حذر بنك التسويات الدولية (بي آي إس)، الأحد، من أن ارتفاع مستويات ديون الحكومات، وسط عدد من الانتخابات الرئاسية هذا العام، يمكن أن يثير اضطرابات في الأسواق المالية العالمية.
وحذّر البنك، الذي يلقب بـ«بنك المصارف المركزية»، من أن الاقتصاد العالمي يسير الآن على مسار «الهبوط السلس» الذي شكك فيه كثير من الاقتصاديين عندما ارتفعت أسعار الفائدة بشكل كبير، لكنه قال إن صانعي السياسات، خصوصاً السياسيين، بحاجة إلى أن يكونوا حذرين، وفق «رويترز».
ووصل الدين الحكومي العالمي بالفعل إلى مستويات قياسية، وتنطوي جميع الانتخابات، بدءاً من التصويت الرئاسي الأميركي في نوفمبر (تشرين الثاني) ومروراً بالانتخابات الأخيرة في المكسيك وجنوب أفريقيا، إلى التصويت في فرنسا وبريطانيا هذا الأسبوع، على مخاطر.
وقال المدير العام للبنك، أوجستين كارستينز، إن أسعار الفائدة لن تعود إلى مستويات منخفضة للغاية، ومع ضغوط التكلفة الناجمة عن شيخوخة السكان، وتغير المناخ، وإعادة بناء القدرات الدفاعية، فإن خطط التحفيز الاقتصادي والارتفاع العام في الحمائية يمكن لكل ذلك أن يزعزع الأسواق الحساسة.
وقال كارستينز، مشيراً إلى الاضطرابات في أسواق بريطانيا بعد خطط موازنة رئيسة الوزراء آنذاك ليز تراس التي عرّضت بعض صناديق التقاعد لخطر الانهيار: «يمكن أن يفاجئوك دون سابق إنذار. تريد حقاً تجنب ذلك».
بالإضافة إلى المخاوف المستمرة بشأن مستويات ديون الولايات المتحدة، ارتفعت علاوة مخاطر الديون الفرنسية هذا الشهر إلى أعلى مستوى لها منذ أزمة منطقة اليورو في عام 2022، بعد أن دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات برلمانية مبكرة بدأت يوم الأحد، والتي قد تؤدي إلى تشكيل حكومة يمينية متطرفة.
وقال كارستينز إن بنك التسويات الدولية لا ينادي «بحكومة أو اثنتين» ولكن الرسالة واضحة.
وأضاف: «يجب عليها (الحكومات) اختصار ارتفاع الدين العام، وقبول أن أسعار الفائدة قد لا تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة المنخفضة للغاية. نحن بحاجة إلى أساس متين للبناء عليه».
مكافحة التضخم
الإيجابي، مع ذلك، هو أن المصارف المركزية تنجح في كبح جماح التضخم الذي وصل إلى أعلى مستوياته منذ عقود بعد جائحة «كوفيد - 19»، ثم غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022، الذي أثار أسواق السلع.
وقال محافظ المصرف المركزي المكسيكي السابق للصحافيين، مع نشر بنك التسويات الدولية تقريره السنوي: «بالمقارنة مع العام الماضي، يجب أن أقول إننا في مكان أفضل بكثير».
على الرغم من أن كارستينز قال إن المصارف المركزية تستحق الثناء على اجتياز مسار صعب كان يمكن أن يؤدي إلى موجة من الركود، فإنه أضاف أنهم بحاجة إلى المثابرة، مشبهاً مكافحة التضخم بدورة من المضادات الحيوية لمكافحة المرض.
ووصف سيناريو «قاسياً» حيث يرتفع التضخم مرة أخرى وتحتاج المصارف المركزية إلى رفع أسعار الفائدة أكثر. لكن هذا ليس ما يتوقعه بنك التسويات الدولية.
ومع ذلك، قال تقرير البنك إن المصارف المركزية لا ينبغي أن تتسرع في خفض أسعار الفائدة.
وقال إن «التخفيف المبكر يمكن أن يعيد إشعال الضغوط التضخمية ويفرض عكساً مكلفاً للسياسة».