الصين تبحث زيادة الرسوم الجمركية على استيراد السيارات

قيود على بناء مصانع الصلب الجديدة في ظل نقص الطلب المحلي

سيارات في ميناء شرق الصين في انتظار دورها للشحن (أ.ف.ب)
سيارات في ميناء شرق الصين في انتظار دورها للشحن (أ.ف.ب)
TT

الصين تبحث زيادة الرسوم الجمركية على استيراد السيارات

سيارات في ميناء شرق الصين في انتظار دورها للشحن (أ.ف.ب)
سيارات في ميناء شرق الصين في انتظار دورها للشحن (أ.ف.ب)

عقدت وزارة التجارة الصينية، يوم الجمعة، اجتماعاً للاستماع إلى آراء ومقترحات خبراء الصناعة والأكاديميين بشأن زيادة الرسوم الجمركية على استيراد السيارات التي تعمل بالوقود وذات المحركات كبيرة الإزاحة، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).

وحضر الاجتماع ممثلون عن منظمات الصناعة والمؤسسات البحثية وشركات السيارات ذات الصلة. ولم تفصح الوزارة عن أي تفاصيل تتعلق بالمشاركين، أو نتائج الاجتماع.

وتمثل الرسوم تدابير مضادة محتملة أخرى بعدما شددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العام الحالي موقفهما بشأن السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين. وتعتقد المفوضية الأوروبية أن الدعم الصيني للسيارات الكهربائية يقوض سوق الاتحاد الأوروبي.

وأعلنت المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء الماضي، عن خطة لفرض رسوم بنسبة تصل إلى 36.3 على واردات السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين. ولدى دول الاتحاد الأوروبي حتى 30 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل لإقرار الخطة. غير أن المفوضية ذكرت أنها لن تجمع الرسوم المبدئية التي فرضتها على واردات السيارات الكهربائية الصينية في الرابع من يوليو (تموز) الماضي.

وحذرت غرفة التجارة الصينية في بروكسل بالفعل في مايو (أيار) الماضي من احتمال زيادة الرسوم على السيارات التي تستوردها الصين. واتهمت الصين الاتحاد الأوروبي بالحمائية والإضرار بمصالح المستهلكين في أوروبا.

من جهة أخرى، أوقفت الصين بشكل مفاجئ منظومة الموافقة على بناء مصانع الصلب الجديدة في البلاد، في ظل التراجع الكبير في حجم الطلب المحلي الذي تسبب في انخفاض الأرباح وزيادة حركة التصدير للخارج.

وظلت الصين لسنوات طويلة تسمح للشركات ببناء مصانع صلب جديدة شريطة أن تحد من قدراتها الإنتاجية القديمة، ولكن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية أعلنت، في بيان أوردته وكالة «بلومبرغ»، أن هذه القواعد لم تعد سارية اعتباراً من يوم الجمعة، وسوف يتم استبدال برنامج جديد بها.

وتزايدت الدعوات للحكومة الصينية في الفترة الأخيرة باتخاذ إجراءات لمواجهة مشكلات انخفاض أسعار الصلب في ظل تراجع الطلب بأكثر من 10 في المائة منذ عام 2020. ويرى كثير من الخبراء ضرورة أن تنكمش هذه الصناعة لتواكب المتغيرات الاقتصادية التي أصبحت أقل اعتماداً على الصلب في أنشطة البناء.

وعلى صعيد متصل، زادت صادرات الصلب الصينية هذا العام لأعلى معدلاتها منذ عام 2016، في مؤشر على أن الشركات تواجه صعوبات في بيع إنتاجها الذي يبلغ نحو مليار طن سنوياً، في الأسواق المحلية.

وأكدت وزارة الصناعة الصينية أن «العلاقة بين العرض والطلب في صناعة الصلب تجابه تحديات جديدة»، مضيفة أنها «ما زالت هناك مشكلات مثل عدم تنفيذ السياسات بشكل كافٍ وعدم كفاية الإشراف أو تنفيذ الآليات، وعدم التوافق بين تنمية هذه الصناعة واحتياجاتها».

وفي سياق منفصل، نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، يوم الجمعة، نقلاً عن بيان صادر عن اجتماع مهم للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن التنمية في غرب الصين يجب أن تتمتع «بإحساس قوي بالمجتمع» وتحمي الوحدة الوطنية واستقرار الحدود.

وتشمل منطقة غرب الصين عدداً من الأقاليم والمناطق التي تضم شينجيانغ والتبت ويوننان.

وجاء في البيان «من الضروري الإصرار على الإحساس بقوة بالمجتمع من أجل الشعب الصيني وحماية الوحدة العرقية والاستقرار في المناطق الحدودية جدياً».

وتتهم بعض الدول الغربية الصين بانتهاك حقوق الإنسان في شينجيانغ والتبت تحت اسم حماية الأمن القومي. وتنفي بكين بشدة ارتكاب أي مخالفات وتقول إن تلك أكاذيب ملفقة لتشويه صورتها.

وذكر البيان أن من الضروري بناء مناطق «حضرية جديدة» في غرب الصين وإحياء المناطق الريفية وزيادة جهود الحد من الفقر وتعزيز ضمان موارد الطاقة والترويج لبناء قواعد للطاقة النظيفة.

وشدد البيان على أهمية بذل الجهود للالتزام بأعلى مستوى من الحماية للبيئة الطبيعية في المنطقة من خلال «الإدارة الممنهجة» للجبال والأنهار والغابات والحقول والبحيرات والمراعي والرمال. وتشكل السيطرة على التلوث البيئي أيضاً عنصراً أساسياً في تعزيز التنمية الخضراء منخفضة الكربون.


