هال براندز

هال براندز
كاتب رأي من خدمة «بلومبيرغ» وأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة «جونز هوبكنز» الأميركية

هل على الولايات المتحدة أن تخشى اجتياحاً صينياً محتملاً لتايوان؟

ما من سيناريو يمكن أن يُقلقَ الخبراء الاستراتيجيين الأميركيين مثل احتمال شن الصين حرباً على تايوان. فقد جاءت الأشهر الأخيرة بسلسلة من التقارير التي أوضحت أمرين غير مريحين: أنَّ خطر هجوم صيني على تايوان قد أخذ في التفاقم، وأنَّ الولايات المتحدة - الملتزمة أمنياً وبشكل غامض بأمن تايبيه - قد تخسر حال دخلت هذه الحرب نيابة عن تايوان. بالنظر إلى تلك التوقعات القاتمة، يحق لكثير من الأميركيين التساؤل عن سبب محاولة الولايات المتحدة الدفاع عن جزيرة تبعد آلاف الأميال، وهي الدولة التي لم يكن من المفترض أن تبقى على قيد الحياة كل تلك الفترة الطويلة.

«المقالات الفيدرالية» ما زالت دليل أميركا لمصادر النجاح

لا تمل السياسة الخارجية على اختلاف أشكالها من الجدل بشأن الاستراتيجيات الكبرى مثل تلك التي صاغها كلاوزفيتز ومكيافيلي وسون تزو وغيرهم. في الآونة الأخيرة، اشتبك الساسة العالمون ببواطن الأمور حول ما إذا كان «تاريخ الحرب البيلوبونيسية»، وهي حرب يونانية قديمة نشبت بين أثينا وإسبرطة – التي دونها المؤرخ لثيوسيديدس عديمة الأهمية ومبتذلة، أم أنها دليل مفيد لعلاقات القوى العظمى. ومع ذلك، يتجاهل العديد من طلاب الاستراتيجية مساهمة أميركا فيما يعرف بقانون «الأوراق الفيدرالية» - مجموعة من 85 مقالاً كتبها ألكسندر هاميلتون، جيمس ماديسون، وجون جاي لتشجيع التصديق على دستور الولايات المتحدة.

الحرب بين الصين وأميركا لن تحدث بالصدفة

تتدهور العلاقات بين الولايات المتحدة والصين يوماً تلو آخر، والخبر السيئ هو أن القتال قد لا يتوقف قبل العقد المقبل، والخبر السار هو أن مثل هذه الحرب لن تبدأ بالصدفة. ثمة جدل معتبر مفاده أن الدول يمكن أن تتعثر في صراع كبير لا ترغب فيه في الحقيقة جرى إحياؤه مع تصاعد التوترات بين القوتين العظميين. ومع ذلك، يُظهر التاريخ أن الحروب الكبرى لا تحدث عن غير قصد. كان رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق كيفن رود هو من طرح فكرة الحرب. وفي إشارة إلى نقاط الاشتعال العديدة التي تتعارض فيها المصالح الأميركية والصينية، أفاد بأن هناك خطراً متزايداً من «حدوث الصراع».

الجانب الإيجابي من الحرب الباردة الجديدة مع الصين

اعتقد الآباء المؤسسون للولايات المتحدة أن المنافسات والصراعات الخارجية الطويلة الأمد قد تسفر في خاتمة المطاف عن تقويض وتدهور الديمقراطية في داخل البلاد. وصار العديد من أقوى التحذيرات الصادرة اليوم في الولايات المتحدة تتخذ منهجاً مماثلاً في الترهيب من اندلاع حرب باردة جديدة مع الصين. وانطلقت صحف مرموقة من شاكلة «نيويورك تايمز» و«الإيكونوميست»، فضلاً عن بعض الكتّاب والنقاد السياسيين البارزين يحذرون من انطلاق «الرعب الشيوعي الأحمر الجديد».

