الأسواق تتراجع بعين على «الفيدرالي» وأخرى على الوضع الصيني

تصريحات مسؤولي «المركزي الأوروبي» تُعزز «سندات اليورو»

رجل يسير أمام لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
رجل يسير أمام لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
TT

الأسواق تتراجع بعين على «الفيدرالي» وأخرى على الوضع الصيني

رجل يسير أمام لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني وسط العاصمة طوكيو (رويترز)
رجل يسير أمام لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني وسط العاصمة طوكيو (رويترز)

في حين يترقب المستثمرون الحذرون سلسلة قرارات لبنوك مركزية هذا الأسبوع، تراجعت غالبية أسواق الأسهم العالمية، يوم الثلاثاء، في تعاملات متقلبة، إذ واصلت الأسهم الصناعية خسائرها للجلسة الثانية على التوالي.

ويتوخى المستثمرون الحذر قبل قرارات متعلقة بأسعار الفائدة تصدرها بنوك مركزية كبرى هذا الأسبوع، منها مجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي) يوم الأربعاء، وبنك إنجلترا والبنك الوطني السويسري والبنك المركزي السويدي والبنك النرويجي، يوم الخميس.

وتتوقع أسواق المال أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير، يوم الأربعاء، وذلك وفقاً لأداة «فيدووتش» التابعة لـ«سي إم إي»، لكن التركيز سينصبّ على الحصول على إرشادات من البنك المركزي بشأن المرحلة التالية.

كما سيعلن بنك اليابان المركزي قراره بشأن السياسة، يوم الجمعة، بعد اختتام اجتماعه بشأن السياسة النقدية الذي يستمر يومين. وينتظر المستثمرون تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا، الذي قال لصحيفة في وقت سابق من الشهر إن البنك المركزي قد يحصل على بيانات كافية بحلول نهاية العام لتحديد ما إذا كانت الظروف مواتية لرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل.

وهبط المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي 0.1 في المائة بحلول الساعة 07:17 بتوقيت غرينتش.

وفي آسيا، أغلق المؤشر «نيكي» الياباني منخفضاً، وقادت الأسهم المرتبطة بالرقائق التراجع وسط حذر المستثمرين. وهبط المؤشر «نيكي» 0.87 في المائة إلى 33242.59 نقطة، وانخفض سهم «طوكيو إلكترون» 5.23 في المائة مسجلاً أسوأ أداء على المؤشر.

وقال تاكاماسا إيكيدا، كبير مديري المحافظ في «جي سي آي» لإدارة الأصول: «توخى المستثمرون الحذر قبل حدثين كبيرين، اجتماعات البنكين المركزيين في الولايات المتحدة واليابان».

وخسر سهم «أدفانتست» لتصنيع معدات اختبار الرقائق 4.03 في المائة وتراجع سهم «رينيساس إلكترونكس» لصناعة الرقائق 4.75 في المائة. ونزل سهم مجموعة «سوفت بنك» للاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة 3.29 في المائة بعد تراجع سهم شركة تصميم الرقائق التابعة لها «آرم هولدنغز» في ثاني يوم من التداول.

وتعافى المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً، من خسائره المبكرة وأغلق مرتفعاً 0.08 في المائة عند 2430.39 نقطة، مع صعود سهم شركة «تويوتا موتورز» 2.07 في المائة، وارتفاع مجموعة «ميتسوبيشي يو إف جيه» المالية 2.56 في المائة. وارتفع قطاع البنوك 2.08 في المائة، وتقدمت أسهم صانعي السيارات 2.06 في المائة، وقفز قطاع الشحن 3.12 في المائة ليصبح من أكبر الرابحين بين المؤشرات الفرعية في بورصة طوكيو للأوراق المالية وعددها 33 فرعاً.

وفي أسواق العملات، تشبث اليورو بمكاسبه يوم الثلاثاء بعد تصريحات مائلة للتشديد من صانعين للسياسات في البنك المركزي الأوروبي، في حين ظل الين بالقرب من أدنى مستوى في عشرة شهور قبيل قرار بشأن سعر الفائدة من بنك اليابان.

