ليبيا: تحذيرات من تمدد «داعش» في الشرق.. والجيش يؤكد استهدافه للمتطرفين

كوبلر يواصل جولته المكوكية بحثًا عن حل سياسي

ليبيا: تحذيرات من تمدد «داعش» في الشرق.. والجيش يؤكد استهدافه للمتطرفين
TT

ليبيا: تحذيرات من تمدد «داعش» في الشرق.. والجيش يؤكد استهدافه للمتطرفين

ليبيا: تحذيرات من تمدد «داعش» في الشرق.. والجيش يؤكد استهدافه للمتطرفين

بينما حذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا من خطر التنظيمات الإرهابية، كتنظيم داعش، و«القاعدة»، وأنصار الشريعة، على وحدة البلاد، أعلن الجيش الليبي أن غاراته على مدينة إجدابيا في شرق البلاد تأتي ردا على عمليات الاغتيال والتصفية الممنهجة، والإبادة المتعمدة من قبل المتشددين.
وبحسب إحصائية قدمتها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، فقد شهدت مدينة إجدابيا هذا الأسبوع 10 حالات اغتيال، و8 حوادث اختطاف، منهم صحافيون وأربعة عسكريين، لافتة إلى أن هذه العمليات تشير بوضوح إلى أن تنظيم داعش في ليبيا يطرق بشدة أبواب المدينة للسيطرة عليها.
في المقابل، أعلنت قاعدة بنينا الجوية أن الغارات على مدينة إجدابيا تأتي ردا على ما سمته بعمليات الاغتيال والتصفية الممنهجة والإبادة المتعمدة لقوات الجيش والسلفيين والمدنيين من قبل الجماعات الإرهابية. وقالت القاعدة وفقا لبيان بثته وكالة الأنباء الرسمية، إن جميع الآليات والمواقع غير التابعة للجيش ستكون هدفا مشروعا لسلاح الجو، الذي بدأ عملياته الجوية في إجدابيا وضواحيها.
ونصحت القاعدة سكان المدينة بالابتعاد عن تجمعات ومقرات المتشددين، كما طالبتهم بالإبلاغ عن أي تحركات أو مواقع مشبوهة لهم.
إلى ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن رئيسها مارتن كوبلر، شكر أمس وزير الخارجية الفرنسي فابيوس لدى لقائهما أمس على دعم فرنسا لإقرار الاتفاق السياسي الليبي في أسرع وقت، مشيرة إلى أن كوبلر عقد ما وصفته باجتماع مثمر مع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش في دبي أول من أمس، تم خلاله مناقشة سبل إنهاء الأزمة الليبية.
من جهتها، حذرت الممثلة السامية للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغيريني، من أن ليبيا ستواجه مزيدا من انعدام الأمن والاستقرار وتهديدات متزايدة من الجماعات الإرهابية، وتدهور الوضع الاقتصادي والمالي، وتفاقم الأزمة الإنسانية في حالة استمرار المماطلة في المحادثات. وقالت في بيان أصدرته أمس إن الاتحاد الأوروبي مستعد لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الجديدة، ومعه حزمة مساعدات كبيرة تقدر بـ100 مليون يورو لدعم تقديم الخدمات التي يحتاجها الشعب الليبي على وجه السرعة، مضيفة «إننا نؤيد الممثل الخاص للأمم المتحدة في جهوده لحشد الدعم اللازم حول حكومة الوفاق الوطني، حتى يتسنى لها بدء العمل الصعب لاستعادة الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد».
وعدت فيديريكا أن «الشجاعة والقيادة مطلوبة دائما عندما يتعلق الأمر بخيارات صعبة، ولكن الخيارات الصعبة مطلوبة عندما يتعلق الأمر بمستقبل بلد وشعبه»، مشيرة إلى أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتين كوبلر يسعى بنشاط لسرعة الانتهاء من الحوار السياسي الليبي، وأضافت قائلة: «نتوقع أن تتحلى جميع الأطراف في ليبيا بالشجاعة وأن تتفق على حكومة الوفاق الوطني».
من جهة أخرى، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إنها شكلت لجنة خاصة لتسريع المحادثات مع المحتجين، وإعادة فتح حقلي نفط الشرارة والفيل، مشيرة إلى أن اللجنة ستعمل مباشرة مع المحتجين في أنحاء البلاد، بمن فيهم الذين يغلقون حقلي الشرارة والفيل منذ شهور.
وامتنعت المؤسسة عن تحديد نطاق زمني لفتح الحقلين اللذين كانا ينتجان معا قرابة 400 ألف برميل يوميا.
وسيضاعف التوصل إلى تسوية للنزاعات فعليا إنتاج البلاد، الذي هبط هذا الشهر دون 400 ألف برميل يوميا بعد إغلاق مرفأ الزويتينة النفطي.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.