إردوغان: تعزيز التعاون مع الخليج يفيد اقتصاد تركيا

أكد دخول أنقرة والرياض مرحلة جديدة في العلاقات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلوح لأنصاره في الشطر الشمالي من قبرص عقب وصوله من جولة خليجية شملت السعودية والإمارات وقطر (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلوح لأنصاره في الشطر الشمالي من قبرص عقب وصوله من جولة خليجية شملت السعودية والإمارات وقطر (أ.ف.ب)
TT
20

إردوغان: تعزيز التعاون مع الخليج يفيد اقتصاد تركيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلوح لأنصاره في الشطر الشمالي من قبرص عقب وصوله من جولة خليجية شملت السعودية والإمارات وقطر (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلوح لأنصاره في الشطر الشمالي من قبرص عقب وصوله من جولة خليجية شملت السعودية والإمارات وقطر (أ.ف.ب)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستعزز تعاونها مع دول الخليج بما سيعود بالفائدة على اقتصادها، مشيراً إلى أن العلاقات بين السعودية وتركيا دخلت مرحلة جديدة، كما سينتقل التعاون إلى مراحل متقدمة مع توقيع 5 اتفاقيات جديدة بين البلدين.

وأضاف إردوغان، في تصريحات الجمعة، لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر والإمارات وأتبعها بزيارة للشطر الشمالي من قبرص، أن تركيا وقعت أكبر صفقة تصدير في مجال الدفاع والطيران مع الخليج خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، في إشارة إلى توقيع عقدين بين وزارة الدفاع السعودية وشركة «بايكار» التركية للصناعات الدفاعية، الاثنين، في جدة، تستحوذ بموجبها السعودية على طائرات مسيرة.

وقال الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع السعودي، إن بلاده وتركيا عززتا شراكتهما في مجالات الاستثمار ونقل صناعة التقنيات الدفاعية والعسكرية، بما فيها الطائرات المسيّرة بتوقيع العقدين.

وأوضح أن عقدي الاستحواذ يهدفان إلى رفع جاهزية القوات المسلحة، وتعزيز قدرات السعودية الدفاعية والتصنيعية. ويشملان توطين صناعة الطائرات المسيَرة والأنظمة المكونة لها داخلها، بمشاركة الشركات الوطنية المتخصصة، بالإضافة إلى تقديم خدمات التدريب والمساندة، وتطوير قدرات التوطين من خلال نقل التقنية والمعرفة، وتدريب الكوادر السعودية، مما سيسهم في تعزيز القدرات المحلية وخلق فرص للتوظيف.

وذكرت «الدفاع السعودية» أنّ العقدين يعززان مسيرة التوطين في قطاع الصناعات العسكرية عبر تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» بتوطين ما يزيد على 50 في المائة من إجمالي الإنفاق العسكري بحلول عام 2030.

بدورها، قالت «بايكار»، إن الاتفاق مع السعودية ينطوي على تعاون في نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك.

وقال بيان صادر عن «بايكار»، الثلاثاء، إنه «بالاتفاق الشامل، سيكون هناك تعاون في نقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك من أجل تعزيز قدرة تطوير التكنولوجيا الفائقة للبلدين».

وعبر إردوغان، عن امتنانه جراء الاهتمام الكبير الذي حظي به هو والوفد المرافق خلال الجولة، لافتاً إلى عقد اجتماعات مثمرة للغاية تناولوا فيها قضايا إقليمية ودولية، وبحثوا سبل تعزيز التعاون وفق مبدأ (رابح - رابح).

وقال: «سنعزز تعاوننا مع دول الخليج عبر مشاريع ملموسة في الفترة المقبلة، وآمل أن ينعكس ذلك على اقتصاد تركيا بشكل إيجابي بأقرب وقت، وخصوصاً في مجالات الصناعات الدفاعية والطاقة والسياحة والمقاولات... سنقوم بتنفيذ الجوانب التي تم الاتفاق عليها بسرعة».

وذكر أن بلاده وقطر تحتفلان هذا العام بالذكرى 50 لتأسيس العلاقات الثنائية، وأن الإمارات تعتبر من أهم شركاء تركيا الاقتصاديين والتجاريين في المنطقة، لافتاً إلى زيادة حجم التجارة بينهما بنسبة 25 في المائة العام الماضي، مسجلاً 10 مليارات دولار.

