الولع بالحلوى يضر بقلبك، تجنب السكريات الزائدة من الصودا والمصادر الأخرى.
إن كان الإفراط في الدهون والملح يمثل شرورا غذائية شهيرة، خاصة فيما يتعلق بصحة قلبك، فإن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن الإفراط في السكر يجب أن ينضم للقائمة. وفي وقت مبكر من العام الحالي وجدت دراسة رئيسة أن الوجبة الغنية بالسكر ربما ترفع من مخاطر إصابتك بأمراض القلب، حتى وإن لم تكن تعاني من زيادة الوزن.
وتقول الدكتورة تيريزا فانغ، أستاذة التغذية المساعدة في جامعة هارفارد للصحة العامة: «في الوقت الراهن تتضمن المبادئ التوجيهية للوجبات الغذائية التي نوصي بها، توصيات بشأن الدهون والملح باستثناء السكر»، ولكن ربما يتغير ذلك لاحقا، فاللجنة الاستشارية المختصة بالمبادئ التوجيهية الغذائية الفيدرالية تفكر في إصدار قيود جديدة على إضافة السكر في توصياتها لعام 2015.
وتدعم الدكتورة فانغ توصيات جمعية القلب الأميركية بضرورة استهلاك النساء أقل من 100 سعر حراري من السكر المضاف في اليوم (ما يكافئ نحو 25 غراما أو ست ملاعق صغيرة)، وأن يستهلك الرجال أقل من 150 سعرا حراريا في اليوم (نحو 37.5 غرام أو تسع ملاعق صغيرة). ولا يقصد بالسكر المضاف ذلك السكر الذي تضيفه إلى طعامك، بل السكر المضاف إلى الأطعمة المعلبة. وهذا لا يشمل السكريات التي توجد بشكل طبيعي في الغذاء، مثل الفروكتوز الموجود في الفاكهة واللاكتوز الموجود في الحليب.
* مشروبات محلاة
وتشمل المشروبات الغازية ومشروبات الرياضة. وتحتوي علبة مشروبات غازية عادية سعة 12 أونصة (0.355 لتر) على نحو تسع ملاعق صغيرة من السكر، وبالتالي فإن تناولها، حتى ولو لمرة واحدة في اليوم يتعدى الحد المسموح به يوميا بالنسبة لكل السيدات ولمعظم الرجال.
تعد المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الرياضية من أكثر المصادر التي تحتوي على السكر المضاف في كمية الغذاء المعتاد تناولها في أميركا؛ فتلك المشروبات تحتوي على أكثر من ثلث السكر المضاف الذي نتناوله. وتتضمن مصادر السكر المضاف الأخرى البسكويت والكيك، والمعجنات، وكذلك مشروبات الفواكه، والآيس كريم، والزبادي المجمد، والحلوى، والحبوب الجاهزة المحفوظة.
يشكل السكر المضاف ما لا يقل عن عشرة في المائة من السعرات الحرارية التي يتناولها في المتوسط الفرد الأميركي يوميا، ولكن واحدا من بين كل عشرة أشخاص تقريبا يحصل على ربع السعرات الحرارية أو أكثر من السكر المضاف، وذلك حسب دراسة منشورة في مجلة «جاما» للطب الداخلي. ووجدت تلك الدراسة أنه على مدار 15 عاما، فإن أولئك الذين حصلوا على 25 في المائة أو أكثر من السعرات الحرارية اليومية من السكر كانوا معرضين بأكثر من الضعف للوفاة جراء أمراض القلب مقارنة بالذين يحتوي نظامهم الغذائي على أقل من عشرة في المائة من السكر المضاف، بمعنى أن احتمالات الوفاة جراء الإصابة بأمراض القلب تزداد مع ازدياد نسبة السكر في النظام الغذائي، وبالفعل كان هذا الأمر صحيحا بغض النظر عن سن الشخص، أو جنسه، أو مستوى نشاطه البدني، أو مؤشر كتلة الجسم (الوزن بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر).
* السكر والقلب
لم يتضح بالتحديد كيف يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى الإضرار بالقلب. وأظهرت دراسة سابقة أن تناول المشروبات المحلاة بالسكر يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، حيث إن زيادة تناول السكر يدفع الكبد لتفريغ كثير من الدهون الضارة في مجرى الدم، وتلك العوامل تؤدي إلى ازدياد خطر الإصابة بأمراض القلب.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن السكر يزود الجسم بـ«سعرات حرارية فارغة»؛ أي تلك السعرات لا تتضمن الألياف والفيتامينات، والمعادن، وغير ذلك من المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم. والإفراط في تناول السكر المضاف قد يأتي على حساب الأغذية الصحية التي يتناولها الشخص، ويؤدي أيضا إلى زيادة الوزن.
هل من الممكن ألا يكون السكر هو السبب الحقيقي الذي يؤدي للإصابة بأمراض القلب، وأن المشكلة تكمن في عدم تناول الأطعمة الصحية المفيدة للقلب مثل الفواكه والخضراوات؟ على ما يبدو لا؛ فحسب الدراسة المنشورة في دورية «جاما» للطب الداخلي، قام الباحثون بقياس مؤشر الأكل الصحي Healthy Eating Index على أفراد المجموعة محل البحث، واتضح مدى تطابق وجباتهم الغذائية مع المبادئ التوجيهية الغذائية الفيدرالية. وفي هذا الصدد، تقول الدكتورة فانغ: «بصرف النظر عما أسفر عنه مؤشر الأكل الصحي، فإن الأشخاص الذين يتناولون مزيدا من السكر، تزداد معدلات الوفاة فيما بينهم جراء الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».
ومن أجل التقليل من نسبة السكر التي تتناولها، عليك التركيز على الأطعمة الطبيعية، بما في ذلك الفواكه الطازجة، بما يشبع من حاجاتك للسكريات. وفيما يتعلق بالأطعمة المعلبة، عليك أن تتناول تلك المعلبات التي تحتوي نسبة أقل من السكر، وحاول أن تقلل من تناول المشروبات الغازية، وتستعيض عنها بخليط من القليل من عصير الفواكه مع الماء، وذلك حسب ما أوصت به الدكتورة فانغ.
* «رسالة هارفارد للقلب» - خدمات «تريبيون ميديا»