قيود صادرات الأرز الهندية تضرب الشركات المحلية وتشعل الأسواق العالمية

تهديد للإمدادات وسط الأجواء الأكثر جفافاً في قرن

عمال يقومون بنقل أجولة من الأرز إلى سفينة شحن في أحد موانئ ولاية أندرا براديش جنوب البلاد قبل قرار قيود التصدير (رويترز)
عمال يقومون بنقل أجولة من الأرز إلى سفينة شحن في أحد موانئ ولاية أندرا براديش جنوب البلاد قبل قرار قيود التصدير (رويترز)
TT

قيود صادرات الأرز الهندية تضرب الشركات المحلية وتشعل الأسواق العالمية

عمال يقومون بنقل أجولة من الأرز إلى سفينة شحن في أحد موانئ ولاية أندرا براديش جنوب البلاد قبل قرار قيود التصدير (رويترز)
عمال يقومون بنقل أجولة من الأرز إلى سفينة شحن في أحد موانئ ولاية أندرا براديش جنوب البلاد قبل قرار قيود التصدير (رويترز)

فيما تتجه الأسواق العالمية للاشتعال، تعاني شركات تصدير الأرز الهندية التي تراجعت أسهمها بحدة بعدما فرضت الهند، أكبر مصدر للأرز في العالم، المزيد من القيود على تصدير هذه الحبوب، في خطوة من المرجح أن تحد أكثر الإمدادات العالمية لسلعة الغذاء الأساسية.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بيان لوزارة التجارة الهندية قولها إن الحكومة ستحدد حدا أدنى للسعر يبلغ 1200 دولار لطن صادرات الأرز البسمتي. وقالت الحكومة يوم الأحد إن ذلك سيمنع بعض التجار من محاولة تهريب الأرز غير البسمتي، المحظور للتصدير، عبر حجبه عن أعين الجمارك بأنه من الصنف العطري الأكثر تكلفة.

وتأتي الخطوة الأخيرة بعد فرض ضريبة تصدير نسبتها 20 في المائة على الأرز المسلوق يوم الجمعة الماضي. وتقوم الآن الهند، التي بلغت حصتها حوالي 40 في المائة من تجارة الأرز العالمية العام الماضي، إما بفرض حظر وإما بوضع بعض القيود على صادرات كل أصناف الأرز.

وقفزت أسعار الأرز الآسيوي لأعلى مستوياتها في نحو 15 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر، ويمكن أن تقفز أكثر، ما يزيد التكاليف على المستوردين مثل الفلبين وبعض الدول الأفريقية.

وفي الأسواق، تراجعت أسعار أسهم شركات تصدير الأرز الهندية بعد فرض الحكومة لمزيد من القيود على تصدير الأرز للحد من ارتفاع أسعاره في السوق المحلية.

وخلال تعاملات الاثنين، تراجع سعر سهم شركة "شامان لال سيتيا" للتصدير بنسبة 7.9 في المائة، وهو أكبر تراجع يومي منذ 10 أغسطس (آب) الحالي، في حين تراجع حجم التداول على السهم إلى 78 في المائة من متوسط حجم التداول اليومي خلال ثلاثة شهور.

وتراجع سهم شركة «كيه آر بي إل» بنسبة 4 في المائة، ليواصل الانخفاض لليوم الثاني على التوالي. وتراجع سهم «كوهينور فودز» بنسبة 1.9 في المائة، وسهم «جي آر إم أوفرسيز» بنسبة 2.7 في المائة.

وتأتي التطورات بينما تستعد الهند لأقل هطول للأمطار الموسمية منذ ثماني سنوات، حيث من المتوقع أن تؤدي ظاهرة النينيو المناخية إلى تقليص هطول الأمطار في سبتمبر (أيلول) بعد شهر أغسطس الذي كان في طريقه لأن يكون الأكثر جفافاً منذ أكثر من قرن، وفقاً لما ذكره اثنان من مسؤولي إدارة الأرصاد الجوية لـ«رويترز» يوم الاثنين.

وقد يؤدي نقص هطول الأمطار في الصيف إلى ارتفاع تكلفة الضرورات؛ مثل السكر والبقول والأرز والخضراوات ورفع التضخم الإجمالي للمواد الغذائية، الذي قفز في يوليو (تموز) إلى أعلى مستوياته منذ يناير (كانون الثاني) 2020.

وتوفر الأمطار الموسمية، التي تعد حيوية لاقتصاد الهند الذي يبلغ حجمه 3 تريليونات دولار، ما يقرب من 70 في المائة من الأمطار التي تحتاجها البلاد لري المحاصيل وإعادة ملء الخزانات وطبقات المياه الجوفية؛ حيث يفتقر ما يقرب من نصف الأراضي الزراعية في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان إلى الري.

