اليوان والأسهم والعائدات الصينية تفتتح 2025 على هبوط قياسي

وسط مخاوف الاقتصاد والرسوم الجمركية الأميركية

صينيون يحتفلون بقدوم العام الجديد في مدينة ووهان وسط الصين (أ.ف.ب)
صينيون يحتفلون بقدوم العام الجديد في مدينة ووهان وسط الصين (أ.ف.ب)
TT

اليوان والأسهم والعائدات الصينية تفتتح 2025 على هبوط قياسي

صينيون يحتفلون بقدوم العام الجديد في مدينة ووهان وسط الصين (أ.ف.ب)
صينيون يحتفلون بقدوم العام الجديد في مدينة ووهان وسط الصين (أ.ف.ب)

سجل اليوان الصيني أدنى مستوى في 14 شهراً بأول يوم تداول بالعام الجديد، بينما هبطت الأسهم والعائدات على السندات الصينية، مما يسلط الضوء على المخاوف الزائدة بشأن اقتصاد الصين وحرب تجارية وشيكة قبل أن يبدأ دونالد ترمب رئاسته للولايات المتحدة هذا الشهر.

وبعد انزلاقه بنسبة 2.8 في المائة مقابل الدولار الأميركي في عام 2024، في عامه الثالث على التوالي من الخسائر، بدأ اليوان المحلي العام الجديد بهبوط جديد، حيث ضعف لفترة وجيزة إلى ما دون 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشر الأسهم الصيني الرئيس بنحو 3 في المائة يوم الخميس إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين، في حين انخفضت العائدات الصينية طويلة الأجل إلى مستويات منخفضة قياسية.

ونفذت الصين مجموعة من التدابير، بما في ذلك خفض أسعار الفائدة وقواعد أكثر مرونة حول شراء المنازل لإحياء الاقتصاد الغارق في أزمة العقارات والانكماش المستمر، لكنّ المستثمرين ينتظرون الإعلان عن تدابير أكثر تفصيلاً وقوة خلال الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني في مارس (آذار) المقبل.

وقال مينيو ليو، المتخصص بالاستثمار في أسهم الصين الكبرى في «بي إن بي باريبا» لإدارة الأصول: «أعتقد أن الفترة من بداية العام إلى نهاية الربع الأول ستكون أكثر غموضاً لأن الحدث السياسي الكبير التالي سيكون في مارس. ومن دون بيانات كلية قوية، وتسليم كلية وإعلان سياسي كبير في الشهرين الأولين، من المرجح أن يكون السوق أكثر تقلباً».

وجاء ضعف السوق الخميس على الرغم من تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ بتنفيذ سياسات أكثر استباقية لتعزيز النمو في عام 2025، ومع إطلاق البنك المركزي الصيني لجولة ثانية من عمليات تسهيلات المبادلة لدعم سوق الأسهم.

وانخفض اليوان المحلي إلى 7.31 مقابل الدولار عند افتتاح السوق. وقال متداول في أحد البنوك الصينية إن الصين بحاجة إلى مراقبة السياسات الأميركية عن كثب في ظل حكم ترمب، وتعديل التدابير المضادة وفقاً لذلك، بما في ذلك سياسات اليوان.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفات جمركية جديدة على الواردات الصينية، مما أبقى المستثمرين على حافة التأثير على الأصول المقومة باليوان.

وكتب ألفين تان، رئيس استراتيجية النقد الأجنبي في آسيا لدى «آر بي سي كابيتال ماركتس»: «ستكون سنة صعبة بالنسبة للعملات الآسيوية، مع تنصيب ترمب في غضون أقل من ثلاثة أسابيع».

وانعكس التشاؤم أيضاً في أسواق الأسهم والسندات الصينية يوم الخميس. وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني للأسهم القيادية منخفضاً بنسبة 2.9 في المائة، مسجلاً أضعف بداية له في العام الجديد منذ عام 2016، في حين انخفض مؤشر «هانغ سنغ» القياسي في هونغ كونغ بنسبة 2.2 في المائة. وتصدرت الأسهم المالية والتكنولوجية الانخفاضات في الصين، حيث انخفضت بنسبة 3.5 و4.3 في المائة على التوالي.

وجاءت التراجعات رغم أن البنك المركزي الصيني قال الخميس إنه أجرى الجولة الثانية من العمليات بموجب خطة تمويل تم إنشاؤها حديثاً بهدف دعم سوق الأسهم بمبلغ 55 مليار يوان (7.5 مليار دولار).

وتوفر العملية وصولاً أسهل لشركات الأوراق المالية المؤهلة وشركات الصناديق وشركات التأمين إلى التمويل لشراء الأسهم. وقال البنك المركزي إن عشرين مؤسسة شاركت في المزاد، وإن معدل الرسوم 10 نقاط أساس.

وواصلت العائدات الصينية تراجعها في العام الجديد، مما يعكس توقعات المستثمرين القاتمة ويزيد من ضغوط انخفاض قيمة اليوان. وانخفض عائد سندات الخزانة الصينية لأجل 30 عاماً إلى أقل من 1.9 في المائة، وهو أدنى مستوياته على الإطلاق يوم الخميس، في حين بلغ سعر العقود الآجلة لسندات الخزانة، التي تتحرك عكسياً مع العائدات، مستويات مرتفعة قياسية. وقال مدير استثمار في شركة وساطة مقرها شنغهاي: «سوق السندات هي الملاذ الآمن في سوق الأسهم المضطربة».


