وزراء «أوبك بلس» يبقون على سياسة الإنتاج الحالية دون تغيير

رحَّبوا بتعهد العراق وكازاخستان بالامتثال الكامل... وروسيا تؤكد الوفاء التام بالتزاماتها

شعار «أوبك» على المدخل الرئيسي للمنظمة بفيينا وفي الخلفية أعلام الدول الأعضاء (رويترز)
شعار «أوبك» على المدخل الرئيسي للمنظمة بفيينا وفي الخلفية أعلام الدول الأعضاء (رويترز)
TT

وزراء «أوبك بلس» يبقون على سياسة الإنتاج الحالية دون تغيير

شعار «أوبك» على المدخل الرئيسي للمنظمة بفيينا وفي الخلفية أعلام الدول الأعضاء (رويترز)
شعار «أوبك» على المدخل الرئيسي للمنظمة بفيينا وفي الخلفية أعلام الدول الأعضاء (رويترز)

قررت اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج التابعة لتحالف «أوبك بس» الإبقاء على سياسة الإنتاج الحالية للنفط من دون تغيير، مع مواصلة مراقبة مدى التزام الدول المشاركة بسقف الإنتاج المتفق عليه.

وكانت اللجنة الوزارية التي انعقدت افتراضياً، برئاسة وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، استعرضت، في اجتماعها الثالث والخمسين، بيانات إنتاج النفط الخام لشهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من عام 2024. ونوهت بمستوى الالتزام المرتفع من جانب الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» والدول من خارجها، الأطراف في إعلان التعاون، وفق بيان صادر عن الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

ورحَّبت اللجنة، وفق البيان، بتعهد العراق وكازاخستان بتحقيق الامتثال الكامل لحصص الإنتاج وتعويض زيادة الإنتاج، وبإعلان روسيا أن تعديلاتها الطوعية في الربع الثاني من عام 2024 ستستند إلى حجم الإنتاج عوضاً عن حجم الصادرات.

وقد اتفق أعضاء «أوبك بلس» الشهر الماضي على تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً لدعم السوق.

وفق بيان «أوبك»، طُلب من الدول المشاركة «التي تجاوز إنتاجها السقف المتفَق عليه أن تقدم خلال أشهر يناير وفبراير ومارس، من عام 2024، خططها التفصيلية للتعويض للأمانة العامة لـ(أوبك) بحلول 30 أبريل (نيسان) 2024».

وقال البيان: «ستواصل اللجنة مراقبة الالتزام بتعديلات الإنتاج، حسبما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الوزاري الخامس والثلاثين للدول الأعضاء في منظمة «أوبك»، والدول المشاركة من خارجها، الذي انعقد في 4 يونيو (حزيران) 2023. وكذلك تعديلات الإنتاج الإضافية التطوعية، التي أعلنها عدد من الدول الأعضاء في «أوبك» والدول المشاركة من خارجها، في أبريل 2023، والتعديلات التي تلت ذلك، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وفبراير 2024.

كما ستواصل اللجنة تقييم ظروف السوق بشكلٍ دقيق، منوهةً، في ذلك، باستعداد الدول الأعضاء المشاركة في إعلان التعاون للتعامل مع مستجدات السوق، وجاهزيتها لاتخاذ تدابير إضافية، في أي وقت، مُستندة، في هذا، إلى التماسك القوي بين الدول الأعضاء في منظمة «أوبك» والدول المشاركة من خارجها، وفق ما جاء في البيان.

وكان العراق تعهد، الشهر الماضي، بخفض الصادرات للتعويض عن إنتاج النفط بكميات تتجاوز هدف «أوبك»، في قرار من شأنه خفض الإمدادات بنحو 130 ألف برميل يومياً، اعتباراً من فبراير (شباط).

كما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الأسبوع الماضي أن روسيا قررت التركيز على خفض إنتاج النفط بدلاً من الصادرات في الربع الثاني من أجل توزيع تخفيضات الإنتاج بالتساوي مع الدول الأعضاء الأخرى في «أوبك بلس».

وقال نوفاك يوم الأربعاء بعد انتهاء اجتماع اللجنة الوزارية إن روسيا تمتثل بشكل كامل لالتزاماتها بخفض إمدادات النفط في إطار اتفاق التحالف. أضاف أن الدول المشاركة في «أوبك بلس» أكدت مستوى عالياً من الالتزام بقيود إمدادات النفط.

وقال نوفاك في تصريحات متلفزة: «روسيا تفي بالتزاماتها بالكامل». وأضاف أن الأدوات التي تهدف إلى تحقيق التوازن في سوق النفط ناجحة، وأن «أوبك بلس» ستتخذ قرارات لضمان استقرار سوق النفط العالمية.

وعندما سُئِل عن التوترات في الشرق الأوسط وارتفاع أسعار النفط، أجاب نوفاك: «لقد ناقشنا وضع السوق بشكل عام والعوامل التي تؤثر، بطريقة أو بأخرى، على توازن العرض والطلب، بما في ذلك النمو الاقتصادي».

أضاف: «بالطبع يشمل ذلك التطورات التي نشهدها في الشرق الأوسط، التوترات لها تأثير على السوق... ارتفعت أسعار النفط إلى 89 دولاراً للبرميل اليوم».

ومن المقرَّر أن يجتمع تحالف «أوبك بلس» الذي يضم 22 دولة في مقره بفيينا في الأول من يونيو (حزيران) ليقرر ما إذا كان سيستمر في تخفيضات الإمدادات في النصف الثاني من العام. وستجتمع اللجنة الوزارية لمراقبة الإنتاج مرة أخرى في اليوم نفسه لمراجعة الأسواق.


مقالات ذات صلة

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.