دخلت 3 شاحنات تحمل مساعدات إنسانية من صندوق «اليونيسف» التابع للأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غربي سوريا من معبر «باب السلام» الحدودي الجمعة.
وسمحت الحكومة السورية باستخدام معبري «باب السلام» و«الراعي» الحدوديَين مع تركيا حتى 13 أغسطس (آب) المقبل، لإيصال مساعدات الأمم المتحدة الإنسانية إلى المناطق المتضررة من زلزالي 6 فبراير (شباط) الماضي اللذين ضربا جنوب تركيا ومناطق في شمال غربي سوريا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الأربعاء: «إنه تم استكمال نحو 170 مهمة مساعدات إنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر تركيا منذ زلزالي 6 فبراير (شباط)».

وأضاف أنه تم توفير مواد تقنية لمستشفى الأطفال والمرافق الصحية المختلفة في الشمال السوري، لافتاً إلى وجود خطط لإدخال مساعدات جديدة إلى سوريا من معبر «باب السلام» خلال الأيام المقبلة، موضحاً أنها مستمرة مع الحكومة السورية حول أنشطة الأمم المتحدة في المنطقة.
From t-shirts to pants and pyjamas, children at a camp in Syria received new clothes and toys from UNICEF.UNICEF will continue to work alongside their partners to support earthquake-affected children in Syria. pic.twitter.com/THOS2n2WjE
— UNICEF UK (@UNICEF_uk) July 25, 2023
وذكر دوجاريك أن موظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، زاروا مشاريع لدعم المأوى والتعليم بتمويل من الصندوق الإنساني في مدينة الباب، على بعد نحو 40 كم شمال شرقي حلب، عبر الحدود التركية السورية.
وأكد استمرار الاستجابة الإنسانية في شمال غربي سوريا، حيث كانت وكالات الأمم المتحدة خزنت مسبقاً، أي قبل انتهاء صلاحية تصريح المساعدة عبر الحدود في 10 يوليو (تموز)، إمدادات المساعدات الإنسانية، والتي يتم إرسالها وتوزيعها حالياً.
في سياق متصل، كان رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند، قال إن المأزق الذي تواجهه الأمم المتحدة بشأن معبر «باب الهوى» الحدودي في إيصال المساعدات إلى آخر جيب تسيطر عليه المعارضة السورية في إدلب، ما يعرض حياة 4.1 مليون سوري هناك للخطر.
وأعلنت الحكومة السورية في 14 يوليو (تموز)، منح الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إذناً باستخدام معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا لمدة 6 أشهر، بشرط التنسيق معها، وذلك بعد فشل مجلس الأمن الدولي في تجديد تفويض نقل المساعدات الساري منذ عام 2014، بسبب استخدام روسيا حق الفيتو.
وقال ميليباند لوكالة «أسوشيتد برس»، الثلاثاء الماضي، إن سكان شمال غربي سوريا لا يستطيعون تحمل موجة جديدة من المعاناة، بعد أن عاشوا صدمة الزلزال. وحض مجلس الأمن الدولي على القيام بعمله، واستئناف دخول المساعدات من معبر «باب الهوى».
وكانت روسيا، التي تطالب بأن يتم تسليم جميع المساعدات بنظام التبادل بين مناطق سيطرة الحكومة السورية والمعارضة وليس عبر الحدود مع تركيا، استخدمت حق النقض ضد قرار سويسري - برازيلي تدعمه دول غربية يجدد الإذن بعبور المساعدات من «باب الهوى» لمدة 6 أشهر.
وتقدمت روسيا بمشروع قرار آخر حوى متطلبات إضافية، بما فيها زيادة تسليم المساعدات لمنطقة سيطرة المعارضة عبر دمشق، لكنه تلقى دعم الصين فقط.
حقائق
85 % من مساعدات
الأمم المتحدة لشمال غربي سوريا تمر عبر معبر «باب الهوى»
وبحسب الأمم المتحدة يمر نحو 85 في المائة من مساعداتها لشمال غربي سوريا من معبر «باب الهوى» الأكثر كفاءة.
وذكر ميليباند أن لجنة الإنقاذ الدولية تحاول التأقلم من خلال استخدام معابر أخرى وإيجاد طرق مختلفة لإيصال المساعدات إلى جيب المعارضة، قائلاً: «وجهة نظرنا هي أن التدخل في المعبر الإنساني يشكل خطراً شديداً على كفاءة وفاعلية المساعدات الإنسانية».
وانضمت الولايات المتحدة، مؤخراً، إلى المانحين الرئيسيين في مطالبة الأمم المتحدة بأن تكون قادرة على إيصال المساعدات من خلال معبر «باب الهوى» بشكل مستقل إلى كل من يحتاج إليها، مؤكدة بذلك رفضها للشروط التي وضعتها سوريا وتدعمها روسيا لإيصال المساعدات.
وتتذرع روسيا بأن هناك «جماعات إرهابية» في محافظة إدلب تتلقى المساعدات وتمنعها من الوصول إلى العائلات المحتاجة.
ودعت روسيا والصين إلى توجيه جميع المساعدات إلى المنطقة عبر دمشق، لكن سكانها، وكذلك الدول الغربية، متشككون في هذا المسعى.