أرباح «بي بي» النفطية تتجاوز التوقعات في الربع الرابع من 2023

بفضل التداول القوي للغاز ومع تعزيز عمليات إعادة شراء الأسهم

النتائج الفصلية ترفع أرباح شركة الطاقة العملاقة إلى 13.8 مليار دولار في 2023 (رويترز)
النتائج الفصلية ترفع أرباح شركة الطاقة العملاقة إلى 13.8 مليار دولار في 2023 (رويترز)
TT

أرباح «بي بي» النفطية تتجاوز التوقعات في الربع الرابع من 2023

النتائج الفصلية ترفع أرباح شركة الطاقة العملاقة إلى 13.8 مليار دولار في 2023 (رويترز)
النتائج الفصلية ترفع أرباح شركة الطاقة العملاقة إلى 13.8 مليار دولار في 2023 (رويترز)

سجلت شركة «بريتيش بتروليوم» (بي بي) النفطية البريطانية أرباحاً فاقت التوقعات بلغت 3 مليارات دولار في الربع الرابع بفضل التداول القوي للغاز ومع تعزيز عمليات إعادة شراء الأسهم.

ورفعت النتائج الفصلية، المدعومة بتداولات قوية للغاز، أرباح شركة الطاقة العملاقة في 2023 إلى 13.8 مليار دولار، رغم أن ذلك يمثل نصف أرباحها قبل عام مع تراجع أسعار النفط والغاز وضعف هوامش أرباح التكرير.

وتأتي هذه الأرباح بمثابة ارتياح للرئيس التنفيذي موراي أوشينكلوس بعد أن خالفت الشركة التوقعات بشكل كبير في الربعين السابقين.

وأصبح أوشينكلوس مديراً تنفيذياً أصيلاً في يناير (كانون الثاني) بعدما كان تم تعيينه بشكل مؤقت في 12 سبتمبر (أيلول) عندما استقال برنارد لوني فجأة بسبب فشله في الكشف بشكل كامل عن تفاصيل العلاقات الشخصية السابقة مع زملائه.

وأبلغ أوشينكلوس «رويترز» أن شركة «بريتيش بتروليوم» تظل ملتزمة باستراتيجيتها لخفض إنتاج النفط بنسبة 25 في المائة من مستويات 2019 بحلول عام 2030 إلى مليوني برميل يوميا مع تنمية أعمالها في مجال الطاقة المتجددة ومنخفضة الكربون بحلول نهاية العقد.

وقال: «بينما نتجه نحو عام 2025، سنركز على تبسيط الأعمال... سنتكيف بشكل عملي مع ما يحدث مع الطلب في المجتمع»، مضيفاً أن شركة بريتيش بتروليوم قد تزيد إنتاجها النفطي إلى ما يتجاوز هدفها البالغ 3 في المائة للفترة من 2022 إلى 2027، اعتماداً على العائدات.

وتابع قائلاً «سنتوجه نحو المشاريع ذات العائد الأعلى والأعلى قيمة». وأوضح أن شركة «بريتيش بتروليوم» لديها ما بين 12 إلى 16 مشروعاً للنفط والغاز يمكن أن تحصل على الضوء الأخضر خلال العامين المقبلين.

وكان أداء أسهم شركة «بريتيش بتروليوم» أقل من أداء منافسيها في الأشهر الأخيرة وسط مخاوف المستثمرين بشأن استراتيجيتها واضطراب القيادة.

وقالت الشركة إنها ملتزمة بإعادة شراء أسهم بقيمة 3.5 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024 وتتوقع شراء 14 مليار دولار خلال الفترة 2024 - 2025.

وقال جياكومو روميو، المحلل في «جيفريز»، في مذكرة: «تقدم شركة بريتيش بتروليوم ما كان يطلبه المستثمرون: توزيعات أعلى ومزيدا من الرؤية».

تداول قوي

بلغت أرباح تكاليف الاستبدال الأساسية لشركة «بريتيش بتروليوم» في الربع الرابع، وهو تعريف الشركة لصافي الدخل، 2.99 مليار دولار، متجاوزة التوقعات البالغة 2.77 مليار دولار في استطلاع أجرته الشركة للمحللين.

وقالت شركة «بريتيش بتروليوم» إن النتائج تعكس قوة تداول الغاز وارتفاع أسعار النفط والغاز والتي تم تعويضها مع ذلك بانخفاض هوامش التكرير بشكل كبير وسط تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي وضعف تجارة النفط وضعف الاستكشاف.

