«ستاندرد آند بورز»: الشركات العقارية الخليجية تحظى بجودة ائتمانية مستقرة

تتوقع الوكالة أن يتراوح النمو الاقتصادي في  دول مجلس التعاون الخليجي بين 2 و3 % (رويترز)
تتوقع الوكالة أن يتراوح النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي بين 2 و3 % (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: الشركات العقارية الخليجية تحظى بجودة ائتمانية مستقرة

تتوقع الوكالة أن يتراوح النمو الاقتصادي في  دول مجلس التعاون الخليجي بين 2 و3 % (رويترز)
تتوقع الوكالة أن يتراوح النمو الاقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي بين 2 و3 % (رويترز)

قالت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية للتصنيف الائتماني إن شركات العقارات في الخليج تحظى بجودة ائتمانية مستقرة نسبياً تتجاوز مستويات تصنيفها في 2019 بعد تقلبات لبضع سنوات شهد فيها معظم الشركات تخفيضات في التصنيفات الائتمانية وتعافياً واستعادة للأوضاع الائتمانية، مدعومةً بالاستقرار الاقتصادي والنمو السكاني وأسعار النفط.

وأضافت «ستاندرد آند بورز» في تقريرها أن التأثر بأسعار الفائدة المرتفعة في السعودية وزيادة الأسعار تسبَّبا في انخفاض التعاملات العقارية عام 2023، لكن الوكالة تتوقع أن يظل الطلب قوياً ومدعوماً باستثمارات «رؤية 2030»، الأمر الذي سيجذب شركات جديدة وعمالاً أجانب إلى البلاد. وأضافت أن نظام التأشيرات الجديد في المملكة سيعزز ملكية العقارات للأجانب ويحفز زيادة الطلب.

وفي دبي، توقعت الوكالة أن يشهد نشاط السوق العقارية حالة من الركود على مدى 12 إلى 18 شهراً المقبلة بسبب زيادة العرض والضغوط الاقتصادية العالمية، لكنها أضافت أن شركات التطوير العقاري عززت أرصدتها النقدية بفضل التقدم القياسي في المبيعات خلال السنوات الثلاث الماضية، مما أدى إلى تحسين وضعها الائتماني قبل التباطؤ المحتمل في الدورة الاقتصادية. وأضافت الوكالة أن ارتفاع أسعار العقارات السكنية في أبوظبي لم يكن بنفس الوتيرة التي شهدتها دبي المجاورة، وبالتالي فإن سوق العقارات هناك لم تصل بعد إلى ذروة الدورة السابقة، مما يشير إلى مخاطر محدودة من أن تنعكس تلك الدورة.

وفي قطر، قالت الوكالة إن السوق العقارية تمرّ بدورة تصحيح بعد انتعاش مرتبط باستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم نهاية العام الماضي، مشيرةً إلى أن العقارات السكنية التي تشهد فائضاً في المعروض سجلت تراجعاً في الأسعار والإيجارات مع تسليم مزيد من الوحدات الجديدة في 2023، وتتوقع أن تستمر الضغوط على مدى السنتين أو السنوات الثلاث القادمة حتى لو كان من المتوقع أن تكون الإمدادات الجديدة محدودة.

الفرص أمام القطاع العقاري

توقعت الوكالة أن يتراوح النمو الاقتصادي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بين 2 و3 في المائة هذا العام، مع نمو مستدام مرتبط بالنفط وزيادة قوية تتراوح بين 4 و5 في المائة لنشاط القطاع غير النفطي في الإمارات والسعودية على خلفية الاستثمارات العامة والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وأضافت أن النمو السكاني بنسبة 2 إلى 3 في المائة يمثل دفعة قوية للقطاع العقاري، الذي تدعمه أيضاً الإصلاحات الحكومية في الخليج لدعم الشركات الجديدة وتدفقات أموال المغتربين، بما في ذلك إصدار تأشيرات دخول جديدة وملكية الشركات، فضلاً عن القواعد التنظيمية الجديدة المتعلقة بالتكنولوجيا. وتعتقد الوكالة أن الانتعاش القوي في قطاع السياحة، المدعوم بالمبادرات الحكومية، سيستمر في تحسين آفاق قطاعات الطيران والترفيه والضيافة وكذلك قطاعات البيع بالتجزئة.

وذكرت الوكالة أن محدودية تكلفة التضخم في دول الخليج ستحافظ على القوة الشرائية للمستهلكين وهوامش المطورين العقاريين بسبب انخفاض تكاليف البناء، كما أن احتمال انخفاض أسعار الفائدة في المنطقة اعتباراً من النصف الثاني من عام 2024 سيعزز تحسين القدرة على تحمل التكاليف وقد يدعم الطلب. وذكر التقرير أن من بين الفرص الرئيسية للقطاع هو تحسن الوضع المالي لمطوري العقارات في دبي بفضل مبيعات ما قبل قياسية وتحصيل نقدي أسرع.

مخاطر وتحديات

وقالت الوكالة إن المخاطر الرئيسية التي تواجه القطاع العقاري الخليجي تتمثل في التوتر الجيوسياسي الذي له تداعيات غير مؤكدة على الاقتصادين العالمي والإقليمي والمخاطر التي تهدد سلاسل التوريد، فضلاً عن تباطؤ الاقتصاد العالمي الذي قد يؤدي إلى الطلب من المشترين الأجانب. كما أن انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى تراجع الطلب من المشترين في المنطقة.

