سببت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة ضغوطاً على اليورو والدولارين الأسترالي والكندي في التعاملات المبكرة يوم الاثنين، على الرغم من أن التحركات كانت أقل دراماتيكية مقارنة بالتقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق الأسبوع الماضي بسبب الرسوم الجمركية.
وقال ترمب إنه سيعلن في وقت لاحق من اليوم عن فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 25 في المائة على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى رسوم جمركية متبادلة سيتم تطبيقها يوم الثلاثاء أو الأربعاء على جميع الدول، مع مطابقة معدلات الرسوم التي تفرضها كل دولة، وفق «رويترز».
وتزيد هذه التهديدات الأخيرة من حدة التوترات المرتبطة بالحرب التجارية العالمية، خاصة مع اقتراب تنفيذ الرسوم الجمركية الانتقامية التي تفرضها الصين على السلع الأميركية بدءاً من يوم الاثنين. وكان الدولار الكندي من بين أكبر الخاسرين بين عملات الأسواق المتقدمة؛ إذ ارتفع الدولار بنسبة 0.33 في المائة إلى 1.4347 دولار كندي، في حين لا يزال بعيداً عن المستوى القياسي وهو 1.4792 دولار كندي والذي سجله قبل أسبوع في أعقاب خطة ترمب السابقة لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع السلع الكندية، وهو المستوى الأضعف منذ أكثر من 20 عاماً.
وتراجع اليورو بنحو 0.5 في المائة في التعاملات الآسيوية، لكنه استقر لاحقاً عند 1.03125 دولار، بانخفاض طفيف بنسبة 0.14 في المائة. كما قلص الدولار الأسترالي خسائره المبكرة، ليظل منخفضاً بنسبة 0.13 في المائة عند 0.6269 دولار. وكان اليورو قد وصل إلى أدنى مستوى له في عامين عند 1.0125 دولار يوم الاثنين الماضي في ذروة المخاوف من التعريفات الجمركية، في حين تراجع الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى له في خمس سنوات عند 0.6086 دولار.
وفي تعليق على الوضع، قال لي هاردمان، كبير محللي العملات في بنك «إم يو إف جي»: «عادت الرسوم الجمركية لتكون في بؤرة الاهتمام. فقد شهد الأسبوع الماضي فترة راحة للأسواق بعدما امتنع ترمب عن رفع الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك، ولكن يبدو أن هذه الراحة كانت قصيرة الأجل». وأضاف أن المقترحات الخاصة بالرسوم الجمركية المتبادلة قد تكون أكثر إزعاجاً للتجارة العالمية والاقتصاد العالمي، حسب التفاصيل الدقيقة لهذا الإعلان.
من جهة أخرى، كان أكبر تحرك للعملات في السوق هو الين الياباني؛ إذ ارتفع الدولار بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 152.43 ين، مما يبدو كحالة من الإرهاق بعد أن شهدت العملة اليابانية قوة الأسبوع الماضي؛ إذ انخفض الدولار من فوق 155 يناً إلى أقل من 151 يناً.
أما اليوان الصيني فقد انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع مقابل الدولار، ليضعف إلى ما بعد مستوى 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ 20 يناير (كانون الثاني)؛ ما يعكس تزايد التوترات التجارية.
وبعيداً عن تأثيرات ترمب، سيتوجه تركيز المستثمرين إلى بيانات التضخم الأميركية المرتقبة يوم الأربعاء، بالإضافة إلى ظهور رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أمام مجلس النواب يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث من المتوقع أن تكون التعريفات الجمركية في دائرة الضوء. وأشار المحللون إلى أن هذه التعريفات قد تضخّم الضغوط التضخمية وتزيد من الضغوط على بنك الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة. وتشير الأسواق حالياً إلى إمكانية تخفيضات طفيفة في أسعار الفائدة هذا العام؛ إذ تتوقع الأسواق تخفيضاً يصل إلى 36 نقطة أساس، مقارنةً بـ42 نقطة أساس بعد تقرير الوظائف المتفائل يوم الجمعة.