- بذور «تشيا»
> هل لتناول بذور تشيا فوائد صحية؟
دينا أ. - الرياض.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول تناول بذور «تشيا Chia»، أو التي تُترجم إلى العربية ببذور القصعين الإسباني. وبذور تشيا صغيرة في الحجم وذات شكل بيضاوي، لا يتجاوز قطرها نحو المليمتر، وتتراوح ألوانها بين البني والرمادي والأسود والأبيض المرقط، وهي ثمار أحد أنواع النباتات التي تنمو بالأصل في أميركا الوسطى وتُستخدم منذ آلاف السنين كبذور أو كطحين في إعداد أنواع شتى من الأطعمة، وقد دخلت حديثاً إلى مناطق واسعة من العالم نتيجة لما يُقال: إن لها فوائد صحية متعددة.
بذور تشيا ذات قيمة غذائية عالية في تغذية الجسم بأنواع مختلفة من المعادن والفيتامينات والألياف والدهون الصحية، ووفق تقييم وزارة الزراعة الأميركية، فإن كل مائة غرام من بذور تشيا يحتوي على نحو 440 كالوري من السعرات الحرارية، غالبها يأتي من الدهون النباتية الصحية التي تحتوي عليها، ذلك أن كمية الدهون في مائة غرام من بذور تشيا هي نحو 30 غراما، ولذا فهي بذور دهنية، و80 في المائة من تلك الدهون هي دهون أوميغا - 3 ودهون أوميغا - 6 الشبيهة بما في زيت السمك. كما أن بتلك الكمية من بذور تشيا نحو 35 غراما من الألياف النباتية العالية الفائدة، ونحو 20 غراما من البروتينات. وبها أيضاً نحو 55 في المائة من حاجة الجسم اليومية لفيتامين ثايمين (بي1)، و60 في المائة من حاجة الجسم اليومية لفيتامين نياسين (بي3) المفيد جداً في خفض الكولسترول، و14 في المائة من حاجة الجسم اليومية لفيتامين بي2. وتعطي تلك الكمية من بذور تشيا نحو 65 في المائة من حاجة الجسم اليومية لمعدن الكالسيوم، أي أكثر مما في كوب من الحليب، و60 في المائة لمعدن الحديد، و95 في المائة لمعدن المغنيسيوم، و130 في المائة لمعدن المنغنيس، و125 في المائة لمعدن الفسفور، و50 في المائة لمعدن الزنك، إضافة إلى عدد من أنواع مضادات الأكسدة. أي أنها مخزن صغير الحجم للمعادن والفيتامينات والألياف ودهون أوميغا - 3 والبروتينات والمواد المضادة للأكسدة. وبعبارة أخرى هي بذور من المفيد تناولها إضافة إلى أنواع أخرى من الأطباق الصحية ضمن تشكيلة الأسماك والخضراوات والفواكه ومشتقات الألبان والخبز الأسمر.
ولكن ورغم كثيرة الدعايات حول فوائد تناول 50 غراما يومياً من بذور تشيا لعلاج الكثير من الأمراض، لا تتوفر دراسات طبية تدعم جدوى تناولها في معالجة أي من الأمراض، وأيضاً لا توجد أدلة كافية أن تناولها يرفع من احتمالات نجاح خفض وزن الجسم. وهذا لا يعني أنها ليست ذات قيمة غذائية للجسم ولكن القول بجدواها في علاج أمراض معينة كخفض الكولسترول أو ضغط الدم أو ضبط نسبة السكري أو تحقيق خفض الوزن يحتاج إلى أدلة علمية لا تتوفر حتى اليوم. وهذا بخلاف أنواع أخرى من البذور، مثل بذور الكتان أو بذور القرع أو الحبة السوداء أو السمسم.
ولاحظي أن هناك عددا من الأطعمة الصحية التي تحتوي على قيمة غذائية مفيدة، مثل البرتقال والقمح والسمك والحليب وغيرها، هي أمثلة لأغذية عالية القيمة ولكنها ليست دواء يتناوله المرء لعلاج حالة مرضية معينة.
