شاشة الناقد: عروض أفلام الأوسكار

أدريان برودي في «ذَ بروتاليست» (بروكستريت فيلمز)
أدريان برودي في «ذَ بروتاليست» (بروكستريت فيلمز)
TT
20

شاشة الناقد: عروض أفلام الأوسكار

أدريان برودي في «ذَ بروتاليست» (بروكستريت فيلمز)
أدريان برودي في «ذَ بروتاليست» (بروكستريت فيلمز)

THE BRUTALIST

★★★

• إخراج: برادي كوربت | Brady Corbet

• المجر، بريطانيا، الولايات المتحدة | دراما

• عروض أفلام الأوسكار

في «ذَ بروتاليست» بضعة طروحات ومضامين يؤمّها الفيلم بنجاحات متفاوتة. هو عن لازلو (أدريان برودي)، المهندس المعماري اليهودي الهارب من النازية إلى ربوع أميركية طلباً للنجاة. لازلو يعدّ أن على العمارة أن تكون شكلاً فنياً لا يختلف عن أي فن آخر، وإلا هي شكل وحشي النشأة والمظهر. عندما يستأجر الثري ڤان بورِن (غاي بيرس) خدماته ليُصمم له بناءً يضم منتجعاً ومكتبة وكنيسة ومكاتب عمل يترك له حريّة مطلقة في التصميم والإنجاز. يتبنى مفهوم ونظرة لازلو، آملاً في الانفراد بإنجاز مختلف يفخر به.

ڤان بورِن عنصري يؤمِن بالتمييز (يشتم السود في مشهد) والتميّز بثرائه. استئجاره للازلو يتم بوصفه فعلاً مزودجاً. نعم هو يحتاج إليه ليبني له الصرح المذكور، لكنه يختار معاملته أجيراً. في الواقع يرميه في مشهد عشاء وأمام آخرين بشيء ما يُجبر لازلو على الانحناء لالتقاطه. يسأل ڤان بورِن زوجة لازلو: «تتكلمين الإنجليزية جيداً، متى ستعلّمين زوجك التخلي عن لهجة ماسحي الأحذية».

في ثلاث ساعات ونيّف الساعة لدى المخرج كوربت كثير مما يود قوله. تفاصيل معجوقة واستطرادات. لكن النجاح الفعلي له هو معالجته الفيلم بصفته ملحمة لموضوعات عليها أن تجتمع تحت مظلة واحدة، حتى إن لم تكفِ المظلة لجمعها. التصاميم الفنية (الديكورات والمناظر) رائعة، والتمثيل بعيد عن النقد السهل، في حين أن التصوير (لول كراولي) يلبّي أسلوب العرض المنشود. أما ما لا يصل إلى هذه المستويات، فهو موسيقى دانيال بلومبيرغ المزعجة، حيث يستخدم الموسيقار الضرب على أنابيب فارغة ومطارق، إلى جانب أدوات أخرى.

مشكلة لازلو أنه لا يستطيع الانتماء، ما يدفع ڤان بورِن لسؤاله، قبل الاعتداء عليه: «كيف تناهض ما تعرضت له من اضطهاد وتقبل إهانة نفسك؟». السؤال وجيه، ولو أنه ليس عادلاً. لازلو بطل يعاني من الإدمان والعجز (مع زوجته أو غيرها) والفقر الذي يعود إليه كلما ناوأه ذلك الحلم الأميركي الصعب، لكن مشكلته الأكبر هي فشله في جعل أميركا تنظر إليه بصفته فناناً.

EMILIA PÉREZ

★★

• إخراج: جاك أوديار | Jacuqes Audiard

•‫ فرنسا | ميوزيكال

• عروض أفلام الأوسكار

في سعي المخرج جاك أوديار لتقديم دراما في إطار موسيقي - استعراضي رغبة غير مكتملة العناصر. نوع من فرض الشكل على شروط المضمون، من خلال القفز فوق تفاصيل مهمّة. أنجز هذا الفيلم شعبيّته على أساس موضوعه، حول رئيس كارتل يُقدم على تغيير جنسه. لكن الفيلم نوع من الأعمال التي يغلب عليها الطموح. على السطح هناك فرادة الموضوع، وجاذبيّته لدى كثيرين، تحت السطح افتقار إلى ما هو ضروري لنجاح فني فعلي.

