجية عالية الجودة وذات رأسمال كبير، وشركات استهلاكية رائدة من الفئة (أ)».


مقالات ذات صلة

الجنيه الإسترليني يسجل أعلى مستوى منذ 2022

الاقتصاد أحد موظفي البنك يعد أوراق الجنيه الإسترليني في «بنك كاسيكورن» ببانكوك (أرشيفية - رويترز)

الجنيه الإسترليني يسجل أعلى مستوى منذ 2022

سجَّل الجنيه الإسترليني، يوم الجمعة، أعلى مستوياته في أكثر من 3 سنوات، متجهاً نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية له مقابل الدولار منذ أوائل أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا في مؤتمر صحافي بمكتبه في العاصمة طوكيو يوم الجمعة (أ.ف.ب)

توافق بين اليابان وأميركا على محادثات بناءة بشأن التعريفات الجمركية

قال رئيس الوزراء الياباني إنه أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأميركي، واتفقا على إجراء مناقشات «بنّاءة» في المحادثات المقبلة بشأن التعريفات الجمركية بينهما.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رافعة ترفع لفافة فولاذ في منشأة تيسنكروب بمدينة دويسبورغ (رويترز)

الاقتصاد الألماني ينمو بأعلى وتيرة منذ 2022

أظهرت بيانات رسمية نُشرت يوم الجمعة أن الاقتصاد الألماني، الأكبر في أوروبا، سجل نمواً بنسبة 0.4 في المائة في الربع الأول من عام 2025.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد متسوقون يتجولون في سوق بورو بلندن (رويترز)

الطقس المشمس يعزز مبيعات التجزئة في بريطانيا خلال أبريل

عزز الطقس المشمس مبيعات التجزئة البريطانية في أبريل (نيسان)، وزادت ثقة الأسر هذا الشهر، وفقًا لأرقام نُشرت يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع السادس

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة، مدفوعة بتراجع عوائد السندات وصدور بيانات اقتصادية إيجابية فاقت التوقعات، ما عزز معنويات المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الجنيه الإسترليني يسجل أعلى مستوى منذ 2022

أحد موظفي البنك يعد أوراق الجنيه الإسترليني في «بنك كاسيكورن» ببانكوك (أرشيفية - رويترز)
أحد موظفي البنك يعد أوراق الجنيه الإسترليني في «بنك كاسيكورن» ببانكوك (أرشيفية - رويترز)
TT

الجنيه الإسترليني يسجل أعلى مستوى منذ 2022

أحد موظفي البنك يعد أوراق الجنيه الإسترليني في «بنك كاسيكورن» ببانكوك (أرشيفية - رويترز)
أحد موظفي البنك يعد أوراق الجنيه الإسترليني في «بنك كاسيكورن» ببانكوك (أرشيفية - رويترز)

سجَّل الجنيه الإسترليني، يوم الجمعة، أعلى مستوياته في أكثر من 3 سنوات، متجهاً نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية له مقابل الدولار منذ أوائل أبريل (نيسان)، مدعوماً ببيانات مبيعات التجزئة البريطانية القوية بشكل مفاجئ، واستمرار قلق المستثمرين بشأن الأصول الأميركية.

وقد أسهم الطقس المشمس في تعزيز إنفاق المستهلكين البريطانيين خلال أبريل، إذ أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية بأن حجم مبيعات التجزئة ارتفع بنسبة 1.2 في المائة على أساس شهري، بعد تعديل طفيف للبيانات السابقة لتسجل زيادة قدرها 0.1 في المائة في مارس (آذار)، في حين كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.2 في المائة فقط. وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.5 في المائة هذا الأسبوع، مسجِّلاً أعلى مستوى له عند 1.3468 دولار، وهو الأعلى منذ 24 فبراير (شباط) 2022، تاريخ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى حينها إلى تدفق رؤوس الأموال نحو الملاذات الآمنة مثل الدولار، وفق «رويترز».

رغم ذلك، فإن قلق المستثمرين بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، الذي من المفترض أن يعزز الطلب على الدولار، تسبَّب في سحب رؤوس الأموال من الأسواق الأميركية، التي باتت الآن محوراً لحالة من عدم اليقين.

وقد أدى النهج غير المنتظم الذي يتبعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة على الشركاء التجاريين - وسط حالة من التردد في الاتفاقات وتفاصيلها - إلى خلق أكبر قدر من الغموض لدى المستثمرين منذ سنوات.

كما أن مشروع قانون الضرائب والإنفاق الواسع الذي يقوده ترمب، والذي من المرجح أن يزيد أعباء المالية العامة الأميركية من خلال إضافة تريليونات الدولارات من الديون، جعل المستثمرين أكثر حذراً تجاه السندات الحكومية طويلة الأجل، حتى خارج الولايات المتحدة؛ مثل السندات البريطانية.

وقد أدّى ارتفاع عوائد السندات الحكومية البريطانية إلى تعزيز جاذبية الجنيه الإسترليني لدى المستثمرين الأجانب، غير أن المخاوف المتعلقة بالمالية العامة تشير إلى أن المملكة المتحدة تسجِّل أعلى معدلات اقتراض حكومي بين الدول المتقدمة، حيث تجاوزت عوائد السندات لأجل 30 عاماً مستوى 5.5 في المائة يوم الجمعة، رغم تراجع فواتير الطاقة.

وفي هذا السياق، قالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في «إكس تي بي»: «تشير هذه الأرقام إلى أن السوق لا تزال مترددةً في إقراض المملكة المتحدة، ما دامت الحكومة غير قادرة على ضبط الإنفاق العام، حتى وإن أدى تراجع سقف أسعار الطاقة إلى خفض العوائد قصيرة الأجل صباح الجمعة».

وأضافت: «لطالما لعبت سوق السندات دوراً في توجيه السياسة المالية البريطانية، وربما تعيد هذا الدور الآن مع استمرار تقلبات أسواق السندات».

وعزَّز من أداء الجنيه الإسترليني هذا الأسبوع إعلان بريطانيا، يوم الاثنين، أهم إعادة ضبط لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي منذ خروجها من التكتل، حيث أُزيلت بعض الحواجز التجارية وتم تعزيز التعاون الدفاعي، كما طُرحت قضايا حساسة، مثل حقوق الصيد، للنقاش.

في الوقت ذاته، أظهرت بيانات، نُشرت يوم الأربعاء، أن معدل تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا ارتفع بوتيرة أسرع من المتوقع خلال أبريل، ما يحدّ من قدرة «بنك إنجلترا» على خفض أسعار الفائدة بسرعة لحماية وتيرة النمو.

وتُظهر توقعات سوق العقود الآجلة أن المتداولين يترقبون خفضاً لأسعار الفائدة البريطانية بنحو 38 نقطة أساس بنهاية العام الحالي - أي ما يعادل خفضاً واحداً بربع نقطة، مع احتمال بنسبة 50 في المائة تقريباً لخفض إضافي. ويقارن ذلك بتوقعات الأسواق لخفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو خلال الفترة نفسها.