كما تجاوزت منافسيها «إكسون موبيل» و«شيفرون» و«شل» الأسبوع الماضي توقعات الأرباح بفضل مزيج من نتائج التداول القوية وارتفاع إنتاج النفط والغاز.

وحافظت الشركة على أرباحها عند 7.27 سنت للسهم الواحد وزاد معدل إعادة شراء أسهمها إلى 1.75 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة من 1.5 مليار دولار في الأشهر الثلاثة السابقة.

ولم يتغير الإنفاق الرأسمالي في عام 2023 عن العام السابق عند 16.3 مليار دولار، ومن المتوقع أن ينخفض إلى 16 مليار دولار هذا العام والعام المقبل.

وحققت شركة «بريتيش بتروليوم» أكثر من 32 مليار دولار من النقد العام الماضي، مقارنة بـ41 مليار دولار في عام 2022. وخفضت صافي الدين إلى 20.9 مليار دولار بحلول نهاية العام، وهو أدنى مستوى خلال عقد من الزمن، من 21.4 مليار دولار قبل 12 شهراً.


مقالات ذات صلة

صافي أرباح «نوفاتك» الروسية يقفز 120 % إلى 4 مليارات دولار بالنصف الأول

الاقتصاد جناح شركة «نوفاتك» خلال المنتدى الدولي لأسبوع الطاقة الروسي في موسكو (رويترز)

صافي أرباح «نوفاتك» الروسية يقفز 120 % إلى 4 مليارات دولار بالنصف الأول

قالت شركة «نوفاتك» للغاز الطبيعي المُسال في روسيا إنها سجلت أرباحاً صافية عائدة للمساهمين في النصف الأول بـ341.7 مليار روبل (3.95 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد فنيان يقومان بعمليات المسح الأساسي لما بعد الحفر في إسرائيل (الموقع الإلكتروني لشركة «إنرجين»)

«إنرجين» تعتزم استثمار 1.2 مليار دولار في مشروع «كاتلان» الإسرائيلي للغاز

قالت شركة «إنرجين»، الثلاثاء، إنها ستستثمر نحو 1.2 مليار دولار لتطوير مشروع «كاتلان» قبالة إسرائيل، مع توقع بدء إنتاج الغاز في النصف الأول من عام 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد فنيان في مشروع غاز تابع لشركة «وودسايد إنرجي» (الموقع الإلكتروني لوودسايد إنرجي)

تراجع إنتاج «وودسايد إنرجي» خلال الربع الثاني

أعلنت شركة النفط والغاز الطبيعي الأسترالية «وودسايد إنرجي» تراجعاً طفيفاً في إنتاجها خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 44.4 مليون برميل نفط مكافئ.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)
الاقتصاد فنيان في منشأة للغاز تابعة لـ«قطر للطاقة» (الموقع الإلكتروني لـ«قطر للطاقة»)

تسارع العمل في مشروع غاز تابع لـ«قطر للطاقة» و«إكسون موبيل» في تكساس

أظهرت وثائق قضائية أن وتيرة العمل في استكمال مشروع للغاز الطبيعي المسال تابع لشركتي «قطر للطاقة» و«إكسون موبيل» في ولاية تكساس الأميركية قد تتسارع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جناح معرض «وودسايد إنرجي» الأسترالية في مؤتمر الغاز العالمي بكوريا الجنوبية (رويترز)

«وودسايد» الأسترالية تستحوذ على «تيلوريان» الأميركية للغاز المسال بـ1.2 مليار دولار

أعلنت شركة النفط والغاز الأسترالية «وودسايد إنرجي» موافقتها على الاستحواذ على كامل أسهم شركة الغاز الطبيعي الأميركية «تيلوريان» مقابل نحو 900 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (كانبيرا)

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

في فصل جديد من المواجهة بين شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» والحكومة الأميركية، قدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة حججها إلى المحكمة الفيدرالية التي ستقرر ما إذا كان القانون الهادف إلى البيع القسري للتطبيق يتماشى مع الدستور أم لا.

واعتمد الكونغرس الأميركي في أبريل (نيسان)، قانوناً يجبر «بايتدانس»؛ الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك»، على بيعه لمستثمرين غير صينيين خلال 9 أشهر، وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.

ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.

لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، عادّة أن ليس بإمكان «بايتدانس» الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.