وأشار إلى أن البلدين وضعا أسس إنشاء آلية المجلس الاستراتيجي التركي الإماراتي رفيع المستوى، الأمر الذي سيساهم في ضمان رفع العلاقات بين الجانبين إلى أعلى مستوى.

ولفت إلى أن تركيا والإمارات وقعتا 13 اتفاقية تعاون في قطاعات مختلفة بقيمة 50.7 مليار دولار، مضيفاً أن العلاقات بين البلدين تدخل عامها الـ50 العام الحالي، وأن الزيارة كانت مهمة بشكل يتناسب مع أهمية هذا العام.


مقالات ذات صلة

السعودية وإندونيسيا تبحثان تعميق التعاون في المعادن الاستراتيجية

الاقتصاد صورة تجمع بندر الخريّف مع هاشم جوجوهادكيسومو في جاكرتا (وزارة الصناعة السعودية)

السعودية وإندونيسيا تبحثان تعميق التعاون في المعادن الاستراتيجية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف مع المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الطاقة والبيئة في إندونيسيا هاشم جوجوهادكيسومو، سبل تعزيز التعاون المشترك.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
الاقتصاد شخص يشتري من أحد أكشاك الفاكهة والخضراوات في سوق بوسط لندن (رويترز)

تراجع التضخم البريطاني يعزز توقعات خفض الفائدة

تباطأ التضخم في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوياته خلال 3 أشهر في مارس، وفقاً لبيانات رسمية أظهرت أيضاً فتوراً في مؤشرات اقتصادية أخرى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ مبنى هاري إس ترومان المقر الرئيسي لوزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (أ.ب - أرشيفية)

اقتطاعات كبيرة مرتقبة في موازنة الخارجية الأميركية

نقلت وسائل إعلام أن موازنة وزارة الخارجية الأميركية قد تخفض بمقدار النصف تقريبا وستتوقف الولايات المتحدة جزئيا عن تمويل المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والناتو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ياسين جابر خلال مقابلة مع «رويترز» في وزارة المالية ببيروت (رويترز)

لبنان يُخطط لاجتماعات مع حاملي السندات خلال عام لإعادة هيكلة الدين

قال وزير المالية اللبناني، ياسين جابر، الثلاثاء، إن المسؤولين في بيروت يأملون في عقد اجتماعات مع حاملي السندات الدولية خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد صفاء الطيب الكوقلي خلال مشاركتها في إحدى جلسات المؤتمر (الشرق الأوسط)

البنك الدولي: فجوة المهارات تتسع عالمياً... والحلول تبدأ من التعليم

يواجه العالم تحدياً متصاعداً في سوق العمل مع توقعات بوصول أكثر من 1.2 مليار شاب إلى سن العمل بالدول النامية خلال العقد المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الأسهم العالمية تتراجع تحت ضغط قيود الرقائق الأميركية على الصين

شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)
TT
20

الأسهم العالمية تتراجع تحت ضغط قيود الرقائق الأميركية على الصين

شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)
شاشة تعرض رسماً بيانياً يتتبع مؤشر داو جونز الصناعي على أرضية بورصة نيويورك (رويترز)

تراجعت معظم الأسهم العالمية، يوم الأربعاء، متأثرةً بانخفاض أسهم شركة إنفيديا وشركات تقنية أخرى نتيجة تشديد القيود الأميركية على صادرات رقاقات الحوسبة المتقدمة المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.2 في المائة، بينما تراجع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.6 في المائة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وسجّلت «إنفيديا» هبوطاً بنسبة 6.3 في المائة، خلال تعاملات ما بعد الإغلاق، عقب إعلانها أن الولايات المتحدة فرضت قيوداً جديدة على صادرات إحدى رقاقاتها المصممة لتقنيات الذكاء الاصطناعي. كما تراجعت أسهم شركة إيه إم دي المنافِسة بنسبة 7.1 في المائة، بعد إغلاق الأسواق الأميركية.

في الوقت نفسه، عادت المخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية إلى الواجهة، بعدما أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترمب فتح تحقيق بشأن واردات المعادن الأساسية، بما في ذلك المعادن النادرة المستخدمة في الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، وغيرها من المنتجات.

