كيف انحاز ترمب لبوتين 29 مرة في شهره الأول من الولاية الثانية؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هلسنكي عام 2018 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هلسنكي عام 2018 (أ.ب)
TT
20

كيف انحاز ترمب لبوتين 29 مرة في شهره الأول من الولاية الثانية؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هلسنكي عام 2018 (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب قبيل اجتماع في هلسنكي عام 2018 (أ.ب)

قالت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب انحاز 29 مرة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول شهر له بولايته الثانية.

واستعرضت الصحيفة تلك المواقف كدليل مفيد للسياسة الأميركية الجديدة المتمثلة في التقارب الوثيق مع الكرملين.

وذكرت أن ترمب وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه «ديكتاتور»، على الرغم من فوزه بانتخابات نزيهة في عام 2019، لكن رئيس الولايات المتحدة لا يقول الشيء نفسه عن بوتين، على الرغم من وفاة أليكسي نافالني، خصمه الرئيسي، في السجن قبل أسابيع قليلة من فوز بوتين بانتخابات مزورة، العام الماضي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي خطاباً أمام كبار القضاة في روسيا (الكرملين)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يلقي خطاباً أمام كبار القضاة في روسيا (الكرملين)

وأضافت أن في الأسابيع القليلة الماضية، قوض ترمب وفريقه أيضاً «حلف شمال الأطلسي (الناتو)»، ودعموا السياسيين اليمينيين المتطرفين في أوروبا، وتعهَّدوا بشن حرب تجارية ضد الاتحاد الأوروبي بسبب معاملته «غير العادلة للغاية» للولايات المتحدة.

وقالت إن عدداً متزايداً من المسؤولين والدبلوماسيين الأوروبيين يعتقدون أن الرئيس الأميركي يقف حقاً إلى جانب روسيا.

واستعرضت المواقف التي قالت إن ترمب فعل فيها ما أراده بوتين.

1. الاتصال ببوتين: بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من غزو روسيا غير المبرَّر لأوكرانيا في عام 2022، قرر ترمب أنه حان الوقت لإعادة الاتصال المباشر بين رئيس الولايات المتحدة وبوتين، الذي يواجه عقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فضلاً عن مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، لذلك رفع سماعة الهاتف في 12 فبراير (شباط) لإجراء محادثة لمدة 90 دقيقة.

2. مدح بوتين: قال ترمب بعد ذلك: «أريد أن أشكر الرئيس بوتين على وقته وجهده فيما يتعلق بهذه المكالمة. ولقد فكر كلانا في التاريخ العظيم لأمتينا، وحقيقة أننا قاتلنا معاً بنجاح كبير في الحرب العالمية الثانية، واتفقنا على العمل معاً بشكل وثيق للغاية، بما في ذلك إجراء زيارة لبعضنا البعض».

3. قال إنه «يحب» أن يرى روسيا تعود إلى مجموعة الدول السبع: صرَّح ترمب للصحافيين في المكتب البيضاوي، اليوم التالي، لمكالمة بوتين: «أود أن يعودوا. أعتقد أنه كان من الخطأ طردهم». وقال الشيء ذاته في ولايته الأولى، ولكن هذا كان قبل الغزو الروسي لأوكرانيا.

4. السماح لبوتين بالاحتفاظ بكثير من الأراضي الأوكرانية: رفض وزير دفاع ترمب، بيت هيغسيث، هدف أوكرانيا باستعادة كل الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ عام 2014 بوصفه «غير واقعي».

وسحب هذا التصريح البساط من تحت أقدام أوكرانيا في أي مفاوضات مستقبلية، كما أعطى هيغسيث لبوتين بالضبط ما أراده بقوله إن كييف لن تنضم إلى «حلف شمال الأطلسي (الناتو)» أيضاً.

5. حذر من أن روسيا لديها كثير من الأراضي الأوكرانية: أشار ترمب إلى أن روسيا تحمل الآن «الأوراق» في محادثات السلام «لأنها استولت على الكثير من الأراضي».

صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي اللذين تباعد بينهما مواقف الأول بشأن الحرب في أوكرانيا وتقاربه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)
صورة مركبة للرئيسين الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي اللذين تباعد بينهما مواقف الأول بشأن الحرب في أوكرانيا وتقاربه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ف.ب)

6. الاستسلام لرغبة بوتين في عدم إرسال بعثة لـ«حلف شمال الأطلسي» إلى أوكرانيا: قال هيغسيث إن أي قوات من دول «حلف شمال الأطلسي» تخدم في أوكرانيا لن تكون مشمولة بـ«المادة 5» للحلف، التي تنص على أن الهجوم على أحد الأعضاء هو هجوم على الجميع.