زوي سالدانا في «إميليا بيريز» (آي إم دي بي)
زوي سالدانا في «إميليا بيريز» (آي إم دي بي)

نتعرّف أولاً على المحامية ريتا (زوي سالدانا) وهي تكتب شيئاً يتعلّق بالقضية التي ستترافع فيها. من هناك ننتقل إلى قاعة محكمة من دون قضاة أو محامين أو حتى جمهور. هي تُغني أمام صف من عاملات النظافة، وبعد ذلك هي أمام حشد من الناس يسيرون ليلاً وراءها ربما عن غير قصد. تتسلّم ريتا بعد قليل عرضاً مغرياً من رئيس كارتل مكسيكي (كارلا كاجون)، إذ يريد منها تأمين الأوراق القانونية لإجراء عملية جنسية تحوّله إلى امرأة. يعرض عليها مبلغاً كبيراً وترضى. بعد سنوات يعود (أو تعود) إلى حياة ريتا بطلب جديد، وهو العمل على توفير حصانة لأولاده، هذا من بين غايات متناقضة لشخص عاش على الجريمة بصفته رجلاً، والآن لديه وجهة مختلفة بصفته امرأة.

على الورق يبدو كل ذلك مثيراً للاهتمام، لكنّ فيلماً جادّاً حول الموضوع المطروح كان يتطلب سيناريو لا يهمل البحث داخل الشخصيات بدلاً من تجاهل أسبابها، وتوفير إيضاحات قليلة بشأن وجهات نظرها أو مبرراتها. حتى نيّة التحوّل الجنسي لدى رئيس كارتل ليست واضحة. بالأحرى ليست مطروقة على نحو كافٍ.

ينجز الفيلم موسيقياً أكثر مما ينجزه درامياً، لكن هذا بدوره مرتبط باختيارات توقيت وتصميم الاستعراضات ودرجة ارتباطها بالحكاية. من أول نمرة استعراضية يمكن ملاحظة سرعة في التنفيذ (تكاد إحدى العاملات تصطدم بأخرى). ما يرتسم على الشاشة، غناءً أو رقصاً أو حدثاً وشخصيات، لا ينتقل قُدماً، بل هو معروض بلا حيوية أو عمق.

في الصالات

• Parthenope ★★ ‫- رعب من إخراج أوزغود بركنز عن قصّة لستيفن كينغ حول لعبة على شكل قرد تدب الحياة فيها وترتكب جرائم قتل. ليس للفيلم غاية ولا ينجح كإيقاع.

• Cleaner ★★★ - هذا الأكشن من إخراج مارتن كامبل (حقق فيلمين من سلسلة جيمس بوند) ويتمثل في قيام عصابة باحتجاز 300 شخص لولا أن منظِّف النوافذ يتدخل للإنقاذ.

• Riff Raff ★★ - كوميديا من النوع الذي كان كونتِن تارنتينو ينجزه كأفلام بوليسية. يدور حول لقاء بين قتلة محترفين من الجيل الأسبق. يضمن الفيلم تمثيلاً جيداً من إد هاريس وبل موراي.

• An Unfinished Film ★★★ - دراما للصيني يي لو، حول مخرج يجمع ممثليه لاستكمال تصوير فيلم بعد 10 سنوات من التوقف. لكنَّ وباء كورونا يهدد العمل بالتوقف من جديد.

لقطة من «An Unfinished Film» (آي إم دي بي)
لقطة من «An Unfinished Film» (آي إم دي بي)

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


مقالات ذات صلة

المخرج مراد مصطفى: «عائشة لا تستطيع الطيران» ينحاز إلى المهاجرين الأفارقة

يوميات الشرق فيلم «عائشة لا تستطيع الطيران» للمشاركة في مهرجان «كان» (الشرق الأوسط)

المخرج مراد مصطفى: «عائشة لا تستطيع الطيران» ينحاز إلى المهاجرين الأفارقة

قال المخرج المصري مراد مصطفى إن اختيار فيلمه الطويل الأول «عائشة لا تستطيع الطيران» للمنافسة في مهرجان «كان» السينمائي لم يكن سهلاً.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق فداء مع مخرجة الفيلم سيلفي باليوت (فداء بزري)

«خط التماس»... وثائقي يكسر الصَّمت للعبور إلى المصالحة

يسرد الفيلم الوثائقي «خط التماس»، قصة فتاة تُدعى «فداء» مع الحرب اللبنانية، مُستخدماً نماذج مصغرة لمباني بيروت، ومصغرة لإعادة بناء نشأة «فداء» المضطربة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق بوستر فيلم «سوار»... (إدارة المهرجان)

لأول مرة... «أفلام السعودية» يفتتح دورته الـ11 بفيلم روائي طويل

في عرض عالمي أول، يفتتح «مهرجان أفلام السعودية» دورته الحادية عشرة بفيلم روائي طويل لأول مرة في تاريخه.