- روماتزم المفاصل
> هل من جديد في معالجة روماتزم مفصل الركبة؟
مها ك. - الدمام.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول روماتزم مفصل الركبة الذي يحصل فيه تآكل للغضروف مع التقدم في العمر ويتسبب بآلام، وقد يتطلب في مرحلة ما، إجراء عملية لاستبدال المفصل من أجل تخفيف الآلام.
وبداية لا يُوجد حتى اليوم علاج دوائي يُزيل هذه المشكلة المرضية في المفصل، ولكن يصف الأطباء أنواعا من الأدوية المُسكنة للألم التي تُخفف من تأثيرات هذا المرض على قدرات المرء في الحركة والنوم، وهي أدوية من جانب أخرى لها تأثيرات صحية ضارة إذا أفرط المرء في تناولها. وصحيح أن عملية استبدال مفصل الركبة هي الملاذ العلاجي الأخير ولكنها قد لا تناسب كل المرضى أو أن درجة تقدم المرض الروماتزمي لا تصل إلى حد ضرورة إجرائها، وحينها لا بد من وجود وسائل أخرى لتخفيف الأعراض المؤلمة، وهو ما يعمل الباحثون عليه في إيجاد طرق جديدة لعلاج التهاب المفاصل في الركبة.
ومن بعض الطرق التي يحاولونها حقن حمض الهيالورونيك، وهو علاج يحاول استعادة وجود كمية كافية من السائل الزليلي، وهو المادة اللزجة التي تساعد على تزييت المفاصل وسهولة حركته دون التسبب بالألم. ورغم استخدامها خلال العقدين الماضيين، ومساهمتها في تخفيف الألم لكن لها آثار جانبية يُمكن مناقشتها مع الطبيب مباشرة.
وهناك علاج آخر هو «حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية» والتي يتم تحضيرها بأن يأخذ الطبيب عينة من دم المريض ويدورها في آلة تسمى جهاز الطرد المركزي لسحب الصفائح الدموية والبلازما، التي يتم إعادة حقنها مرة أخرى في المفصل. وهناك بعض المؤشرات العلمية من نتائج الدراسات الطبية أنها قد تكون مفيدة، ولكن يجب أن يُسأل عنها الطبيب المتابع للحالة المرضية. كما أن استخدام «حقن الخلايا الجذعية» هو أيضاً أحد الحلول العلاجية المطروحة من خلال جمع الخلايا الجذعية وحقنها في مفصل الركبة، والأمل هو أنها سوف تؤدي إلى تكوين غضروف جديد والحد من الالتهاب. وهي من مجالات البحث الساخنة، وهناك عدد من الدراسات السريرية الجارية حول هذه الوسيلة العلاجية المحتملة الفائدة، ولكن معظم الدراسات لا تزال في مراحلها المبكرة. ولذا ورغم تكلفة العلاجية المرتفعة حالياً فإن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد كيفية استخدامها على أفضل وجه ومدى جدواها.
وهناك أيضاً وسيلة «حقن نخاع العظم المركّز» بهدف تحفيز عملية نمو الغضروف في المفصل وبالتالي تهدئة الالتهاب والألم. ووجدت بعض المراجعات الطبية لأكثر من 11 دراسة حول هذه الوسيلة أن نتائجها واعدة ولكن بحاجة إلى مزيد من البحث للتأكد من جدواها. وهناك أيضاً وسيلة سحب بعض من أنسجة غضروف المفصل نفسه وتنميتها في المختبر وإعادة زراعتها في غضروف المفصل، ونتائجها أيضاً واعدة وخاصة منها الطريقة العلاجية التي تُدعى «ماسي».
حقن البوتكس التي سألت عنها ربما تكون مفيدة، وهناك تضارب في نتائج الدراسات الطبية حولها كما أشارت إليه إحدى الدراسات الطبية المنشورة عام 2016 والتي راجعت 16 دراسة حول جدوى البوتكس في روماتزم الركبة. ولذا فإن من مجموع هذه التوجهات العلاجية الجديد ثمة آمال معقودة ولكن رغم الدعايات الطبية فإن من المبكر الجزم بأي منها هي المفيدة بشكل علاجي يُمكن أن يُستخدم على نطاق واسع.