وحقق اليورو مكاسب طفيفة ليجري تداوله عند 1.0695 دولار، بعد أن ارتفع 0.3 في المائة في الجلسة السابقة مع تلميح مسؤولين بالبنك المركزي الأوروبي إلى احتمال المزيد من الرفع في أسعار الفائدة، وهي تصريحات عززت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو.

وفي آسيا، انخفض الين بشكل طفيف إلى 147.64 ين للدولار وظل عالقاً بالقرب من أدنى مستوى في عشرة أشهر الذي سجّله الأسبوع الماضي عند 147.95 للدولار.

ومقابل العملة الأميركية، ارتفع الدولار الأسترالي 0.12 في المائة إلى 0.6445 دولار أميركي، فيما تقدم الدولار النيوزيلندي 0.11 في المائة إلى 0.5924 دولار أميركي. ونزل مؤشر الدولار 0.04 في المائة إلى 105.04. وارتفع الجنيه الإسترليني 0.04 في المائة إلى 1.2390 دولار قبيل قرار سعر الفائدة من بنك إنجلترا المقرر صدوره أيضاً هذا الأسبوع.


مقالات ذات صلة

رغم الارتفاع... الذهب يتجه لتسجيل أكبر انخفاض شهري في عام

الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع «أويغوسا» لفصل الذهب والفضة في فيينا (رويترز)

رغم الارتفاع... الذهب يتجه لتسجيل أكبر انخفاض شهري في عام

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الجمعة، بدعم من ضعف الدولار وتصاعد التوترات الجيوسياسية، لكنها لا تزال على مسار تسجيل أكبر انخفاض شهري في أكثر من عام بعد فوز ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مكاتب الصرافة ترفض التعامل على فئتي 50 و100 دولار من الطبعة القديمة المعروفة بـ«الدولار الأبيض» بسبب ادعاءات حول عمليات تزييف (أ.ب.أ)

تركيا: وقف التعامل على «الدولار الأبيض» بعد ادعاءات عن عمليات تزييف

تعيش الأسواق في تركيا على وقع أزمة تتعلق بامتناع البنوك وشركات الصرافة عن التعامل بالدولار القديم المطبوع بين عامي 2003 و2006 المعروف بـ«الدولار الأبيض».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر الأسهم الألمانية «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية ترتفع بدعم صعود الدولار وتراجع التداولات قبيل عيد الشكر

ارتفعت الأسهم الأوروبية مع ارتفاع الدولار، الخميس، بعد هبوطها في اليوم السابق، في حين تراجعت الأسهم الآسيوية مع تراجع أحجام التداول قبل عطلة عيد الشكر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة، لندن )
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات أخرى في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي بتورنتو (رويترز)

«الرسوم الجمركية» تهبط بالدولار

هبط الدولار مقابل عملات رئيسة أخرى إلى أدنى مستوى في أسبوع وسط ازدياد حذر المتعاملين تجاه تعهدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

ارتفع الدولار الأميركي بعد أن أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن خطط لفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
TT

ولاية جديدة لرئيسة منظمة التجارة العالمية وسط شبح «حروب ترمب»

رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)
رئيسة منظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو - إيويالا في اجتماع سابق بمقر المنظمة في مدينة جنيف السويسرية (أ.ف.ب)

قالت منظمة التجارة العالمية، في بيان، إن رئيسة المنظمة نغوزي أوكونجو - إيويالا أُعيد تعيينها لفترة ثانية في اجتماع خاص، يوم الجمعة، مما يعني أن ولايتها الثانية ستتزامن مع ولاية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وتتوقع مصادر تجارية أن يكون الطريق أمام المنظمة، التي يبلغ عمرها 30 عاماً، مليئاً بالتحديات، ومن المرجح أن يتسم بالحروب التجارية، إذ هدد ترمب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع من المكسيك وكندا والصين.

وتحظى أوكونجو - إيويالا، وزيرة المالية النيجيرية السابقة التي صنعت التاريخ في عام 2021 عندما أصبحت أول امرأة وأول أفريقية تتولى منصب المدير العام للمنظمة، بدعم واسع النطاق بين أعضاء منظمة التجارة العالمية. وأعلنت في سبتمبر (أيلول) الماضي أنها ستترشح مرة أخرى، بهدف استكمال «الأعمال غير المكتملة».