المشرق العربي الممثلة الإسرائيلية غال غادوت خلال حفل في سانتا مونيكا بكاليفورنيا الولايات المتحدة - 5 أبريل 2025 (رويترز)

لبنان يحظر عرض «سنو وايت» في دور السينما بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية بالفيلم

أعلنت السلطات اللبنانية، الاثنين، أنها حظرت عرض فيلم «سنو وايت» (Snow White) من إنتاج «ديزني» في دور السينما اللبنانية بسبب مشاركة ممثلة إسرائيلية به.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
سينما  تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)

من جدة إلى العالم... «شوريل 12» يُوسّع حدود السينما الطلابية

في مهرجان «شوريل» السينمائي، لا أحد ينتظر سجادة حمراء أو صورة مع نجم، لأن الكاميرا نفسها بيد الطلاب في هذا المهرجان الذي بدأ فكرة طلابية بسيطة.

إيمان الخطاف (جدة)

من جدة إلى العالم... «شوريل 12» يُوسّع حدود السينما الطلابية

 تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)
تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)
TT
20

من جدة إلى العالم... «شوريل 12» يُوسّع حدود السينما الطلابية

 تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)
تشهد الدورة الثانية عشرة من المهرجان حضوراً دولياً كثيفاً (الشرق الأوسط)

​ في مهرجان «شوريل» السينمائي، لا أحد ينتظر سجادة حمراء، أو صورة مع نجم، لأن الكاميرا نفسها بيد الطلاب في هذا المهرجان الذي بدأ فكرة طلابية بسيطة في جامعة عفت بجدة، عام 2014، باسم «مهرجان عفت السينمائي الدولي لأفلام الطلاب»، ثم أصبح اليوم منصة سينمائية مميزة لإنتاج الأفلام القصيرة، وفي الدورة الثانية عشرة التي تنعقد في الفترة من 13 إلى 15 أبريل (نيسان)، تحت عنوان «من الحلم إلى الفيلم»، يعزز المهرجان مكانته باعتباره الأول من نوعه لأفلام الطلاب على مستوى الدول العربية.

وفي دورة هذا العام، يضم «شوريل» وجوهاً من بريطانيا وأميركا واليابان، ومشاركين من أكثر من 90 دولة حول العالم، في المهرجان الذي يحتفي بصنّاع أفلام ما زالوا على مقاعد الدراسة، بالإضافة إلى تكريمه عدداً من الشخصيات البارزة في صناعة السينما المحلية والعالمية، مثل المستشار عبد الله المحيسن، والفنان حسن عسيري، والمخرج خالد الحربي، وفنانة التحريك البريطانية جوانا كوين، ورئيس أكاديمية الفنون المصرية غادة جبارة.

المهرجان هو الأول من نوعه لأفلام الطلبة على مستوى الدول العربية (الشرق الأوسط)
المهرجان هو الأول من نوعه لأفلام الطلبة على مستوى الدول العربية (الشرق الأوسط)

توسّع دولي

وخلال حديث له مع «الشرق الأوسط»، كشف الدكتور محمد غزالة، رئيس مدرسة الفنون السينمائية ومدير المهرجان، أن عام 2014 شهد انطلاق الدورة الأولى للمهرجان، التي كانت تقتصر حينها على أفلام طلبة جامعة عفت في قسم الإنتاج المرئي والرقمي، قبل أن يتحوّل اسمه لاحقاً إلى «مدرسة الفنون السينمائية»، وبعدها بدأ المهرجان يتوسع تدريجياً ليأخذ طابعاً دولياً.