مقالات ذات صلة

النفط يقفز أكثر من 3 % مع شبح عقوبات جديدة على إيران وروسيا

الاقتصاد ناقلة النفط «سونيون» التي تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر قبل عدة أسابيع (أ.ب)

النفط يقفز أكثر من 3 % مع شبح عقوبات جديدة على إيران وروسيا

قفزت أسعار النفط يوم الجمعة مع تركيز المتعاملين على اضطرابات الإمدادات المحتملة في حالة فرض المزيد من العقوبات على روسيا وإيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوقون يخرجون من متجر «يونيكلو» في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

عائدات السندات اليابانية بأعلى مستوياتها في 14 عاماً

ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية القياسية إلى أعلى مستوى لها في نحو 14 عاما يوم الجمعة مع تزايد احتمالات رفع الفائدة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أوراق الجنيه الإسترليني (رويترز)

ثقة المتداولين في الجنيه الإسترليني تشهد أكبر تراجع منذ أزمة موازنة 2022

سجلت ثقة المتداولين في الجنيه الإسترليني أكبر انخفاض لها هذا الأسبوع منذ أزمة موازنة المملكة المتحدة في عام 2022، وفقاً لبيانات سوق الخيارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة جوية لمحطة حاويات بميناء هامبورغ (رويترز)

الفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة يقترب من مستوى قياسي

يقترب الفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة من مستوى قياسي قبيل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه، وفقاً لتحليل بيانات مكتب الإحصاء الألماني.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان

«الشرق الأوسط» (بكين)

إيرادات «تي إس إم سي» التايوانية تتجاوز توقعات السوق في الربع الأخير

شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
TT

إيرادات «تي إس إم سي» التايوانية تتجاوز توقعات السوق في الربع الأخير

شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)
شعار عملاق الرقائق التايواني «تي إس إم سي» في تاينان بتايوان (رويترز)

أعلنت «شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات المحدودة (تي إس إم سي)»، أكبر شركة لصناعة الرقائق التعاقدية في العالم، يوم الجمعة، إيرادات الرُّبع الأخير التي تجاوزت بسهولة التوقُّعات السوقية، وحققت تقديراتها الخاصة، بفضل الفائدة الناتجة عن الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي.

ووفق حسابات «رويترز»، بلغت إيرادات الشركة في الفترة من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2024 نحو 868.42 مليار دولار تايواني (26.36 مليار دولار)، متفوقة على تقديرات «إل إس إي جي» التي كانت 853.57 مليار دولار تايواني (25.90 مليار دولار) استناداً إلى توقعات 23 محللاً. وهذا يمثل نمواً بنسبة 34.4 في المائة على أساس سنوي، مقارنة بإيرادات بلغت 19.62 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتعدّ هذه الأرقام خطوة مهمة في استراتيجية «تي إس إم سي»، التي تضم عملاء رئيسيين مثل «أبل» و«إنفيديا»، حيث كانت الشركة في طليعة المسيرة نحو الذكاء الاصطناعي، مما ساعدها على تجاوز تأثير تراجع الطلب - الذي نتج عن جائحة «كورونا» - على الرقائق المستخدَمة في الإلكترونيات الاستهلاكية مثل الأجهزة اللوحية.

وفي أحدث مكالمة مع المستثمرين بعد الإعلان عن نتائج أرباحها المالية في أكتوبر، توقَّعت «تي إس إم سي» أن تتراوح إيرادات الرُّبع الأخير بين 26.1 مليار دولار و26.9 مليار دولار. وفي ديسمبر وحده، أعلنت الشركة زيادة في الإيرادات بنسبة 57.8 في المائة على أساس سنوي، ليصل إجمالي الإيرادات إلى 278.16 مليار دولار تايواني.

ولم تقدم الشركة تفاصيل إضافية في بيان الإيرادات، لكنها أكدت أن طفرة الذكاء الاصطناعي كانت عاملاً رئيسياً في تحقيق هذه النتائج القوية. وفي هذا السياق، أعلنت شركة «فوكسكون» التايوانية، إيرادات قوية في الرُّبع الأخير؛ نتيجة للطلب المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تجاوزت «فوكسكون» التوقعات، وسجلت أعلى إيرادات لها على الإطلاق.

من المتوقع أن تعلن شركة «تي إس إم سي» أرباح الرُّبع الرابع كاملة في 16 يناير (كانون الثاني)، حيث ستقوم بتحديث توقعاتها للرُّبع الحالي والعام بأكمله. وفي العام الماضي، شهد سهم الشركة المدرج في بورصة تايبيه ارتفاعاً بنسبة 81 في المائة، مقارنة بمكاسب السوق الأوسع التي بلغت 28.5 في المائة، بينما أغلق سهم الشركة ثابتاً، يوم الجمعة، قبل صدور الأرقام.