مخرج فيلم «راست» يروي تفاصيل إصابته برصاصة خلال التصوير

الحادث أدى إلى مقتل مصوّرة بطلقة من مسدس الممثل أليك بالدوين

مخرج فيلم «راست» جويل سوزا يدلي بإفادته في المحكمة (أ.ب)
مخرج فيلم «راست» جويل سوزا يدلي بإفادته في المحكمة (أ.ب)
TT
20

مخرج فيلم «راست» يروي تفاصيل إصابته برصاصة خلال التصوير

مخرج فيلم «راست» جويل سوزا يدلي بإفادته في المحكمة (أ.ب)
مخرج فيلم «راست» جويل سوزا يدلي بإفادته في المحكمة (أ.ب)

تحدّث مخرج فيلم «راست» جويل سوزا أمام محكمة أميركية، الجمعة، عن تفاصيل إصابته بطلقة نارية من مسدس كان يحمله الممثل أليك بالدوين، في حادث أدى إلى مقتل المصورة السينمائية هالينا هاتشينز.

وأدلى سوزا بإفادته خلال محاكمة تُجرى في سانتا في بولاية نيو مكسيكو لهانا غوتيريز ريد، وهي المسؤولة عن الأسلحة في موقع تصوير الفيلم.

وتحوّل تصوير «راست» إلى مأساة في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 في مزرعة بالولاية الواقعة في جنوب غرب الولايات المتحدة. فقد صوّب أليك بالدوين سلاحاً كان يُفترض أنه يحتوي على رصاصات فارغة فقط، لكن مقذوفة حقيقية تسببت بمقتل هالينا هاتشينز وإصابة جويل سوزا.

وتحدّث سوزا أمام المحكمة الجمعة عن ارتباك انتابه عندما تلقى رصاصة حقيقية في كتفه. وقال «سمعت طلقة قوية، وشعرت بالرصاصة كما لو كانت ضربة بعصا بيسبول في كتفي».

وأضاف أن هانا غوتيريز ريد، بدت حينها «مذهولة». وتابع «أتذكر أنها قالت آسفة، أنا آسفة جويل. وأتذكر أن أحدهم صرخ في وجهها» قبل دفعها إلى الخارج.

هانا غوتيريز ريد، المسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست»، تهمّ بالخروج من قاعة المحكمة في سانتا في بعد انتهاء الجلسة (أ.ب)
هانا غوتيريز ريد، المسؤولة عن الأسلحة في فيلم «راست»، تهمّ بالخروج من قاعة المحكمة في سانتا في بعد انتهاء الجلسة (أ.ب)

وأظهرت لقطات عرضت خلال المحاكمة الخميس الممثل أليك بالدوين وهو يتحرّك حاملا مسدسا في يده، ثم يطلق رصاصات فارغة ويطلب من مسؤولة الأسلحة إعادة تعبئة السلاح سريعاً.

وندد خبير استُدعي إلى المحكمة الخميس بالاستخفاف الذي أظهره طاقم العمل في ما يخص مسألة السلامة، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن أهم المواضيع التي سيتم تناولها في المحاكمة، تحديد طريقة وصول ذخيرة حية إلى داخل المسدس الذي كان يحمله بالدوين.

وتُحاكَم هانا البالغة 26 عاما بتهمة القتل غير المقصود، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن 18 شهرا. ويحاكَم بالدوين بالتهمة نفسها، لكنّ محاكمته ستنطلق بشكل منفصل في يوليو (تموز). وينفي الممثل البالغ 65 عاما أن يكون قد ضغط على الزناد.


مقالات ذات صلة

الخطوات الحذرة للدورة البرلينية الـ74

سينما «مجمّع مقدّس» (إنديان بانتبرش)

الخطوات الحذرة للدورة البرلينية الـ74

الدورة الـ97 للأوسكار على بعد 9 أيام فقط... تُقام في الثاني من الشهر المقبل وتحمل معها تحديات مثيرة للاهتمام في كل ركن ومسابقة

محمد رُضا (لندن)
سينما أدريان برودي في «ذَ بروتاليست» (بروكستريت فيلمز)

شاشة الناقد: عروض أفلام الأوسكار

في «ذَ بروتاليست» بضعة طروحات يؤمّها الفيلم بنجاحات متفاوتة. هو عن لازلو (أدريان برودي)، المهندس اليهودي الهارب من النازية إلى ربوع أميركية طلباً للنجاة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق بوستر فيلم «أن تقرأ لوليتا في طهران»

نينا كافاني تقرأ «لوليتا» في طهران وتشوِّق الفرنسيين لمُشاهدة أشهر كتب آذر نفيسي

تقف نينا على المسرح منفردةً لتروي وقائع طفولتها ومراهقتها في بلد يحكُمه المتشدّدون. كما تحكي مسيرتها في بلد المنفى، ومعنى أن تنتقل من فضاء مُغلق لتصبح فنانة...