7. استبعاد إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا: ترضية أخرى من هيغسيث لبوتين.

8. إبلاغ أوروبا التي اعتمدت على الحماية الأميركية منذ عام 1945 بالاعتناء بنفسها.

9. عقد محادثات غير مشروطة مع روسيا: قدم ترمب لبوتين تنازلات سخية بشأن «حلف شمال الأطلسي» والأراضي الأوكرانية لروسيا قبل بدء المحادثات. وكان بإمكانه أن يطالب بوقف إطلاق النار شرطاً مسبقاً للمحادثات الأولى بين كبار الدبلوماسيين من الجانبين ولكنه لم يفعل. وفي الواقع، لم تكن هناك شروط مسبقة على الإطلاق.

10. لم يُسمح لفريق زيلينسكي بالمشاركة في المحادثات، بينما تقول كييف وحلفاؤها إنه لا ينبغي إجراء محادثات «حول أوكرانيا من دون أوكرانيا مهما يكن».

11. رفض السماح لأوروبا بالمشاركة في المحادثات: تشكو أوروبا من أنها تُقصى من عملية السلام، ولكن أميركا لا تهتم، وبوتين راضٍ بذلك.

12. التصريح بأن زيلينسكي «بدأ» الحرب: بعدما بدأت روسيا الحرب، حاولت إلقاء اللوم على زيلينسكي منذ ذلك الحين، والآن يزعم البيت الأبيض الشيء نفسه.

13. القول إن زيلينسكي غير كفء: يحق للجميع أن يكون لديهم وجهة نظر، ولكن هذا يخدم غرض روسيا المتمثل في تقويض شرعية زيلينسكي بالداخل.

14. عدم توجيه انتقادات كثيرة لبوتين.

15. القول إن بوتين يمكن الوثوق به ويريد السلام: هذا ما قاله ترمب لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» وربما نسي كل المرات التي قالت فيها روسيا إنها لن تغزو أوكرانيا.

16. الدعوة إلى انتخابات في أوكرانيا: تحب روسيا الانتخابات في البلدان المجاورة لأنها تستطيع التدخل في العملية، وكانت تأمل في الحصول على فرصة لتنصيب حكومة جديدة في كييف منذ ما قبل بدء الحرب، ويقول ترمب إن زيلينسكي «يجب أن يدعو إلى التصويت في أقرب وقت ممكن، ولكن المشكلة أن هناك حرباً مستمرة، كما تعلمون؟»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في هلسنكي عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماعهما في هلسنكي عام 2018 (أرشيفية - أ.ف.ب)

17. سحب التمويل من مراقبي الانتخابات والوكالات السيبرانية.

18. وصف زيلينسكي بأنه «ديكتاتور».

19. التطلُّع إلى إبرام صفقات «استثمارية» مع روسيا: نقلت الصحيفة عن مسؤول روسي كبير قوله إن هناك اهتماماً خاصاً بمشاريع الطاقة المشتركة في القطب الشمالي.

20. التخلِّي عن المنظمات غير الحكومية الديمقراطية: لطالما اشتكى الكرملين من أن المنظمات غير الحكومية الممولة من الولايات المتحدة هي واجهات استخباراتية تثير «ثورات ملوَّنة» في الجمهوريات السوفياتية السابقة، بما في ذلك انتفاضة 2014 في أوكرانيا، وقطع فريق ترمب الآن كل التمويل للبرامج المؤيدة للديمقراطية كجزء من جهوده لتفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

21. القضاء على الغوغاء: إن هذا هو ما يريده ترمب حقاً، وربما يكون مجرد مصادفة أن يبدو أن بوتين يتشارك في وجهة نظر مماثلة بشأن قضايا مثل حقوق المتحولين جنسياً.

22. انتقاد أوروبا بسبب إخفاقاتها في التعامل مع الهجرة: قال ترمب إن أوروبا بحاجة إلى توحيد جهودها لوقف الهجرة الخارجة عن السيطرة.

