نصائح عملية للمدخنين السابقين

اتباع نظام صحي وممارسة الرياضة وتطبيق طرق لتخفيف الضغط النفسي

نصائح عملية للمدخنين السابقين
TT

نصائح عملية للمدخنين السابقين

نصائح عملية للمدخنين السابقين

يعتبر الإقلاع عن التدخين من أهم الأمور التي يمكن القيام بها للحفاظ على الصحة. ولذا، فيجب علينا أن نتعلم كيفية اتباع الطرق الصحيحة لتحقيق الاستفادة القصوى من الإقلاع عن هذه العادة خلال السنوات المقبلة.
بعد النجاح في الإقلاع عن التدخين والتخلي عن هذه العادة السيئة، يكون الشخص قد خطا خطوة عظيمة لتحسين صحته وإطالة عمره. وبعد كل هذا العناء الذي تكبده، يجب على الشخص أن يحرص على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لكي يجني ثمار العيش في نمط حياة لا وجود للتدخين فيها خلال السنوات المقبلة.
تشمل المخاطر الصحية - المعروفة جيدا - للتدخين، التعرض للنوبات القلبية والسكتة الدماغية وسرطان الرئة وأنواع أخرى من السرطان، فضلا عن حدوث مشكلة مقاومة الإنسولين وفقدان الأسنان. وعلى الرغم من ذلك، يبدأ الجسم بمعالجة الأضرار الناجمة عن التدخين بعد دقائق من تدخين آخر سيجارة. وعلى مدار الأشهر أو السنوات أو العقود المقبلة، تقترب الحالة الصحية العامة للشخص من مستوى الشخص الذي لم يدخن من قبل على الإطلاق.

* نصائح صحية
* النصيحة الأولى: عدم العودة للتدخين. يمكن أن يؤدي الإقلاع عن التدخين إلى العيش لمدة عشر سنوات إضافية، وذلك اعتمادا على عمر الفرد حينما ينجح في التوقف عن التدخين. بيد أن الجزء الأهم يتمثل في مواصلة الإقلاع عن التدخين. وفي هذا الصدد، تقول جوان فودي، مديرة قسم صحة القلب والأوعية الدموية في مستشفى بريغهام للنساء التابعة لجامعة هارفارد، «إن معاودة التدخين هي من أعظم المخاطر التي يواجهها المدخنون السابقون. فيجب أن يتعاون الفرد وطبيبه منذ البداية لتجنب عدم ظهور الدوافع والمسببات الأصلية للتدخين».
وعلى سبيل المثال، ينتاب الكثير من النساء شعور بالقلق بسبب زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين، ومن ثم، فإنهن يعاودن التدخين بمجرد ملاحظتهن تراكم القليل من الكيلوغرامات الإضافية. ويمكن أيضا أن تزداد مشاعر القلق والاكتئاب، التي تعد من أقوى الدوافع والمسببات لمعاودة التدخين بعد قرار التوقف عنه. ويتمثل الهدف في القضاء على تلك المشكلات في مهدها قبل أن تتسبب في تقويض جهود الإقلاع عن التدخين.
وتوضح فودي أن «الإقلاع عن التدخين عبارة عن خطة تمتد طوال الحياة كلها، بيد أن الخطر الأكبر لمعاودة التدخين يحدث خلال فترة تتراوح ما بين ستة أشهر وسنتين من بداية فترة الإقلاع عن التدخين، ثم تقل هذه الدوافع تدريجيا بعد ذلك». وتؤكد فودي على أهمية إحداث تغيير في أسلوب الحياة مثل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة برنامج رياضي، بالإضافة إلى تطبيق طرق لتخفيف الضغط النفسي من أجل مقاومة الرغبة في التدخين. وفي حال عدم نجاح هذه الخطوات، توصي فودي بإمكانية تعاطي أدوية لمعالجة مشكلة زيادة الوزن والمشكلات العاطفية الكامنة التي تدفع الشخص إلى التدخين مجددا.