ويوضح غزالة أن دورة هذا العام جذبت أكثر من 2200 فيلم، بالإضافة إلى مشاركات طلابية متنوعة من 10 جامعات سعودية. وتابع: «هذا رقم كبير جداً، لدرجة أننا استغرقنا في القسم نحو 4 أشهر، لمشاهدة جميع هذه الأفلام، ثم انتقينا أفضل 89 فيلماً، من 28 دولة، تتنافس جميعها على جوائز مالية تتجاوز 50 ألف ريال»، مضيفاً أن «هذه الدورة تمتاز بأنها ذات قيمة فنية عالية».

مشاركات سينمائية متنوعة وجلسات حوارية مكثفة ممتدة على أيام المهرجان الثلاثة (الشرق الأوسط)
مشاركات سينمائية متنوعة وجلسات حوارية مكثفة ممتدة على أيام المهرجان الثلاثة (الشرق الأوسط)

ومضى غزالة إلى القول: «إننا نحرص على تأهيل الجيل القادم لإنتاج أعمال سينمائية تُمثل السعودية بأفضل صورة، وتُظهر الوجه الحقيقي للبلاد، في الداخل والخارج، خصوصاً أننا عانينا على مدى سنين طويلة من التنميط، ولذا أرى في هذا المهرجان فرصة لفسح المجال السينمائي لصناع الأفلام من الطلاب، كي يُظهروا أعمالهم للجمهور العالمي، من خلال مهرجان يضم لجان تحكيم مختلفة من دول عدة من حول العالم».

وبسؤاله إن كان يعتقد أن حماس الطلبة لخوض غمار صناعة الأفلام دائم أو مؤقت، أجاب بأن «نحو 80 في المائة من الطلاب المشاركين حوّلوا من أقسام دراسية أخرى، وهذا يؤكد شغفهم وإيمانهم الكبير بدراسة شيء يعبرون من خلاله عن أنفسهم، وهو بالضبط ما تقدمه لهم السينما... فالسينما تتطلب جهداً جماعياً، وتُكسب الفرد سمات مثل التواضع والتركيز، كما أن القدرة على صناعة أعمال تنال استحسان الجمهور، ليست سهلاً».

يرى مدير المهرجان أن صنّاع الأفلام من الطلاب يميلون للتجريب والجرأة في أفلامهم (الشرق الأوسط)
يرى مدير المهرجان أن صنّاع الأفلام من الطلاب يميلون للتجريب والجرأة في أفلامهم (الشرق الأوسط)

متعة التجريب

ويرى غزالة أن «السينما وسيلة لتشكيل الأفكار وبلورتها بصرياً»، مؤكداً أن الطالب يخضع لمجموعة اختبارات قبل قبوله في القسم، بعدها يستمر من يستطيع تحمّل متطلبات الدراسة. وفيما يتعلق بالسمة السائدة للأفلام التي يرغب الطلاب في صناعتها، مقارنة بصناع الأفلام المتمرسين، يقول: «التجريب وطزاجة الأفكار، إلى جانب التنوع في الطرح، هي السائدة، ولأن الطالب ليس لديه ما يخسره، فإن هذا يجعله أكثر جرأة من المحترفين».

يركز المهرجان على الأفلام القصيرة بالدرجة الأولى التي تجذب الطلاب للمشاركة (الشرق الأوسط)
يركز المهرجان على الأفلام القصيرة بالدرجة الأولى التي تجذب الطلاب للمشاركة (الشرق الأوسط)

جدير بالذكر أن فعاليات المهرجان تتضمن مجموعة من الندوات وورش العمل التي يقدمها خبراء صناعة السينما، من مؤسسات رائدة مثل «نتفليكس» و«سوني» و«أكاديمية MBC» و«توون بوم» للرسوم المتحركة.

كما تقام فيه محاضرات لأكاديميين من مدرسة السينما في جامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة الاتصالات في الصين. إلى جانب عروض وورش أخرى متخصصة في التصوير السينمائي والإخراج وإنتاج الصوت والتوزيع السينمائي. وكجزء من الفعاليات المصاحبة، تستضيف الإعلامية سهى الوعل، ندوة حوارية مفتوحة مع الفنان والمنتج حسن عسيري، في سينما حي جميل الثقافي بجدة، حيث سيتم تكريمه عن مسيرته الفنية في مجال الدراما والإنتاج. كما يتضمن المهرجان جلسة نقاشية بعنوان «ماذا يحب أن يشاهد السعوديون؟»، بحضور عدد من صناع الأفلام والمنتجين ومديري دور العرض السينمائي.