وشن نائبه، جيه دي فانس، هجوماً شاملاً على القارة بشأن كل شيء آخر تقريباً في أول ظهور له بـ«مؤتمر ميونيخ للأمن»، في نهاية الأسبوع الماضي، ومن المرجَّح أن يكون ذلك محبَّباً لبوتين.

23. فانس يدعم فوز كالين جورجيسكو في رومانيا: انحاز نائب الرئيس الأميركي إلى المرشح الذي فاز بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرومانية، العام الماضي، في أعقاب عملية روسية للتلاعب في وسائل التواصل الاجتماعي. وكانت المحكمة الدستورية الرومانية قلقة للغاية منه، لدرجة أنها ألغت الانتخابات.

24. مهاجمة ناب ترمب لحكومة ألمانيا بسبب معارضتها لليمين المتطرف

25. دعم حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات الألمانية: أيد إيلون ماسك، أفضل صديق لترمب، حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، ومرشحته أليسا فايدل لمنصب المستشار في انتخابات يوم الأحد.

ومن المتوقَّع أن يحقق حزب البديل أفضل نتيجة له ​​على الإطلاق، وفقاً لاستطلاعات الرأي.

ويتعاطف العديد من أنصار حزب البديل من أجل ألمانيا مع موسكو، وحذرت أجهزة الاستخبارات من حملة روسية لتعطيل التصويت.

26. ماسك يدعم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة: زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة نايجل فاراج لديه تاريخ من التصريحات الإيجابية عن بوتين، وهو ما استخدمه خصومه المعتدلون لمهاجمته.

27. الاعتراض على عبارة «العدوان الروسي» في مسودة بيان «مجموعة السبع» بشأن أوكرانيا.

28. الفوز بالانتخابات الرئاسية: الكرملين مسرور بالتأكيد بفوز ترمب في الانتخابات الرئاسية.

29. الفوز بالانتخابات إلى الأبد: لَمَّح ترمب إلى أنه لن يمانع كثيراً إذا تم تعديل دستور بلاده للسماح له بالبقاء في منصبه لفترة ولاية ثالثة، وقد فعل بوتين ذلك بالفعل في روسيا.


مقالات ذات صلة

ترمب منزعج من بوتين وزيلينسكي في ظل تعثر مفاوضات السلام

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين مساء الأحد أثناء عودته على متن طائرة الرئاسة إلى واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

ترمب منزعج من بوتين وزيلينسكي في ظل تعثر مفاوضات السلام

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد طرفي النزاع الروسي - الأوكراني، معرباً عن إحباطه في ظل استمرار تعثر جهود استئناف محادثات وقف النار لإنهاء الحرب.

هبة القدسي (واشنطن)
أوروبا رجال شرطة أوكرانيون في موقع تعرض لهجوم روسي بطائرات مُسيّرة  يوم أمس (إ.ب.أ)

مقتل أربعة أشخاص في أوكرانيا جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة

قتل أربعة أشخاص على الأقل وأصيب 19 في مدينة دنيبرو بشرق أوكرانيا جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة ألحق أضرارا بمبان وأدى إلى اندلاع حرائق، وفق ما أفاد مسؤولون.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رجل يقف بجوار حفرة انفجار في موقع غارة بطائرة مسيّرة في خاركوف (أ.ف.ب) play-circle

روسيا تتّهم أوكرانيا باستهداف منشآت طاقة

اتّهمت روسيا، الخميس، أوكرانيا بإطلاق مسيّرات استهدفت مواقع للطاقة تابعة لها في منطقة بريانسك الحدودية والقرم التي ضمتها موسكو.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في باريس يوم 17 فبراير 2025 (رويترز)

«حلفاء أوكرانيا» يبحثون في باريس ضمانات أمنية دعماً لكييف

يشارك 31 رئيس دولة وحكومة في «قمة السلام والأمن لأوكرانيا»، التي تستضيفها باريس الخميس، بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون وبالتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص محادثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا برعاية السعودية في 11 مارس 2025 (رويترز)

خاص «الخارجية» الأميركية: مفاوضات الرياض جعلتنا أقرب إلى السلام

شدّد مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» على نجاح مفاوضات الرياض في تحقيق اختراق، مقدراً الدور السعودي في دفع جهود الدبلوماسية المستمرة.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