* فحص الرئة
* النصيحة الثانية: تقليل المخاطر. على الرغم من تحسّن ضغط الدم والدورة الدموية خلال ساعات من وقف التدخين وتراجع نسبة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية إلى النصف خلال سنة، لا يمكن أن تكون صحة القلب والأوعية الدموية عند المدخنين هي نفس الحالة الصحية للشخص الذي لم يدخن من قبل على الإطلاق إلا بعد مرور أكثر من عقد من الزمان. ومن أجل تحقيق التوازن الخاص بالخطر المتزايد خلال تلك الفترة، يجب توجيه المزيد من الانتباه إلى عوامل الخطر الأخرى المرتبطة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكولسترول غير الطبيعية وداء السكري. وبالإضافة إلى أن النصائح الخاصة بتخفيض معدل الدهون المشبعة في النظام الغذائي والمواظبة على ممارسة التمارين والسيطرة على مستويات سكر الدم، وفقدان الوزن الزائد، تعتبر من النصائح المفيدة لأي شخص يسعى لتحسين صحته، فقد يصف الطبيب أدوية لتخفيض معدل ضغط الدم والكولسترول بهدف معالجة المخاطر المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية بصورة أكثر فاعلية.
وتتمثل أبرز المخاطر الصحية المتكررة التي يواجهها المدخنون السابقون في وجود التهديد المستمر للإصابة بسرطان الرئة. ومن أجل تمييز هذه المخاطر، توصي فرقة الخدمات الوقائية الأميركية في الوقت الراهن بضرورة خضوع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 و79 عاما، الذين كانوا مدخنين خلال السنوات الخمس عشرة السابقة، للتصوير بـ«الأشعة المقطعية الحلزونية الضئيلة الجرعات» low - dose spiral CT scan كل سنة من أجل الكشف عن وجود أي مؤشرات لسرطان الرئة.
وعلاوة على ذلك، يجب منح المدخنين السابقين لقاحا مضادا لالتهاب ذات الرئة pneumonia، بالإضافة إلى منحهم لقاحا سنويا ضد الإنفلونزا لتجنب حدوث أي مشكلات أخرى في الجهاز التنفسي. وإذا كانت لديك أعراض أخرى مثل ضيق التنفس واللهاث والأَزيز والسعال المصحوب بالبلغم في فترة الصباح، فمن الأفضل أن تستشير الطبيب لتصوير الصدر بالأشعة السينية أو إجراء اختبار لوظائف الرئة بهدف التأكد من عدم إصابتك بمرض الانسداد الرئوي المزمن.

* صحة العظام
* وبالإضافة إلى ذلك، يؤدي التدخين أيضا إلى الإصابة بهشاشة العظام وزيادة مخاطر التعرض للكسور في الساق والورك عند الرجال والنساء. ومن أجل تحسين صحة العظام - بغض النظر عن السجل التاريخي للمدخن - يجب أن يحرص الشخص على ممارسة التمارين الرياضية بالشكل الكافي بجانب تناول كمية كبيرة من الكالسيوم وفيتامين «دي» في الحمية الغذائية، كما يمكن أن ينصحك طبيبك بأخذ مكملات غذائية. ووفقا لعمر المريض واحتمال إصابته بهشاشة العظام، قد يوصي الطبيب بالخضوع لفحص كثافة المعادن في العظام.
وعلى الرغم من تزايد احتمالية معاناة المدخنين من مشكلة فقدان أسنانهم، فإن هذا الخطر يقل بعد مرور عشر سنوات من تاريخ الإقلاع عن التدخين. ونظرا لارتباط سرطان الفم والحلق بتدخين السجائر، يجب على المدخنين السابقين زيارة طبيب الأسنان مرتين في السنة لإجراء الفحوصات، فضلا عن تطبيق خطوات يومية فاعلة للحفاظ على نظافة وصحة الفم.
* النصيحة الثالثة: البقاء يقظا. توصلت فودي إلى استنتاج أنه «يجب على الشخص استغلال قراراته كفرصة لمراجعة الأسباب التي دفعته إلى الإقلاع عن التدخين. ويجب على الشخص أيضا أن يبقى متيقظا بشأن عاداته الصحية وإجراء الفحوصات وأخذ اللقاحات الفاعلة للحيلولة دون تعرضه لأي ضرر يمكن أن ينتج عن التدخين».

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا»



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».