وقال مسؤول كبير في إدارة الأرصاد الجوية الهندية: «لقد أدت ظاهرة النينيو إلى انخفاض هطول الأمطار في أغسطس، وسيكون لها أيضاً تأثير سلبي على هطول الأمطار في سبتمبر».

وأضاف المسؤول أن الهند في طريقها لإنهاء موسم الأمطار الموسمية من يونيو (حزيران) إلى سبتمبر مع عجز في هطول الأمطار بنسبة 8 في المائة على الأقل، وهو ما سيكون الأكبر منذ عام 2015، عندما قلصت ظاهرة النينيو أيضاً من هطول الأمطار.

وفي آخر توقعاته للموسم الكامل، في 26 مايو (أيار)، توقع المعهد الدولي للأرصاد الجوية عجزاً في هطول الأمطار بنسبة 4 في المائة لهذا الموسم، على افتراض تأثير محدود من نمط طقس النينيو.

وظاهرة النينيو هي ارتفاع في درجة حرارة مياه المحيط الهادي يصاحبه عادة ظروف أكثر جفافاً في شبه القارة الهندية. وقال مسؤولو إدارة الأرصاد الجوية في وقت سابق من هذا الشهر إن الهند تتجه نحو شهر أغسطس الأكثر جفافاً منذ أكثر من قرن.

ويعد هطول الأمطار في سبتمبر أمراً أساسياً للمحاصيل المزروعة في الشتاء مثل القمح وبذور اللفت والحمص.

وقال تاجر يعمل مع دار تجارية عالمية في مومباي: «لقد انخفض مستوى رطوبة التربة بسبب قلة هطول الأمطار في أغسطس. نحتاج إلى هطول أمطار جيدة في سبتمبر، وإلا فإن زراعة المحاصيل الشتوية ستتأثر».


مقالات ذات صلة

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
يوميات الشرق النظام الغذائي النباتي يعتمد بشكل أساسي على الأطعمة النباتية (جامعة كولومبيا)

التحول للنظام النباتي يوفر 650 دولاراً للفرد سنوياً

أظهرت دراسة أميركية أن اتباع نظام غذائي نباتي منخفض الدهون يمكن أن يخفض تكاليف الطعام للفرد بنسبة 19%، أي ما يعادل 1.80 دولار يومياً أو نحو 650 دولاراً سنويا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي نزوح سكان شمال غزة في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية (أ.ف.ب)

المنسق الأممي للسلام: الوضع في غزة «كارثي» مع بداية الشتاء ونزوح سكان الشمال

قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند اليوم الاثنين إن الوضع في قطاع غزة «كارثي» مع بداية فصل الشتاء.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أفريقيا لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
أفريقيا أدى العنف والتصحر إلى منافسات عنيفة أحياناً بين المجتمعات الزراعية والرعاة الرُحّل في نيجيريا (أ.ف.ب)

أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل

أفاد تقرير بأن أكثر من 33 مليون نيجيري سيعانون من الجوع العام المقبل، وهو رقم يزداد مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتفاقم آثار الحرب والتغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (أبوجا )

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
TT

«جي إف إتش المالية» البحرينية تواصل المحادثات للاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة»

جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)
جناح «جي إف إتش» في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بالرياض (الموقع الرسمي للمبادرة)

أعلنت شركة «جي إف إتش المالية» البحرينية، الأحد، أن محادثات الاستحواذ على محافظ «الإثمار القابضة للتمويل والاستثمار» لا تزال مستمرة، وأنه يجري التفاوض حالياً بشأن هذه العملية التي تخضع لموافقة الجهات التنظيمية.

وأوضحت الشركة، في بيان، للبورصة البحرينية، أنه سيجري إطلاع المساهمين على أي تطورات أخرى بصورة دورية، كما سيعلن الأثر المالي المتوقع في حينه.

وكانت «الإثمار القابضة» قد أعلنت، خلال يونيو (حزيران) الماضي، أن القيمة الدفترية الإجمالية للأصول التي يُعتزم بيعها تبلغ 691 مليون دولار، في حين تُقدَّر الالتزامات المقترح نقلها بـ680 مليون دولار.

ووفقاً للصفقة، سيجري تأسيس شركتين من قِبل «الإثمار القابضة» أو «بنك الإثمار» أو شركة «آي بي كابيتال» بِاسم «المشروع العقاري المشترك» التي ستُنقل إليها الأصول العقارية، و«مشروع بنك فيصل المشترك» التي سينقل لها حصة «بنك الإثمار» البالغة 66.7 في المائة في «بنك فيصل».

وعليه، سيجري نقل 71.51 في المائة من شركة «المشروع العقاري المشترك»، و75 في المائة من شركة «مشروع بنك فيصل»، إلى «جي إف إتش المالية»، لتحصل على عائد سنوي تفضيلي بمعدل 12 في المائة من حصتها في الشركتين، مستحَق على أساس تراكمي لمدة 5 سنوات.