إدارة ترمب تراجع تمويلاً بـ9 مليارات لجامعة هارفارد

توقفت لالتقاط صورة ضمن مجموعة تزور جامعة هارفارد في كامبردج بماساتشوستس (رويترز)
توقفت لالتقاط صورة ضمن مجموعة تزور جامعة هارفارد في كامبردج بماساتشوستس (رويترز)
TT
20

إدارة ترمب تراجع تمويلاً بـ9 مليارات لجامعة هارفارد

توقفت لالتقاط صورة ضمن مجموعة تزور جامعة هارفارد في كامبردج بماساتشوستس (رويترز)
توقفت لالتقاط صورة ضمن مجموعة تزور جامعة هارفارد في كامبردج بماساتشوستس (رويترز)

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أنها ستُجري مراجعة دقيقة لعقود ومنح فيدرالية بقيمة 9 مليارات دولار لجامعة هارفارد، بذريعة أنها «سمحت بتفشي معاداة السامية في حرمها»، غداة اقتطاع نحو 400 مليون دولار من المنح لجامعة كولومبيا.

وأفاد المسؤول الكبير في «إدارة الخدمات العامة»، جوش غرونباوم، في بيان، بأن الإدارة تُراجع نحو 256 مليون دولار من العقود، بالإضافة إلى 8.7 مليار دولار أخرى من «التزامات منح متعددة السنوات». وقال: «في حين أن الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها جامعة هارفارد للحد من معاداة السامية المُؤسسية - وإن طال انتظارها - موضع ترحيب، فإن هناك كثيراً مما يجب على الجامعة فعله للاحتفاظ بامتياز تلقي أموال دافعي الضرائب الفيدراليين التي كسبوها بشق الأنفس». وأضاف: «أثبتت هذه الإدارة أننا سنتخذ إجراءات سريعة لمحاسبة المؤسسات إذا سمحت لـ(معاداة السامية) بالتفاقم. ولن نتردد في اتخاذ إجراء إذا لم تفعل (هارفارد) ذلك».

وجاء الإجراء ضد «هارفارد» بعد قرار أُعلن في 7 مارس (آذار) الماضي بخفض نحو 400 مليون دولار من تمويل جامعة كولومبيا «بسبب استمرار تقاعس الجامعة في مواجهة المضايقات المستمرة للطلاب اليهود». وفي محاولة يائسة لاستعادة التمويل، وافقت جامعة كولومبيا بعد أسبوعين على الامتثال للشروط المسبقة التي طالبت بها إدارة ترمب، وهي خطوة نحو استعادة الأموال.

وعدّت موافقة كولومبيا من دون نزاع قضائي بمثابة إذن للحكومة الفيدرالية بملاحقة جامعات أخرى. ويستعد قادة الجامعات لخلافات حادة مع «واشنطن»، التي تمول معظم الأبحاث الجامعية في الولايات المتحدة وتضطلع بدور أساسي في نظام المساعدات المالية للطلاب.

وعقب الاتفاق مع إدارة ترمب، استقالت القائمة بأعمال رئيس جامعة كولومبيا، كاترينا آرمسترونغ، من منصبها.

من التحركات الاحتجاجية بجامعة كولومبيا في نيويورك (أ.ب)
من التحركات الاحتجاجية بجامعة كولومبيا في نيويورك (أ.ب)

وزيرة التعليم

وقالت وزيرة التعليم، ليندا ماكماهون، في بيان: «لطالما كانت (هارفارد) رمزاً للحلم الأميركي لأجيال، وطموحاً أسمى للطلاب في كل أنحاء العالم للعمل الجاد والقبول في هذه المؤسسة العريقة». وعدّت أن «فشل (هارفارد) في حماية الطلاب بالحرم الجامعي من التمييز المعادي للسامية، مع ترويجها آيديولوجيات مثيرة للانقسام بدلاً من حرية البحث، عرّض سمعتها لخطر جسيم». ورأت أنه «يمكن لجامعة (هارفارد) تصحيح هذه الأخطاء وإعادة بناء حرم جامعي يلتزم التميز الأكاديمي والبحث عن الحقيقة، ويشعر فيه جميع الطلاب بالأمان».

جانب من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية (أ.ب)
جانب من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية (أ.ب)

ولم يعلق رئيس جامعة «هارفارد»، ألان غاربر، فوراً على إجراء ترمب. غير أنه أكد سابقاً أهمية التمويل الفيدرالي لعمل الجامعة. وقال في مقابلة مع مجلة الجامعة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي: «لم نكن لنتمكن من تنفيذ مهمتنا بالطريقة التي نؤدي بها مهمتنا حالياً من دون دعم بحثي فيدرالي كبير، ولم نكن لنتمكن من تقديم الفوائد التي نقدمها للأمة من دون هذا الدعم».