ووفقاً للحجج التي قدمتها وزارة العدل الأميركية، تتعلق المخاوف بأن «بايتدانس» ملزمة على الاستجابة لطلبات السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، كما يمكن للتطبيق أيضاً فرض رقابة على محتوى معين على منصته أو تسليط الضوء على آخر.

وكتبت وزارة العدل في ملف حججها، أنه «نظراً لانتشار (تيك توك) الواسع في الولايات المتحدة، فإن قدرة الصين على استخدام ميزات (تيك توك) لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الإضرار بالمصالح الأميركية يخلق تهديداً عميقاً وواسع النطاق للأمن القومي».

وذكر الملف أيضاً أن «تيك توك» يمنح بكين «الوسائل لتقويض الأمن القومي الأميركي» من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الحساسة من المستخدمين الأميركيين واستخدام خوارزمية خاصة للتحكم في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون.

وأضافت وزارة العدل الأميركية «يمكن التحكم بهذه الخوارزمية يدوياً». وتابعت: «موقعها في الصين من شأنه أن يسمح للحكومة الصينية بالتحكم سراً في الخوارزمية - وبالتالي تشكيل المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون الأميركيون سراً».

علم الولايات المتحدة وأعلاه شعار التطبيق الصيني «تيك توك» (رويترز)

وردت الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» السبت بالقول إن «الدستور إلى جانبنا».

وعدّت الشركة أن «حظر تيك توك من شأنه إسكات أصوات 170 مليون أميركي، في انتهاك للتعديل الأول للدستور»، في إشارة إلى مستخدميه بالولايات المتحدة.

وأضاف التطبيق: «كما قلنا في السابق، لم تقدم الحكومة أبداً دليلاً على تأكيداتها»، بما في ذلك أثناء اعتماد القانون.

ولكن أوضح مسؤول أميركي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام بكين «باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال سلاحاً».

وشدّد المسؤول على أن «الهدف من القانون هو ضمان أنه يمكن للصغار والمسنين على حد سواء، وكل (الفئات العمرية) بينهم، استخدام التطبيق بكل أمان، مع الثقة في أن بياناتهم ليست في متناول الحكومة الصينية أو أن ما يشاهدونه لم تقرره الحكومة الصينية».

ورأى مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن «من الواضح أن الحكومة الصينية تسعى منذ سنوات إلى وضع يدها على كميات كبيرة من البيانات الأميركية بأي طرق ممكنة، بينها هجمات سيبرانية أو شراء بيانات عبر الإنترنت، وتدرِّب نماذج من الذكاء الاصطناعي لاستخدام هذه البيانات».

ويرى «تيك توك» أن طلب بيع التطبيق «مستحيل ببساطة»، خصوصاً خلال فترة زمنية محدد.

وجاء في الشكوى المقدمة من «تيك توك» و«بايتدانس»، أنه «لأول مرة في التاريخ، اعتمد الكونغرس تشريعاً يستهدف منصة واحدة لفرض حظره على مستوى البلاد ومنع كل أميركي من المشاركة في مجتمع عالمي واحد يضم أكثر من مليار شخص».

وأكدت «بايتدانس» أنها لا تنوي بيع «تيك توك»، معتمدة المسار القضائي وصولاً إلى المحكمة العليا الأميركية، باعتباره الرد الوحيد لمنع الحظر في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية لوضع حد لاستخدامه في البلاد.

وفي عام 2020، نجح «تيك توك» في تعليق قرار بحظره أصدرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من خلال طلب استئناف. وعلّق قاضٍ القرار مؤقتاً، عادّاً أن الأسباب المقدمة للحظر مبالغ فيها، وأن حرية التعبير مهددة.

لكن يهدف القانون الأميركي الجديد إلى التغلب على الصعوبات التي تمت مواجهتها سابقاً.

ويرى خبراء أن المحكمة العليا قد تأخذ في الحسبان حججاً تشير إلى إمكانية تهديد التطبيق للأمن القومي يقدمها مسؤولون في الولايات المتحدة.

ولكن من الصعب حالياً تصور إمكانية استحواذ طرف آخر على «تيك توك»، حتى لو كانت «بايتدانس» منفتحة على إمكانية بيعه، إذ لم يتقدم أحد بالفعل لشرائه.

وليس من السهل توفر طرف لديه أموال كافية للاستحواذ على تطبيق يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم في كل أنحاء العالم، في حين أن الشركات الرقمية العملاقة هي بلا شك الوحيدة التي تمتلك الإمكانات اللازمة للاستحواذ على التطبيق.