ولم يترشح أي مرشح آخر أمام أوكونجو - إيويالا. وقالت مصادر تجارية إن الاجتماع أوجد وسيلة لتسريع عملية تعيينها لتجنب أي خطر من عرقلتها من قبل ترمب، الذي انتقد فريق عمله وحلفاؤه كلاً من أوكونجو - إيويالا ومنظمة التجارة العالمية خلال الفترات الماضية. وفي عام 2020، قدمت إدارة ترمب دعمها لمرشح منافس، وسعت إلى منع ولايتها الأولى. ولم تحصل أوكونجو - إيويالا على دعم الولايات المتحدة إلا عندما خلف الرئيس جو بايدن، ترمب، في البيت الأبيض.

وفي غضون ذلك، حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، من الإضرار بالعلاقات مع كندا والمكسيك، وذلك بعد تصريحات لخليفته المنتخب دونالد ترمب بشأن فرض رسوم جمركية على البلدين الجارين للولايات المتحدة.

وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال بشأن خطة ترمب: «أعتقد أنه أمر سيأتي بنتائج عكسية... آخر ما نحتاج إليه هو البدء بإفساد تلك العلاقات». وأعرب الرئيس الديمقراطي عن أمله في أن يعيد خليفته الجمهوري «النظر» في تعهّده فرض رسوم تجارية باهظة على البلدين «الحليفين» للولايات المتحدة.

وأثار ترمب قلق الأسواق العالمية، الاثنين، بإعلانه عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنّ من أول إجراءاته بعد تسلّمه مهامه في يناير (كانون الثاني) المقبل ستكون فرض رسوم جمركية نسبتها 25 بالمائة على المكسيك وكندا اللتين تربطهما بالولايات المتحدة اتفاقية للتجارة الحرة، إضافة إلى رسوم نسبتها 10 بالمائة على الصين.

وتعهّد ترمب عدم رفع هذه الرسوم عن البلدين الجارين للولايات المتحدة قبل توقف الهجرة غير النظامية وتهريب المخدرات، مؤكداً أن التجارة ستكون من أساليب الضغط على الحلفاء والخصوم.

وبعدما أعربت عن معارضتها لتهديدات ترمب، أجرت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، محادثة هاتفية مع الرئيس الأميركي المنتخب، الأربعاء، تطرقت إلى تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى الولايات المتحدة عبر حدود البلدين ومكافحة تهريب المخدرات... وأعلن ترمب أنّ شينباوم «وافقت» على «وقف الهجرة» غير الشرعية، بينما سارعت الزعيمة اليسارية إلى التوضيح بأنّ موقف بلادها «ليس إغلاق الحدود».

ورداً على سؤال بشأن التباين في الموقفين، قالت الرئيسة المكسيكية في مؤتمرها الصحافي اليومي الخميس: «يمكنني أن أؤكد لكم... أننا لن نقوم أبداً، ولن نكون قادرين أبداً، على اقتراح أن نغلق الحدود».

وحذّر وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيلو إبرار، الأربعاء، من أنّ مضيّ ترمب في فرض الرسوم التجارية على المكسيك سيؤدي إلى فقدان نحو 400 ألف وظيفة. وأكدت شينباوم، الخميس، أنّ أيّ «حرب رسوم تجارية» بين البلدين لن تحصل، وأوضحت أنّ «المهم كان التعامل مع النهج الذي اعتمده» ترمب، معربة عن اعتقادها بأن الحوار مع الرئيس الجمهوري سيكون بنّاء.

إلى ذلك، شدّد بايدن في تصريحاته للصحافيين في نانتاكت، إذ يمضي عطلة عيد الشكر مع عائلته، على أهمية الإبقاء على خطوط تواصل مع الصين. وقال: «لقد أقمت خط تواصل ساخناً مع الرئيس شي جينبينغ، إضافة إلى خط مباشر بين جيشينا»، معرباً عن ثقته بأنّ نظيره الصيني لا «يريد ارتكاب أيّ خطأ» في العلاقة مع الولايات المتحدة. وتابع: «لا أقول إنه أفضل أصدقائنا، لكنه يدرك ما هو على المحك».