وكانت «هارفارد» و«كولومبيا» من الجامعات العشر التي أعلنت فرقة عمل فيدرالية، في فبراير (شباط) الماضي، أنها تُراجعها بسبب «احتمال وجود نشاط معادٍ للسامية في الحرم الجامعي».

وبعيد ذلك، أعلنت «هارفارد» أنها ستُجمد توظيف الموظفين وأعضاء هيئة التدريس، نظراً إلى بيئة العمل غير المستقرة. وأعلنت الجامعة، التي تمتلك صندوق هبات فيه أكثر من 50 مليار دولار، أنها ستزيد حزمة مساعداتها المالية للطلاب. وبموجب الخطة الجديدة، يحق للطلاب الذين يبلغ دخل أسرهم 200 ألف دولار أو أقل الحصول على تعليم مجاني؛ مما يضع جامعة «هارفارد» بين أكثر الجامعات سخاءً في البلاد.

ضباط شرطة عند أسوار خارج جامعة كولومبيا (أ.ب)
ضباط شرطة عند أسوار خارج جامعة كولومبيا (أ.ب)

ويتوقع أن يكون لهجوم إدارة ترمب على الجامعات تداعيات عميقة على التعديل الأول للدستور في الولايات المتحدة، وسلطة الحكومة في ضبط الاحتجاجات، حتى عندما تحدث في الجامعات الخاصة. ويرجح أيضاً أن تكون هناك تداعيات اقتصادية وأكاديمية ضخمة.

ورغم أهمية العمل الخيري الخاص، فإن التمويل الفيدرالي لطالما كان شريان الحياة للبحث الأكاديمي الأميركي. وحذّر قادة الجامعات بأن قلة من الجامعات ستواصل حشد الموارد المالية للمشروعات إذا توقفت الحكومة الفيدرالية عن المساهمة في تسديد الفواتير. ويمكن أن يؤدي وقف برامج البحث، حتى ولو مؤقتاً، إلى تسريحات جديدة وتجميد للتوظيف؛ مما قد يؤثر سلباً على الاقتصادات المحلية.

«ماركسيون ومختلّون»

لكن ترمب عاد إلى السلطة في يناير (كانون الثاني) الماضي وإدارته تغلي غضباً من أرقى قطاعات التعليم العالي في الولايات المتحدة. وخلال مدة ترشحه، صوّر ترمب الجامعات العريقة على أنها مكتظة بـ«الماركسيين والمهووسين والمختلين عقلياً»، وسخر نائب الرئيس، جي دي فانس، من هؤلاء، واصفاً إياهم بأنهم «مجانين»، علماً بأن كلاً من ترمب وفانس يحملان شهاداتهما من رابطة «آيفي ليغ» للجامعات السبع الأقدم في الولايات المتحدة.

الرئيس دونالد ترمب يتحدث عن احتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية قبيل دخوله إلى قاعة محكمة مانهاتن العام الماضي (رويترز)
الرئيس دونالد ترمب يتحدث عن احتجاجات الطلاب في الجامعات الأميركية قبيل دخوله إلى قاعة محكمة مانهاتن العام الماضي (رويترز)

ولاحقاً؛ تعهد ترمب نفسه، على وسائل التواصل الاجتماعي، بوقف التمويل الفيدرالي لأي كلية أو مدرسة أو جامعة تسمح باحتجاجات غير قانونية.

ومن الجامعات الأخرى التي استهدفتها فرقة العمل المعنية بـ«معاداة السامية»: جامعة جورج واشنطن، وجامعة جونز هوبكنز، وجامعة نيويورك، وجامعة نورث ويسترن، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي، وجامعة مينيسوتا، وجامعة ساوث كاليفورنيا.

ورغم أن إدارة ترمب ركزت بشكل كبير على ما تعدّها «معاداة سامية متفشية في الجامعات»، فإنها أوقفت أيضاً تمويلاً بقيمة 175 مليون دولار لجامعة بنسلفانيا لسماحها لامرأة متحولة جنسياً بالانضمام إلى فريق السباحة النسائي عام 2022.