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «انعكاسات في ماس ميّت» (كوزاك فيلمز)

الأسبوع الأول في «برلين» السينمائي: نجاحات ونصف إخفاقات

بينما يجهد مهرجان «برلين» لتأمين أفضل ما تم تحقيقه على مدار العام، يجهد كذلك في إظهار مدى أهميته كسوق سينمائية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق لقطة لأحد محبي الفيلم  تضم أبطاله وترشيحاته للجزء الثاني (حساب تامر حبيب على «إنستغرام»)

«سهر الليالي» يخوض تجربة الجزء الثاني بممثلين جدد

بدأ المؤلف والسيناريست المصري تامر حبيب كتابة الجزء الثاني من فيلم «سهر الليالي» بعد 22 عاماً من صدور الفيلم الأصلي (2003) الذي حقق نجاحاً لافتاً عند عرضه.

انتصار دردير (القاهرة )

من الرسم اليدوي إلى الذكاء الاصطناعي... كيف تغيرت صناعة القصص المصورة؟

الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
TT
20

من الرسم اليدوي إلى الذكاء الاصطناعي... كيف تغيرت صناعة القصص المصورة؟

الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)
الدكتور إبراهيم حسان يشرح للمشاركين كيفية استثمار الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم (الشرق الأوسط)

قبل سنوات، كان إنتاج قصة مصورة عملية شاقة تتطلب فريقاً من المؤلفين والرسامين والمصممين، إضافةً إلى أسابيع من العمل المتواصل لإنهاء سيناريو واحد. كان الكاتب بحاجة إلى صياغة القصة يدوياً، بينما يستغرق الرسام ساعات طويلة في رسم كل تفصيلة؛ من تعابير الشخصيات إلى الخلفيات الدقيقة. أما المصمم، فكان يواجه تحديات كبيرة في تنسيق الألوان وإضافة المؤثرات البصرية يدوياً، مما جعل إنتاج القصص عملية مكلفة ومحدودة بالإمكانات التقنية المتاحة آنذاك.

لكن اليوم، تغير المشهد تماماً مع دخول الذكاء الاصطناعي إلى عالم الكتابة والتصميم. لم يعد المؤلف مضطراً إلى قضاء ساعات في كتابة الحوارات، فهناك أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على اقتراح نصوص متوافقة مع الأسلوب المطلوب. أما المصمم، فيمكنه توليد رسوم عالية الجودة في ثوانٍ، مع إمكانية تعديلها بسهولة لتناسب الرؤية الفنية للقصة. هذه التحولات فتحت آفاقاً جديدة للإبداع، حيث أصبح بإمكان أي شخص، حتى دون خبرة في الرسم أو التصميم، إنتاج قصص مصورة ذات جودة احترافية.

ضمن هذا السياق، تأتي ورشة العمل «استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية»، التي قدمها الدكتور إبراهيم حسان، أستاذ الإعلام والاتصال الرقمي بجامعة عفت، وأقيمت ضمن برامج بينالي الفنون الإسلامية بالشراكة مع جامعة عفت، لتمنح المشاركين فرصة فريدة لاستكشاف إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تطوير قصص تعليمية تجمع بين السرد التقليدي والقيم الإسلامية والتقنيات الحديثة.

ورشة عمل استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية (الشرق الأوسط)
ورشة عمل استثمار الذكاء الاصطناعي في تصميم القصص التعليمية الإسلامية (الشرق الأوسط)

إمكانيات هائلة

الدكتور إبراهيم حسان، قال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الفعالية تهدف إلى تمكين المشاركين من استثمار إمكانيات الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتصميم، مما يسهم في إنتاج قصص ذات محتوى تعليمي وتربوي يرتبط بالهوية الإسلامية، موضحاً أن الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً للإبداع البشري، بل هو أداة مساعدة تعمل على تسريع العمليات الإنتاجية، مثل التدقيق اللغوي وتصميم الرسوم، دون أن تفقد القصة جوهرها القيمي والفني.

وبيّن حسان أن طاقة الذكاء الاصطناعي تبرز في اختزال العديد من المراحل المطلوبة لإنتاج القصة. فمثلاً، كانت المراجعة اللغوية تتطلب وقتاً ومجهوداً كبيراً، أما الآن، فيمكن إنجازها خلال ثوانٍ معدودة، مع الحفاظ على مستوى جيد من الدقة. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي إمكانيات هائلة في توليد الرسومات، مما يقلل التكلفة التي كانت تُنفق على توظيف الرسامين والمصممين.