لهذا ترغب الصين في فوز ترمب؟

لماذا قد ترغب الحكومة الصينية، التي أمطرها الرئيس دونالد ترمب بوابل من التعريفات الجمركية والعقوبات، وحمّلها مسؤولية انتشار وباء «كورونا»، ووصفها بأنها أكبر تهديد للأمن الأميركي، في إعادة انتخاب ترمب خلال عام 2020؟ ربما لإدراك المسؤولين الصينيين ما أوضحه جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، في كتابه الأخير الذي يرى أن الضرر الذي يُلحقه ترمب بقوة أميركا والمجتمع الديمقراطي الدولي يفوق كثيراً أي ضرر يلحقه ببكين؛ وهذا ما يجعل لانتخابات 2020 أهمية تاريخية في تحديد شكل العالم الحديث.

الأزمة الأميركية ـ الألمانية وخطة ترمب لتقليص القوات

لا يعتبر كل انسحاب لقوات أميركية من قواعد أجنبية كارثة، ففي نهاية الأمر تبقى الأصول العسكرية الأميركية محدودة. ولذلك، يبدو من المنطقي إعادة تمركزها من حين لآخر. ومع هذا، تفيد تقارير بأن الرئيس دونالد ترمب يخطط لسحب 9500 جندي من حوالي 34000 جندي أميركي متمركزين داخل ألمانيا، الأمر الذي أثار حالة من الفزع على جانبي الأطلسي.

أميركا والصين والهند وصياغة المشهد الاستراتيجي للقرن الـ21

تسببت موجة اشتعال في نزاع حدودي قائم منذ أمد طويل بين الصين والهند، في توتر العلاقات بين البلدين. ومع هذا، فإن هذا الأمر قد يحمل ذات القدر من الأهمية فيما يخص العلاقات الثلاثية بين الولايات المتحدة والصين والهند، الأمر الذي سيسهم بدرجة كبيرة في صياغة المشهد الاستراتيجي للقرن الـ21. ومع انتقال التنافس بين الولايات المتحدة والصين إلى الساحة العالمية، ربما تكون الهند البلد الوحيد غير المنحاز والذي يمكنه بمفرده خلق اختلاف كبير في توازن النفوذ والمزايا عالمياً. وتتمثل الأنباء السارة هنا في أن جيوسياسات هذا المثلث تخلق تقارباً أكبر بين الولايات المتحدة والهند.

«كورونا» لم يقضِ على التوازن العالمي للقوة

هل انتهى التوازن العالمي للقوة بعد ظهور «كوفيد - 19»؟ من السهل التعرف على السبب وراء اعتقاد بعض المراقبين الأذكياء ذلك. لقد تسبب الوباء في جعل بعض أكبر دول العالم أشد ضعفاً من بعض أصغر دول العالم. وكشف الوباء أن بعض التهديدات لا يمكن احتواؤها من دون التعاون عبر خطوط جيوسياسية وآيديولوجية. وبذلك، تفاعل فيروس «كورونا» مع الأمل الأميركي القائم منذ أمد بعيد في أن تتلاشى الحقائق الكئيبة للواقع الجيوسياسي لتفسح الطريق أمام شيء أفضل. إلا أنه للأسف الشديد، تقف هذه الآمال على وشك التحطم.

ما الذي تريده الصين حقاً؟

هل يمكننا فعلاً التأكيد على أن الحزب الشيوعي الصيني يعني ما يقوله تماماً ويعرف ما يريده فعلاً؟ إذ ربما يكون هذا هو المفتاح الحقيقي لإدراك وفهم طموحات بكين الاستراتيجية خلال العقود المقبلة. من المجازات طويلة الأمد في المناقشات الأميركية بشأن هذه المسألة، أن الصين نفسها لا تعرف ما تسعى إلى تحقيقه على وجه الحقيقة، وأن قادة البلاد لم يقفوا حتى الآن على تحديد المدى الذي ينبغي أن يبلغه نفوذ الصين في الخارج.

التنافس مع الصين قد يعيد أميركا إلى زمن الانقلابات

تشير جميع الدلائل إلى أن الحكومة الأميركية لم تكن متورطة في المخطط للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، هذا الشهر. في الواقع، يأمل المرء أن تبلي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه.) بلاءً أفضل عن المشاركة في مخطط هزلي تبرأت منه المعارضة الفنزويلية واخترقته قوات الأمن التابعة للنظام وأحبطته بمجرد أن بدأ. ومع هذا، يدعونا هذا الحدث التافه إلى التفكير بجدية بشأن دور التدخلات السرية وجهود تغيير النظام في إطار السياسات الأميركية.