وفي أوروبا، تراجع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.2 في المائة إلى 8,233,10 نقطة، عقب إعلان الحكومة تراجع معدل التضخم، للشهر الثاني على التوالي في مارس (آذار) الماضي، نتيجة انخفاض أسعار الغاز. كما انخفض مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.7 في المائة إلى 21,107,68 نقطة، ومؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.6 في المائة إلى 7,289,67 نقطة.

أما في آسيا فقد تصدرت الأسهم الصينية الخسائر الإقليمية، رغم تسجيل ثاني أكبر اقتصاد في العالم نمواً سنوياً قوياً بنسبة 5.4 في المائة، خلال الربع الأول، مدعوماً بالإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة والصادرات. غير أن وتيرة النمو ربع السنوية تباطأت إلى 1.2 في المائة، مقارنة بـ1.6 في المائة، خلال الربع الأخير من 2024.

وانخفض مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 2 في المائة إلى 20,922,54 نقطة، بينما قلّص مؤشر «شنغهاي المركب» بعض خسائره مرتفعاً بنسبة 0.1 في المائة إلى 3,271,19 نقطة.

جاء هذا في وقتٍ خفّض فيه خبراء اقتصاديون توقعاتهم، بعد أن رفع الرئيس ترمب الرسوم الجمركية على معظم الواردات من الصين إلى 145 في المائة، وردّت بكين بالمِثل فارضة رسوماً بنسبة 125 في المائة على المنتجات الأميركية.

وقال محللو بنك «إيه إن زد» للأبحاث إن التأثير الأكبر ناجم عن حالة عدم اليقين بشأن هذه السياسات، وليس الرسوم نفسها، لافتين إلى أن تصريحات ترمب أضعفت ثقة الأعمال وأثّرت على النشاط الاقتصادي.

وفي طوكيو، تراجع مؤشر «نيكي 225» بنسبة 1 في المائة إلى 33,920,40 نقطة، وسط ضغوط من شركات التكنولوجيا، حيث هبط سهم «أدفانتست» المصنِّعة لأجهزة اختبار الرقائق بنسبة 6.6 في المائة، و«ديسكو كورب» بنسبة 8 في المائة.

كما تراجع مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية بنسبة 1.2 في المائة إلى 2,447,43 نقطة، في حين خسر مؤشر «ستاندرد آند بورز/ إيه إس إكس 200» الأسترالي أقل من 0.1 في المائة ليغلق عند 7,758,90 نقطة. أما مؤشر «سينسكس» الهندي فاستقرّ دون تغير يُذكر، بينما انخفض مؤشر بورصة بانكوك بنسبة 0.1 في المائة.

وفي تعاملات الثلاثاء، أغلق مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» على انخفاض بنسبة 0.2 في المائة، وتراجع مؤشر «داو جونز» بنسبة 0.4 في المائة، في حين هبط مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة تقل عن 0.1 في المائة.

ولا يزال الغموض يخيّم على توقعات الأسواق، في ظل استمرار ترقب نتائج الحرب التجارية. وهدأت سوق السندات الأميركية بعد تقلبات حادة، الأسبوع الماضي، أثارت الشكوك حول مكانتها بوصفها ملاذاً آمناً.

واستقر العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.33 في المائة، منخفضاً من 4.38 في المائة الاثنين، و4.48 في المائة بنهاية الأسبوع الماضي، مقارنة بـ4.01 في المائة قبل أسبوع. ويُعد تراجع العائدات عادةً مؤشراً على ازدياد القلق بين المستثمرين.

وبقي الدولار الأميركي مستقراً بعد انخفاضه في الأسبوع الماضي، وهو ما زاد المخاوف من فقدان العملة الأميركية مكانتها بوصفها أصلاً آمناً.

على صعيد آخر، ارتفع سهم «بالانتير تكنولوجيز» بنسبة 6.2 في المائة، لليوم الثاني على التوالي، بعد أن أعلن حلف شمال الأطلسي «الناتو» أنه سيستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طوّرتها الشركة في عملياته.

وفي أسواق الطاقة، تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 69 سنتاً إلى 60.64 دولار للبرميل، وانخفض خام برنت القياسي العالمي 65 سنتاً إلى 64.01 دولار.

ويرى محللون أن تصاعد الرسوم الجمركية يُعزز المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما يضغط على الطلب على النفط والسلع الأخرى.

وفي أسواق العملات، انخفض الدولار إلى 142.26 ين ياباني، من 143.24 ين، بينما ارتفع اليورو إلى 1.1377 دولار أميركي، من 1.1283 دولار.