من بين المحاور الأساسية التي تناولها دكتور حسان في الورشة، كانت كيفية التحكم في الذكاء الاصطناعي وتوجيهه لخدمة الرسالة الإسلامية. والتي أشار فيها إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر على توليد قصص في لحظات معدودة، ولكن دون تدخل بشري واعٍ، قد تكون النتائج عشوائية أو غير متوافقة مع القيم الإسلامية.

وبحسب الدكتور حسان، فإن «الهدف ليس فقط استخدام الذكاء الاصطناعي، بل توجيهه بطريقة تخضع لسيطرة المؤلف والمصمم، بحيث يصبح أداة في أيديهم بدلاً من أن تفرض عليهم نتائج غير دقيقة. من خلال هذه الورشة، نساعد المشاركين على فهم كيفية ضبط النتائج وتكييف المحتوى بما يتماشى مع هويتنا الثقافية».

أحد الجوانب المهمة التي ناقشتها الورشة هو دور القصص الإسلامية في تصحيح المفاهيم المغلوطة، حيث أشار الدكتور حسان إلى أن بعض القيم يتم تناولها بطرق غير دقيقة حتى في الأعمال الأدبية، وضرب مثالاً بمفهوم «إعمار الأرض»، حيث قال: «هناك اعتقاد شائع بأن الإنسان خُلق لإعمار الأرض، ولكن في الحقيقة، القرآن الكريم يشير إلى أن الإنسان وُجد لإصلاح الأرض، وليس مجرد إعمارها. فالعديد من الأمم السابقة كانت أكثر تقدماً في الإعمار، لكنها لم تنجُ بسبب فسادها. لذا، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تقديم سرد قصصي يعكس هذه الفكرة بوضوح، مما يسهم في بناء وعي فكري صحيح لدى الأجيال القادمة».

في الجلسة التطبيقية من الورشة، تم تعريف المشاركين بثلاث مراحل أساسية لبناء قصة تتوافق مع القيم الإسلامية، وهي: تحديد الفكرة الأساسية: مثل المحافظة على البيئة أو بر الوالدين. تعزيز القيم التربوية: مثل المسؤولية، الرحمة، والشكر العملي لله، إضافة إلى دعم القصة بالنصوص الشرعية، باستخدام آيات قرآنية وأحاديث نبوية مناسبة. كما تم توضيح كيفية إدخال هذه العناصر في منصات الذكاء الاصطناعي لضمان توليد محتوى يعكس الروح الإسلامية بوضوح.

تحديات

لم تخلُ الورشة من نقاشات حول التحديات التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الإسلامي، حيث أشار الدكتور إبراهيم إلى أن هناك خطورة تتمثل في إمكانية تزييف الحقائق، أو تقديم صور غير دقيقة عن التاريخ الإسلامي، وقال: «إذا لم يتم التعامل مع الذكاء الاصطناعي بحذر، فقد تنتشر تصورات غير صحيحة، مثل إنتاج صور خيالية لا تتوافق مع السياق الزماني والمكاني للأحداث الإسلامية. لذا، من الضروري تدريب الذكاء الاصطناعي على فهم تفاصيل الحضارة الإسلامية حتى لا يصبح مجرد انعكاس للثقافات الأخرى».

وعن مستقبل هذا المجال، أكد الدكتور إبراهيم أن الذكاء الاصطناعي سيكون عنصراً رئيسياً في تطوير القصص الإسلامية المصورة، وسيساهم في إثراء المكتبات الرقمية وجعل المحتوى أكثر تفاعلاً مع الجمهور المعاصر، وأضاف: «يبقى السؤال الأهم: هل سنستخدم هذه التقنية لتعزيز القيم الإسلامية ونشر المعرفة، أم سنكون مجرد مستهلكين للتكنولوجيا دون توجيهها نحو هدف نبيل؟ القرار بأيدينا».

شكلت هذه الورشة محطة معرفية مهمة لكل من يسعى إلى دمج الإبداع مع التكنولوجيا لخدمة القيم الإسلامية. ومن خلال التطبيق العملي والمناقشات العميقة، خرج المشاركون بأدوات عملية يمكنهم استخدامها في مشاريعهم المستقبلية، مما يعكس رسالة بينالي الفنون الإسلامية في إبراز الفنون بوصفها وسيلة للحوار والتطوير الثقافي المستدام.