وأضافت الوكالة أن فائض المعروض في دبي قد يؤدي إلى تسارع انعكاس الدورة الاقتصادية في سوق العقارات، كما أن نقص العقارات في الرياض سيضغط على الأسعار للارتفاع، وهو ما قد يردع بعض المشترين في ظل ارتفاع معدلات الرهن العقاري. وسوف تؤدي الإمدادات الزائدة في الدوحة إلى إبطاء أعمال البناء الجديدة وتؤثر في الأسعار. وذكر التقرير أن شركات التطوير العقاري في دبي تواجه مخاطر الانكماش السريع لمخزون الأراضي، وستضطر إلى شراء أراضٍ جديدة بتكاليف مرتفعة. ومن المخاطر التي تواجه القطاع نقص المقاولين في بعض المناطق والمتطلبات البيئية الأكثر صرامة، والتي قد تشكل تكاليف إضافية وعقبات إدارية وتحديات فنية للمطورين.


مقالات ذات صلة

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

الاقتصاد مستثمران يتابعان أسعار الأسهم على شاشة «تداول» السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تُنهي الأسبوع بتراجع إلى 11840 نقطة

أغلق مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية «تاسي» آخِر جلسات الأسبوع متراجعاً بمقدار 27.40 نقطة، وبنسبة 0.23 في المائة، إلى 11840.52 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد تمثيلات عملات الريبل والبتكوين والإيثيريوم واللايتكوين الرقمية (رويترز)

عصر ذهبي جديد للعملات المشفرة مع تجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار

وسط موجة من التفاؤل والتوقعات بتحولات جذرية، حافظت سوق العملات المشفرة على زخم صعودي قوي عقب فوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب في انتخابات 5 نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مستثمران يتابعان شاشة التداول في السوق المالية السعودية (رويترز)

سوق الأسهم السعودية تكسب 18 نقطة بدعم من البنوك

ارتفع «مؤشر الأسهم السعودية الرئيسية» (تاسي)، بنهاية جلسة الاثنين، بنسبة 0.16 في المائة، وبمقدار 18 نقطة، ليصل إلى مستويات 11830.38 نقطة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون يراقبون شاشات تعرض معلومات الأسهم في البورصة القطرية (رويترز)

تراجع معظم الأسواق الخليجية تزامناً مع انخفاض أسعار النفط

انخفضت أغلب أسواق الأسهم في منطقة الخليج بنهاية جلسة تداولات الثلاثاء، وذلك تزامناً مع تراجع أسعار النفط بنسبة 5 في المائة خلال الجلستين السابقتين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
TT

أميركا وأوروبا ودول أخرى ترفع التمويل المناخي للدول النامية إلى 300 مليار دولار

رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)
رجل يحمل حقيبة سفر بالقرب من مدخل مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP29 في باكو (رويترز)

وافق الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودولاً غنية أخرى، خلال قمة الأمم المتحدة المعنية بتغير المناخ (كوب29) على زيادة عرضها لهدف التمويل العالمي إلى 300 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2035. وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصادر مطلعة.

وكان من المقرر اختتام القمة الجمعة، لكنها امتدت لوقت إضافي مع سعي مفاوضين من نحو 200 دولة للتوصل إلى اتفاق بشأن خطة التمويل المناخي العالمية في العقد المقبل. ولا بد من حدوث توافق بين المفاوضين من أجل اعتماد أي اتفاق.

جاء هذا التحول في المواقف بعد أن رفضت الدول النامية يوم الجمعة اقتراحاً صاغته أذربيجان التي تستضيف المؤتمر لاتفاق ينص على تمويل قيمته 250 مليار دولار، ووصفته تلك الدول بأنه قليل بشكل مهين.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت الدول النامية في مؤتمر (كوب29) قد أُبلغت بالموقف الجديد للدول الغنية، ولم يتضح كذلك ما إذا كان الموقف كافياً للفوز بدعم الدول النامية.

وقالت خمسة مصادر مطلعة على المناقشات المغلقة إن الاتحاد الأوروبي أبدى موافقته على قبول المبلغ الأعلى. وذكر مصدران أن الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا وافقت أيضاً.

وأحجم المتحدثان باسم المفوضية الأوروبية والحكومة الأسترالية عن التعليق على المفاوضات. ولم يرد وفد الولايات المتحدة في المؤتمر أو وزارة الطاقة البريطانية بعد على طلب للتعليق.

وتترقب الوفود المشاركة في (كوب29) في باكو بأذربيجان مسودة جديدة لاتفاق عالمي بشأن تمويل المناخ يوم السبت، بعد أن واصل المفاوضون العمل خلال ساعات الليل.

وكشفت محادثات (كوب29) عن الانقسامات بين الحكومات الغنية المقيدة بموازنات محلية صارمة وبين الدول النامية التي تعاني من خسائر مادية هائلة نتيجة العواصف والفيضانات والجفاف، وهي ظواهر ناجمة عن تغير المناخ.

ومن المزمع أن يحل الهدف الجديد محل تعهدات سابقة من الدول المتطورة بتقديم تمويل مناخي بقيمة 100 مليار دولار سنوياً للدول الفقيرة بحلول عام 2020. وتم تحقيق الهدف في 2022 بعد عامين من موعده وينتهي سريانه في 2025.