مقالات ذات صلة

أسبوع نفطي متقلّب بموازين «العرض والطلب» و«الدولار والفائدة»

الاقتصاد حارس في أحد حقول النفط غير المستخدمة في دولة كازاخستان (رويترز)

أسبوع نفطي متقلّب بموازين «العرض والطلب» و«الدولار والفائدة»

ارتفعت أسعار النفط نحو 2 في المائة يوم الجمعة مع تراجع الدولار، لكنها كانت لا تزال تتجه نحو إنهاء الأسبوع على انخفاض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 31 يوليو 2024 (رويترز)

باول في «جاكسون هول»: حان الوقت لكي يبدأ «الفيدرالي» خفض الفائدة قريباً

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الجمعة، إن البنك يستعد لبدء خفض أسعار الفائدة الرئيسية من أعلى مستوى لها في 23 عاماً.

«الشرق الأوسط» (جاكسون هول)
الاقتصاد طلاب أمام إحدى المدارس في مدينة غلاسكو الأسكوتلندية (أ.ف.ب)

بريطانيا تفرض ضرائب على المدارس الخاصة لدعم التعليم الرسمي

قررت الحكومة البريطانية العمالية الجديدة فرض ضرائب على المدارس الخاصة لتوفير مزيد من الموارد للتعليم الرسمي، واستحداث آلاف الوظائف للمدرسين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا صيدلاني يرتب بعض المستحضرات الطبية في صيدلية بالعاصمة الكورية الجنوبية (إ.ب.أ)

«كوفيد» يعاود غزو كوريا بالتزامن مع إضراب للأطباء

حذّرت الجمعية الطبية في كوريا الجنوبية من أن ارتفاع حالات الإصابة بمرض «كوفيد-19»، وإضراب الأطباء المستمر، قد يشلان غرف الطوارئ في المستشفيات الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد مشاة في شارع «غينزا» الرئيسي المزدحم في العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

تسارع التضخم الأساسي في اليابان إلى 2.7 %

تسارع التضخم الأساسي في اليابان للشهر الثالث على التوالي في يوليو، مما يبقي على احتمالات قيام البنك المركزي بدراسة رفع أسعار الفائدة بصورة أكبر

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

باول في «جاكسون هول»: حان الوقت لكي يبدأ «الفيدرالي» خفض الفائدة قريباً

رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 31 يوليو 2024 (رويترز)
رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 31 يوليو 2024 (رويترز)
TT

باول في «جاكسون هول»: حان الوقت لكي يبدأ «الفيدرالي» خفض الفائدة قريباً

رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 31 يوليو 2024 (رويترز)
رئيس الفيدرالي جيروم باول خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع لجنة السوق المفتوحة في 31 يوليو 2024 (رويترز)

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الجمعة، إن البنك يستعد لبدء خفض أسعار الفائدة الرئيسية من أعلى مستوى لها في 23 عاماً، وذلك في ظل هزيمة التضخم تقريباً وتباطؤ سوق العمل.

ولم يذكر باول متى ستبدأ تخفيضات الأسعار أو حجمها، لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفض متواضع بمقدار ربع نقطة في سعر الفائدة القياسي عندما يجتمع في منتصف سبتمبر (أيلول)، وفق وكالة «أسوشيتد برس».

وقال باول في خطابه الرئيسي في المؤتمر الاقتصادي السنوي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول، وايومنغ: «لقد حان الوقت لتعديل السياسة. إن اتجاه المسار واضح، وسيعتمد توقيت ووتيرة تخفيضات الأسعار على البيانات الواردة، والتوقعات المتطورة، وتوازن المخاطر».

وكانت إشارته إلى تخفيضات متعددة في أسعار الفائدة هو التلميح الوحيد إلى احتمالية سلسلة من التخفيضات، كما توقع خبراء الاقتصاد. وأكد باول أن التضخم، بعد أسوأ ارتفاع في الأسعار منذ 4 عقود، الذي ألحق الألم بملايين الأُسر، يبدو تحت السيطرة إلى حد كبير.

وقال: «لقد نمت ثقتي بأن التضخم يسير على مسار مستدام للعودة إلى 2 في المائة».

ووفقاً للمقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، انخفض التضخم إلى 2.5 في المائة الشهر الماضي، وهو أقل بكثير من ذروته البالغة 7.1 في المائة قبل عامين وأعلى قليلاً فقط من مستوى هدف المركزي البالغ 2 في المائة.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي أيضاً إن تخفيضات أسعار الفائدة يجب أن تحافظ على نمو الاقتصاد وتدعم التوظيف، الذي تباطأ الشهر الماضي.

وقال باول: «سنفعل كل ما في وسعنا لدعم سوق العمل القوية بينما نحرز المزيد من التقدم نحو استقرار الأسعار».

وقال إنه من خلال خفض أسعار الفائدة «هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الاقتصاد سوف يعود إلى معدل تضخم يبلغ 2 في المائة مع الحفاظ على سوق عمل قوية».

وفيما يعادل لغة النصر، أشار باول في خطابه، الجمعة، إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي تمكّن من التغلب على التضخم المرتفع دون التسبب في ركود أو ارتفاع حاد في البطالة، وهو ما توقعه العديد من خبراء الاقتصاد منذ فترة طويلة.

وعزا رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي هذه النتيجة إلى تفكك الاضطرابات التي أحدثتها الجائحة في سلاسل التوريد وأسواق العمل، وانخفاض الوظائف الشاغرة، مما سمح لنمو الأجور بالتوريد.